عبدالله بن بجاد العتيبي
مقدمة
الإخوان المسلمون والسعودية موضوع جديرٌ بالاهتمام والبحث، نظراً للغموض الذي يكتنف العلاقة بين الطرفين ما قبل الهجرة الإخوانية للسعودية وما بعدها، وحتى وقتنا الحاضر.
إنّ أوّل ما يعترض الباحث في تناول مثل هذا العنوان هو: شحّ المصادر المستقلة التي تتناوله مباشرةً، ثم ثانياً: السريّة التي تعتمد عليها هذه الجماعة أكثر من اعتمادها على العلنيّة، فما تعلنه لا يعبّر عن حقيقتها بالقدر الذي يعبر عنها ما تخفيه[1]،
وثالثا: إذا كان ما تخفيه هذه الجماعة في بعض الدول التي صُرّح لها بالعمل فيها من دول الخليج تحت مسمّى جمعية الإصلاح كالكويت[2] والبحرين والإمارات، يكتنفه الغموض فكيف بدولةٍ كالمملكة العربية السعودية التي لا تسمح أبداً بقيام مثل هذه التنظيمات! رابعاً: تعذّر التواصل مع كثيرٍ من المصادر الشفوية التي يمكن من خلالها تغطية العديد من الجوانب الغامضة وجلاؤها للقارئ.
ثمة ثلاث هجراتٍ جديرةٍ بالعناية والبحث في التاريخ العربي الحديث:
الهجرة الأولى: هجرة اللبنانيين والسوريين وغيرهم من أهل الشام إلى مصر، والتي شاركت بقوةٍ في وضع بذور ما يعرف بعصر النهضة العربي[3].
الهجرة الثانية: سياسةٌ اتبعها الملك عبد العزيز لنقل القبائل العربية من البداوة إلى الحضارة، أو من التنقّل وعدم الاستقرار في الصحراء إلى المدنية والسكنى في مكانٍ محددٍ ومعروفٍ[4].
الهجرة الثالثة: هجرة الإخوان المسلمين من مصر بلد المنشأ وسوريا والعراق إلى السعودية، وهي موضوع هذا البحث.
كذلك يمكن الحديث عن الهجرة النفطية، أو هجرة الموظّفين والعمّال من شتى أنحاء العالم العربي للعمل في الخليج، وهي تتداخل مع الهجرة السابقة في عددٍ من النواحي، وكذلك الهجرة من الريف إلى المدن.
ما يهمنا في هذا البحث هو الهجرة الثالثة وهي هجرة الإخوان المسلمين إلى السعودية، وهي هجرةٌ ذات وجهين: الأول: اضطراري بالنسبة للإخوان المسلمين، والثاني: اختياري وسياسي بالنسبة للسعودية.
مع ملاحظة أن رعاية أو قبول الهجرة الاختياري يتمّ بناءً على تخطيطٍ مسبقٍ، وهدفٍ واضحٍ يتمّ السعي إليه، أو عن حسن نيةٍ وحبٍ لفعل الخير على أقلّ الأحوال، بعكس الهجرة الاضطرارية التي تكون مبنية على البحث عن أي سبيلٍ للخلاص وأي قشةٍ تنقذ الغريق.
منذ قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الإمام[5] عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، وثمة ارتباطٌ معلنٌ بين الديني والسياسي في البلاد وذلك امتداداً للدولتين السعوديتين الأولى (1744- 1818) والثانية (1824- 1891) وما عرف بالدعوة “الوهابية”[6].
كان هذا الارتباط نابعاً من قناعة الملك عبد العزيز بأهمية العامل الديني في تحريك شعوب الجزيرة، وعلى وجه الخصوص في نجد، لأنّه العامل السياسي المهم في توحيد كلمة علماء الدين، وتوحيد القبائل البدوية المختلفة وإخضاعها لسلطة الدولة، بل وتوظيفها كجيشٍ قويٍ مهيبٍ يوطّد الأمن داخل الدولة، ويرهب الأعداء الخارجيين وذلك في ما عرف بـ” حركة الإخوان”[7].
