تبحث هذه الدراسة في أصل الكاكائية وأهم مرتكزاتها العقائدية الفلسفية ورؤيتها الحضارية وعلاقاتها مع الأديان والمذاهب الدينية والفكرية الأخرى، وأهم التحديات التي تواجهها، كجماعة دينية غير تبشيرية تحاول الحفاظ على خصوصياتها في خضم التحولات والتغيرات التي تحدث في العالم والمنطقة، وتتعرض إلى الكثير من الضغوط التي تمس عقيدتها ووجودها وتحاول تعريف هذه الجماعة الدينية، لذا يمكن وصف هذه الدراسة بأنها من الدراسات الوصفية التحليلية، التي تتبع المنهج الوصفي والتحليل التاريخي بدرجة أساسية
يتصل الإطار الزماني للدراسة بالأصول التاريخية لهذا الدين ومحاولة استشراف مستقبله، مركزين بالأساس على تحديات واقعه الراهن. أما الإطار المكاني للدراسة فيشمل أماكن وجودهم بشكل رئيس في كردستان العراق وإيران. هناك العديد من الدراسات السابقة التي تناولت الديانة الكاكائية والتي تنتمي إلى حقول معرفية عديدة كالاجتماع والسياسة والدراسات الأمنية والتاريخية والفقهية والعقائدية، وهي تنطلق من مشارب فكرية متعددة ولأهداف ودوافع متباينة وبلغات مختلفة، ونحاول هنا استخدام معظم تلك الدراسات كمصادر ومراجع مباشرة وغير مباشرة بالإضافة إلى الدراسة الميدانية، وتحليل بعض النصوص المقدسة المتوافرة لتلك الديانة.
تضم الدراسة ثلاثة محاور: الأول: يبحث في أصول نشوء الكاكائية. والثاني يدرس الأسس العقائدية للكاكائية وارتباطاتها مع الأديان والمذاهب الدينية والفكرية والاجتماعية الأخرى. أما الثالث: فيحلل أهم التحديات والإشكاليات التي تواجه أتباع هذه الجماعة الدينية، ثم تتوصل الدراسة إلى استنتاجات.
الأصول التاريخية لنشوء الكاكائية
أصل مصطلح الكاكائية
الكاكائية، مشتقة من كلمة كاكة باللغة الكردية التي تعني (الأخ الكبير العطوف والرؤوف الخدوم الشهم الصادق المعيل والمتحمل للمسؤولية والمتدبر لشؤون الآخرين والراعي لمصالح الضعفاء والمدافع عنهم)، وكما يطلق أيضاً في بعض الحالات على الأب وضمن العائلة الموسعة يشمل الأجداد، كما يطلق على الشخص للمناداة وعلى الشخصيات العامة[2]. كانت كلمة كاكة تستخدم في الشعوب الزاكروسية أسلاف الكرد خصوصاً بين الكاشيين والكوتيين ومن ثم الميديين ككنية للملوك والأمراء ويرى جمال رشيد أن المصطلح يرتبط بتطور الجذور التاريخية لكنية الكرد، وتطورت الجذور المشتركة نفسها عبر الحقب التاريخية إلى صيغته الحالية[3]. وهناك من يرى أنه تطور من كلمة كيو (جبل) وتحورت بعد ذلك إلى كلمة كاكة[4]. ما زال هناك العديد من القبائل الكردية تسمى بتسميات مقاربة لكلمة كاكة كـ(الكاكةوندية والكاكية والكاكةلة والكاكالي وكاكةونزكة وكيكانية.. وغيرها)[5]. ارتباط المصطلح بطائفة دينية، له تفسيرات عديدة، فمنهم من يرى أن الكتابات التاريخية أشارت بوضوح إلى مجموعات تحمل أسماء قريبة أو مشابهة، وكما كانت تدين ببعض العقائد التي ما زال الكاكائية يتمسكون بها، وبينما يرى الآخرون أن الكرد بشكل عام خصوا باسم الكاكائية على اليارسانيين احتراماً وتقديراً لهم باعتبارهم أكثر الناس احتراماً وتقديراً، بينما يرى آخرون أن التسمية جاءت انعكاساً لعقائدهم الدينية التي تبشر بالأخوة بين البشر، وتفرض عليهم مناداة أي إنسان بكلمة كاكة، وهناك العديد من القصص الشعبية تفسر ظهور هذه التسمية لهذه الجماعة الدينية، واعتقد بعض المستشرقين بأن الكلمة مقتصرة على إحدى طبقات هذه الجماعة (طبقة الپیر) وكان الآخرون يسمون بالداوودي، وبمرور الزمن أصبحت هذه الكلمة عامة تطلق على جميع الكاكائية[6].
تعدد التسميات لطائفة دينية واحدة
تطلق جماعات الكاكائية على أنفسهم كنيات مختلفة، وتطلق عليهم أيضاً تسميات متباينة قد لا يرغبون بها، لكنهم لا يبدون امتعاضاً منها، إلا في ما ندر، ويختلفون فيما بينهم في تفضيل تسمية على أخرى[7]. والاسم الشائع لهم في كردستان العراق هو الكاكائية(كاكةیي) ويلفظ بالكاكائي أو كاكائية، أو كاكيية، ومع ذلك يسمون أيضاً بـ«القلم حاجية، الصارليية (سارلو وسارلەیی)، أهل الحق، علي الهية، گؤران، هاواری، بەرازی، عەبدالبەنی، گورەنلار، قەلخانی، كاكانلو، وكاقانلو، یادگاری، ياري واليارسانية»، یعتبر (الكاكةيي واليارسان) من التسميات الدينية الرائجة وبقية التسميات تحمل صبغة مناطقية وعشائرية أو أطلقت عليهم من قبل الآخرين أو استخدموها في فترة معينة، وغيرها من العوامل والدوافع والمسببات كالطبيعة الدينية والعقائدية لهذه الجماعة الدينية وتباين الطرق والرؤى الدينية فيما بينهم بسبب التباعد الجغرافي والعيش ضمن كيانات سياسية مختلفة، وغيرها من الأسباب[8].
