شهد ذكي البياع[1]*
تغطي الكنائس في مصر بصفة خاصة أربعة أنماط من الأسقف المسطح والجمالوني والمقبى والقباب، وفي معظم الحالات يجتمع كل هذه الأنواع في سقف واحد، ويلاحظ أن معظم كنائس فجر المسيحية في مصر التزمت بتغطية الصحن بجمالون أو قبو وكان ينفذ حسب الإمكانات المتاحة، ولكن بعد ذلك في عصور لاحقة ما بعد القرن الثالث عشر الميلادي، تطورت تغطية الصحن بمجموعة من القباب مع اختلاف عددها.
السقف ) ceiling (
هو السطح العلوي الخارجى والداخلى للبناء، يقام على قوائم خشبية أو حسب الإمكانات المتاحة، تستند على جدران البناء[2]، وللسقف أهمية كبرى في البلاد ذات المناخ الحار. ولتوفير الراحة الحرارية داخل الفراغ، استخدم المعماريون القبة والقبو والجمالون، وهي من أهم عناصر حفظ الراحة الحرارية داخل الفراغ، وذلك بسبب ارتفاع السقف بالزيادة، بحيث تزيد السقوف المقبية أو المقوسة من سرعة الهواء المار فوق أسطحها المنحنية، مما يزيد من فاعلية رياح التبريد في خفض درجة حرارة الأسقف، حيث يعمل على سحب الهواء الساخن الذي يرتفع إلى أعلى فيخرج من النوافذ المُطلّة على الناحية المشمسة، أما النوافذ التي في الناحية الظليلة فيدخل منها الهواء البارد المُنعش، مما يفسح المجال أمام التيّارات الهوائية الصحية الصافية للتردد على جنبات الكنيسة[3]، طاردة الهواء الفاسد إلى الخارج ويصبح هواء بيت الصلاة صِحياً، ومُتجددًا بشكل دائم، وبذلك تحقق الراحة الحرارية الداخلية. وإلى جانب التهوية فإن للأسقف المقبية والمحدبة وظيفة مهمة أُخرى حيث تعمل على عدم تراكم الثلوج والمياه على الأسطح وذلك في فصل الشتاء. وتؤدّي هذه الأسقف بشكل خاص دورًا حيوياً في إيصال الإنارة الطبيعية، إلى قلب بيت الصلاة، عن طريق أشعة الشمس التي تتغلغل عبر النوافذ الكثيرة، المُحيطة برقبة القبة والجمالون والقبو. وإلى جانب ذلك، للقبة تأثير إيجابي شتاءً حيث يزيد الاكتساب الشمسي لها عن الاكتساب الشمسي للسقف المسطح، خصوصاً عند خطوط العرض الشمالية (35ْ–40ْ)[4]، وللأسقف المقبية وظيفة مهمة أُخرى، هي المُساهمة في توصيل صوت المرتلين، إلى المُصلين كافة في جنبات الكنيسة، حيث تبيّن أنها تعمل على تضخيم الصوت العادي وإمكانية سماعه بوضوح في الصفوف الخلفية.
أنواع الأسقف
أولاً: الأسقف المسطحة
كان السقف المسطح الشكل يستخدم عروقاً خشبية مختلفة القطاعات، حسب الكمر المحملة عليه، وذلك في العمارة المبكرة، وتبعد عن بعضها بمقدار من (30–40) سم[5]، واستخدمت أشهر أنواع الأخشاب في البناء منذ عصر الفراعنة وهو خشب الأرز من لبنان، كما استخدمت بعض أنواع الأخشاب المحلية مثل أخشاب النخيل. وفي المباني المهمة كانت الألواح الخشبية ترتكز على الحوائط ذات قدرات التحمل العالية على شكل صف مثل دير الأنبا شنودة بسوهاج، وفي بعض المباني الأخرى ذات التشطيبات غير المتقنة فإن الألواح الخشبية كانت تستقر أعلى الجدران وكانت المسافات الموجودة بين ألواح الخشب تمتلئ عندما يتم تشطيب السقف بالكامل، وأحياناً كان يوضع صف آخر من الألواح الخشبية بزاوية قائمة على الصف الأول[6]. إذا كانت المساحة المراد تغطيتها واسعة يتم وضع كمرات خشبية قطاعها كبير بمنتصف الفراغ لتحمل العروق الخشبية عليها[7].
أما عن تغطية السقف من الخارج، فكان أيضاً مسطحاً في الغالب حيث كان يفضل استخدامه منذ عصر الفراعنة، أما الأسطح المنحنية فتم استخدامها فقط في المباني التي تتميز بامتداد عرضي مثل المعابد القديمة المكونة من أجزاء عدة، وذلك منذ العصر الهلنيستي ثم استخدمت بعد ذلك في الكنائس[8].
واستخدم السطح المسطح للسقف وكان يغطى بطبقة مضغوطة من نبات البردي، وحزَمٍ من القش، أو أوراق النخيل، وفوقها طبقة سميكة من الطين الجاف أو الرماد لتنعيم السطح. والطبقة النهائية تكون من الخزف أو القشور الطينية أو الطوب أحياناً[9].
ولضمان عدم تجمع مياه الأمطار فوق السطح المسطح، تطلب الأمر بعض الاحتياطات، فكان السطح يغطى بطبقة من الحجارة أو الطوب، وتغطى هذه الطبقة بطبقة أخرى سميكة من الجبس لكي تغلق جميع الفتحات، ولكي يصبح السقف أكثر صلابة، فكان يدعم الجبس عادة برقائق من الطوب المحروق، بحيث تتكون طبقة من العازل للعوامل الجوية حيث يشبه طريقة (opus signinum) الرومانية، ولم تعرف مصر الأسطح الفخارية. ونظراً لأن الأطراف العلوية للمبنى يمكن تدميرها بواسطة الرياح أو الأمطار، فكانت تلك الأطراف تدعم بجدار واحد منخفض على الأقل. أما المباني الأكثر ارتفاعاً فتتطلب وضع حاجز للسقف. أما سطح السقف فكان يزود بمناطق منحنية تصلح كمجرى لمياه الأنهار، حيث تنحدر منها مياه الأمطار لتتجمع في أنابيب في أطراف السقف. واستُخدم نظامان لصرف المياه حيث كانت تستخدم فتحات خاصة لإخراج المياه، كما في كنيسة دير الأنبا شنودة بسوهاج، والتي كانت تمنع الرياح من تحريك المياه وتجميعها في جهة الحوائط. والنظام الثاني كما في المعابد الفرعونية مثل معبد رمسيس الثاني في أبيدوس، فكان نظام الصرف أكثر بساطة؛ يتضمن وجود قنوات للمياه يتم حفرها في الحائط نفسه. أما المباني التي كانت تبنى من الطوب النيئ، فكانت تغطى أولاً بطبقة من الجير العازل، وكانت تتطلب وجود وسيلة في قاعدة الجدار حتى تبعد المياه عن الحائط، وبالرغم من ذلك كان هناك خطورة من أن تذوب أساسات وقواعد المباني بسبب المياه، وأحياناً كان يتم توجيه المياه نحو صهاريج خاصة حتى يتم استخدامها فيما بعد كمياه للشرب[10]. لا يعتبر بناء الحوائط مكتملاً إلا عندما يكتمل بناء وتشطيب السقف، ويلاحظ أن: أحياناً كثيرة تظهر حوائط الدور العلوي في البازيليكا وكأنها تحركت بطريقة تؤدي إلى ضعف هذه الحوائط، وقليلاً ما تُزين هذه الأسقف بالزخارف وخاصة الزخارف الغائرة[11]، وبالرغم من ذلك فإن الحجرات المطلية حوائطها بالجير، تكون أسقفها مغطاة أيضاً بالجير، وما زالت القوائم الخشبية المدعمة للسقف يمكن رؤيتها أسفل تلك الطبقة الجيرية الرقيقة، وفي بعض الكنائس كانت أسطح العوارض الخشبية مزينة بأشكال الورود، وأحياناً ببعض أنواع الحيوانات المختلفة. وأكثر الأماكن في البازيليكا التي تغطى بسقف خشبي مسطح هي الأجنحة الجانبية والشرفات العليا والنارتكس. ونجد ذلك غلب على كنائس منطقة مصر القديمة، حيث جرى استخدامه في تغطية سقوف الأروقة الجانبية بالكنائس، وكان ذلك من الأساليب القديمة ذاتها التي اتبعت عند إنشاء هذه الكنائس، وفي تصميمها، وذلك لعدة أسباب من بينها التركيز على أهمية هذه الكنائس على اعتبار أنها من كنائس العاصمة، وسهولة الحصول على الأخشاب التي لا يوجد ما يتلفها بسهولة، عكس السقوف في العمائر في الوجه القبلي خاصة في مصر العليا لوجود حشرات النمل الأبيض التي تتلف الأخشاب بسرعة[12]. واستخدم أيضاً السقف الخرساني المسطح الذي يتخلله قبة أو أكثر كما في كنيسة السيدة العذراء وكنيسة مار مينا بدير مار مينا بإبيار لوحة (16، 17).