كان الملك عبد العزيز قائداً سياسياً فذّاً، وكان وعيه السياسي متقدماً على مجتمعه وعلى الأحداث التي تدور فيه وحوله، ومن الطبيعي أن تكون هناك صداماتٌ بينه وبين بعض علماء الدين حول بعض المسائل التي يتشدّدون فيها على الرغم من عظيم حاجة الدولة لها. أخذت هذه الصدامات شكلاً تصاعدياً مع اتساع الدولة، وضمّها للحجاز والجنوب والشمال. ونذكر على سبيل المثال: المنتجات الحديثة كالبرقية، واللاسلكي، والتلفون ونحوها، وتحريم تعليم الأولاد، والموقف من الشيعة، والموقف من علماء الحجاز الصوفية، والموقف من التعامل مع بريطانيا، ورفض استخراج ماء زمزم بالآلآت الحديثة،[8] وغيرها من المسائل التي ربما نظر إليها البعض اليوم على أنّها مسائل تافهةٌ، ولكنّها حينذاك كانت تتطلب الكثير من الحكمة المقرونة بالحزم في التعامل معها.
عُني الملك عبد العزيز في ذلك الوقت بتحديث البلاد، واهتمّ بالتعليم والبعثات العلمية[9]، واستقطب الكثير من العقول العربية لمساعدته على بناء الدولة الحديثة، ومن أبرزهم: من العراق: عبدالله سعيد الدملوجي، ورشيد عالي الكيلاني، وموفّق الألوسي. ومن سوريا: يوسف ياسين، وخير الدين الزركلي، وخالد الحكيم، ورشاد فرعون. ومن مصر: حافظ وهبة. ومن فلسطين: رشدي ملحس. ومن لبنان: فؤاد حمزة. ومن ليبيا: بشير السعداوي، وخالد القرقني، وغيرهم كثيرٌ[10].
وقد قال الملك عبد العزيز ذات مرةٍ: “ويسرّني القول أن جُلّ رجالي هم من السوريين”[11].
قال أمين الريحاني في رسالة إلى الملك عبد العزيز العام 1923: “وكنت سمعت بأنكم ترحبون بكل من جاءكم من السوريين. وأنكم وكلتم أحد رجالكم يجيء إلى سوريا باحثاً عن بعض الضبّاط والأطباء الذي يحبون أن يخدموا نجد”[12].
كما ربط أواصر الودّ مع كثيرٍ من المفكرين العرب حينها، ومنهم أمين الريحاني، ورشيد رضا[13]، وشكيب أرسلان وغيرهم، وكان حريصاً على توثيق صلاته بعلماء العالم الإسلامي من الهند وباكستان إلى مصر والشام والعراق وغيرها، وكان يقدّم كافة أنواع الدعم لهم، على شح ذات اليد في البدايات. وصارت هذه سياسةً سعوديةً ثابتةً.[14]
كانت وسيلة عبد العزيز الأشهر لهذا الدعم هي طباعة الكتب، لنشر العلم أولاً، ولكسب الولاءات الدينية والسياسية ثانياً، وكان يستفيد من بعضهم للردّ على بعض تشدّدات علماء نجد[15].
حذا حذوه أنجاله من بعده: الملك سعود والملك فيصل ثم خالد وفهد، وكان لكلٍ طريقته وسياسته التي تناسب الظروف المحيطة في عصره[16].
وتأتي علاقة السعودية بحسن البنّا[17] وجماعته “الإخوان المسلمون” ضمن هذا السياق، حتى قبل أن ينشئ الجماعة، وقبل أن تنتشر ويكون لها الصيت الذي حصلت عليه لاحقاً.
المشروعية السياسية
رغم قوّة العلاقة بين الديني والسياسي في الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة إلا أنّ ثمة وعياً سياسياً لدى القائد السياسي يختلف تماماً عن العالم الديني، وبخاصةٍ في الدولتين السعوديتين الثانية والثالثة.
