قال الكاتب والباحث البحريني عباس المرشد إن أهل السُّنّة في إيران يعانون من غياب التكاتف المعنوي حول هدف يجمعهم ويحدد مشاكلهم ويوحد مطالبهم، وأشار في دراسته عن الشخصيات السنية المؤثرة في تاريخ إيران المعاصر إن أهل السُّنّة موزعون جغرافياً على أربع جهات، تبعد كل جهة عن الأخرى آلاف الكيلومترات، مما يجعل الاتصال بينهم صعباً، إضافة إلى تنوع الأهداف واللغات لكل مجموعة من مجموعات السُّنّة،
كما أن الحرمان من التأييد لمذهب السُّنّة في إيران منذ نصف قرن أدى إلى جهل بالعلوم الشرعية، وإن وجدت كتب الشريعة فهي قديمة لا تتماشى مع الزمن والتحولات.
وقال الباحث في دراسته التي ستنشر في كتاب المسبار السادس والأربعين لشهر أكتوبر(أهل السنة في إيران) :إن أهل السُّنّة يشعرون بتأخّر عن ركب الحضارة الإيرانية.
ولاحظت الدراسة أن هناك غياباً للإنتاج الفكري، والمشاريع الإصلاحية، لدى قطاع واسع من الشخصيات المؤثرة من أهل السنة ، حيث يمكن القول بأن الصدام المبكر لعلماء أهل السُّنّة مع قادة الثورة الإسلامية كوَّن قائمة من الشخصيات السياسية كضحايا وقرابين لمطالب أهل السُّنّة، حسب تعبير أحد علمائهم في حديثه عن دور العوامل المانعة من بروز قيادات موحدة على مستوى إيران.
وأشار المرشد إلى أن الأكراد والبلوش هم المصدر الأولي لتخريج قادة أهل السُّنّة في إيران، وبحكم النزعة القومية لدى الأكراد، التي تضاهي النزعة الفارسية، فإن نسبة تأثير الشخصيات البلوشية على الطائفة السُّنّية أوفر حظاً من العرقيات الأخرى، رغم تنامي الحس القومي عند البلوش وظهور دعوات حديثة للاستقلال في دولة قومية. وشرحت الدراسة أسباب ضمور التجديد الفكري والفقهي بين علماء السنة الإيرانيين، موضحة أن وضع الأقليات يتّسم عموماً بسلوك اتجاهات محافظة من الناحية المعرفية، وهو ما يؤدي إلى جمود عملية الإصلاح والتطوير الفكري، وأن البحث عن شخصيات فكرية إصلاحية ومطوّرة لفكر الأقلية عملية شاقّة.
تضمن كتاب المسبار السادس والأربعون إحدى عشرة دراسة تناولت مختلف القضايا المتعلقة بأهل السنة في إيران والأخطار التي تتهدد الطائفة وظروف نشأة تنظيم جند الله، إلى استعراض موجز لتاريخ إيران القديم والحديث، وموجز عن أحوال السنة الذين يشكلون مايقارب 20% من الشعب الإيراني، ومعاناتهم منذ العهد الصفوي مروراً بحكم الشاه إلى مابعد قيام الثورة الإسلامية في إيران. وقد شارك في الدراسات باحثون من إيران والسعودية والجزائر والمغرب والأردن والعراق.
المسبار
28 سبتمبر2010
التعليقات