يستعرض هذا الإيجاز اليومي منتخبات من الأخبار والمقالات والتقارير التي تعكس وجهات نظر بعض دوائر التفكير الغربية، وما نُشر فيها، حول التظاهرات والتحركات الشعبية في إيران، ومحاولة فهمها، وينتهي بخلاصة.
- الإذاعة الوطنية الأمريكية NPR : “لا تبسطوا تفسير ما يحصل في إيران”
انتقد عباس ميلاني، مدير قسم الدراسات الإيرانية في جامعة “ستانفورد”، مساعد مدير برنامج “إيران والديمقراطية” في مؤسسة “هوفر”، انتقد ما أسماه بالاستقطاب في التعامل مع الملف الإيراني. فمن جهة يروّج أعوان ومؤيدو النظام في طهران فكرة أن الجمهورية الإسلامية لم تعد تشكّل خطراً على الولايات المتحدة والشرق الأوسط والعالم، لذلك على الغرب ليس فقط التأقلم والتعايش مع النفوذ الإيراني المتمدد في المنطقة، بل إرضاء النظام وجعله طرفاً ولاعباً دولياً مهماً. وهناك طرف آخر لا يرى حلّاً إلّا بإسقاط أو تغيير نظام الحكم، وهو طرف محق في اعتراضه على سجل حقوق الإنسان في إيران، ودورها في زعزعة الأمن الإقليمي. لكن موقف هؤلاء الرافض للحوار مع النظام يعقّد من مشاكل ومعاناة الشعب.
ويرى ميلاني أيضاً، أنّ الاستقطاب هو سيد الموقف فيما يخص ردود الأفعال حول تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن المظاهرات. فهناك من يقف ضد ترمب في كلّ ما يفعله، ويرى أنّ على الولايات المتحدة الأمريكية عدم التدخّل بأي شكل من الأشكال، وهناك دعم لترمب يؤيد عكس ذلك.
من وجهة عباس ميلاني، فإنّ دعم الشعب الإيراني يأتي من خلال الإدانة الدولية الواضحة لتعامل القوات الأمنية مع المتظاهرين، وزيادة الضغوطات على النظام من أجل التعجيل بالإصلاح السياسي، وإنّ فكرة تغيير النظام من الخارج هي غير محبّذة بالنسبة للشعب الإيراني، والحديث بها يعطي حجّة لخامنئي للتملص من مسؤولية السخط الشعبي تجاهه، وتوجيه أصابع الاتّهام للغرب أو لإسرائيل أو للخصوم الإقليميين.
الخبير في الشأن الإيراني أشار أيضاً إلى أنّ “الفوقية” التي يمنحها الولي الفقيه لنفسه على أساس تعيينه ولياً من قبل الله هو أمر بات ينفر الإيرانيين. وكذلك يجب على الغرب –الولايات المتحدة على وجه الخصوص- تفادي الخطاب الذي يجعلها تبدو وكأنها تدّعي أنها أدرى بمصلحة الشعب الإيراني من الشعب نفسه، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية دعم المتظاهرين من خلال جعل وسائل الاتصالات متاحة.
- مايكل بينس: ترمب لن يقف صامتاً تجاه إيران
في مقال رأي مثير للجدل، تحدّث نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، عن الفرق بين موقف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تجاه الشعب الإيراني، وموقف الرئيس الحالي دونالد ترمب. حيث ألقى بينس في مقاله المسؤولية على أوباما في قيام النظام الإيراني عام 2009 بقمع “الثورة الخضراء”، من خلال ما يصفه نائب الرئيس بـ”تخلي أمريكا عن قيادة العالم”.
يؤكد بينس أنّ موقف الرئيس ترمب والولايات المتحدة اليوم من المظاهرات في إيران، هو موقف مؤيد وداعم، ويعبّر عن خيبة أمله في “الشركاء الأوروبيين” الذين فشلوا في تقديم إدانة واضحة لقمع النظام الإيراني للمواطنين العزل.