وتذكر ميّ الخليفة كشاهدٍ على الوعي السياسي بطبيعة العلاقة بين الديني والسياسي لدى القائد السياسي، عن الإمام فيصل بن تركي أنّه قال مخاطباً “بيلي” الإنجليزي الأول، الذي دخل عاصمة الدولة في نجد: “إننا لا نخلط بين الدين والسياسة”[18]
وينقل أمين الريحاني حواراً مع الملك عبد العزيز جاء فيه: “سؤالي الأوّل: هل ترون من الواجب الديني، وهل ترون من الواجب السياسي أن تحاربوا المشركين حتى يديّنوا؟ فأجابني قائلاً: السياسة غير الدين”[19]
ويقول في الكتاب نفسه عن الملك عبد العزيز: “ولا يبالي إذا كان المشايخ والعلماء لا يرضون دائماً عن هذه الخطة العمرانية إذ ليس لهم أن يعترضوه بشيء في سياسته الداخلية والخارجية”[20]
لقد فهم العلماء هذا الموقف من الملك عبد العزيز فهماً واضحاً، ينقله الملك عبد العزيز بنفسه، فمن كلمة له مع لجنة التحقيق الأمريكية البريطانية 9 مارس 1946 بالرياض علّق على كلمته التي ألقاها في مكة، ودعى فيها للوقوف مع بريطانيا قائلاً: “وعلى إثر ذلك تلقّى علماؤنا كتباً من العلماء في بلاد المسلمين، تنتقد موقفي. ففاتحوني بما جاءهم، وأبدوا لي أنّهم لا يتعرّضون للمسائل السياسية”[21].
ولمّا جاءه مرةً بعض المشايخ برسالة في الردّ على الشيعة يريدون السماح بنشرها، أخذها منهم، ثمّ في اليوم الآخر “سلّمهم الرسالة، مليئةً بالحذف والإثبات، بخطه وقلمه، وقال لهم: إنّكم أصحاب دينٍ ولستم أصحاب سياسةٍ”[22].
ويقول الملك عبد العزيز لحافظ وهبة إنه التقى بعض كبار رجال الدين في العام 1931 لمّا علموا بعزمه على إنشاء محطات لاسلكي في الرياض، وبعض المدن الكبيرة من نجد، “فقالوا له: ياطويل العمر، لقد غشّك من أشار عليك باستعمال التلغراف وإدخاله في بلادنا، وإن فلبي سيجرّ علينا المصائب، ونخشى أن يسلّم بلادنا للإنجليز[23]، فقال لهم الملك: لقد أخطأتم فلم يغشنا أحد، ولست – ولله الحمد- بضعيف العقل، أو قصير النظر لأخدع بخداع المخادعين، وما فلبي إلا تاجرٌ. وكان وسيطاً في هذه الصفقة، وإن بلادنا عزيزةٌ علينا لا نسلمها لأحدٍ إلا بالثمن الذي استلمناها به. إخواني المشايخ، أنتم الآن فوق رأسي. تماسكوا بعضكم ببعضٍ لا تدعوني أهزّ رأسي فيقع بعضكم أو أكثركم، وأنتم تعلمون أن من وقع على الأرض لايمكن أن يوضع فوق رأسي ثانيةً”[24].
اعتاد علماء الدين على مخالفة الملك عبد العزيز لهم في جملة من القضايا يدل على هذا ما قالوه لحافظ وهبة عندما ناقشهم في اعتراضهم على تعليم الأولاد بسبب: الرسم واللغة الأجنبية والجغرافيا، عن عبد العزيز: “وإن خالفنا فليست هذه أوّل مرةٍ يخالفنا فيها”[25].
ويذكر آرمسترونج المعنى نفسه عن الملك عبد العزيز قائلاً: “إن ابن سعود إنما خضع لإرادة العلماء في أمور الدين. لكنهم عندما قدّموا له النصح في أمورٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ لا يرى رأيهم فيها، أمرهم بالرجوع إلى كتبهم”[26].
السعودية وحسن البنّا
كان الملك عبد العزيز يسعى لعلاقاتٍ وطيدةٍ مع علماء المسلمين وقادتهم في شتى أنحاء العالم من الهند[27] إلى مصر وغيرها من البلدان، فكان من أصدقائه أمين الريحاني، وشكيب أرسلان، ومحمد رشيد رضا وغيرهم كثيرٌ، وكانت له علاقةٌ خاصةٌ برشيد رضا، وكانت بينهما مراسلاتٌ ومكاتباتٌ سياسية ودينية ونحوها، وكان رضا ناصحاً أميناً أحبّ السعودية بصدقٍ، وأخلص لها الولاء حتى آخر يومٍ في حياته.
وفي بواكير صلات الإخوان بالسعودية نبدأ برواية حسن البنّا نفسه، قال: “كما كان ينفّس عن نفسي التردد على المكتبة السلفية … حيث نلتقي الرجل المؤمن المجاهد العامل القوي العالم الفاضل والصحفي الإسلامي القدير السيد محبّ الدين الخطيب … كما نتردد على دار العلوم ونحضر في بعض مجالس الأستاذ السيد رشيد رضا”[28].
