إسحاق إبراهيم عجبان[1]*
ظلت الإسكندرية عاصمة لمصر لمدة (972) سنة (332 ق.م – 641م)، وظلت مقراً للكرسي البابوي لمدة (985) سنة (61 – 1046م). وقد اشتهرت المنطقة الغربية بظاهر الإسكندرية منذ القرن الخامس الميلادي بكثرة عدد الأديرة، وقد ورد في تاريخ البطاركة في حبرية البابا بطرس الرابع البطريرك الـ(34) (567–569م) أنه كان بمنطقة غرب الإسكندرية ستمئة دير عامرة بالرهبان، وقد تعرضت هذه الأديرة للهدم والتخريب بعد دخول الفرس إلى مصر سنة 617م، وأيضاً نتيجة لتقلبات الطبيعة. كما كانت هناك أديرة أخرى في الجهة الشرقية لمدينة الإسكندرية. وبلغ من كثرة عدد الأديرة غرب الإسكندرية وفي غيرها من المناطق الأخرى، أن دقات النواقيس كانت تتجاوب معًا على طول الوادي من شماله إلى جنوبه.
وردت بعض أسماء هذه الأديرة التي كانت قائمة غربي وشرقي مدينة الإسكندرية وبعض المعلومات عنها، في المصادر القبطية والعربية، ومنها: السنكسار[2] القبطي، وتاريخ البطاركة (سير البيعة المقدسة)، وتاريخ الكنائس والأديرة لأبي المكارم (القرن 12/ 13)، والخطط للمقريزي (القرن 15)، وسير الآباء الرهبان المصريين، ومصادر ومراجع أخرى، منها خرائط الحرب العالمية الثانية، لأنها تتضمن أسماء بعض المناطق التي كانت بها أديرة، والدراسات التي قام بها: الأب يعقوب مويزر، وأ. نبيه كامل داود، وم. عاطف عوض، وأ. صبحي عبدالملاك.
بحيرة مريوط
بحيرة مريوط تبعد حوالى (35) كم غرب الإسكندرية، وكانت متصلة من الجهة الشمالية بالبحر المتوسط، ومن الجهة الجنوبية بنهر النيل، وقديماً كانت بحيرة مريوط طريقاً ملاحياً للمراكب، وكانت تتصل بالفرع الكانوبي للنيل بواسطة قناة تسمى «قناة نوقراطس»، وكان القادمون من الإسكندرية أو من منطقة الدلتا، يصلون بالمراكب إلى الشاطئ الغربي لبحيرة مريوط، وكانت البحيرة تعرف في العصر الروماني ببحيرة مريوتس ( Mareotes) وكانت تسمية بعض المناطق أو الأديرة تتم بطريقة قياس خاصة للمسافات الميلية داخل البحيرة. وقد اندثرت فروع نهر النيل المغذية لها تدريجيًا وجفت مساحات كبيرة منها، وتقلصت مساحتها كثيرًا.
نساك حول بحيرة مريوط منذ القرن الأول الميلادي
يتحدث الفيلسوف اليهودي فيلو السكندري ( Philo of Alexandria) (25 ق.م – 50 ب.م) في كتابه “حياة التأمل” أو “في المتضرعين”:
(De Vita Contemplativa) (On the Contemplative life, or Suppliants)
عن جماعة من الأتقياء كانوا يعيشون في مجتمع نسكي حول بحيرة مريوط خارج الإسكندرية في القرن الأول الميلادي، ويدعوهم “نساك مصر”، أو “عباد مصر”، وتحدث “فيلو” عن حياتهم النسكية، التي كانت تقوم على الفقر الاختياري وترك الأموال والاعتزال في البراري والصحارى، والصوم الانقطاعي والتسبيح بالمزامير (الصلاة بالمزامير)، والتفسير الرمزي للأسفار المقدسة (منهج مدرسة الإسكندرية فيما بعد) وكانت أماكن سكناهم تضم صالة خارجية للمعيشة اليومية وجزءًا داخليًا يمارسون فيه عبادتهم ونسكياتهم (تشبه فكرة المضيفة والمحبسة في قلالي الرهبان فيما بعد).
وقد نقل يوسابيوس القيصري (260-340م)، تفاصيل حياة هذه الجماعات في كتابه تاريخ الكنيسة (2: 17: 2 24 / 2: 18: 7) نقلاً عن فيلو، ومن الأوصاف التي أطلقها عليهم فيلو اعتبرهم يوسابيوس القيصري من المسيحيين الأوائل في كنيسة الإسكندرية، وخصوصاً من الذين كانوا من أصل يهودي (من اليهود المتنصرين)، وكان أسلوب حياتهم يشبه الرهبنة المسيحية.