ثانياً: الأسقف المائلة (المنحدرة)
السطح المنحدر يطلق عليه في العربية الجمالون، وهو سطح ينحدر من الجانبين بدءاً من الرافد الأفقي الموجود في أعلى السقف وحتى أعلى الجدار، تم استخدامه منذ أقدم العصور وخصوصاً في المناطق الممطرة، وذلك حتى تُغطَّى المباني بكامل اتساعها. وفي مصر كان السقف المنحدر يقام فوق البازيليكا حتى العصر الفاطمي، حيث تم استبدالها في العصر الفاطمي بالقبو الذي يشبه القنطرة[13]، وتفردت العديد من كنائس مصر باستخدام الأسقف الجمالونية الخشبية المنحدرة، وخاصة في تغطية الرواق الأوسط الذي يكون عادة أكثر اتساعا وارتفاعاً من الأجنحة الجانبية على اعتبار أنه ينتهي في الناحية الشرقية بالهيكل الرئيس للكنيسة، وذلك تمييزاً له عن الأجنحة الجانبية، حيث كانت تُغطَّى فيها بعوارض خشبية مأخوذة من جذوع الأشجار، وكانت هذه العوارض ترتب على شكل مثلث رأسه إلى أعلى وقاعدته إلى أسفل، وهذه الأخشاب لم تمسح ولم يهتم بإخفائها من الداخل، غير أنها كانت تغطى من الخارج بالقرميد المستدير، إلا أنه فيما بعد غطيت الأسقف من الداخل بألواح خشبية لتظهر مستوية كما زخرفت هذه الألواح بنقوش كما هو موجود بكنيستي سانت كاترين بسيناء، لوحة (3)، وسان مارك بحي المنشية بمدينة الإسكندرية، أو تأخذ شكل القبو المستمر، وظهر ذلك بوضوح في كنيسة سانت أوجيني ببورسعيد، لوحة (4)، سانت كاترين بحي المنشية بمدينة الإسكندرية، لوحة (5)، وكنيسة القديسة هيلانا والسيدة العذراء بمدينة دمنهور. ولذلك كانت تغطَّى المباني المستطيلة بأسقف جمالونية، وكان من السهل توسيع عرض الصحن لمعرفة مبادئ الجمالون، لذا كان في إمكانهم أن يقيموا الأسقف الخشبية على المسافات الواسعة[14]، والواقع أن كل الجمالونات الخشبية الحالية بكنائس مصر القديمة حديثة، وتمت في خلال التجديدات وأعمال الترميم الحالية، ويشاهد ذلك في كنيسة أبي سرجة حيث يغطي الممر الأوسط، بينما يغطي الجناحين الجانبيين سقوفٌ مسطحة، وكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم، لوحة (2)، أما الكنيسة المعلقة فيغطي الصحن والأجنحة الجانبية أقبية خشبية نصف دائرية متماثلة من التجديدات التي حدثت بالكنيسة في القرن الماضي[15]، لوحة (1)، ويلاحظ أن الجمالون يستمر حتى نهاية الكنيسة في الناحية الشرقية ليعلو الهياكل الثلاثة.
كما أن طريقة بناء المثلث الجمالوني للسقف، اتخذها الإغريق عنصراً معمارياً يزيد من جمال واجهات المعابد والعمائر المختلفة، واتخذها الرومان عن الإغريق كباقي النظم المعمارية التي اتخذها الرومان[16]، ويقف السقف المثلث فوق قاعدة من سقف مسطح، وبعد اكتمال بناء السقف يظهر شكل المثلث في واجهة البناء وخلفيته، ويتم زخرفته باثنين من الكرانيش المائلة المسماة (ريك كورنيش) ( Rackin Cornices) مكونين المثلث في الواجهة، شكل (1، 2)، ويحصران مع الكورنيش الأفقي فيما بينهما مثلثاً للداخل يسمى (تمبنيوم) (tympanum) منحوت، والكرانيش المائلة تكون بارزة[17].
تصميم الجمالون: عبارة عن مجموعة من الروافد على صورة عدد من المثلثات، ترتبط بمحور أفقي يستند على جدارين متقابلين، وعلى عارضتين خشبيتين تنحدران من نهاية المحور الأفقي إلى أعلى الجدار.
العضد الرئيس المسمى (عمود الملك) ( king post ) يربط بين مركز المحور الأفقي وأعلى الجدار، كما توجد دعامات يستند إليها العضد الرئيس، وهي تدعم أيضاً العارضتين الخشبيتين، أما بالنسبة للمساحات المتسعة، فكان يوجد اثنان من القوائم للجمالون (عمود الملكة) (Queen-Posts ) تربطها ما يشبه العارضة الخشبية المزخرفة بزخارف غائرة، والتي تحل محل العضد الرئيس (عمود الملك). إن انحدار العارضتين الخشبيتين يسهل طرد مياه الأمطار من فوق سطح السقف، كما تعمل هذه العوارض الخشبية المنحدرة على عدم ارتخاء الألواح التي تربط السقف، والتي عادة ما تكون طويلة جداً، ولهذا السبب يوجد هذا السقف المنحدر أيضاً في المناطق ذات كميات الأمطار القليلة. وكقاعدة عامة، هذه الألواح التي تربط السقف كانت توجد بالقرب من بعضها البعض، حيث تثبت بقوة مجموعة من الألواح الخشبية الأفقية، التي تعمل على عدم تحركها من مكانها، وفي مصر كانت هذه الأسقف تصنع من خشب الأرز المستورد من لبنان.
وأبسط أنواع الجمالونات هو الجمالون ذو القائم الواحد، ويستعمل في الأبنية التي يتراوح بحرها من ستة إلى عشرة أمتار، ويتكون من ثلاثة أعضاء رئيسة هي:
1- أعضاء الجمالون. 2- أعضاء الربط. 3- أعضاء التغطية.
- أعضاء الجمالون:
- الشداد: هو كتلة خشبية كبيرة تسمى برطوم، موضوعة أفقياً، وظيفتها كوظيفة العروق الخشبية في الأسقف الأفقية، تمتد بطول البحر، يرتكز طرفاها في الحوائط على مخدة من حجر، أو خرسانة، لتوزيع حمل الجمالون على الحائط.
- القائم: عرق خشب مربع الشكل يثبت في الوسط ويميل للاستطالة في نهايته، يُشطَف جزءٌ من قطاعه المستطيل، ويستعمل الشطف السفلي لارتكاز الذراعين، والشطف العلوي لارتكاز المائل الأصلي، يثبت المائلان الأصليان مع القائم بواسطة عمل لسان في المائل ونقر في القائم.
- المائل الأصلي: هو العضو المائل والمعشق من النهاية العليا مع القائم، ومن نهايته السفلى مع الشداد بواسطة النقر واللسان، ويتكئ من وسطه على ذراع الجمالون.
- الذراع: هو العضو المائل الذي يربط المائل الأصلي مع القائم والشداد.
بعد تكوين الجمالونات من أعضائها الأربعة توضع على مسافات بين ثلاثة أو أربعة أمتار، ثم تربط مع بعضها بأعضاء الربط.
- أعضاء الربط:
- لوح الشرفة: سمك اللوح متران وعمقه متر على الأقل. ويوضع أعلى الجمالون فوق القائم في خدش، يستعمل لوح الشرفة لربط الجمالونات مع بعضها، وتقابل المائلين الفرعيين عليه.