- الاحتجاجات حقيقية وتعكس الأوضاع الإيرانية والنظام يصدر الأزمة ليغطي فشله الداخلي
أصدر “مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية”، دراسة بعنوان “الحركات الاحتجاجية وأزمات النظام السياسي في إيران”، سلط الضوء عبرها على أزمات النظام السياسي في إيران، التي كان آخرها الاحتجاجات التي جاءت في نهاية عام 2017. وتلفت هذه الدراسة إلى أن الاحتجاجات قد جاءت نتيجة ظروف معيشية واقتصادية، ثم تحولت إلى مطالب سياسية تهدف إلى إزالة نظام ولاية الفقيه. ويُوضح إدراك المحتجين للتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، وما يترتب عليها من فواتير مالية باهظة. مؤكداً أن هذه الاحتجاجات قد كانت الأكثر انتشاراً وهذا ما يعكس اتساع الغضب الشعبي من السياسات الإيرانية ولا سيما تلك التي تتعلق بالتدخلات الإقليمية والتي تنعكس على المواطن وأوضاعه المعيشية. وهذا ما يؤكد أن هذه الاحتجاجات حقيقية وتعكس الأوضاع الإيرانية، لا سيما أن الطبقات الفقيرة كانت المحرك الرئيس لهذه الاحتجاجات. كما أكدت الدراسة أن قيام الحكومة الإيرانية بادّعاء التدخلات الخارجية، وسيلة ليصدر النظام من خلالها فشله الداخلي ويعزيه للدور الخارجي، واشتملت على مقارنة بين احتجاجات 2009 و2011 والاحتجاجات الحالية.
- الاحتجاجات الإيرانية تلوم التحويلات المالية لحزب الله
مقالة بعنوان “الاحتجاجات الإيرانية تلوم التحويلات المالية لحزب الله”، نشرت في “WND”، تُشير إلى أن جماعة “حزب الله” الإرهابية مسؤولة جزئياً عن الانتفاضة الشعبية في إيران ضد نظام الملالي، التي يهتف فيها المواطنون بشعارات مثل “ألم تخجل خامنئي؟”!. وهذا ما يقوله إيف مامو، وهو مؤلف وصحفي مقيم في فرنسا يكتب لمعهد “غاتستون”.
مامو أوضح أن الاحتجاجات في عشرات المدن الإيرانية اندلعت بسبب التزام النظام الإيراني بتمويل حزب الله. وقال مامو: إن “المتظاهرين يطالبون المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بإنفاق الأموال الإيرانية على الشعب الإيراني – وفقط على الشعب الإيراني”. إن حزب الله هو في الأساس “فصيل أجنبي إيراني، وأداة للحرب الشيعية الإمبريالية التي تجري في سوريا والعراق واليمن وضد إسرائيل”. الميزانية المالية لحزب الله، التي أنشأتها إيران في لبنان، غير معروفة. ولفت إلى أنه يجب الانتباه لكون حزب الله لا يشكل فقط عدداً من الرجال الذين يقاتلون في الجيش، وإنما هو نظام اجتماعي مع مستشفيات ومؤسسات الرعاية الاجتماعية، ومزارعين ومدارس دينية للبنين والبنات، وشبكة وسائل إعلام متنوعة، وغيرها. وفي حين كان يقدر الخبراء سابقاً أن حزب الله يتلقى (200) مليون دولار سنوياً من إيران، إلا أنه مع توسع الدور العسكري لحزب الله، زادت تكلفة تمويله من (300) مليون دولار إلى مليار دولار سنويا.
- الغضب الإيراني لن يختفي
كتب “تيم لستر” عبر الـ “CNN” مقالة بعنوان “المحتجون يموتون، إلا أن الغضب الإيراني لن يختفي”، مُشيراً إلى أسباب اندلاع الاحتجاجات الإيرانية، التي جاءت مدفوعة بالرغبة في الحريات الاجتماعية والسياسية، والتي ترافقت مع مظالم اقتصادية نتيجة قضايا كارتفاع أسعار السلع الأساسية وارتفاع نسب البطالة والفساد، هذا ما يعكس الاستياء الشعبي من الحكومة.
يؤكد الكاتب أن الشعب ضحية لأزمة من التوقعات، حيث كان وعد روحاني بتحقيق “ثورة اقتصادية”. أما فيما يتعلق بمستقبل الأزمة، فإن الكاتب متشائم، إذ يرى أنه سيكون من الصعب معالجة السخط الشعبي، خاصة أن إدارة ترمب تشجع وضع عقوبات جديدة على إيران. إلا أنه من المهم جداً معالجة الأسباب مستقبلاً قبل أن يتسنى لنا النظر إلى العوارض، في حين أن الحكومة الإيرانية تلوم بعضها البعض وتفعل العكس.