ومن هذه الجماعات “جماعة الثيرابيوتا”، وكمة ثيرابيوتا( Therapeutae / Therapeutrides) من اليونانية ( θεραπευτής) ومعناها المداوون أو الأساة أو الأطباء أو المعالجون أو الشفائيون / أو العابدون والمراد بالمعنى هو شفاء النفوس، وهي الجماعة التي عاشت حول بحيرة مريوط خارج الإسكندرية وبعض الباحثين يرون أنهم من اليهود أو إحدى جماعات الأسينيين أو المتأثرة بهم. وآخرون يعتبرونهم من اليهود الذين تقبلوا الإيمان المسيحي بصورة مبكرة بعد أحداث يوم الخمسين في أورشليم، فعادوا إلى وطنهم مصر بعد إيمانهم بالمسيحية. وربما كانت أفكارهم مازالت مختلطة ببعض أفكار التهود. وكان مكان إقامتهم حول بحيرة مريوط خارج الإسكندرية، وهو المكان نفسه الذي نشأت وانتشرت فيه أديرة كثيرة فيما بعد.
ستمئة دير حول الإسكندرية
في تاريخ البطاركة في سيرة البابا بطرس الرابع الـ(34) (567–569م) التي كتبها الراهب الأرشيذياكون جرجه أو مركه المقاري (ق 7 / 8) تلميذ البابا سيمون الأول (689–701م) ورد: “وكان في ذلك الموضع (حول الإسكندرية) ستمئة دير عامرة كلها بالأرتدكسيين وجميعهم رهبان وراهبات مثل خلايا النحل، فلم يبق من عمارتهم سوى اثنتين وثلاثين ضيعة تسمى سكاتينا، جميعهم أرتدكسيون، وكان الأب البطريرك بطرس مدبر جميع أحوالهم”.[3]
وفي سيرة البابا أندرونيكوس الـ(37) (616–623م) للكاتب ذاته: ورد أنه في أيام هذا البطريرك “فلما أخذ (كسرى ملك الفرس) مصر وتسلط عليها جعل اهتمامه أن يفتح المدينة العظمى (الإسكندرية) وكان هناك ستمئة دير عامرة بهاناتون مثل أبراج الحمام، وكانوا مستغنين بطرين بلا خوف من كثرة نعمتهم، ويفعلون أفعال الهزو، وكان جيش الفرس قد أحاط بهم من غربي الديارات، ولم يبق لهم ملجأ فقتلوا جميعهم بالسيف إلا قليلاً منهم اختفوا فخلصوا، وجميع ما كان هناك من المال والأواني نهبوه الفرس وخربوا الديارات إلى الآن”.
وفي تاريخ الآباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوة (ق 13 م): (ص45) ورد: “وكان خارج مدينة الإسكندرية ستمئة دير للرهبان والراهبات عامرين مثل النحل سوى اثنتين وثلاثين ضيعة للراهبات أيضاً كلهم أرثوذكس”.
وفي المرجع نفسه (ص48) ورد: “وكان إنسان من الفرس اسمه كسرى تسلط على الروم وعلى ملكهم وسباهم ثم أرسل جيشه إلى أرض مصر ينهبونها وجاؤوا إلى الإسكندرية فخربوا الستمئة دير التي حولها، وقتلوا رهبانها ومن سلم الأمن هرب واختفى”.
وفي السنكسار القبطي (يوم “8” طوبة): تذكار نياحة البابا أندرونيكوس الـ(37) سنة 623م: “وقد نال هذا الأب شدائد كثيرة من الفرس المستعمرين إذ خربوا ستمئة دير عامرة بالرهبان حول الإسكندرية وقتلوا من فيها من الرهبان، كما قتلوا سبعمئة راهب كانوا في مغائر حول هذه الأديرة، أما البابا القديس فكان يتنقل بين شعبه ليواسيه على الإيمان والصبر”.
وأورد أبو المكارم (ق 12) في كتاب “تاريخ الكنائس والأديرة”: “وكان عدد أديرة الإسكندرية العامرة بالرهبان والراهبات ستمئة دير”.[4]
الاحتلال الفارسي لمصر لمدة أحد عشر عاماً (617–629م)
الأديرة الواقعة غرب الإسكندرية تعرضت للهدم والتدمير خلال فترة الاحتلال الفارسي لمصر، والذي استمر حوالى أحد عشر عاماً (617–629م)، حيث استطاع الساسانيون القادمون من بلاد فارس (إيران) هزيمة البيزنطيين بين عامي )616–621م(، وسقطت الإسكندرية -عاصمة مصر وقتذاك- في أيدي الفرس في عهد كسرى الثاني أو خسرو الثاني (590–628م) المعروف أيضاً بلقب برويز ومعناه (المظفر)، وكان هو ملك الدولة الساسانية في بلاد فارس. وقد استغل الفرس الصراع الداخلي في الإمبراطورية البيزنطية عندما أطاح فوقاس (602–610م) بالإمبراطور موريس (582–602م)، وهاجموا الإمبراطورية البيزنطية في الشرق واستطاعوا طردهم من العراق وسوريا وفلسطين وامتدوا إلى مصر، وقد سقطت الإسكندرية وبعدما فشل نيسيتس ابن عم هيراكليس في الدفاع عن المدينة وهرب إلى قبرص، وبعد سقوط المدينة، توسع الفرس إلى جنوب وادي النيل بعد القضاء على بعض المقاومات المتفرقة حتى استقرت في أيديهم.