- الاسترياحة: عرق مستطيل الشكل يصل بين الجمالونات لربطها مع بعضها، يوضع عند تقابل المائل الأصلي مع الذراع[18].
- أعضاء التغطية:
- المائل الفرعي: عرق (4 × 2) يرتكز على الاسترياحة في الوسط، ولوح الشرفة من النهاية العليا، ومداد من أعلى الحائط من النهاية السفلى.
- التغطية: تعمل من ألواح خشبية تثبت على الموائل الفرعية، أو قطع قراميد تثبت على مراين صغيرة في اتجاه عمودي على المائل الفرعي[19]، ثم طبقة أخرى من الطوب العادي أو ألواح الحجر الجيري، ثم توضع فوقه طبقة نهائية من الملاط، وفي المباني الضخمة فكانت تغطَّى بطبقة حماية إضافية من صفائح الرصاص[20].
ثالثاً: الأسقف المقبية
القبوات ( Vaults )
وهو عبارة عن سقف أو سطح عادة ما يكون من الحجر أو الطوب، وهو يعتمد في تصميمه على العقد، ويمكن أن يتخذ عدة أشكال هندسية متنوعة تختلف باختلاف المساحة المطلوب تغطيتها. أما طريقة ترتيب الحجارة، فهي تتحدد إذا ما كان القبو سيبنى قائما على دعامة خشبية مؤقتة أم بدونها. نظرا لأن الأخشاب المطلوبة لعمل هذه الدعامة ليست متاحة في كل مكان، فكانت تتوافر في المناطق الشرقية ولا توجد في المناطق الغربية، لذلك اختلفت طريقة ترتيب الأحجار في الشرق عنها في الغرب[21]، أشكال (3، 4).
أصل القبو وتطوره
عرفت الأقبية الطولية منذ القديم، حيث استخدمها الفراعنة في الرمسيوم بطيبة الفرعونية (1292: 1225 ق.م) وفي مقابر بني حسن الأسرة (12)، وفي غرفة الدفن بهرم زوسر المدرج[22]. وكانت تبنى هذه الأقبية بالطوب اللبن، واستمر استخدامها في القصور السلجوقية والفارسية ثم الساسانية[23]. كما تميزت العمارة الرومانية بانتشار استخدام الأقبية الطولية فيها. وتفنن الساسانيون في إنشاء الأقبية؛ إذ غطوا بها العمائر الحجرية والآجرية أيضاً. وكانوا إما يشيدون هذه الأقبية بواسطة عبوة (قالب) من الخشب أو بدونها. وفي الأولى كان قطاع القبو نصف دائري، أما في الثانية فغلب عليه الشكل النصف بيضي (Parabolic) وكانوا يجعلون أرجل الأقبية بارزة قليلا عن الجدران بواسطة “offset”.
أنواع القبو:
- القبو الأسطواني (البرميلي):
ويسمى القبو النصف دائري، استخدم في تغطية حجرة مستطيلة[24]، حيث يبنى فوق الحائطين المتوازيين[25]، وهذا النوع معروف في مصر منذ عهد الفراعنة، وهو يشبه في شكله جسماً أسطوانياً موضوعاً بصورة أفقية، ومنقسماً بطول جهة المحور، ويمكن أن يعلق بواسطة قالب خشبي أو بدونه. أما الجزء الأسطواني الطولي، فهو يتكون من عدة طبقات أفقية من الأحجار موضوعة بصورة متوازية ومثبتة جهة قمة الجدار، وهي ثابتة جدا ولكنها كانت تحتاج إلى قالب خشبي تعلق به، أما الحدود الرأسية أو المائلة بدرجة بسيطة فتتكون من حلقات مائلة، والتي تصل من جدار لآخر، وهي لا تحتاج إلى قالب خشبي لتتعلق به، وهذا النمط هو الذي كان واسع الانتشار في تشييد القبو المصري. كما أن الزاوية الخارجية لسطح الممر المنحدر مغطاة طوليا بمداميك حائطية دائرية، مكونةً ما يشبه الحنية الركنية، ومن الجهة الأمامية تنتشر مداميك حائطية دائرية منحدرة من الجانب الداخلي للممر[26]، شكل (4). ويظهر القبو الأسطواني البرميلي الخشبي في الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، وكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم، حيث يغطي الممر الأوسط لوحة (2)، كما يغطي الممر الأوسط بكنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، والكنيسة الدمشرية شمال حصن بابليون قبو طولي من الآجر، كما كنيسة السيدة العذراء بدير البراموس، لوحة (13)، ودير السريال وكنيسة المغارة، لوحة (12)، وكنيسة الأنبا بيشوي بدير الأنبا بيشوي، وكنيسة الأنبا مقار بوادي النطرون، لوحة (14)، وجميع هذه الكنائس تم تجديدها في العصر الفاطمي. وقد حدث هذا التحول إلى بناء الأقبية المحمولة على عقود من القرن الثاني عشر، وذلك لأن من تولى عمارتها أرمن، أي تأثراً بالعمارة السورية والأرمنية[27]، كما نجد القبو البرميلي المستمر في العديد من الأمثلة، ككنيسة الشهيدة رفقة بسنباط، وكنيسة الأنبا هدرا بأسوان، في الممرات الجانبية، وكنيسة البشارة بحي المنشية بمدينة الإسكندرية، وكذلك كنيسة سانت كاترين، وكنيسة السيدة العذراء بشارع القائد جوهر، وفي كنيسة المدفن بمجمع مار مينا بمريوط، وفي كنيسة القديس أبي فانا بجبل هور بملوي، الأجزاء الشرقية في الكنيسة مغطاة قبو أسطواني، وتتفرع هذه الأقبية من الحوائط الجانبية إلى حوائط التقسيم، ثم تحملها بعد ذلك عوارض (روافد) تأتي من نهاية حائط التقسيم للدعامة الثقيلة، بحيث تبقى كقبو مركزي للأجنحة، التي تمد القبوين المتقاطعين بالدعامات[28].
- القبو المتقاطع:
هو المكون من تقاطع قبوين نصف دائريين ومن سهمين متساويين، ويستعمل لتسقيف الأجزاء المربعة من البناء، وينتج من استعمال هذا النوع من الأقبية أن الأثقال ترتكز في أربعة أركان، وفي الغالب فكرة استعمال القبو المتقاطع عند الرومان نشأت من استحسانهم لشكله المعماري أكثر من ميزته الإنشائية العظيمة من حيث تركيز الأحمال[29]. يلاحظ في القبو المتقاطع أن أجزاءه الأسطوانية الفرعية والتي تقع خارج حدود التقاطع، تبقى بحيث تظهر تلك الحدود الحادة من أسفل، شكل (3)، وهذا النمط من القبو لا يمكن أن يرتفع إلا بواسطة قوالب خشبية. ونظرا لأن هذا النمط من الأقبية يتكون من أسطح تنحني فقط من جهة واحدة، فإن القالب الخشبي عادة ما يصنع من ألواح خشبية مستقيمة، وظهر ذلك بكنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير، لوحة (18). وفي كنيسة القديس أبي فانا بجبل هور بملوي كان كل جناح مغطى بقبو متقاطع في الجزء الغربي، كما توجد أقبية متقاطعة من الطوب أيضا تغطي الأجنحة الجانبية، ففي دير العذراء البرموس بوادي النطرون يظهر القبوان المتقاطعان اللذان يغطيان الخورس والثلاثة أجنحة.
- القبو الشراعي:
كان يتكون من قبة مستديرة بحيث يتساوى قطرها مع قطر المساحة المطلوب تغطيتها، وكأنها تتدلى رأسيا من بين الجدران الجانبية، ويمكن أن يعلق القبو الشراعي أفقيا بمداميك حائطية دائرية، وهي تستخدم في المساحات المتسعة بواسطة مداميك حائطية دائرية رأسية وربطها بتعشيقات من الزوايا، وهي لا تحتاج إلى قالب خشبي.