- لن يتردد النظام في استخدام العنف إن دعت الحاجة كما فعل في سوريا
تقتبس مقالة “وول ستريت جورنال”، من ثلاث خبيرات في الشأن الإيراني، هن: إيلي جيرانمايه (من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية)، ودينا إسفندياري (من مؤسسة الدراسات الاستراتيجية الدولية في جامعة كينغز في لندن)، والباحثة أنيسة بصيري (من المؤسسة الملكية البريطانية للدراسات العسكرية RUSI). الباحثات الثلاث من أصول إيرانية، ولهنّ مواقف سابقة تحاول النظر بإيجابية إلى الرئيس روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف، وعكست آراؤهنّ نوعًا من القلق والارتباك بين صفوف الإيجابيين. حيث رأت جيرانمايه أنّ المظاهرات التي بدأت احتجاجاً على الوضع الاقتصادي المتردي، مؤكدةً التبرير الإيراني الرسمي للمظاهرات، تتحول إلى التطرّف وتتجه نحو رفض النظام الحاكم برمتهِ. بينما أكّدت دينا إسفندياري أنّ الإيرانيين بشكل عام متخوفون من عدم الاستقرار وزعزعة الأمن على غرار العراق وسوريا، ولن يخاطروا بثورة مثلما حصل عام 2009. أمّا أنيسة بصيري فقالت: إن مركز الاحتجاجات في الأطراف والضواحي، ممّا يصعّب على الأجهزة الأمنية السيطرة عليها في حال توسعّت أكثر وأخذت منحى عنيفاً. أمّا الخبير الرابع: أمير توماج (من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات) فهو يعتقد أنّ النظام الإيراني لن يكون مهتماً بالبلد في حال شعرَ بالتهديد الحقيقي من قبل المتظاهرين، ويؤكد استعداد النظام للقيام بنفس ما فعله في سوريا لأجل الإبقاء على بشار الأسد، وإن “احترقت إيران كلها”، على حد وصفه.
- المجتمع الإيراني جائع للتغيير.. ولن يتمكن النظام الإيراني من الفوز طويلاً
كتب “ديفيد إيغناتيوس” في صحيفة “واشنطن بوست” مقالا بعنوان “النظام الإيراني لن يتمكن من الفوز للأبد”. أشار فيه إلى زيارته لطهران عام 2013، قائلا: “كتبت أن العاصمة الإيرانية تبدو معلقة في مكان ما بين بيونغ يانغ ولوس أنجيلوس”. ويُضيف: “لقد رأينا الأسبوع الماضي كيف يريد الإيرانيون بحماس هذا الأخير، لأنهم نددوا بحاميتهم الفقيرة، وطالبوا بمستقبل عصري مزدهر”. ويُشير الكاتب إلى انقسام موقف الأمريكيين والأوروبيين حول الاحتجاجات الإيرانية. إلا أنه يؤكد أنه مع تركيز العالم على الطبيعة القمعية المزعزعة للاستقرار للنظام الإيراني، فإن إدارة ترامب ستكون ساذجة إن قامت بتحويل الموضوع إلى الاتفاق النووي الإيراني. يعتقد الكاتب أنه يجب على ترمب ترك الاتفاق في مكانه والتركيز على التدخل الإيراني في الخارج. معتبراً أن هذا الوقت مثالي للضغط على إيران لوجود قواتها في اليمن وسوريا ولبنان. طالما شملت هتافات المتظاهرين: “ليس غزة، وليس لبنان، أعطي حياتي لإيران”. لقد هُز النظام الإيراني هذا الأسبوع، وسوف يقاتل بلا رحمة. ولكن من الصعب التصور أن الثيوقراطية ستبقى إلى أجل غير مسمى في مجتمع جائع للتغيير.