يقول المؤرخون السريان ومنهم أبو الفرج غريغوريوس ابن العبري (1226–1286م) وميخائيل الكبير (1126–1199م): إن شهربرز غزا مصر في السنة السابعة من حكم هرقل (610–641م) أي: سنة (616/ 617م)، وغادرها الفرس في السنة العشرين من حكم هرقل (629م)، ويقول المؤرخون العرب ومنهم ابن جرير الطبري (838 –923م): إن مفاتيح الإسكندرية أرسلت إلى كسرى الثاني (590–628م) في السنة الثامنة والعشرين من حكمه (617/ 618م)، ويمكن تحديد التواريخ بالتقريب: بأن الفرس بدؤوا سيرهم لمصر في خريف 616م، ودخلوا بابليون (مصر القديمة) ربيع 617م، ودخلوا الإسكندرية في أواخر 617م، وأخضعوا كل مصر 618م، وكان خروجهم من مصر حوالى (627–629م)، وقد استمر الحكم الساساني لمصر حوالى أحد عشر عاماً بقيادة القائد شهربراز ( (Shahrbaraz)، واستطاع الإمبراطور الروماني هيراكليس (هرقل) (610–641م) هزيمة كسرى الثاني الفارسي، وعندما وقع الخلاف بين الفرس، منح هرقل مساعدة للقائد الفارسي شهربراز للسيطرة على العرش الفارسي لنفسه، وتوصل لاتفاق معه وانسحب الساسانيون من مصر في صيف عام 629م. وقام شهربراز بقتل الطفل أردشير الثالث ملك فارس (6 سبتمبر/ أيلول 628–27 أبريل/ نيسان 629م)، ونصب نفسه ملكاً، لكنه لم يستمر في الحكم سوى أربعين يوماً (27 أبريل/ نيسان 629–9 يونيو/ حزيران 630م)، حيث ثار عليه جنوده وقتلوه.
أسماء بعض الأديرة بالمناطق المحيطة بالإسكندرية
أديرة على أسماء قديسين أو شهداء أو أسماء دينية:
منها: دير أبومينا- دير مار مرقس على البحر غربي الثغر- دير القديسين الأربعين- دير قبريوس (قنوبوس)- دير مار سابا- القلاية البطريركية في متراس (دير متراس)- دير الماطونيا (التوبة)- دير تابور (دير جبل طابور)- دير أبيفانية.
الأديرة الميلية (نسبة لعدد الأميال بالقياس بطريقة خاصة داخل بحيرة مريوط):
دير الإناتون Enaton– الهاناطون– دير التسعة أميال- دير الزجاج- دير الآباء– دير مار جرجس الروماني- دير توبيمبتون (بيمبتون Pempton- دير الخمسة أميال)- دير أكتوكايديكاطون (الأكتوكايذيكاتون Oktokaidekaton أي دير الثمانية عشر ميلاً)- دير إيكوسطون Eikoston (دير العشرين ميلا).
أديرة على أسماء المناطق المكتشفة بها:
دير معبد أبو صير (دير أبو صير- دير تابوزيريس- دير تفسر)- دير طمنورة (طنموه)- دير مطرا ( بطرا– البسقوبيون)- دير السلامة- دير نقبوس- دير الجرارة- دير البيرقات- دير رزق- دير موسى- دير أم الجواجي- دير الفلوس- دير الأجرام- دير الريان- دير العجرم- دير الطرفة- دير الراجل- دير الدعايس- دير الرسو- دير المحاميد- دير أسفل الأرض.
أديرة النساء أو العذارى أو الراهبات: كانت منتشرة في منطقة غرب الإسكندرية
وعدد الكنائس والأديرة التي يذكرها أبو المكارم (القرن 12م): بظاهر (خارج) الإسكندرية وداخلها تصل إلى حوالي (50) ديراً وكنيسة.