من أجل إقامة منحنى للقبة خالٍ من الشقوق، يتم تثبيت عارضة أفقية متحركة في وسط المنحنى الخاص بالقبة تستخدم لتحديد وضع كل كتلة حجر أو طوب، فإذا تم إغلاق أحد المداميك الحائطية الدائرية، فإنَ المبنى ينال تدعيما ذاتيا من خلالها[30]. وظهر ذلك في كنيسة أبي سيفين بمنطقة مصر القديمة بسلسلة من الأقبية المروحية، وكذلك في الممرات الجانبية بكنيسة البشارة، لوحة (6)، وكنيسة سانت كاترين بحي المنشية بمدينة الإسكندرية، لوحة (5)، وبكنيسة الحصن بدير السريال بوادي النطرون، لوحة (12).
بناء الأقبية
أما الأقبية المستعملة في كنائس الأديرة، فهي مبنية بالطوب الأحمر، ومونة الجير والرمل، وبياضها من الداخل والخارج بالمونة نفسها، وهذه الأقبية مقواة بأعصاب على هيئة عقود تقسم القبو إلى أقسام متساوية، وهذه العقود متصلة بالأكتاف الحاملة للعقد في بعض المساقط، واتّبعت طريقة استعمال الآجر والخرسانة في البناء، حيث كانت الخرسانة الرمانية هي العامل الأساسي في بناء القباب والقبوات نظرا لقوة تماسكها، ولذلك تم إنشاء قباب وقبوات ذات أحجام ضخمة، فالخرسانة كانت مادة تستخدم للتماسك بين عناصر البناء[31]. ونتج عن استعمال الأقبية سهولة التسقيف للمباني المعقدة، بتقسيم مسقطها الأفقي بصب الأشكال المختلفة لهذه الأقبية من فوق شدات خشبية تُزال بعد ذلك، كانت الأقبية مكونة من عقود من الآجر، تبنى على شدات خفيفة ثم يملأ بين هذه العقود بالخرسانة، مع ربط هذه العقود بعضها ببعض داخل الخرسانة بالآجر. كانت الخرسانة المستعملة المكونة من مادة الأحجار الصغيرة، سواء جيرية أو بركانية أو كسر الرخام أو كسر الآجر، وفي بعض الأحيان مخلوطة بالجير قوية. وبصب الخرسانة فوق الشدات صار من السهل جدا عمل حشوات أو زخارف غائرة بأسفل العقود والأقبية، وذلك بتغير مستوى الشدات[32].
عيوب استعمال القبو
من عيوب استعمال القبو أنه يتطلب دعائم أقوى من الجمالون، وبالتالي يسبب ضيق المساحة الداخلية لمنطقة القدس. كما في كنيسة العذراء بدير البرموس، حيث أقيمت أسقف الصحن والجناحان والخورس من الطوب، وفصل الجناحان عن الصحن بدعائم حجرية صلبة، وتتميز الدعامة التي في الطرف الغربي من الجناح الجنوبي بأن لها تاجاً من الحجر الجيري، ورصفت الأرضية بالحجر الجيري[33].
رابعاً: القباب ( Domes)
القبة نوع من الأقبية التي تستخدم للتسقيف، وهي سقف منحنٍ بتكوينات معمارية مختلفة، سهلة البناء بدون شدات، تبنى بخيط من مركز واحد تتغير أطواله، وتبنى الطوبة في اتجاه المركز، ويتوقف شكلها على تماسك وتحمل مادة البناء وتحمل وصلابة القشرة، فالقبة هي قبو منحنٍ فوق قاعدة مستديرة، وتشكل نصف كرة كاملاً، أو يكون تصميمها على شكل جزء فقط من الكرة أو جزء مدبب[34]، وفي العمارة التقليدية كانت تصنع من عدة صفوف من الحجارة أو من الطوب وتقف على أعمدة أو جدران، فالقبة لها قدرة كبيرة على تحمل الأحمال الإنشائية، ويمكن مدها على مساحة واسعة. في حالة كون القاعدة التي ترتكز عليها القبة مدورة تنتقل الأحمال إلى القاعدة مباشرة. إذا كانت القاعدة مربعة، يجب أن تنشر الأحمال باستخدام وسائل إنشائية مثل المقرنصات وغيرها. ونادرا ما تكون القبة كروية تماما، فأشكال القباب تختلف حسب مواد البناء المستخدمة، والتكنولوجيا المتوافرة، والطرز المعمارية السائدة وغيرها من المؤثرات[35]. غطيت المباني المربعة التخطيط بالقباب منذ أقدم العصور، وتفنن المعمار في خلق قبة تعلو أربعة جدران، كما تفنن في زخرفة هذه القبة بالطرق كافة، وفي كل جزئياتها حتى بلغ بزخرفتها مرحلة فنية عالية القيمة.
وتم الاعتماد على القبة في التغطية عندما أصبحت هناك حاجة ملحة لتغطية فراغات مركزية ذات مساحات يصعب تغطيتها بالأخشاب أو بالأقبية، واستخدم الفراعنة هذه القباب في تغطية المساحات الصغيرة من مبانيهم، كما نرى في بعض مقابر الدولة الوسطى. وفي عصر الأسرة الرابعة يوجد مثال واحدا يتقدم مقبرة سنب[36] –إلى الغرب من الهرم الأكبر– وهو عبارة عن بناء من الطوب اللبن مغطى بقبة تعد أقدم قباب مصر على مر الأزمان، ترجع لسنة 2500ق. م. والقبة من الطوب اللبن، بنيت على مربع من الحجر حتى قاعدة العقد، ثم كملت المثلثات الركنية حتى أصبحت قبة كاملة، حيث يعتقد أنها أول مثلث ركني في التاريخ. ظهرت في مقبرة ميرا بدندرة، مقبرة أبيدوس، القرن الثاني عشر قبل الميلادي، مقبرة طيبة في الدولة الحديثة، في ممفيس وينوقراطيس. كما ظهرت في الإسكندرية في العصر الروماني، وجزيرة فيلة دليلا على استمرار استخدامها عبر العصور المصرية، وإن كان أغلب استخداماتها لتغطية أسقف المخازن وصوامع الغلال. وفي القرن الثاني عشر ذكر (أبو المكارم) قباب الكنائس عشرات المرات، مما يؤكد استخدام القباب بمصر في هذا العصر، والتي أطلق أحيانا عليها “الاسكنا” كما ذكرها المقريزي سنة 1444م وفانسلب سنة 1672 وغيرهما[37]. وفي العمارة الأيجية واليونانية استعملت القباب في المدافن ذات المسقط الدائري، مثال قبر أتريوس من القرن الرابع عشر ق. م، والقبر المعروف باسم قبر الأسد ( Cindos ) عام 350ق. م. في العمارة الرومانية استعملت القباب الخرسانية على مساقط دائرية في المعابد والمدافن والمباني الدينية، وأمثلة لها في:
– معبد فستا ( Vesta ) بتفيولي عام 80ق. م، معبد فنيوس ببعلبك عام 273م.
– مثال للقبة في المدافن الدائرية، مدفن ديكليتان (Diocletian) في سبالاتو (Spalato) عام 300م. مثال للحمامات حمام كاراكلا بروما عام (211–217م)[38]. أروع مثال: قبة معبد البارثينون الشهيرة التي بلغ قطرها (43) متراً من الداخل، واستخدموا لبنائها قطعاً حجرية صغيرة مترابطة –بواسطة المونة– ومدعمة فيما بينها بصفوف من الطوب، حتى يمكن أن تتماسك المجموعة كلها، مع توزيع ضغط ثقل القبة فوق نقاط معينة.
– كان الرومان يراعون أن تكون المساحات المغطاة بالقباب ذات مسقط دائري أو كثير الأضلاع؛ وذلك هربا من الأركان المثلثة التي تتخلف من وضع قبة فوق مكان مربع المسقط[39]. وبعد انتشار المسيحية وقيام الدولة البيزنطية، ابتكر البيزنطيون العديد من الطرق لتخفيف أحمال القبة، مثلما يوجد في كنيسة سان سرجيوس وأجيا صوفية في القسطنطينية، ومن هذه الطرق:
– استخدم عناصر فخارية في إنشاء بدن القبة لتخفيف وزنها، مثل استخدام أمفورات متداخلة الواحدة في الأخرى على شكل حلقات متصلة بالمونة، مما يعطي القبة شكلا أكثر انسيابية، حيث أصبحت دعاماتها أقل سمكا.
– إضافة عناصر معمارية، أكتاف طائرة، لتقوية الجدران من خارج الجدران، موضوعة بطريقة متدرجة من أسفل لأعلى، حتى تصل في ارتفاعها تدريجيا إلى زاوية القبة من الخارج، لتحمل ضغط القبة عليها.