تاريخ ظهور الكاكائية
للكاكائية رؤية خاصة للتاريخ، حيث قاموا بالتحقيب التاريخي لمسيرة عقيدتهم وسموها عصوراً، ولهم سبعة عصور رئيسة، الثلاثة عصور الأولى يسمونها «العهد القديم»، والأربعة اللاحقة يسمونها «العهد الجديد» الذي يبدأ في العهد الأموي، فيعتبر الرواندية والرزامية والكيسانية ومن ثم البابكية ومن الجذور الأولية لتجلي الكاكائية من جديد، ويعتبر بالول دانا (بهلول) من الشخصيات المحورية في هذا العهد، ويأتي بعده بابا خوشين لوري وبابا طاهر الهمداني[9]. يعتبر غزو المغول للمنطقة كارثة كبيرة حلت بهذه الطائفة الدينية وأدت إلى تحولات كبيرة، حيث انتقل العديد منهم إلى منطقة هورامان، وهناك بدأ سلطان سهاك بتجديد الكاكائية وإطلاق مرحلة جديدة من تطورها العقائدي والاجتماعي[10]. تشير الكتابات التاريخية إلى أن الكاكائية ازدهرت في عهد دولة قرةقاينلو، وكانت الإمارة الاردلانية واللورية الكبرى والصغرى تدين بالكاكائية، ويسجل لهم قيادة العديد من الانتفاضات والثورات ضد الإمبراطورية الصفوية والقاجارية والعثمانية في المنطقة[11].
الانتشار الجغرافي
تنتشر الكاكائية في المناطق التي بزغوا منها والتي هاجروا إليها بفعل العديد من العوامل، وتعد كركوك من مراكزهم الأساسية، كما ينتشرون في مندلي والبدرة والزرباطية ومنصوريّة الجبل وخانقين وجلولاء وقرتبة وسعدية وشهربان وجبال حمرين وخورماتوو وداقوق وسهل حويجة ومخمور وأربيل وخازر وسهل تلعفر وقرةقوش والموصل وحلبجة وسليمانية وسهل شارزور. ويقدر عددهم حسب تقديرات غير رسمية بين (200 إلى 500) ألف نسمة[12]. أما في إيران فوجودهم أكبر بكثير، فهم يستقرون في مناطق عيلام ولورستان وكرمانشاه وكربان ودلفان وبشتكوة في إيلام وجرنداب ومراغة وهمدان، ويعيش العديد منهم في قزوين ومازندران وأذربيجان وزنجان وشيراز. وتتراوح نسبتهم بين (2-4) ملايين حسب التقديرات غير الرسمية[13]. وهناك تجمعات للكاكائية في درسيم وسيواس في تركيا يقدر أعدادهم بقرابة (100) ألف ويشكلون جماعة دينية في أرمينيا وجورجيا ويعرفون في باكستان والهند وأفغانستان باليادكارية (زكري) وتختلف التقديرات في تخمين نسبتهم[14].
الأسس العقائدية للكاكائية وارتباطاتها الدينية
الأسس العقائدية
يمكن القول بأن الكاكائية من الديانات القديمة، وتعتبر من أورومة الديانة الميترائية، ومتأثرة بشكل كبير بالأديان الزرادشتية والمانوية والمزدكية، تصنف عقائدياً بالديانات الفلسفية الباطنية (Esoteric Philosophy) التوحيدية[15]. بفعل جذورها الهرمزية والغنوصية، تعتمد الترميز والمنطق المعرفي والتأمل العرفاني كجزء أساسي للإيمان الذي يترفع بالاعتماد على الروح (Rawan) الذي يعتبر البذرة الأساسية في الخلق والذي يعد المحور الأساسي للعقيدة الكاكائية. فالروح لا يموت بل يمر بمراحل حلولية مختلفة وتتناسخ في أجساد عديدة، وتمتلك إدراكاً غير شعوري يتجاوز البعدين المكاني والزماني المعلومين للحواس الفيزيائية. ومادة الروح هي المادة الإلهية المقدسة نفسها، لذا فالتقمص والإبعاد والتجسيد والترفع إلى مستويات مقدسة ممكنة وفق شروط عقائدية معينة. وبهذا يرون أن الأديان جميعها ذات مصدر واحد وهدفها واحد، فيعتقدون بصحتها جميعاً، لذا يقدرون تعاليمها، ويرون أن التاريخ الديني قد تكشف من خلال سلسلة من التجسدات الإلهية، في كل مرة انبثقت منها ديانة تلبي جانباً معيناً من جوانب الحقيقة. تمتلك الكاكائية مستويين من اللاهوتية، الأول: المستوى الشعبي الأكثر شيوعاً لا يشتمل على أشكال الطقوس المعقدة، ويرتكز بشكل كبير على مفهوم الـ(نيازي) أي اتصال بين الخالق والمخلوق عبر مشاعر حب حقيقية، تكون كافية ومجردة وحقيقية، وبعيدة عن التزلف الظاهري عبر التعبدات الشكلية الصارمة (النمازي) الذي يدار ويراقب من قبل المؤسسات الدينية دون التمكن من إيجاد أي رابطة بين الخالق والمخلوق. أما المستوى الثاني: فيتجلى في الرمزية المعرفية ويختص ببلوغه مجموعة معينة عبر الإدراك الروحي إلى مستويات من القدسية، ولا يوجد معلومات حول اللاهوتية التعبدية لهذا المستوى. في كلا المستويين يرتكز التعبد على مشاعر الحب بين الخالق والمخلوق، وهذه المشاعر قادرة على توليد الفهم المجرد والمباشر، ويستمر عبر التضامن وقادر على السمو بالإنسان نحو الكمال[16]. وتحقيق مرتبات القداسة باتحادها مع الذات المقدسة، فالحب هو الجوهر العقائدي، والوجدان والقلب عشٌّ للروح يستقرّ فيه إيمان الإنسان وعقيدته، فمشاعر الحب تنمو بالتفكير التأملي العقلاني بوصفه المظهر الأكثر تجلياً للتعقل، والذي بدوره يؤسس للطيبة والخير ويضع الإنسان أمام المسؤولية