بعض الأديرة التي كانت قائمة بالمناطق المحيطة بالإسكندرية
منطقة دير مار مينا العجايبي بمريوط:
كان بهذه المنطقة أديرة كثيرة، ويقع بها حالياً الدير الذي يحمل اسم الشهيد مار مينا العجايبي (285–309م)، ويبعد الدير عن الإسكندرية حوالي (75) كم غرب الإسكندرية، وحوالي (50) كم في منتصف المسافة بين الإسكندرية ووادي النطرون على طريق القوافل القديم الذي كان يصل الإسكندرية بواحة سيوة وبرقة غرباً. ويقع الدير جنوب شرقي ناحية بهيج بنحو (11) كم، وجنوب شرقي الدير بنحو (11) كم أخرى تقع بئر تسمى بير الدويرات.
ترجع بدايات بناء الكنيسة الأولى بالدير إلى بدايات القرن الرابع الميلادي في زمن الإمبراطور قسطنطين (306–337م) وفي عهد البابا إثناسيوس الرسولي الـ(20) (328-373م)، ولما ازداد عدد الزوار قام البابا إثناسيوس حوالي 363م بإقامة كنيسة أكبر، وفي عهد البابا تيموثاؤس الأول الـ(22) (379-385م)، والبابا ثاؤفيلس البطريرك الـ(23) (385–412م) تم بناء كنيسة كبيرة شرقي الكنيسة الأولى، كما تمت عمليات تجديد وتوسعة للكنيسة الأولى، ومع ذيوع شهرة القديس وازدياد عدد الزوار تحولت المنطقة إلى مدينة تضم العديد من المباني والمنشآت.
في 1905 تم اكتشاف آثار مدينة بومينا بواسطة كارل ماريا كاوفمان ( Karl Maria Kaufman) (1872–1951) وكتب عن المنطقة (1910): “إن القسم الشمالي لصحراء أبو مينا كان يوجد فيه حوالي خمسين ديراً وخارجها خمسة آلاف من قلالي الرهبان وقد تأكدت البعثة الألمانية (1905-1907) من وجود بقايا (17) ديراً”.
وعادت الحياة الرهبانية للمنطقة على يد البابا كيرلس السادس الـ(116) (1959–1971) حيث قام بوضع حجر الأساس للدير الحديث بعد سيامته بطريركًا سنة 1959. وفي 1979 قررت منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) إدراج هذا المكان ضمن (قائمة التراث العالمي).
دير الزجاج
تاريخ دير الزجاج (غرب الإسكندرية(: أول خبر عن دير الزجاج ورد في سيرة الشهيد الأنبا صرابامون أسقف نيقيوس. وفي 568م كانت توجد بالدير كنيسة باسم القديس يوسف البار، وقد أقام بالدير البابا بطرس الرابع الـ(34)، وكتب عنه الشابشتي (وكان أمين خزانة كتب الخليفة الفاطمي).
يلاحظ أن هذا الدير المبارك اشتهر عند السريان أيضاً فأتوا إليه من قديم الزمان، وسكنوا فيه مع الأقباط أصحابه بعد أن دفن فيه جسد بطريركهم القديس ساويرس الأنطاكي سنة 538م، والذي كانت تجري من جسده الكثير من آيات الشفاء، فكثرت زيارات السريان لهذا الدير تبركًا به، ومن بين الرهبان السريان خرج بطريركان لكرسي الإسكندرية وهما البابا سيمون الأول الـ(42) (692–700م)، والبابا سيمون الثاني الـ(51) (830م).
ومن الأسماء التي أطلقت على دير الزجاج: سمي باسم دير طوهانادون، أو هاناطون، أو الهانطون، أو دير الأناطون أي: دير الميل التاسع أو سكان الميل التاسع. وسمي بدير الزجاج ودير منية الزجاج في كتاب أبي المكارم (ق 12) ودير الزجاج ويقال له الهايطون في خطط المقريزي (الجزء الرابع ص509) لأنه يقع بالقرب من منطقة كوم الزجاج. وسمي بدير طون باتارون، طون باتيرون وهو اسم رومي يقابله في العربية اسم “دير الآباء” لأنه من مجمع رهبان الدير خرج ستة من باباوات الكنيسة القبطية.
ومما كتبه المؤرخون عن هذا الدير: يرد في كتابات أبي المكارم (ق 12) والمقريزي (ق 15) باسم “دير الزجاج”، ويضيف المقريزي (دير الزجاج هذا خارج مدينة الإسكندرية ويقال له الهابطون وهو على اسم أبي جرج الكبير (القديس مار جرجس الكبادوكي) وكان من العادات بعد تنصيب البطريرك أن يذهب من الكنيسة المعلقة إلى دير الزجاج، ثم إنهم في هذا الزمان تركوا ذلك).
كما جاء ذكر الدير في كتاب إميلينو وقال: (إنه كان يقع على بعد تسعة أميال غربي الإسكندرية(، وجاء ذكر دير الزجاج في السنكسار على أنه كان يقع غربي الإسكندرية وباسم الهاناطون (2 أمشير/ 28 هاتور/10 كيهك)، وورد في كتاب ميناردس (Christian Egypt) سنة 1965، باسم أناطون (ص24-25).