– تطوير طريقة انتقال المحيط الرباعي الداخلي للقبة إلى محيطها الدائري باستخدام المثلثات الركنية، ويتم ذلك بوضع عقود أعلى المبنى المربع عند الزوايا، تقوم بوصل أركان المربع ثم يملأ الجزء الفارغ بينها، والذي يأخذ شكل المثلث المقلوب، حتى يتحول المبنى من أعلى إلى الشكل الدائري الذي يسمح بوجود قبة، وتطور هذا النوع في مصر وأفرز ما عرف باسم القبة البسيطة المفطوسة ( Shallow Dome) حيث تأخذ القبة في الانحناء للداخل بشكل منتظم تدريجياً، حتى يتم الوصول إلى قمتها. كما تأثرت القباب القبطية بالقبة الساسانية في بلاد فارس، حيث استخدمت الحنايا الركنية وهي طريقة لتحويل المبنى المربع إلى شكل مثمن، ثم يعلو هذا الأخير قبة، وكانت عبارة عن بناء أربعة عقود صغيرة في أركان أو جوانب المبنى الأربعة. ومع دخول العرب، ابتكر العرب طريقة مثلى لتحويل المربع إلى شكل دائري فيما عرف بالمقرنصات، وهو عنصر معماري مثلث الشكل مع قاعدة دائرية[40].
أشكال القباب
القبة القبطية تختلف عن البيزنطية في أنها تظهر من الخارج على شكل أملس، أو سطح من الجص الأبيض، مع إغفال النوافذ المنتظمة. إضافة لذلك فإن ما يعتبر قاعدة في الكنائس القبطية ليس إلا استثناء في الكنائس الأخرى كافة، حيث إن الأمثلة التي توجد في مصر قليلة، التي تمثل الطراز البيزنطي، ككنيسة الظهور ببورسعيد، لأن كنائس مصر تتميز بوجود القباب الكاملة فوق الحنايا وتنتهي في اتجاه الشرق بثلاث حنايا ذات قباب كاملة وليست أنصاف قباب. شكل (5).
تسمى القباب تبعا لمظهرها الخارجي، فتوجد قباب بشكل نصف كرة أو جزء من كرة مدببة أو مخروطية أو مضلعة (متعددة الأضلاع)، أو بصلية، ويكون للقبة طمبور (رقبة) يسمى (Drum) تنظم به النوافذ، ويعلو القبة أحيانا فانوس يسمى Lantern))[41]، وقبة عالية أو قبة منخفضة، أو قبة صغيرة كشخشيخة فوق قبو كبير أو قبة بشكل غير منتظم، أو قبة بيضاوية، أو نصف قبة لدخول الضوء، أو قبة فوق قبة مساوية لها أو قبة بفصوص، أو قبة هرمية، أو قبة منحوتة في الصخر، أو قبة دائرية ذات مركز، أو قبة مفطوسة أو قبة مخموسة، أو قبة مدببة أو إهليجية. واستخدمت معظم كنائس مصر وبالأخص الصعيد القبة الإهليجية، لوحات (7، 8، 9، 10، 11)، وهي قباب ضحلة ليست عميقة وغير منتظمة، مناطق انتقالها لا تبرز من الخارج. طلاؤها طلاء جيري أبيض آخذ إلى الصفرة، احتواؤها على فتحات مستديرة في سمت خوذتها للإضاءة والتهوية، قلة وانعدام العناصر الزخرفية بداخل القبة وخارجها، خلوها من رقاب القباب، عدم اتخاذها شكلاً نصف كروي تاماً، بل مائل إلى التدبيب. وتقام مباشرة أعلى الجدران[42].
تطور إنشاء القبة حسب المسقط:
– من التصميم البسيط لكنائس القرن الرابع في كيليا، مارينا العلمين، شمس الدين بالواحات ذات الصحن الضيق والأحنجة الضيقة، يتضح أن التصميم لا يسمح بوجود القباب الكثيرة، وربما وجدت فوق الهياكل لتأكيد رمزية السماء.
– في القرن الخامس وضعت القبة غالبا بين الحنايا الثلاث كما في ديري الأنبا شنودة والأنبا بيشاي بسوهاج، ووجدت فوق البئر والأنبل الجرانيتي. شكل (9).
– في القرن السادس وجدت القبة في المنطقة أمام الهيكل على شكل حنية كبيرة، موجودة حتى الآن في دير أبوفانا بملوي[43]. شكل (9).
– في القرنين السابع والثامن تميزت الكنائس -خاصة بأديرة وادي النطرون- بوجود الخورس فوقه قبة أكبر قليلا من قبة الهيكل[44].
طرق إنشاء القباب القبطية وتحويل المربع إلى دائرة:
تقام القباب إما على مساقط دائرية أو مربعة، في حالة المسقط المربع يلزم لتحويله إلى دائرة إقامة مثلثات كروية في الأركان، أو تعمل حنايا في الأركان في منطقة الانتقال وتعرف في اللغة الفرنسية بالمسطح (Trompe). وتقام القباب على مساقط مستطيلة فيكون مظهرها الخارجي بيضاوي الشكل، شاع استعمال المقرنصات في الأركان في الانتقال لتحويل المربع إلى دائرة في العمارة الإسلامية. في المباني التي استعملت في تغطيتها القباب قبة غير حقيقية إنشائيا، فرصت صفوف الحجارة أفقيا، فتبرز هذه الصفوف مع الارتفاع بحيث تعطي في النهاية شكل القبة. ويتم بناؤها بتنظيم صفوف من الطوب أو الحجارة المنحوتة، بحيث تتجه لحاماتها نحو مركز القبة كما هو الحال في بناء العقود، في بعض الأمثلة تعمل أعصاب يملأ الفراغ بينهما بصفوف من الطوب أو الحجارة، ووجدت قباب من قشرتين بحيث يكون الشكل الخارجي مختلفا عن الشكل الداخلي، ووضعت في بعض القباب الحجرية سلاسل من الحديد أو قطع خشب لمقاومة الدفع الخارجي للقبة[45].
وجب لإنشاء القباب الانتقال من المساحات المربعة إلى المساحات المثمنة أو المستديرة، وهي الأكثر قدرة على حمل القاعدة المستديرة للخوذة. وكان يتم هذا الانتقال بأساليب مختلفة، هي ما اصطلح على تسميتها بمناطق الانتقال. لعبت مناطق الانتقال دوراً بارزاً في تطور القباب[46].
أ- المثلثات الركنية
تبنى على أساس مربع فوقه أربعة عقود بينهم المثلثات الركنية التي تنتهي بالقبة. وفي مدفن مار مينا ظهرت المثلثات الكروية التي تنتهي بالقبة المنخفضة من مركز القبة نفسه، من الممكن أن تتغير أشكال القبة من بداية الدائرة التي في نهاية المثلث الركني. والقبة في هذه الحالة غالبا قبة منخفضة، ولقد ساد استخدام هذا العنصر في مصر العليا لاسيما العمائر الكنائسية العثمانية منها، ووجد منها نوع مزخرف بالمقرنصات، ونجد ذلك في كنيسة دير الأنبا بضابة بزيلتين، ونجدها كذلك في كنيسة مقر دير الأنبا أنطونيوس ببوش، ونجدها أيضا في كنائس القاهرة مثل: أبي سرجة، والمعلقة، وأبي سيفين، واستخدمت بكثرة في كنائس الدلتا[47].
ب- العوارض الأفقية
تستخدم العوارض الأفقية كعنصر لتحويل المربع إلى مثمن، ومنه بسهولة إلى دائرة حتى إنهاء القبة بأشكالها المختلفة، استغل المثلث الأفقي الركني في رسم بعض الزخارف والأشكال، كما في دير أبو مقار ودير السريان[48]. اللوحتان (12،14).
جـ- قباب كيليا (ظهر السلحفاة وقبة المثلثات)
اشتهر شكل القبة في منطقة القلالي بشكل ظهر السلحفاة، فهذه القبة متداولة على أي مساحة، فمن الأركان تبنى المثلثات الكروية الركنية حتى تقفل القبة في النهاية، وهي من الطوب اللبن، وظهرت كذلك قباب فريدة نادرة من مثلثات معتدلة ومقلوبة[49].