- لماذا لن يغير المحتجون سياسة إيران الخارجية؟
في مجلة “الفورن إفيرز” كتب أرياني طبطبائي، مؤكدًا أن الاحتجاجات هي الأقوى خلال السنوات التالية لفوز أحمدي نجاد. وعلّق على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي أشارت إلى غضب المواطنين من رعاية النظام الإيراني للإرهاب. متتبعًا تلقف المسؤولين لهذه العبارة التي تتعلق بالإرهاب. فقال بأن الذين يتوقعون تحولاً في السياسة الخارجية عليهم أن يراجعوا حساباتهم، فربما لا يدركون سر العلاقات بين إيران والجماعات الإرهابية والجماعات المصنفة تحت اسم (non-state actors)؛ التي ربما بدأت في بداية الثورة الخمينية على أساس الانتماء الشيعي، أو المستضعفين الذين تحكمهم جماعات شبيهة بقبضة الشاه. ولكن الارتباطات الحالية تتجاوز العقيدتين الدينية والثورية معًا، وتتعلق بالأمن الإقليمي لإيران. هذه المليشيات تزود إيران بمعلومات وأوراق قوة تحميها وتهاجم بها خصومها، فهي تحولت إلى استثمار سياسي. صحيح أن علاقة طهران بهذه المليشيات جلبت لها سمعة سيئة، كما أن دعم هذه الجهات جعل الانتعاش الاقتصادي أكثر صعوبة، ولكن الفوائد الأمنية لعلاقاتها هذه تتجاوز تكاليفها الاقتصادية. خاصة مع تهديدات ترمب بعقوبات وعزلة، لا يمكن كسرها بغير هذه العلاقات الملتوية مع المليشيات.
يشير الكاتب إلى أنه على عكس عام 2009، تؤكد الشعارات التي يسوقها المحتجون الحنق من سياسات قيادتهم، بما في ذلك تلك التي تتجاوز حدود بلادهم. ولكن اعتبارات السياسة الخارجية لا تتصدر الشعارات وترجع لتستقر في ذيل القائمة. ولا يتصدر سوى على قائمة الاحتجاجات الأميركية. وينتهي الكاتب إلى أن “المتظاهرين لن يغيروا سياسات النظام تجاه الجهات الفاعلة غير الحكومية. وبينما تقيّم واشنطن ما يجب القيام به فيما بعد فيما يتعلق بالاحتجاجات في إيران، ينبغي لها أن تعدل توقعاتها بشأن مدى التغيير الذي يمكن أن تحدثه هذه الاحتجاجات”.
- المحتجون يهددون الدور الإيراني المتصاعد في الشرق الأوسط
كتبت ليز سلي، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، في صحيفة “واشنطن بوست”، مقالاً بعنوان “المحتجون يهددون الدور الإيراني المتصاعد في الشرق الأوسط”، موضحة كيف شكلت الاضطرابات السياسية في إيران تحدياً غير متوقع على مزاعم إيران بالهيمنة الإقليمية.
وتأتي هذه المظاهرات التي نجمت في معظمها عن الاستياء الشعبي نتيجة ركود الاقتصاد، في الوقت الذي كانت إيران تفتخر فيه بنفوذها الجديد في المنطقة. حيث عملت على تعزيز دورها كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط، من خلال دعمها للرئيس بشار الأسد في سوريا، والمليشيات الشيعية في العراق، والمتمردين الحوثيين في اليمن، وحركة حزب الله في لبنان. كل ذلك شكل تكلفة عالية عليها، وذلك ما يثير التساؤل حول ما إذا كان يمكن حفاظ إيران على طموحاتها الإقليمية، التي تشكك الكاتبة فيه مستقبلاً.
- لماذا اندلعت الاحتجاجات الإيرانية؟
من جهته كتب ويزلي سميث، عن “خمسة أشياء تحتاج لمعرفتها حول الاحتجاجات الإيرانية”، يوضح من خلالها كيف تحولت أمة حديثة من أقدم الحضارات في العالم، إلى مجتمع يتسم بالتعصب والعنف. وكيف أصبحت إيران تمارس التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، مشيراً إلى أنها أصبحت -حتى يومنا هذا- أكبر دولة في العالم ترعى الإرهاب.
كيف بدأت الاحتجاجات؟. سؤال يجيب عنه الكاتب بقوله: إن الاحتجاجات في البداية بدأت رداً على المظالم الاقتصادية، والتضخم وانخفاض الأجور وارتفاع نسب البطالة. نتيجة الاستياء من وعود الرئيس روحاني بالازدهار الاقتصادي، الذي كان من المفترض أن يكون نتيجة لما يسمى بالاتفاق النووي الإيراني، وتخفيف العقوبات الغربية على البلاد.
وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي، نمت الاحتجاجات وبدأت تنتشر في جميع أنحاء البلاد. توسعت المظاهرات لتشمل الطبقة الوسطى، والطلاب الناشطين. بالإضافة إلى ذلك، تحول تركيز الغضب من مجرد قضايا اقتصادية إلى احتجاجات سياسية تشمل القمع الداخلي والصعوبات الاقتصادية والسياسية الخارجية الإيرانية المستنزفة للموارد الداخلية، نتيجة تمويلها للجماعات الإرهابية مثل حزب الله اللبناني، ودعم نظام الأسد في سوريا.
ما الذي يطالب به المتظاهرون؟. يوضح الكاتب أن المتظاهرين يطالبون بتغيير الحكومة. إنهم يريدون وضع حد لما يسمى بالجمهورية الإسلامية، وسياسات إيران في أماكن مثل سوريا واليمن والعراق والأراضي التي تحكمها السلطة الفلسطينية.
ما الذي يردده المحتجون؟. ولهذا الغرض، طبعت صحيفة “وول ستريت جورنال” بعض شعارات المحتجين، وترجمتها إلى الإنجليزية. والتي شملت “الموت لخامنئي”، “الموت للحرس الثوري”، ودعوات أخرى تنادي بالاستقلال والحرية.
ماذا ستفعل الحكومة الإيرانية؟. يُشير الكاتب إلى أن الحرس الثوري الإسلامي ليس مجرد قوة عسكرية؛ بل هو أيضاً الشرطة السرية. وتسيطر قواته على الجزء الأكبر من الاقتصاد الإيراني. يعتقد الكاتب أن الرئيس روحاني سياسي ذكي، وهذا ما سيدفعه إلى استرضاء المتظاهرين، ويذهب ليصنع المزيد من الوعود للتغيير، من أجل الحفاظ على الوضع الراهن.
هل هناك سبيل لإنجاح هذه الثورة المحتملة، وماذا تستطيع بقية دول العالم أن تفعل لتدعم الشعب الإيراني؟. يوضح الكاتب أن هذا وضع معقد ولا توجد إجابات سهلة. إلا أنه يبدي إعجابه بما يقوم به ترمب، مُشيراً إلى أن ترمب يقوم بالشيء الصحيح من خلال تصريحه العلني عن دعمه للمتظاهرين. ويعتقد أن على الدول الأوروبية أيضاً أن تقدم دعماً علنياً وعملياً للمتظاهرين.
خلاصة
يواصل المحللون السعي الحثيث لتفسير الاحتجاجات في إيران، وتتعاظم المخاوف من استخدام نظام طهران للعنف الكامل واستخدام القوة المفرطة في قمع التظاهرات. سجلت المتابعات انهيارًا للنظرة الإيجابية التي يروجها الباحثون المنتمون لمعسكر “ظريف”، وبأي اتجاه ستنتهي عليه الأزمة، ستكون واحدة من نتائجها أنها كشفت بوضوح حقيقة التزام معسكر روحاني بحرية التظاهر.
الاتفاق بشأن بداية الاحتجاجات بضغطٍ من الظروف الداخلية، ينتهي حين يصل إلى نقاش الرؤية حيال تغيير السياسة الخارجية، ويتم ربطها بالحديث عن الخارج. ولا تزال قضية الترجيح بين استقرار إيران وانهيار نظامها، مسألة للفرز بين المتابعين.
كان مقال الرأي لنائب الرئيس الأمريكي هذا الأسبوع، في صحيفة “واشنطن بوست”، معبراً عن موقف البيت الأبيض، ولكنه ليس شرطاً أن يعكس موقف الإدارة الأمريكية كلها التي اعتادت منذ بداية رئاسة ترمب، الاختلاف مع الرئيس في شؤون السياسة الخارجية.
من الملاحظ أنّ أغلب المقالات والتحليلات خلال الأيام الماضية صادرة عن باحثين وكتّاب من أصول إيرانية، وهناك انقسام بينهم حول دوافع المتظاهرين وطموحاتهم. وبالرغم من كون يوم الجمعة يومًا داميًا، فإنّ الآراء تشير لخبو جذوة الاحتجاجات. ولكن الغضب يتأجج. الأمر الذي يقود للسؤال: هل ستتحول المظاهرات إلى مظاهرات مزمنة؟