كما وردت الإشارة إليه في دليل المتحف القبطي وأهم الكنائس والأديرة الأثرية (تأليف مرقس سميكة)، الجزء الثاني، 1932. وفي كتاب تحفة السائلين في ذكر أديرة ورهبان المصريين سنة 1932، (للقمص عبدالمسيح صليب المسعودي)،[5] وفي كتاب تاريخ الكنائس والأديرة في الوجه البحري الجزء الأول (لأبي المكارم) في القرن الثاني عشر الميلادي، إعداد وتعليق الراهب صموئيل السرياني (المتنيح الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر)،[6] وفي رسالة دكتوراه عن منطقة الإسكندرية، للدكتور محمد صبحي عبدالحكيم سنة 1958.
ويوجد ستة من الآباء البطاركة تخرجوا في دير الزجاج وهم : البابا يوآنس الثاني الحبيس الـ(30) (505–516م)، والبابا بطرس الرابع الـ(34) (567–569م)، والبابا داميانوس الـ(35) (569–605م)، والبابا سيمون الأول الـ(42) (692–700م)، والبابا ألكسندروس الثاني الـ(43) (704–729م)، والبابا سيمون الثاني الـ(51) (830م). وقد اتخذه ثلاثة من بطاركة الإسكندرية مقرا لإدارة كرسي الإسكندرية خلال الفترة (567-616م) لمدة تسعة وأربعين عاما أثناء اضطهاد الخلقيدونيين للكنيسة القبطية وهم: البابا بطرس الرابع الـ(34) (567–569م)، والبابا داميانوس الـ(35) (569–605م)، البابا أنسطاسيوس الـ(36) (605–616م). ففيه كانت رسامة هؤلاء البطاركة وإقامتهم ورعايتهم لسائر البلاد. كما أن طافوس (مقبرة) الآباء البطاركة بالدير كان يضم رفات هؤلاء البطاركة الثلاثة بالإضافة إلى البابا خائيل الأول الـ(46) (743–767م).
من أشهر رؤساء الدير على مر العصور: الأب لنجينوس (القرن الخامس) (2 أمشير)، والأب بقطر (13 طوبة) في زمن رهبنة القديس ثاؤفيلس، والأب سرور (أوائل القرن 11). ومن القديسين الذين يرتبطون بالدير: القديس ساويرس الأنطاكي (تنيح في سخا 538م ونقلت رفاته للدير، وتذكار مجيئه لمصر 2 بابة وتذكار نياحته 14 أمشير وتذكار نقل رفاته لدير الزجاج 10 كيهك)، والقديس بطرس الرهاوي المعترف أسقف غزة (دفن في دير الزجاج)، والشهيد الأنبا صرابامون أسقف نيقيوس. والقديس بترا أو مطرا الشهيد (تذكاره 10 مسرى ودفن في دير الزجاج)، والقديس مرقس التائب (أنبا مركيا الهبيل) (10 هاتور)، والقديس تادرس الأناتوني وقد تقابلت معه القديسة ميلانيا الصغيرة سنة 412م، والقديس ثاؤفيلس الراهب الذي ترهبن بهذا الدير. والراهبة ثيؤدورة التائبة في القرن (5/ 6م) والتي ارتدت زي الرجال وأخذت اسم الراهب ثيئودور وانطلقت لدير الأناطون، والقديسة أناستاسية المتوحدة ببرية شيهيت (في القرن السادس) وقد عاشت في دير للعذارى بالقرب من دير الزجاج قبل أن تنتقل لبرية شيهيت.
ومن آخر الحوادث المرتبطة بالدير: أنه في 1046م كان به (40) راهباً، وفي 1088م كان جسد القديس ساويرس الأنطاكي مما يراه الزائرون للدير، وفي عهد البابا كيرلس الثالث بن لقلق (75) (1235–1242م) أقيم رئيس للدير. وفي 1286م كانت زيارة يوحنا تلميذ الأنبا حديد القس قبل نياحة أبيه الروحي، ويرجح أن خراب الدير كان حوالي سنة 1349م ربما بسبب الأوبئة أو بسبب هدم الكنائس والأديرة في زمن المماليك.
دير معبد أبو صير أو دير أبو صير أو دير تابوزيريس أو تابوزير أو تفسير
سمي هذا الدير بهذا الاسم نسبة إلى مدينة أبو صير (تابوزوريس ماجنا) المندثرة، والتي يقع الدير بالقرب منها، بمنطقة برج العرب وعلى بعد حوالي (40) كم غرب الإسكندرية، وكان أحد الأديرة العامرة في القرن السابع الميلادي، كما أن الدير سمي بدير تابوزيريس نسبة إلى الاسم القديم للمنطقة المجاورة للدير “تابوزيريس ماجنا” ومعنى الاسم تابوزيريس هو مقبرة أوزيريس. ويرى بعض الباحثين أنه هو نفسه دير تفسر أو تفسير وأنه تحوير للاسم تابوزير، وقد دلت الاكتشافات الأثرية التي أجريت سنة 1939 بمعبد أبو صير أنه كان يوجد به قلالي. وقد زار آثار الدير مثلث الطوبي البابا شنودة الثالث يوم 5 فبراير (شباط) 1973 على رأس بعثة من الأثريين والمهندسين.