الكاملة عن اختياراته، وبدون حب ينمو الكره والحقد ويترعرع في نمط التفكير غير العقلاني ويفرز الشرور كافة[17]. يعتقدون بأن الخالق ينظر لجميع البشر دون تمييز، ولا يتجسد لقوم دون الآخرين، لذا فهم يعتقدون بأن الأديان المنتشرة بين الشعوب إنما هي تعاليم ربانية تتجسد فيهم من خلال إحدى شخصياتهم وهذه الفكرة انعكاس واضح لمفهوم وحدة الوجود. يعتقدون بأن الخالق خلق السكون والمياه والذرة واستقر فيها لسبعين ألف سنة، وسمى نفسه بخاوة ندكار (خالق الأعمال)، ثم خلق الأرواح، وبعد ذلك خلق عرشه، ومن التراب الذي تحت عرشه خلق الجبال والسماوات والنجوم في ستة أيام، ومن تراب جبل (سةرنديل) خلق الإنسان، ونفخ فيه الروح، وبما أن الروح خلق قبل الموجودات المادية وبشكل مستقل، لذا فهو ينتقل إلى الأجساد عن طريق الحلول، مما يجعل فكرة توارد الذات وتناسخها ممكنة، وكذلك تتولد إمكانية التسامي الروحي إلى المستوى القدسي عبر توارد مباشر بين الخالق والمخلوق. لذا يبتعدون عن مفهوم النهايات الشاملة، والموت عندهم مرحلة تحولية للروح، لتنتقل إلى مرحلة أخرى وفق ضوابط معلومة[18]. من الأركان الأساسية للعبادة عند الكاكائية الالتزام بالأسس المقدسة (النظافة جسداً وروحاً، والرضا والقناعة والإحسان وخدمة الآخرين ومساعدتهم والتفاني والإحسان ونكران الذات والابتعاد عن الأنانية والغرور والتكبر). وهو ما يسمى بالأركان الأساسية الأربعة (الطهارة والصدق ونكران الذات والتسامح) والتمسك بهذه الأركان الأربعة يحقق للفرد السمو والتسامي مع الذات الإلهية ويحل عليه البركة[19].
الكتب المقدسة والطقوس الدينية
يحتفظ الكاكائية بالكثير من المؤلفات والكتب المقدسة التي تحوي تفاصيل ديانتهم. من أهمها (سرنجام، دەوري بالول،دەوری بابا سەرهەنگ،دەوری شاخۆشین، دەوری باوە ناوس،دەفتەری بردیوەر،دەوری ساوا، دفتەری دیوانی گەورە، دەوری دامیار، زوڵاڵ زوڵال، دەوری باوە جەلیل، كەڵامی ئیلبەگی جاف، كەڵام خان ئەڵماس، كەڵام تەیمور، كەڵام نەوروز،كەڵام شێخ ئەمیر، كەڵام پیرخامۆش، كەڵام دەروێش قولی، كەڵام ذوالفقار) وبعض الكتب الأخرى التي تقدس من قبل طوائف أخرى ككتاب (خطبة البيان) و(جاودان عرفي) و(حياة التوحيد)[20]. يمارسون طقوساً دينية خاصة بهم، كالصلوات والصيام وغيرها من الالتزامات الدينية- الاجتماعية الأخرى. يتم أداء الطقوس الدينية بعيدا عن الأنظار ويحرّمون كل ما يمكن أن يؤثر سلباً على الأركان الأساسية لعقيدتهم، كالكذب والخيانة والبذاءة واللعن والسب واحتقار الآخرين وتناول المسكرات[21].
علاقة الكاكائية بالأديان الأخرى
يرتبط الكاكائية بعلاقة قوية ومتداخلة مع عدد من الطوائف الدينية الأخرى، وأثر ذلك على مختلف جوانب الحياة الدينية والاجتماعية لهذه الطائفة. وسببت لها تجاذبات معقدة، وفي الوقت نفسه، أواصر متشابكة. ومن أهم الأسباب لبروز هذه العلاقة:
1. الطبيعة التكوينية للكاكائية: الكاكائية من العقائد المتسامحة والمنفتحة على العقائد الأخرى، إذ تقبل الديانات الأخرى وتقر بصحتها وتسمح لها ببناء وشائج متعددة مع تلك الديانة والأخذ ببعض تعاليمها واتّباع شعائرها[22].
2. الجذر التاريخي المشترك: للكاكائية جذور تاريخية وارتباطات عقائدية مع العديد من الأديان والطوائف الدينية المختلفة التي تحمل جذراً ميترائيا وزرادشتياً والديانات الهندية، كما أن لها ارتباطات عقائدية وتداخلا تاريخيا مع اليهودية والمسيحية والإسلام[23].
علاقة الكاكائية بالإسلام
ترتبط الكاكائية بالإسلام بوشائج عميقة ومتداخلة، تبلورت بفعل دوافع وأهداف عديدة، وهناك آراء متفاوتة للتصنيف[24]. ومن أهم تلك الآراء:
الكاكائية جماعة مسلمة
يختلف أصحاب هذا التوجه من حيث كيفية ونوعية إسلام هذه الجماعة، ويوجد منهم أربعة تيارات[25]:
التيار الأول: يرى أن الكاكائية مسلمون سنة، ويتبعون طريقة صوفية باطنية خاصة بهم.
التيار الثاني: يصفهم كمسلمين شيعة غلاة.
التيار الثالث: يصفهم كإحدى الجماعات التي تتبع الطوائف التي يصفونها بالباطنية كـ(النصيرية والإسماعيلية، والبكتاشية والقزلباشية والأخية).
التيار الرابع: أتباع طريقة صوفية تحولوا إلى طائفة صوفية مغالية.
الكاكائية جماعة غير مسلمة
هناك من يصنف الكاكائية كجماعة دينية غير مسلمة وهم على ثلاثة آراء مختلفة[26]:
الرأي الأول: يرى أن الكاكائية مسلمون تركوا الإسلام بفعل اعتقاداتهم الباطلة.
الرأي الثاني: يرى أن الكاكائية غير مسلمين تأثروا ببعض مظاهر الإسلام تقرباً وتأثراً.
الرأي الثالث: الكاكائية دين صوفي مستقل احتفظوا بعلاقات عضوية مع التصوف الإسلامي، وأسهموا في تطويرها وتأثروا بها.