د- الحنايا الركنية
تأخذ الحنايا الركنية شكل دخلة أو ارتداد مقعر متوج بطاقية نصف مستديرة أو مدببة، وتبنى بحيث ترتكز بطرفيها على قمة جدارين من جدران المربع لتحمل أعلاها القبة أو الرقبة الحاملة لها[50]. تم وضع العوارض الخشبية لتبنى عليها الحنايا الركنية، وتركت -في الغالب- واضحة في بعض الكنائس. اختلفت أشكالها اختلافا واضحا في معظم العصور والأماكن، وكانت بداية بالمقرنصات[51]. وتعد الحنايا الركنية بالدير الأبيض والدير الأحمر بسوهاج نموذجاً مبكراً للحنايا الركنية الباقية بكنائس مصر، وإن قيل: إنها مجرد إضافات لاحقة للمبنى الأصلي.
ووجدت الحنايا الركنية بكثرة في عمارة كنائس مصر الوسطى؛ إذ نجدها في كنيسة مار جرجس بسدمنت الجبل، وكنيسة مقر دير الأنبا بولا ببوش. لوحة (8). وهي مميزة ببروز نواصيها من الخارج، وكذلك كنيسة السيدة العذراء بأشنين النصارى بمغاغة، وكنيسة الأمير تادرس بدير السنقورية ببني مزار، وكنيسة مار مينا بطحا الأعمدة بسمالوط، وفي القبة المتقدمة للهيكل بكنيسة العذراء بدلجا بدير مواس وفي كنيسة دير المحرق وإن تميزت بوجود خطوط تلتقي أعلى الحنايا، وأحياناً أخرى توجد بداخلها معينات متماسكة الأطراف، وفي كنيسة الملاك ببني مجد، وفي كنيسة دير أبي مقار بأبو تيج[52]، وفي كنيسة أبي مقار والعذراء بالبراموس، ودير السريال بوادي النطرون، وبكنيسة مار جرجس بطوخ دلكة المنوفية. اللوحتان (12،13).
ه- أنصاف القباب:
استخدمت أنصاف القباب في تغطية الهياكل النصف مستديرة أو المتجاوزة للشكل النصف مستدير، كما في كنيسة مار مينا بفم الخليج بمصر القديمة. كما استخدمت أنصاف القباب في تغطية بعض الدخلات الجدارية، وبالطبع كان حجمها هنا أصغر كثيرا، واستعملت أيضا في تغطية أو تتويج الشرقيات النصف مستديرة. استخدمت هذه الطريقة أيضا في تغطية الهياكل ذات الحنية ثلاثية الحنايا، مثلما يوجد في الكنيسة الواقعة داخل معبد دندرة، وفي كنيسة دير الأنبا شنودة غربي سوهاج[53]، وكما في كنيسة قصرية الريحان داخل حصن بابليون، شكل (8)، وكنيسة الأمير تادرس، شكل (7)، وكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة، وكنيسة السيدة العذراء بالسريال والبراموس بوادي النطرون. اللوحتان (12،13). وكنيسة أبي فان بملوي، والهياكل الجانبية بكنيسة دير أبي حنس بملوي. كثرت استخدامات أنصاف القباب بكنائس مصر بشكل عام.
من أمثلة البناء بالقبة في الكنائس القبطية في مصر:
لم يتبق من أمثلة الكنائس في العصور الأولى إلا أمثلة قليلة غير مؤكدة، ومن أهم الأمثلة المبكرة التي استخدمت فيها القبة كنيسة دير الأنبا شنودة والأنبا بيشاي بسوهاج “الدير الأحمر والأبيض” وكانت القباب فيهما تغطي هيكلاً ذا شكل فريد، أطلق عليه الحنية ثلاثية الحنايا، وهو ابتكار مصري خالص. القباب فوق مجموعة الهيكل في دير الأنبا شنودة تعطي تشكيلة فنية وفريدة، فهي عبارة عن قبة عالية على حنايا ركنية تغطي منطقة منتصف الهيكل. أما الثلاثة أنصاف دوائر التي تكون الحنية الثلاثية، فتغطيها أنصاف قباب وهي تعود للقرن الثالث عشر، وربما كان الشكل الأصلي لسقف الهيكل قبة، غالبية الكنائس مسقوفة تماما بمجموعة من القباب المتساوية المساحة، وحينما ترسم الكنيسة في أي رسم قبطي، فإنها تأخذ شكل مبنى تعلوه القبة. حتى كنائس مصر القديمة والقاهرة والوجه البحري والصعيد، والتي تنتمي إلى الطراز البازيليكي (عدا المعلقة لأسباب خاصة) لها قبة على الأقل فوق الهيكل وأخرى إضافية فوق كل مذبح من الثلاثة[54]. ولا يزال يوجد العديد من الأمثلة لاستخدام القبة، ومن أهما طراز الاثنتي عشرة قبة، كما في كنيسة السيدة العذراء بدلجا بدير مواس. لوحة (10). وظهر أيضا في البحر الأحمر بدير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، وعشر قباب بكنيسة السيدة العذراء بدير المحرق بالقوصية، لوحة (11)، وثماني قباب بكنيسة الملاك ببني مجد بمنفلوط، وتسع قباب بكنيسة دير الجنادلة الصغرى، وقبة صخرية واحدة بكنيسة واحدة هي كنيسة دير الجنادلة الصخرية، وخمس عشرة قبة بكنيسة دير الملاك ميخائيل بإدفو، شكل (11). وقبتان بكنيسة الأنبا هدرا بأسوان، والأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، شكل (13،14).
القبة المركزية:
تغطي كل مساحة الصحن دون أن تترك منه فراغاً، وترتكز على جدارية الشمالي والجنوبي، وعلى جداري الدهليز والهيكل والدعامات المحددة لهما عن الصحن، ويوجد هذا النموذج بكنيسة قلب النوبة، وكنيسة دير الأنبا أرسانيو بجبل طرة، وأخرى بشمال سيناء في منطقة بلوزيوم[55]، وكنيسة السيدة العذراء طوخ دلكة، شكل (6)، وكنيسة القديس أبي سيفين بدير الميمون، وكنيسة دير الفاخوري بإسنا[56].
تحت أشعة الشمس تعطي جمالا متغيرا حيث تعطي شكلا متغيرا طوال النهار. تعطي فراغا بديعا ذا إضاءة داخلية متميزة. تعطي التكييف الحراري المناسب في البلاد الحارة، وشكلها يؤثر نفسيا وجماليا على الإنسان، وهي الغطاء القشري لبعض الكنائس، والتي تغطي المساحة كلها ممثلة للسماء، كما تناسب النسك الرهباني عند تغطيتها للمنشوبيات الرهبانية[57].
تغطية الأسقف بالقباب لا تقلل من الاكتساب الحراري نتيجة للإشعاع الشمسي، بل على العكس تزيد من الاكتساب اليومى الإجمالي بنسبة تتراوح بين (19%) و(43%) عند مقارنتها بسقف مسطح له المساحة نفسها. وللقبة تأثير إيجابي شتاء حيث يزيد الاكتساب الشمسي لها عن الاكتساب الشمسي للسقف المسطح، خاصة عند خطوط العرض الشمالية (35ْ– 40ْ). يزداد الفارق بين اكتساب الأسقف ذات القباب والأسقف المسطحة بالبعد عن خط الاستواء، فالزيادة في الاكتساب الشمسي اليومي صيفاً عند خط عرض (30ْ) يبلغ (19%)، بينما لا تزيد عن (11%) عند خط عرض (15ْ)، ويبلغ (23%) عند خط عرض (35ْ). عند استخدام القبة كبديل للسقف المسطح، تزداد مساحة السقف وتتغير خواصه الجيومترية، مما يزيد من اكتسابه الشمسي، ولكن يلاحظ أن حجم الفراغ يتغير أيضاً، كما يتغير ارتفاع السقف بالزيادة نصف عرض الغرفة في حالة القبة النصف كروية. وهذه الزيادة في الحجم قد تكون إيجابية في حالة ثبوت أن تأثير القبة على التدرج الحراري في الفراغ يزيد من الشعور بالراحة الحرارية، أو لوجود فتحات في أعلى القبة تساعد في خروج الهواء الساخن. وفي هذه الحالة يكون هناك مقابل في الأداء قد يعوض التأثير السلبي لزيادة الاكتساب الاشعاعي للقبة، أما في حالة الفراغات المكيفة، فزيادة الحجم تضيف تأثيرا سلبيا جديدا بزيادة أحمال التكييف.