دير توبيمبتون – بيمبتون Pempton (دير الميل الخامس)
أي دير الميل الخامس، وكان على بعد خمسة أميال، كما يبدو من اسمه، وكان هو الأقرب للإسكندرية من الجهة الغربية.
دير أكتوكايديكاطون (الأكتوكايذيكاتون) ( Oktokaidekaton ) أي دير الثمانية عشر ميلاً:
وكان على بعد (18) ميلاً كما يبدو من اسمه، وهناك توجد منطقة تسمى الدير، ولا يستبعد أن يكون هذا موقع الدير القديم، وموقعه بجوار بلدة العامرية شمالاً حالياً، ويرجع تاريخ هذا الدير إلى القرن الخامس الميلادي.
دير إيكوسطون Eikoston (دير العشرين ميلا)
وكان على بعد (20) ميلا كما يبدو من اسمه، ويرجع تاريخه إلى القرن الخامس الميلادي.
دير تابور (دير جبل طابور)
يقع في الأماكن الواقعة بين دير الإسكندرية ووادي هبيب، وقد ورد في سيرة البابا بطرس الـ(34)، وقد أقام فيه البابا دميانوس الـ(35) (في القرن السادس) لفترة من الزمن، وأنه كان راهباً بهذا الدير.
دير طمنورة ( طمنوه – طنموه)
يقع بظاهر مريوط وكان عامراً بالرهبان في النصف الأول من القرن الثامن الميلادي، وقد ورد في سيرة الأنبا قزمان (قسما) الـ(44) (729–730م)، وكان يعيش فيه راهب شيخ قديس روحاني وشاب آخر راهب، وكانا يعذبان جسديهما بالحديد والسلاسل، وكان البابا تاودروس الأول الـ(45) (731م-743م) من رهبان هذا الدير.
دير مطرا (بطرا – البسقوبيون)
كان هذا الدير يقع غرب الإسكندرية في منطقة السواري والسيرابيوم، وكان مقراً للبطريرك كما يظهر من بعض النصوص الواردة في كتاب تاريخ البطاركة، ومنها: (وكان الموضع الذي فيه البطريرك الأنبا بنيامين الأول (622-661م) موضعا طاهرًا بلا دنس في دير يعرف بدير مطرا الذي هو البسقوبيون (من أبسكوبوس “أسقف” أي أبسقوبية أي أسقفية أو مقر الأسقف) لأن سائر البيع والديارات التي للعذارى والرهبان تنجست من هرقل المخالف عند إلزامهم بأمانة خلقيدونية إلا هذا الدير وحده، فإن الذين فيه أقوام أقوياء كثيراً مصريون وجميعهم أهل، ليس بينهم غريب فلم يقدر أن يميل قلوبهم إليه، ولأجل ذلك لما عاد الأب بنيامين من الصعيد نزل عندهم لحفظهم الأمانة الأرثوذكسية وإنهم لم يحيدوا عنها، كما ذكره أبو المكارم في كتابه الكنائس والديارات: “دير بطرا وهو أبسقوبيون وكان فيه رأس مرقس” (يقصد رأس مار مرقس الرسول(. وذكره القمص عبدالمسيح صليب المسعودي البرموسي (1848–1935) في كتابه: “تحفة السائلين في ذكر أديرة رهبان المصريين” (1932) طبعة 1999 ص103: “دير مطرا وكان في الأماكن التي عند الإسكندرية القريبة أو البعيدة”.
دير أبيفانية
كان موقع هذا الدير قبلي دير الزجاج، وكان عامراً بالرهبان في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي، ولما لم يستطع البابا بطرس الرابع الـ(34) (567م-569م) أن يدخل مدينة الإسكندرية بسبب حكم الملكيين أقام في هذا الدير، وقد ورد في السنكسار (25 بؤونة).
دير السلامة
كان عامراً بالرهبان في القرن السادس الميلادي، ولا يعرف موقعه بالنسبة للإسكندرية بالضبط. وقد ذكره يوحنا النقيوسي في التاريخ الذي كتبه في القرن السابع الميلادي، إذ يقول: إن يوستينانوس الملك (527-565م) عندما تحير في اختيار بطريرك للإسكندرية ليتولى الرئاسة الدينية اختار شماساً متصفاً بالتقوى والحلم والمسالمة من دير السلامة.