رأي الكاكائية في نسبهم إلى الإسلام
تتباين آراء الكاكائية أنفسهم في موقفهم من الإسلام، ومن أهم آرائهم[27]:
أولاً: تيار يعتبرون أنفسهم مسلمين سنة متصوفة، لهم طريقتهم الصوفية الخاصة. وهذا الرأي هو الشائع عن الكاكائية في العراق وأجزاء من إيران وأفغانستان والهند ومناطق أخرى.
ثانياً: تيار يعتبرون أنفسهم مسلمين شيعة متصوفة، ويختلفون عن الإمامية. وينتشر أصحاب هذا الرأي في إيران والعراق وبعض المناطق الأخرى.
ثالثاً: تيار يعتبرون أنفسهم طائفة إسلامية متصوفة خاصة، ترتبط بالطوائف الباطنية الإسلامية الأخرى كالعلوية والبكتاشية والقزلباشية.. وغيرها.
رابعاً: تيار يعتبرون الكاكائية جماعة دينية مستقلة تربطها علاقات ووشائج قوية مع الإسلام كما الأديان الأخرى، ويعتبرون الصوفية هي الرابط الذي يجمعهم مع الإسلام.
البعد الاجتماعي للديانة الكاكائية
يتركز البعد الاجتماعي للكاكائية على بناء السلم الاجتماعي والمحافظة على نظام التكافل داخل مجتمعهم، ولديهم معابدهم الخاصة التي تسمى (جمخانة)، يستخدم لجميع أنواع الشعائر والمناسبات والاجتماعات، وتعتبر الموسيقى من التجليات الرمزية المقدسة والأساسية لأداء الطقوس الدينية وإحياء المناسبات. لهم أعياد عديدة كعيد (نوروز، خاوندكار، قولتاس)، يقدسون العائلة ويعتبرون الزواج المبني على الحب هبة لا ينالها إلا المؤمنون والمفعمون بالحب الإلهي، لذا تبقى الرابطة مقدسة ويحافظون عليها قدر الإمكان، فالتعددية الزوجية محرمة والطلاق محرم. والكاكائية مجتمع مقسم حسب الوظيفة الدينية ولا يجوز الزواج بين حاملي الوظيفة الدينية المختلفة. يحترمون يومي الاثنين والجمعة، ويفضلون بعض أنواع الفاكهة، ويحترمون الأشجار، ولديهم ألوان مفضلة بسبب ارتباطها بذاكرتهم الدينية وورودها في كتبهم المقدسة، كما يحافظون على بعض المظاهر الشخصية لاعتبارات تراثية ودينية كإطلاق الشوارب وشد الرأس بالعمامة وغيرها[28].
أهم التحديات والإشكاليات التي تواجه أتباع هذه الجماعة الدينية
الكاكائية وإشكالیة الكتابة التاریخیة
هناك إشكالية كبيرة في الكتابة التاريخية عن الكاكائية بسبب التعمد (أو جهلا) والمبالغة في نقل وتلفيق القصص والروايات التي تؤسس إلى تشكيل صورة مارقة عنهم، وكأنهم من الأمور غير المألوفة في مناحٍ كثيرة[29]. وتعمدوا الطعن بشرفهم واتهامهم بالإباحية وغيرها من التهم الكثيرة الأخرى، ونقلوا صوراً متناقضة، وكتبوا لنا حكايات غامضة، فأخرجوا كتباً ومقالات مرتبكة عديدة بهدف إثارة الآخرين ضدهم وعزلهم عن الوسط الاجتماعي. وهذا ما سبب إشكالية كبيرة للكتابة التاريخية عن هذه الطائفة[30].
إشكالية وصم الكاكائية بالجماعات المنعزلة والسرية
الكاكائية مجتمع منفتح، لهم علاقات اجتماعية متحررة مع الأديان والمذاهب الأخرى وكل من جاورهم. ولا يضعون أي عوارض أمام تواصلهم الاجتماعي، ويشتهرون بانفتاحهم، ولا يمكن الاستمرار بوصمهم بالانعزالية والغلو، ولا توجد إشارات حول تعصبهم أو تطرفهم الديني. حيث يعتمدون على مبدأ المؤاخاة في تعاملهم مع الجميع. ويعيشون في قرى مختلطة مع أديان ومذاهب مختلفة، والكل يشيد بانفتاحهم وتعاونهم، فالكاكائية يحترمون الإرث الفكري والروحي لجميع الأديان ورموزهم العظيمة[31]. كما أن اعتبار الكاكائية من الجماعات السرية غير دقيق، بل هم جماعة دينية بنت عقائدها على الرمزية والانتقائية المعرفية، ويعتقدون بأن الحكمة هي الإشراق، يدركها من يستطيع إدراك رمزية النور، ويتم ذلك عبر سلسلة طويلة من التدرج المعرفي، وهي عملية خاصة جداً لا يمكن جعلها في متناول الجميع، وكما أن الحكمة التي يتم الاطلاع عليها من قبل أشخاص لا يحملون النور يتحولون إلى أناس أشرار بسبب القوة الكبيرة التي يكتسبونها بفعل معرفتهم بأسرار الحكمة، وكما أن هذه الديانة هي غير تبشيرية ولا تقوم على مبدأ كسب الأتباع، لذا فمن الطبيعي أن تبقى عقائدها غير معروفة للآخرين. ويبقى عملهم الدؤوب على منع اطلاع المعادين لهم على أسرار ديانتهم من المرتكزات العقائدية التي اعتمدوها كوسيلة لمنع أعدائهم من معرفة ما يمكنهم من إيذائهم. لذا ففحص وتفكيك العالم الغيبي والميتافيزيقي للكاكائية وإخضاعها للمقارنة والتدقيق ومعرفة مصادرها المادية والميتافيزيقية يعتبر ضربا من المستحيل[32].