الرمزية في استخدام القباب:
ترمز القبة ومنارات الكنائس للإسهام المتجه إلى السماء، والرابطة العمودية بين الأرض والسماء، بين الله والإنسان. كما شاع تغطية الهياكل بثلاث قباب كاملة، أو نصفية وتجمعها قبة واحدة من أعلى إشارة إلى الثالوث، وقيل إنها رمز الثلاث سموات[58].
والقبة ليست مجرد وسيلة للتغطية فقط، بل هي رمز للسماء أو غطاء السماء وما بعده من عالم روحاني لا نهائي، وهي من أصل الشكل الدائري أو الكروي، وهي رمز الكمال للأشكال الهندسية[59]. شكل القبة المستدير له معان ترتبط بالرمز منذ أقدم العصور حيث الدائرة أكثر شكل طبيعي وكامل في الطبيعة، لذلك كانت الدائرة تعبر عن الكمال، وبالتالي القدسية وعدم وجود بداية ونهاية لها، مما يعبر عن الخلود وإلغاء الزمن، فالشكل المستدير من أكثر الأشكال الشائعة في القبة، لذلك سيطر الرمز المستدير ومعناه على شكل القبة.
كان الشكل المستدير هو المفضل لشرقية الكنيسة لمعناه الرمزي، فضلا عن الوظيفة البصرية كنقطة جذب الأنظار، لتكون عيون المصلين متجهة نحو الشرق، حيث الهيكل والمذبح الذي تغطيه قبة أعلى أربعة أعمدة، وتمثل قدس الأقداس، والقبة العالية التي تغطي منطقة الهيكل والتي تمثل القدس.
العلاقة بين طرز التخطيط وأنماط التغطية والتأثيرات البيئية التي أدت إلى ظهور هذه الأنواع من التغطيات:
استخدام القبة والقبو والجمالون في الكنائس المصرية -إلى حد ما- فرضته ظروف البيئة على العمارة المسيحية.
ويذكر سومرز كلارك أن التخطيط القبطي ظهر بعد الفتح العربى، وأن الكنائس تعرضت إلى حرق أسقفها، وهذا يدل على أنها كانت من الخشب وخاصة الكنائس التي بالمدينة، وحلت محلها العقود والقباب من الطوب، ومن أمثلة ذلك في الدير الأبيض وفي دير أبو حنس[60]، شكل (12). ويبدو لنا أن استخدام القبة والقبو في الكنيسة المصرية قد أحدث تغيراً في التخطيط العام، فعلى الرغم من أن التخطيط البازيليكي القائم على الصحن والأروقة، والذي ينتهي في الناحية الشرقية بالأسلوب المحلي القبطي، المتمثل في وجود الهياكل الثلاثة، قد ظل باقيا، فإن المعماري تمكن في الكنائس المعتمدة في التسقيف على القبة والقبو، من إضافة أروقة ملحقة بالمبنى الرئيس في الكنيسة، حيث يظهر الأمر في النماذج التالية من الكنائس.
- كنيسة تيدور بمدينة هابو:
ويتضح من هذه الكنيسة وجود هياكل في الناحية الشرقية، غطيت بأنصاف قباب، بينما استخدمت خمس عشرة قبة متجاورة في تغطية المساحات الداخلية بالكنيسة، شكل (15).
- كنيسة دير الصليب بنقادة:
عبارة عن ثلاث كنائس متجاورة متهدمة، ويتضح من تخطيط سومرز كلارك احتواء هذه الكنائس على ما يزيد على ست عشرة قبة، إضافة إلى استخدام الأقبية الجانبية. لوحة (7).
- كنيسة دير أندراس بنقادة:
احتوت الكنيسة على ما يزيد عن اثنتي عشرة قبة متجاورة، بالإضافة إلى استخدام الأقبية، شكل (16).
- كنيسة المدامود:
تميز تخطيط هذه الكنيسة بوجود (30) قبة استخدمت في تغطية المساحات المتجاورة، وهو عدد كبير من القباب التي اعتمدت على عقود قسمت المساحات من أعلى إلى أقسام مربعة، غُطِّي كل قسم بقبة. والواقع أن استخدام القباب دل على مهارة فنية كبيرة للمعمار، إذ لوحظ في كثير من القباب أنها تغطي مساحات مربعة تماما، شكل (10)، وإنما عالج المعمار هذا الأمر بعمل قباب مخروطية في بعض الأحيان، حتى لا يفشل في تغطيتها، إضافة إلى استخدام القباب مختلفة الأشكال في المساحات المستطيلة وفي الممرات والدهاليز، حيت تبدو هذه الكنائس من الخارج بهيئة مميزة بقبابها وأقبيتها عن غيرها من السقوف المسطحة والجمالونية[61].
أما الدمج بين المباني الطولية والمركزية، فقد انتشر هذا الطراز في العالم المسيحي لما يوفره من فراغ داخلي متسع، دون دعامات تشغل مساحة داخلية أو تعوق الرؤية[62]. وأساس التصميم البيزنطي وجود فراغ أوسط، وتلتف حوله الفراغات الثانوية. فكان المسقط الأفقي عبارة عن صحن أو ساحة مركزية متسعة، شكلها إما مربع أو كثير الأضلاع فوق القبة الرئيسة، له أذرع أربع تكون معه شكل الصليب، وسقف كل من هذه الأذرع على شكل قبو أو نصف قبة. والأركان الأربعة المحصورة بين الصحن والأذرع سقفها إما قباب صغيرة أو مصلبات، ومن هذا يكون المسقط الأفقي العام للكنائس البيزنطية صليبي الشكل، وتسقفه خمس قباب، وعادة ما تكون أعلاهم القبة الوسطى، والتي في مركز تقاطع الشكل الصليبي، فبالنظر إلى الكنيسة الشرقية بأبو مينا- مريوط، نجد أنها تتميز بتغطية قبة مركزية تعرف بالتتراكونش، الذي يعتبر من أهم معالم العمارة البيزنطية. ويتبين من ذلك أن تخطيط الكنيسة البيزنطية مربع الشكل من الخارج، أو مستطيلاً أو أسطوانياً أو صليبياً[63].
ونجد القبة في التصميم البيزنطي يتبعها الحنية قائمة بجانب، والمدخل يتبعه الرواق الخارجي في الجانب المقابل، لذلك فأصبح النظر تجاه القبلة بدلا من الحنية في البازيليكا[64]. أسلوب التغطية في التصميم البيزنطي كان بالأسقف المقبية، الساحة المركزية مغطاة بقبة محملة على مقرنصات، محيطة بالساحة المركزية، مغطاة بأقبية مستمرة على كل ركن من الأركان الأربعة للكنيسة مقبية، إما بقبة محملة على مقرنصات أو بقبو متقاطع. ونجد أن الطراز الأخميمي وطراز الاثنتي عشرة قبة ارتبط بالتغطية بالقباب.
وبذلك يتضح لنا أن الكنيسة المصرية اعتادت في أسلوب تغطيتها عامة على استخدام السقوف المقبية في الوجهين القبلي والبحري، والسقوف الجمالونية في بعض الكنائس في القاهرة والوجه البحري، وذلك للأسباب التي سقناها من قبل في هذا البحث، وقد حقق المعمار فيها نجاحاً كبيراً في تغطية المساحات المختلفة.
[1]* – مدير شؤون مناطق في قطاع الآثار الإسلامية – وزارة الآثار (مصر).
[2]– Grossmann, P., Ceiling, Architectural elements of churches, in the Coptic Encyclopedia ,vol .1, New York, oxford, 1991, p.207.
[3]– محمد، عبدالرحمن نصار: الظل.. الظلال.. المنظور، مكتبة الهندسة، القاهرة، مصر، 1980، ص48.
[4]– محمد، محمود عمار: الطاقة مصادرها واقتصادياتها، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، مصر، 1989، ص52.
