يفصل بين إيران ودول الخليج العربية خليج مائي، طالما كان مساحة للتجارة والسياحة ونقل الأفراد والبضائع والأفكار. فالخليج العربي يعيش على ضفتيه: العربية والإيرانية، مواطنون طالما كان بينهم تداخل اجتماعي وعلاقات تبادل اقتصادي، امتدت لأن تكون هنالك حالات تزاوج بين الضفتين. كما شهد التاريخ، خلال القرون الماضية، هجرات متنوعة، شكلت تاليا ما بات يعرف في بلدان الخليج العربية بـ”عجم الخليج”، أي أولائك الذين قدموا من إيران وعاشوا على ضفاف الخليج العربي، قبل تكون الدول الوطنية الحديثة بحدودها المعروفة حاليا. حيث تحولوا تاليا إلى مواطنين في هذه الدول، شاركوا في بنائها، واقتصادها، وتكوينها الاجتماعي، وهو ما ترصده هذه الدراسة.