يحتوي هذا التسجيل الصوتي دراسة الباحث المصري أكرم ألفي ” شيعة الخليج من المصادمة إلى المشاركة السياسية ” ضمن كتاب المسبار الشهري “الطائفية” (الكتاب الرابع، أبريل/ نيسان 2007). ومع ضرورة التأكيد أن هذه الدراسة نُشرت منذ تسع سنوات، وأن ثمة تطورات كثيرة في هذه القضية، لكنها مازالت تحتفظ براهنيتها لا سيما من الجانب التاريخي.
يتناول أكرم ألفي حضور الطائفة الشيعية في الخليج العربي بما تمثله من وزن لا يستهان به. ويرصد المراحل التاريخية لتطور علاقة شيعة الخليج بالسلطة الحاكمة، تلك المراحل التي تدرجت من عمل سري، إلى التنقل بين “المرجعيات” التي لاءمت كل مرحلة، ثم تحولت إلى صدام علني وعنف متبادل، إلى أن شهدت اللحظة الراهنة، التي تداخلت فيها المتغيرات الدولية بالأوضاع الإقليمية.
يلاحظ الكاتب أن خيار المشاركة السياسية لدى الشيعة، هو خيار استراتيجي وليس تكتيكياً، فقد دخلت النخبة الشيعية في منطقة الخليج العربي بعد احتلال العراق في مرحلة جديدة، تقوم على رؤية أن الهدف ليس في “قلب الطاولة” بل في الحصول على “كرسي على الطاولة” لتحقيق مكاسب واضحة وحقيقية للطائفة، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ودينياً. وهذا لا ينفي وجود مجموعات صغيرة ومحدودة التأثير، ترفع خطاب الصراع المفتوح والصدام مع الدولة.
وفي الخلاصة يرى ألفي أن استمرار حالة “المشاركة” الشيعية في المسرح السياسي الخليجي، وتطويرها نحو أفق حل المعضلة الطائفية في المنطقة، ينطلق أساساً من انتقال هذا الخيار من قاعدة الطائفية إلى قاعدة “المواطنة”، وهو ما لن يحدث إلا بتفعيل الاصلاحات السياسية الفوقية، والالتفاف بشكل أكبر إلى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للتجمعات الشيعية، الأمر الذي سيفتح المجال أمام خريطة سياسية في الواقع الخليجي، في ظل خريطة إقليمية قائمة على استقرار العراق، ونظام ديمقراطي بإيران”.