[5]– نصرت، باريز: تأثير أساليب وطرق الإنشاء على التعبير المعماري لعمارة الكنائس والأديرة بمصر، رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية الهندسة، قسم العمارة، جامعة عين شمس، القاهرة، 2006، ص135.
[6]– Grossmann, P., op.cit ,PP. 207- 202.
[7]– نصرت، باريز، المرجع السابق، ص135.
[8]– Grossmann, P., Roof, Architectural Element of churches, in the Coptic Encyclopedia, vol.1, New York, oxford, 1991, P.219.
[9] -Grossmann, P., ceiling, Architectural Element of churches, op.cit, p.202.
[10]– Grossmann, p., Roof, Architectural Element of churches, in the Coptic Encyclopedia, p.219.
[11]– Grossmann, P.,Coffer, Architectural Elements of churches, in the Coptic Encyclopedia, op.cit, P.203.
[12]– مرقص، سميكة: دليل المتحف القبطي وأهم الكنائس والأديرة الأثرية، جزءان، المطبعة الأميرية بالقاهرة، 1930، ص187.
[13]– Grossmann. saddle back Roof, Architectural Elements of churches, in the Coptic Encyclopedia , op.cit, P.220.
[14]– محمد، خليل نايل، محمد أمين عبدالقادر: تاريخ فن العمارة، وزارة المعارف العمومية، الجزء الأول، المطبعة الأميرية ببولاق، القاهرة، 1943، ص226.
[15]– مرقص، سميكة: المرجع السابق، ص187.
[16]– فريد، شافعي: العمارة العربية في مصر الإسلامية عصر الولاة، المجلد الأول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1994، ص5.
[17]– شهد، ذكي البياع: كنائس حي المنشية بمدينة الإسكندرية في القرن التاسع عشر الميلادي (دراسة أثرية معمارية فنية) رسالة دكتوراه، بجامعة طنطا 2011، ص216.
[18]– شهد، ذكي البياع: المرجع السابق، ص216-217.
[19]– نصرت، بريز: المرجع السابق، ص136.
[20]– Grossmann, P., Sadde back Roof, op.cit, P.220 .
[21]– Grossmann. p., vault, Architectural Elements of churches, in the Coptic Encyclopedia, vol.1. New York, oxford, 1991, p., 224.
[22] – محمد، أنور شكري: العمارة في مصر القديمة، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1970، ص229-268.
[23] – فريد، شافعي، المرجع السابق، ص198.
[24]– إبراهيم، سعد، وآخرون: العمارة الرومانية، كلية الآداب، قسم الآثارـ طنطا، 2005، ص73.
[25] – محمد، خليل نايل: المرجع السابق، ص195.
[26]– Grossmann. p., vault, op .cit , p. 225 .
[27]– محمود، أحمد درويش: التخطيط المعماري الثلاثي والعناصر المعمارية بالعمائر الإسلامية والقبطية في العصر الفاطمي، ندوة الآثار القبطية 11-12 مايو (أيار) 2004، مجموعة أبحاث، المجلس الأعلى للثقافة 2010، ص241.
[28] – نيللي، شفيق: التطور المعماري للكنائس القبطية في مصر، من القرن الرابع إلى القرن التاسع عشر- دراسة مقارنة، رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية الهندسة، جامعة الإسكندرية، قسم الهندسة المعمارية، 1999، ص47-48.
[29] -محمد، خليل نايل: المرجع السابق، ص196.
[30]– Grossmann, p., vault, op .cit, p. 225.
[31]– Fletcher, B.,A History of Architecture, 0n the comparative method, for students, craftsmen, Amateurs, fifteeth Edition, London, 1950, p. 147.
[32] -محمد، خليل نايل: المرجع السابق، ص199-200.
[33]– ك.ك. والترز: الأديرة الأثرية في مصر، ترجمة: إبراهيم سلامة، مكتبة الأسرة 2005، ص78–81.
[34]– Grossmann, p., Dome, Architectural Elements of churches, in the Coptic Encyclopedia, op.cit, p.210.
[35]– نصرت، باريز: المرجع السابق، ص170.
[36]– محمد، أنور شكري: المرجع السابق، ص229.
[37]– صموئيل، السرياني، بديع حبيب: القبة القبطية، طبعة للدارسين بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة، غير منشورة، ص33.
[38]– نصرت، باريز: المرجع السابق، ص172.
[39]– فريد، شافعي: المرجع السابق، ص115.
[40]– سامر، سمير: تأثير الاتجاهات العقائدية على تصميم الكنائس في مصر، رسالة ماجستير، غير منشورة، جامعة حلوان، كلية الفنون الجميلة، قسم العمارة، 2006، ص156-157.
[41]– صموئيل، السرياني: بديع حبيب، القبة القبطية: المرجع السابق، ص11–15.
[42]– أشرف، سيد محمد البخشونجي: العمائر الكنائسية بمحافظتي بني سويف والمنيا وقديسوها الأوائل “دراسة أثرية معمارية”، المجلد الأول، ط 1، 2009، دار محسن بسوهاج، ص282.
[43]– حنان، يوسف: تطور عمارة الطراز البازيليكي في مصر في العصر الروماني، مخطوط رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة طنطا، كلية الآداب، 2008، ص442.
[44]– صموئيل، السرياني، بديع حبيب: القبة القبطية، المرجع السابق، ص5.
[45]– صالح، لمعي: القباب في العمارة الإسلامية، دار النهضة العربية، بيروت، ص13.
[46]– محمد، حمزة إسماعيل الحداد: القباب في العمارة المصرية الإسلامية، الطبعة الأولى، 1993، ص153.
[47]– أشرف سيد محمد البخشونجي: عمارة الكنيسة في محافظتي أسيوط والوادي الجديد “دراسة أثرية معمارية”، المجلد الثاني، ط 1، 2009، دار محسن بسوهاج، ص513.
[48]– نصرت، باريز: المرجع السابق، ص192–193.
[49]– نيللي، شفيق: المرجع السابق، ص45.
[50]– أشرف، سيد محمد البخشونجي: المرجع السابق، المجلد الأول، ص286.
[51]– نصرت، باريز: المرجع السابق، ص194.
[52]– أشرف، سيد محمد البخشونجي: المرجع السابق، المجلد الأول، ص287.
[53]– Fletcher, B., A History of Architecture, p.p. – 273- 278.
[54]– الفريد، بتلر: الكنائس القبطية القديمة في مصر، ترجمة: إبراهيم سلامة، الجزء الأول، الهيئة المصرية للكتاب، 1993، ص22-23.
[55]– أشرف، سيد محمد البخشونجي: المرجع السابق، المجلد الثاني، ص480.
[56]– سامي، صبري شاكر: الأنماط المعمارية للكنائس القبطية الأرثوذكسية الأثرية، بحث منشور بمجلة معهد الدراسات القبطية، 2016، ص1.
[57]– صموئيل السرياني: بديع حبيب، القبة القبطية، المرجع السابق، ص2.
[58]– كوبر، ج: الرمزية في الفن المسيحي، ترجمة: أليس عزيز، صموئيل السرياني، معهد الدراسات القبطية، القاهرة، ص7.
[59]– داليا، عادل جورج: تطور التصميم الداخلي للعمائر القبطية بمصر، رسالة ماجستير، غير منشورة، الفنون الجميلة، قسم الديكور، شعبة العمارة الداخلية، جامعة الإسكندرية، 2005، ص72.
[60]– سومرز، كلارك: الآثار القبطية في وادي النيل، دراسة في الكنائس القديمة، ت: إبراهيم سلامة إبراهيم، الألف كتاب الثاني، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1999، ص55.
[61]– مصطفى، شيحة: دراسات في العمارة والفنون القبطية، نحو وعي حضاري معاصر، سلسلة الثقافة الأثرية والتاريخية، مطبعة هيئة الآثار المصرية، 1988، ص268.
[62]– سامر، سمير: المرجع السابق، ص50.
[63]– توفيق، عبدالجواد: العصور الوسطى، المرجع السابق، جـ2، ص11-16.
[64]– مصطفى، شيحة: دراسات في العمارة والفنون القبطية، نحو وعي حضاري معاصر، سلسلة الثقافة الأثرية والتاريخية، مشروع المائة كتاب، (11)، مطبعة هيئة الآثار المصرية، 1988، ص61.