دير مار سابا
يرجع تاريخه إلى القرن الثامن أو التاسع الميلادي وكان تابعًا للملكيين، وصار في حيازة بطريركية الروم الأرثوذكس وموقعه الحالي هو بطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية.
دير أسفل الأرض
ذكره أبو المكارم في كتابه (الكنائس والأديرة) ضمن الأديرة الموجودة بالإسكندرية بين كنيسة قبر إرميا في قبة الورشان وبيعة الذهب، بجوار الباب الذي دخل منه عمرو بن العاص، وكان هذا الدير أصلاً ملكاً للأقباط ثم تحول للملكيين ربما في أواخر القرن السابع الميلادي، وكان يفهم قديماً (بأسفل الأرض) أمام الدلتا كلها أو الإقليم الواقع شمال شرقي مدينة سمنود.
دير قبريوس (قنوبوس)
من أبناء هذا الدير البابا بنيامين الأول الـ(38) (623–662م)، والبابا كيرلس الثاني الـ(67) (1078–1092م).
دير نقبوس
ذكره أبو المكارم وقال عنه: إنه يقع شرق الإسكندرية.
دير الماطونيا (أى دير التوبة)
المعروف أيضاً بدير الطبانسيين (وكان موقعه شمالي شرق الإسكندرية)، في المكان نفسه حيث كان هيكل سيرابيس الذي هدمه البابا ثاؤفيلس الـ(23) (385م-412م) وأقام في هذا المكان ديراً سلمه إلى رهبان القديس باخوم من دير طابنيس، أي إن تأسيسه يرجع إلى أوائل القرن الخامس الميلادي، ويذكر كتاب تاريخ البطاركة أنه لما علم البطريرك ثاؤفيلس أن الوثنيين قد مضوا إلى يروشليم (منطقة في الإسكندرية غير مدينة أورشليم المقدسة في فلسطين) ليفتتحوا بيت أصنامهم، أنفذ رهبانا إلى هناك ليطردوهم، ولكن لم يقدر الرهبان على طرد الوثنيين، فأنفذ ثاؤفيلس البطرك إلى دير باخوم بصعيد مصر، وأحضر رهباناً من السواح من هناك، وأنفذهم إلى يروشليم فلما دخلوا صلوا فهربت الشياطين من البرية، وصيروا هذا الهيكل مسكنا لرهبان يروشليم، ولما عادوا ضبطهم ثاؤفيلس البطرك يأكلون معهم وحدهم من يوم الأحد إلى يوم الأحد، (ودفع لهم بستانا كان للأب أثناسيوس البطريرك(.
ولم يُصَب هذا الدير بالنهب والتخريب مثلما أصيبت بهما الأديرة الواقعة غرب الإسكندرية، وربما بقي هذا الدير قائما حتى القرن الثامن الميلادي وكان في يد الملكيين.
ومن الذين أقاموا بهذا الدير مدة من الزمان ثم جلسوا على الكرسي المرقسي البابا بنيامين الأول الـ(38) (622م-661م). وقيل: إن القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك (350–445م)، أقام مرتين فترة من الزمان في هذا الدير، وكذا أيضا القديس آمون، كما أن القديس يوحنا الدرجي رئيس دير طور سيناء مؤلف كتاب “سلم الفضائل” (تنيح حوالى سنة 649م) زاره في أوائل القرن السابع الميلادي، وأثنى كثيرا على سيرة رهبانه.
دير متراس
أقام فيه كمقر بطريركي البابا بنيامين الأول (38) والبابا كيرلس الثاني (67)
دير الجرارة
شرقي الطريق الصحراوي (مصر- الإسكندرية) عند الكيلو (154) (على خريطة المساحة) (11) كم شرقي هذا الطريق. وقبلي غرب مدينة أبو المطامير بنحو (16,5) كم.
دير الأجرام
يقع أسفل محطة برج العرب قبلي الكيلو (49) (سكة حديد) بنحو (43,5) كم، وقبلي منطقة قصر القطاجي بنحو (2,5) كم.
دير الفلوس
يقع قبلي الكيلو (64) (سكة حديد) بنحو (19,5) كم، وقبلي منطقة بير أبو بكر الجاف بنحو 1,5 كم.
دير أم الجواجي
يقع أسفل محطة الحمام قبلي الكيلو (69) (سكة حديد) بنحو (19) كم.
دير موسى
يقع أسفل محطة الحمام قبلي الكيلو (67) (سكة حديد) بنحو (41) كم، وغربي جبل الهجف، وقبلي دير أم الجواجي.
دير رزق
يقع أسفل محطة الحمام قبلي الكيلو (74) (سكة حديد) بنحو (34) كم، وشمالي غرب دير موسى بنحو (6,5) كم، وشمالي شرق دير البيرقات بنحو (9,5) كم، وشرقي منطقة علو الصفا بنحو (3) كم.
