تواجه الفلسفة في العالم العربي مشاكل ومعوقات لا تسمح لها بالنفاذ إلى المجتمعات العربية وتشكيل وعي فلسفي يؤدي إلى بناء مستقبل أفضل. تسمح الفلسفة بتكوين مجتمع قادر على تقبل الديمقراطية والمساءلة والتعددية واختلاف الآراء، وتكوين الفرد المستقل والتفكير الناقد، وإرساء السلام بين الأمم، والاندماج في القيم الكونية. وإذ تعاني الفلسفة عندنا من محنة عامة نتيجة جهل الجمهور بأهميتها، فإنها على مستوى التدريس في المدارس والجامعات ليست أفضل حالاً. فقد تعرضت إلى التهميش والإقصاء من خلال إضعاف حضورها المعرفي مقابل تديين المناهج التعليمية، وتوسيع أطر التعليم الديني الذي يرافقه تفريخ المعاهد الدينية في العقود الأخيرة.
تناول هذه الدراسة التي نُشرت في كتاب المسبار “ جدل التعليم الديني: التاريخ، النماذج، الإصلاح” ( العدد (103) يوليو (تموز) 2015) أبرز المعوقات والتحديات التي تعترض تدريس الفلسفة في العالم العربي، فتبين أسباب تراجعه في مناهجنا التعليمية، وتبرهن أن الدرس الفلسفي يشكل عازلاً ضد الأصوليات الدينية والعنف.