إشكالية الكاكائية مع سياسات الدولة
تعرض الكاكائية ككل المجموعات الكردية الأخرى إلى سياسات حكومية تهدف إلى إزالة وجودهم، لذا قاسوا الأمرَّين بسبب انتمائهم العقائدي والقومي، ودأبت الحكومات العراقية المتلاحقة على محو منظم لإرثهم الحضاري، وعدم السماح بالتعبير عن أنفسهم كطائفة دينية مستقلة، بل أصرت على اعتبارهم قبيلة من قبائل العراق، خلال الحرب العراقية- الإيرانية، وخلال عمليات الأنفال تعرضت مناطقهم إلى التهديم، وقتل الكثير منهم وشرد البقية. وضعت الحكومة العراقية الشبك والكاكائية والإيزيدية أمام اختيار إما أن يعتبروا أنفسهم كرداً فيرحلوا عن مساكنهم وتصادر أملاكهم، أو أن يسجلوا أنفسهم عرباً ويبقوا في مناطقهم. بهدف تغيير وضعهم القومي[33]. قامت الحكومة العراقية بإزالة قرى الكاكائية وترحيلهم عن مناطقهم، وأنكرت هويتهم الدينية والقومية، وتم إزالة آثارهم وأماكنهم المقدسة، وصودرت أراضيهم وممتلكاتهم[34]. في العهد الملكي توجهت الأنظار لدمجهم مع الشيعة بشكل كامل، وفي العهد القومي (1963-2003) انصبت محاولات الحكومة لدمجهم بالمذهب السني، واعتبارهم قبيلة ذا أصول عربية[35]. وبعد سقوط النظام البعثي عام 2003 تموضعت السياسات الحكومية نحو دمجهم في المذهب الشيعي، ونشطوا في هذا المضمار بشكل كبير، وتم اتخاذ مجموعة إجراءات رسمية وغير رسمية بهذا الصدد[36]. يتبين من خلال سير السياسات الحكومية المختلفة أن الكاكائية والأقليات الباقية يتعرضون بأشكال مختلفة إلى الاضطهاد[37].
أوضاع الكاكائية في إيران
بما أن أغلبية الكاكائية يعيشون في إيران، فوضعهم في إيران يؤثر بشكل مباشر على وضعهم في العراق، خصوصاً بعد 2003 حيث هناك تناغم سياسي وتحالف أيديولوجي عراقي– إيراني. ففي إيران يعمد التوجه الرسمي إلى اعتبارهم شيعة وتتخذ السلطات هناك مجموعة من الإجراءات المتنوعة من أجل نشر التشيع بينهم. وتعمل السياسات الحكومية على منع ظهورهم والتعبير عن أنفسهم كطائفة دينية وتهملهم في سياسات التنمية، فتعتبر مناطقهم من أشد المناطق إهمالاً، في حالة تثير الاستغراب ودهشة المراقبين ينتشر في مناطقهم التنظيمات الإرهابية الإسلامية المتطرفة التي تستهدفهم بالقتل والتنكيل، وتسمى الآن مناطقهم الجبلية (تورا بورا) لأنها أصبحت معقلاً لداعش[38]. علماً بأن مناطقهم تقابلها من جهة الحدود العراقية مناطق تحت سيطرة ونفوذ أحزاب على علاقة متميزة بإيران، وليس من المفترض أن تكون الحركات الإرهابية قادرة على البقاء في تلك المناطق بعدم وجود حاضنة شعبية لها[39].
الكاكائية التهديدات والتحديات
لم تحظ الكاكائية بقبول الجماعات الإسلامية المتطرفة والمتزمتة، بل وقعت في مرمى نيرانهم وهجومهم الشرس، وأدى ذلك إلى تعرضهم للكثير من المتاعب والمشاكل وفقدوا الكثير من الأرواح[40]، إذ قامت الحركات الإسلامية المتطرفة بإزالة مراقدهم المقدسة واغتيال العديد من شخصياتهم، وإجبار العديد منهم على ترك الكاكائية، أما داعش فخصهم بالعديد من الهجمات والسياسات العدائية، وقد قاموا بتهجيرهم وذبح العديد منهم وخصهم بالسيارات المفخخة. وشنت الحركات الإرهابية هجمات على مناطقهم لخطف عوائل الكاكائية وذبحهم[41].
يواجه الكاكائية في مناطق وجودهم في إيران والعراق ضغوطات كبيرة تساق نحو إزالتهم كطائفة دينية، وتزايدت هذه الضغوطات بعد أن أصبحت سياسات نشر تشييع استراتيجية بالنسبة للعديد من القوى السياسية والدينية الرسمية في كلتا الدولتين[42]، فهي كديانة غير تبشيرية تواجه المزيد من الضغوطات من قبل الديانات التبشيرية الكبرى، والتي تمتلك أدوات سياسية واجتماعية ومالية ضخمة جدا، لا مجال للمقارنة مع ما يملكه الكاكائية. فالكاكائية تفتقر إلى أدوات التعبئة الجماهيرية، وغير قادرة على إدارة الصراعات الدينية، وهذا ما يجعلها في وضع معقد في ظل أجواء من تنامي الكراهية الدينية والمذهبية، واصطفاف المنطقة بشكل عام على معسكرات مذهبية متصارعة. يبقى وضعهم في المناطق التي تدار من قبل الحكومة المركزية صعباً وقلقاً.
الخاتمة
هناك إنجازات عدة تحققت، منها أنه تم الاعتراف بهم كطائفة دينية مستقلة في إقليم كردستان، ولهم ممثلية في المؤسسات الرسمية، ويمتلكون كوتا في مجلس محافظة حلبجة، بالإضافة إلى ضمانة رسمية وغير رسمية قادرة على حمايتهم من التهديدات الإرهابية والتطرف الديني، وهم منخرطون بقوة في الحياة العامة، وما زالوا يسعون إلى تحقيق العديد من التطلعات الأخرى، وبسبب غنى صورتهم الروحية في كردستان قد يكونون قادرين على الصمود والاستمرار في ظل كل التحديات التي تواجهها. لكنهم يقفون في مواجهة الكثير من التهديدات التي تأتي بسبب أن تنامي العنصرية القومية والتطرف الديني في العراق وإيران ومناطق أخرى يؤثر بشكل سلبي على وجودهم، كما أن أغلب مناطقهم هي مناطق متنازع عليها بين الحكومة المركزية العراقية والحكومة الإقليمية في كردستان، وتنشط فيها حركات متطرفة وعنصرية، وبسبب التلكؤ في تنفيذ المادة (140) من الدستور العراقي وتنامي الصراع، أصبح هناك ضرورة للتفكير في مستقبل هذه الجماعة الدينية بشكل عاجل.