دير البيرقات
يقع أسفل محطتي الحمام (شرقاً) والعلمين (غرباً) قبلي الكيلو (83) (سكة حديد) بنحو (37) كم، وغربي دير موسى، ودير رزق.
دير الريان
بين محطتي الحمام (شرقاً) والعلمين (غرباً) قبلي الكيلو (85) (سكة حديد) بنحو (7,5) كم، وموضعه بمنطقة جبلية تسمى علوة سدنية، وذلك غربي أقرب نقطة لبداية منطقة الجوي بنحو (3) كم، وشرقي منطقة جابر بنحو (6,5) كم.
دير العجرم
بين محطتي الحمام (شرقاً) والعلمين (غرباً) قبلي الكيلو (88) (سكة حديد) بنحو (20,5) كم، وقبلي دير الريان، وشرقي منطقة مناقير الطير بنحو (3) كم، وشمال شرقي دير الطرفة.
دير الطرفة
يقع أسفل محطة العلمين وذلك قبلي الكيلو (95) (سكة حديد) بنحو (24,5) كم، وشرقي دير المحاميد.
دير الراجل
يقع أسفل محطة العلمين وذلك قبلي الكيلو (98) (سكة حديد) بنحو (32,5) كم، وقبلي كل من دير الطرفة ودير الدعايس.
دير الدعايس
يقع أسفل محطة العلمين وذلك قبلي الكيلو (100) (سكة حديد) بنحو (27) كم، بين كل من دير الطرفة (شرقه) ودير المحاميد (غربه).
دير الرسو
يقع أسفل محطة العلمين وذلك قبلي الكيلو (100) (سكة حديد) بنحو (40) كم، قبلي كل من دير الدعايس (بنحو “13” كم) ودير الراجل.
دير المحاميد
يقع أسفل محطة العلمين وذلك قبلي الكيلو (118) (سكة حديد) بنحو (29) كم، وقبلي منطقة كيمان الرويسات بنو (15) كم، قبلي دير أم عيشة بنحو (5) كم، وقبلي دير الحما.
مشكلة حقول الألغام بالصحراء الغربية
ترجع مشكلة الألغام في مصر إلى الحرب العالمية الثانية خلال الفترة (1941-1943) حيث دار جزء كبير من معارك الحرب العالمية الثانية في الصحراء الغربية، وتركزت في منطقة العلمين، كما دارت معارك أخرى في المنطقة بين منخفض القطارة جنوباً والبحر المتوسط شمالاً، ومن الإسكندرية شرقا حتى الحدود المصرية- الليبية غربا، وبعد انتهاء الحرب ورحيل قوات الحلفاء والمحور، تركت الألغام المزروعة ومخلفات الحروب في المنطقة الممتدة من العلمين شرقا حتى الحدود الليبية غربا، وبعمق يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالا حتى منخفض القطارة جنوباً، وتمثل هذه المناطق حوالي (22%) من مساحة مصر. وبلا شك أن هذه المساحات الشاسعة المزروعة بالألغام من مخلفات الحرب العالمية الثانية، لا تخلو من آثار أو أطلال أو بقايا لأديرة مندثرة كانت في تلك المناطق في قرون سابقة، وبخاصة أنها في بعض العصور كانت تضم العشرات بل المئات من الأديرة.
[1]* الأمين العام ورئيس قسم التاريخ في معهد الدراسات القبطية
[2].السنكسار: الذي يحتوي على أخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية (جزأين)، إعداد اللجنة المجمعية للطقوس، مكتبة دير السيدة العذراء السريان، ط1: 2012.
[3]. تاريخ بطاركة الإسكندرية (المجلد الأول يشمل أربعة أجزاء)، قام بنشره: إيفتس B.Evetts، مجموعة الآباء الشرقيين، باترولوجيا أورينتالس Patrologia Orientalis ، ( ج 1، 5، 10)، باريس، 1907 1915 م 2: 472 (208).
[4] أبو المكارم، سعد الله بن جرجس بن مسعود، تاريخ أبو المكارم: تاريخ الكنائس والأديرة في القرن (12) بالوجه البحري، إعداد المتنيح الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها، 1999، الجزء الأول (فصل: ثغر الإسكندرية) (ص 78/ ظ) .
[5].القمص، عبدالمسيح صليب المسعودي البرموسي، تحفة السائلين في ذكر أديرة رهبان المصريين، دير السيدة العذراء برموس، ط1: 1932، ط 2: 1999.
[6] أبو المكارم، سعد الله بن جرجس بن مسعود، تاريخ أبو المكارم: تاريخ الكنائس والأديرة في القرن (12) بالوجه البحري، مرجع سابق.