الكاكائية، مجموعة دينية مستقلة من الأكراد، تعود بجذورها إلى الديانة الميترائية، وتشترك مع العديد من الأديان والطوائف بوشائج مشتركة، وهم جماعة دينية منفتحة، ومتسامحة، تعرضوا إلى الكثير من التنكيل والاضطهاد بأشكال مختلفة، وما زالوا تحت التهديد، يكافحون من أجل الاستمرار والبقاء، وبسبب الاضطهاد المستمر، أصبحوا بحاجة إلى الكثير من المساعدة من أجل إعادة إحياء تراثهم والحفاظ على المتبقي منها.
[1] باحث عراقي متخصص في التعددية والتنوع الثقافي.
[2] للمزيد انظر:
فاضل نظام الدين (هزار)، فەرهەنگی ئةستَيرة گهشه، چ1، چاپخانەی اجیال، بغداد،1977، ل552.
كيو مكرياني، ﻓﻪرﻫﻪﻧﮕﻰ مهاباد، چ1، چاپخانەی كوردستان، هەولێر، 1973، ل453.
[3] للمزيد انظر: جمال رشيد، ظهور الكورد في التاريخ، ج2، ط2، دار آراس، أربيل،2007. ص7-43.
[4] للمزيد عن أصل الكلمة انظر:
محمّد أمين زكي، تاريخ السليمانيّة، ت: جميل الروزبياني، ط1، دار العراقيّة، بغداد، 1951، ص218.
د- مهدي كاكةيي، عشيرة (کاکەيي) ودين (يارسان)، الحوار المتمدن، ع5549،
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp
تاريخ الزيارة، 4/2/2018.
[5] توفيق وهبي، قواعد اللغة الكرديّة، ج1، ط1، مطبعة البيان، بيروت، 1956، ص26.
[6] للمزيد عن الآراء المختلفة انظر:
نريمان مصطفى، توﺣﻔﻪى سلێمانى هجرى ﺩﻩده، گۆڤاری روشنبيرى نوى ، ژ107، بةغداد، 1985، ل222.
محمد جميل روزبياني، بندنيجين (مندلي) في التاريخ قديماً وحديثاً، المجمع العلمي العراقي، الهيئة الكردية، ج7، 1980م، ص417-440.
سيسيل جون إدموندز، كورد تورك وعرب، ت: جرجيس فتح الله، ط2، دار آراس، أربيل، 1999، ص173-182.
[7] للمزيد من التفاصيل انظر:
محمد أمين زكي: خلاصة تاريخ الكرد وكردستان، ج1، ت: محمد عليّ عوني، ط2، مطبعة صلاح الدين، بغداد،1961، ص290.
هاشم كاكەيى، ئەستێرە گەشەی ئاسمانی شارەزور سوڵتان ئیسحاقی بەرزەنجی، گۆڤاری كاروان، ژ62، بغداد، 1988، لا 106-110.
[8] للمزيد من التفاصيل انظر:
خسرو جاف، اللر كرد أم لر، دار اراس، أربيل، 2005، ص34.
میهرداد ئیزەدی، ئاین وتایفە ئاینیەكان لە كردستان، و: كامەران فەهمی، چ1، مەكتەبی بیر وهوشیاری، سلێمانی، 2002. ل35-45.
باسيلي نيكيتين، الكرد، دراسة سوسيولوجية وتاريخية، ت: نوري طالباني، ط2، دار حمدي، أربيل، 2007، ص397. محمد مەردۆخی كوردستانی، میژووی كورد وكوردستان، و:عبدالكریم محمد سعید، ب1، چ1، چاپخانەی ئەسعەد، بغداد،1991، لا 103.
فلادیمیر مينورسكي، أهل الحق، دائرة المعارف الإسلاميّة، ت: أحمد الشنتناوي وآخرون، ج3، دار المعارف، بيروت، د.ت، ص95.
[9] للمزيد من التفاصيل انظر:
د. صديق بۆرگەیی، بزرﮔان يارسان، چ1، مطبوعاتي عطائي، طهران 1982، لا74-75.(فارسي).
د. عبدالله سلوم السامرائي، الغلوّ والفِرَق الغالية في الحضارة الإسلاميّة، ط1، دار الحرّيّة، بغداد، 1972، ص127.
توما بوا، مع الأكراد، ت:آواز زنكنة، ط1، دار الجاحظ، بغداد، 1975، ص116.
[10] انظر:
د. رشاد ميران، رەوشی ئاینی ونەتەوەیی لەكوردستاندا،چ1، ستۆكهۆڵم، سوید، 1993.لا165-176.
عباس العزاوي، الكاكائية في التاريخ، بغداد، 1949، ص100.
هاشم كاكةيي، (س.پ)، لا 97-104
میهرداد ئیزەدی، س.پ، لا53
[11] للمزيد انظر: محمدعلي سولتاني، راپەرینی عەلەویەكانی زاگرۆس، و: حەسەن عبدالكەریم وكەمال رشید، چ1 ، سلێمانی، 2003،لا 5-6
[12] انظر المصادر التالية:
بريتي تانيجا، الأقليات في العراق، المشاركة في الحياة العامة، تقرير المجلس الدولي للأقليات، 2011، ص14-24.
فۆاد حمه خورشيد، العشائر الكرديّة، ط1، مطبعة الحوادث، بغداد، 1979، ص90.
خسرو كوران، الكورد في محافظة الموصل، ت: حازم هاجاني، مطبعة حجي هاشم، أربيل، 2006. ص77-94.
كريم زەند، ئايين وباوەڕ له كوردستان دا، چ2، چاپخانەی كامراني، سلێمانی، 2005، ل78.
[13] انظر:
ميهرداد ئيزيدي، (س.پ)، ل53.
د. صديق بۆرگەیی، ميَذووى ويَذةى كوردي، ج1، دەزگای ئاراس، هەولێر، 2008،لا76-80.
د. صديق بۆرگەیی، نوشته هاى براگنده ده ربارۀ يارسان (أهل حق)، مطبوعات عطائي، تهران، 1982، لا 28- 29. (فارسي)
د. صديق بۆرگەیی، بزرﮔﺎن يارسان(س.پ)، ل71.
كةريم زﻩند، (س.پ)، ل79.
د. جمال رشيد، ج2، ط2، (م.س)، ص894.
[14] للمزيد من التفاصيل انظر:
محمد أمين هوراماني، كاكةيى، چاپخانەی الحوادث، بغداد، 1984،ل153.
فلاديمير مينورسكي، الأكراد.. ملاحظات وانطباعات، ت: معروف خزﻧﻪدار، ط1، مطبعة النجوم، بغداد، 1968، صص56-59.
د. صديق بۆرگەیی، دورۀ هفتوانه جزوى ازنامۀ مينوى سرنجام، ط2، شركت أفست سهامي عام، تهران، 1982، ل95. (فارسي)
د.مهدي كاكه يي، الأسباب الكامنة في صمود الأديان الكوردية الأصيلة وديمومتها، الحوار المتمدن، ع 5432 ، 2017 / 2 / 14
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp
تاريخ الزيارة: 2/2/2018.
[15] للمزيد من التفاصيل انظر:
محمد أمين هوراماني، (س.پ)، ل49.
باسيلي نيكيتين، م.س، ص397.
ئەیوب رۆستەم، یارسان، چ1، مەڵبەندی رۆشنبیری هەورامان، سلێمانی، 2006. لا133-140
[16] للمزيد من التفاصيل انظر:
ماشاء الله سوري، سروده هاى دينى يارسان، انتشارات أمير كبير، تهران، (ب.س)، لا74- 84 (فارسي)
طارق جمباز، سهرهتاى خوڵقان له دهقهكانی كورديدا، گۆڤاری كاروان، ژ69، 1988، ل96.
د. صديق بۆرگەیی، دورۀ هفتوانه جزوى ازنامۀ مينوى سرنجام، (س.پ)، لا140-141.
[17] د. جمال رشيد، (م.س)، ص909؛ د. صديق بۆرگەیی، نوشتەهای براگندە دەربارەی یارسان، (س.پ)، ل150.
[19] للمزيد من التفاصيل انظر:
د. جمال رشيد، (م.س) 914-918.
مينورسكي، أهل حق، (م.س) ص97- 99.
محمد أمين هوراماني، (س.پ) لا122-123
د. صديق بۆرگەیی، نوشته هاى براگنده ده ربارۀ يارسان، (س.پ)، لا31-33.
د. صديق بۆرگەیی، دورۀ هفتوانه جزوى ازنامۀ مينوى سرنجام، (س.پ)، ل120.
هاشم كاﮐﻪيي، (س.پ)، ل 78.
[20] للمزيد انظر:
تەیب تاهیری، مێژوو وفەلسەفەی سەرئەنجام: راڤەیەك لەسەر رێبازگەلی هزری وبیروباوەەری فەرهەنگی یارسان لە كوردستاندا» چاپخانەی رۆژهەڵات، هەولێر، 2009. لا620-644.
د. صديق بۆرگەیی، دورۀ هفتوانه جزوى ازنامۀ مينوى سرنجام، (س.پ)، ل15.
د. صديق بۆرگەیی، نوشته هاى براگنده ده ربارۀ يارسان،(س.پ)، ل38.
[21] للمزيد من التفاصيل انظر:
هاشم كاﮐﻪيي، (س.پ)، لا89-90.
محمد أمين هوراماني، (س.پ)، لا45-51.
مينورسكي، الأكراد ملاحظات وانطباعات، (م.س)، ص57-58.
طالب ﻫﻪردويل كاﻛﻪيى، کۆمه له شيعرى ملا عباس حلمي كاﮐﻪيي، مطبعة أسعد، بغداد،1985. لا47-67.
د. رشاد ميران، (س.پ) 154-164.
[22] د. جمال رشيد،(م.س)، ص899.
[23] للمزيد من التفاصيل انظر:
د. رشاد ميران، (س.پ)، ل168.
ميهرداد ئيزدي، (س.پ)، ل 53
حسن محمد حمةكةريم، ئاینی كورد،چ1، كۆمەڵەی نوسەرانی ئیسلامی كورد، هەولێر، 1997، ل19.
كەیوان ئازاد ئەنوەر، مانیزم لێكۆڵینەوەیەكی مێژووی ئاینی، سەنتەری لێكۆڵینەوەی ستراتیجی، سلێمانی، 2004، لا38-36.
ئيفانوف، پێرەوانی راستی، یارسانی كوردستان ئەهلی حەق، و: ئاسۆ كەریم، چ1، هەولێر، 2003، ل11.
[24] محمد حسين شواني، التنوع الإثني والديني في كركوك، مطبعة وزارة التربية، أربيل، 2006، ص174.
[25] للمزيد من التفاصيل انظر:
عبدالكريم الشهرستاني، الملل والنحل، ط2، ج1، دار المعرفة، القاهرة، 1975، ل173.
طه باقر و فؤاد سفر، المرشد إلى مواطن الآثار والحضارة، الرحلة الرابعة، دار الجمهورية، بغداد، 1965، ص21.
عارف تەیفور، تەریقەتی نەقشبەندی، گۆڤاری رامان، ژ69، سلێمانی، 2002، ل220.
مقدّم عبدالوحيد، الأكراد وبلادهم، ت: عبدالسميع سراجالدين، ط3، المكتبة العلمية، باكستان، 1970، ص181.
توما بوا، (م.س)، ص115.
د. خالد عبيد صالح العزاوي، (القزلباش والكاكائية، والبكتاشية، والشبك) أصولهم، وعقائدهم، وعباداتهم دراسة وتحليل، مجلة الدراسات التاريخية، ع32، مجلد8، بغداد، 2016. ص378-384.
[26] للمزيد من التفاصيل انظر:
د. صديق بۆرگەیی، دةورة…(س.پ)، ل90.
مينورسكي، أهل حق،(م.س) ص103-104.
عبدالكريم الشهرستانيّ، (م.س)، ص234.
تهامي العبدولي، إسلام الأكراد، دار الطليعة، بيروت، 2007، ص126.
فلاديمير مينورسكي، (م.س)، ص56.
انظر: موقع إسلام ويب، فتوى رقم:(1651) (58592) (13742) (11542).
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=71917
تاريخ الزيارة: 28/1/2018.
ياسين طه، اليارسان والكاكائية.. جدلية الديانة والطائفة، 2015-03-05
http://www.medaratkurd.com. 4/2/2018.
[27] للمزيد من التفاصيل انظر:
هاشم كاﮐﻪيي، س.ث، ل89.
د. زينة على كاكةيي، الكاكائية، مذهب علوي عراقي، سلسلة كتاب ميزوبوتاميا (موسوعة اللغات العراقية)، مركز دراسات الأمة العراقية، بغداد- بيروت، 2009، ص322.
[28] للمزيد من التفاصيل انظر:
ملا محمود البايزيدي، داب و ﻧﻪريتی كوردەكان، و: د. شكرية رسول، چاپخانەی العدالة، بغداد، 1982، لا43.
د. صديق بۆرگەیی، يزرﮔﺎن يارسان…. (س.ث)، ل71.
شاكر خصباك، الأكراد دراسة جغرافيّة إثنوغرافيّة، مطبعة شفيق، بغداد، 1972، ص492.
د.جمال رشيد، (م.س)، ص897.
محمد أمين زكي، خلاصة تاريخ كرد وكردستان، ج1، (م.س)، ص288.
[29] للمزيد من التفاصيل عن ما قيل عن الكاكائية انظر:
عباس العزاوي، الكاكائيّة في التاريخ، (م.س)، ص68-73.
عبدالرزاق الحسني، العراق قديماً وحديثاً، ط3، مطبعة العرفان، بغداد، 1958، ص225.
ئەنوەر قادر محمد، مەزهەبی ئەهلی حەق لە ئێران، گۆڤاری هیوا، ژ6، بەغدا، 1987. ل 85.
[30] عن تلك الادعاءات انظر:
شيخ رضا الطالبانيّ، ههجوی کاکهیی، بغداد، 1936، لا32-38.
طالب ﻫﻪردويل كاﮐﻪيي، مصطفى نريمان، شاعيری ﭼﻪوساوەکان ﺧﻪليل ﻣﻨﻪوەر، دار الحريّة ، بغداد، 1984.لا21-73.
ميجر سون، رحلة متنكّر إلى بلاد ما بين النهرين وكردستان ت: فؤاد جميل ، ج2، مطبعة تايمس، بغداد، 1971، ص171-177.
[31] انظر: د. بدرخان السنديّ، طبيعة المجتمع الكردي، ط1، مطبعة بلديّة كركوك، كركوك، 1967، ص5-7.
[32] للمزيد من التفاصيل انظر:
عبدالكريم المدرّس، بنهماڵهى زانیاران، چ1، چاپخانەی شفيق، بغداد، 1984، ل280.
ئەیوب روستەم، (س.پ)، لا8-25 .
[33] برقية مكتب تنظيم الشمال المرقم (1103) في 4 يوليو (تموز) 1988، إلى محافظة نينوى لترحيل (498) عائلة كاكائية، نقلا عن: د. نبيل عكيد المظفري، الكاكائية في محافظة نينوى بين محاولات التغيير الديموغرافي والإبادة الجماعية، مجلة الكوانة، ع27، 2015. ص203-209.
[34] للمزيد من التفاصيل انظر:
قرار مجلس قيادة الثورة المرقم (159)، مجلّة الوقائع العراقية، السنة الحادية والثلاثون، ع3225، 1988.
التوزيع الدينيّ للسكان العراقيين، مديريّة الأمن العامة، مركز الإعداد والتطوير الثقافيّ، مطبعة مديريّة الأمن، بغداد، د.ت، ص16 وما بعدها.
التعداد القومي للسكان، مديريّة الأمن العامة، مركز التطوير الأمنيّ، مكتب العلوم النفسية والاجتماعية، مطبعة مديرية الأمن العامة، بغداد، د.ت، ص21 وما بعدها.
[35] للمزيد من التفاصيل انظر:
هاشم كاﻛةيي، (س.ث)، ل88.
د.نبيل عكيد محمود المظفري، (م.س)، ص209.
سعد إبراهيم الأعظمي، الأقليات الدينيّة والقومية وتأثيرها على الواقع السياسي والاجتماعي في محافظة نينوى، ط1، مركز التطوير الأمني، 1982، ص122.
[36] سەید مەجید بەرزنجی، ئاوارەكانی
د. رشيد الخيون، الأديان والمذاهب بالعراق، ماضيها وحاضرها، المسبار، ج3، دبي، 2016، ص110.
[37] معهد القانون الدولي وحقوق الإنسان، الأقليات والفئات الضعيفة الأخرى في العراق، تقرير، بغداد، 2013، ص95-99.
[38] باباك دهقان بيشه، من أراضي «تورا بورا» الحدودية تنظيم «الدولة الإسلامية» يهدد إيران، الثلاثاء 06 فبراير (شباط) 2018. رويترز.
http://arabic.euronews.com/2018/02/05/top-4062579.
تاريخ الزيارة: 7/2/2018
[39] عهبدوڵڕهحمان دهروێش، ڕۆڵی ئێران لە سەرهەڵدانی تیرۆر لە ڕۆژهەڵاتی كوردستان، پێگەی پێنوس،
http://penus.krd/news586-50.htm.
تاريخ الزيارة 5/2/2018.
[40] ممتاز لالاني، ما زالوا مستهدفين: اضطهاد مستمر لأقليات العراق، تقرير المجموعة الدولية، لحقوق الأقليات، يونيو (حزيران) 2010، ص7-12.
أحمد قاسم مفتن، الكاكائيون، سرية المعتقد ورمزية التعبير، في كتاب سعد سلوم: الأقليات في العراق، مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية، بغداد- بيروت، 2013، ص236-238.
[41] هتک حرمت آخرین جمخانه اقلیت یارسان در استان کرماشان، وببسایت مرکزی حزب دمکرات کردستان،
http://fa.kurdistanukurd.com/?p=4969 29/02/2016
تاريخ الزيارة: 28/2/2018.
[42] عەلی بەهرامی، سیاسەتی سەركوتگەرانەی رژێم لە حاست هاونیشتمانیانى یارسان
http://khabatmedia.com/modules.php?name=News&file=print&sid=7693
تاريخ الزيارة 21/2/2018.