ويضيف: “أنّ فضيلة الشيخ حافظ وهبة مستشار جلالة الملك ابن آل سعود حضر إلى القاهرة رجاء انتداب بعض المدرّسين من وزارة المعارف إلى الحجاز ليقوموا بالتدريس في معاهدها الناشئة … واتصل الشيخ حافظ وهبة بجمعية الشبان المسلمين لتساعده في اختيار المدرسين، فاتصل بي السيّد محب الدين الخطيب وحدثني في هذا الشأن فوافقت مبدئياً … وجاءني بعد ذلك الخطاب التالي من الدكتور يحيى الدرديري المراقب العام للجمعية بتاريخ 6 نوفمبر سنة 1928 (هذا ونرجوكم التفضّل بالحضور يوم الخميس المقبل … وذلك لمقابلة حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ حافظ وهبة مستشار جلالة الملك ابن آل سعود للإتفاق معه على السفر وشروط الخدمة للتدريس في المعهد السعودي بمكة) وفي الموعد التقينا وكان أهم شرطٍ وضعته أمام الشيخ حافظ ألا أعتبر موظفاً يتلقى مجرد تعليمات لتنفيذها، بل صاحب فكرة يعمل على أن تجد مجالها الصالح في دولة ناشئة هي أمل من آمال الإسلام والمسلمين، وشعارها العمل بكتاب الله وسنة رسوله وتحري سيرة السلف الصالح”[29].
وقد تعثر هذا المشروع لأسبابٍ بيروقراطيةٍ، واستمرّ البنّا مدرّساً في الإسماعيلية التي أنشأ فيها “جماعة الإخوان المسلمين”.
قال البنّا: “كان الإخوان ينتهزون كل فرصةٍ فيتصلون برجال الدول العربية والإسلامية، توثيقاً للرابطة ونشراً للدعوة، ومن ذلك زيارتهم للسيد عباس القطان بمناسبة مرضه .. وتحدثوا ملياً في شئون الحجاز وشئون المسلمين عامةً”[30].
وبعد محاولة الاعتداء على الملك عبد العزيز في الحرم من قبل أحد اليمنيين، قرّر المجتمعون في المؤتمر الثالث لجماعة الإخوان المسلمين 1934 “بأن يرفع مكتب الإرشاد باسمهم التهنئة الخالصة لجلالة الملك عبد العزيز آل سعود على نجاته، واستنكار هذا العدوان الأثيم”[31].
في العام 1936 توجّه حسن البنّا للحج أوّل مرةٍ في حياته[32]، ويشير مؤرخ الإخوان، شبه الرسمي، محمود عبدالحليم إلى هذه الحجة فيقول: “الأستاذ المرشد قد كاشفنا بأنّ فكرة الهجرة بالدعوة إلى بلدٍ آخر من البلاد الإسلامية يكون أقرب إلى الإسلام من مصر قد سيطرت على تفكيره وملأت نفسه”[33].
ويضيف عبدالحليم نقلاً عن كلمة البنّا بعد عودته من الحج قوله: “وقد اتصلت بالمحكومين والحكّام في كل بلدٍ إسلاميٍ، وخرجت من ذلك باقتناعٍ تامٍ بأنّ فكرة الهجرة بالدعوة أصبحت غير ذات موضوع وأن العدول عنها أمر واجب”[34].
ومن جانبه التقى البنّا، في هذه الحجة، بالملك عبد العزيز، ولهذا اللقاء قصةٌ يرويها عبدالحليم عن البنّا قائلاً: “اعتاد الملك عبد العزيز آل سعود أن يدعو كل عامٍ كبار المسلمين الذين يفدون لأداء فريضة الحج إلى مؤتمرٍ بمكة المكرمة تكريما لهم وليتدارسوا أحوال المسلمين في العالم… وطبعاً لم توجّه إلينا دعوةٌ باعتبارنا من عامة الحجاج.. قال: علمت بموعد هذا المؤتمر وبمكانه الذي سينعقد فيه، فأعددت نفسي والإخوان المائة في هيئةٍ موحدة هي الجلباب الأبيض والطاقية البيضاء… وفي الموعد المحدد فوجئ علية القوم المجتمعون بمائة رجل في هذه الهيئة يخطون خطوةً واحدةً يتوسط الصف الأول منهم رجل منهم هو المرشد العام … فكان هذا حدثاً مثيراً للإلتفات” وتحدّث المتحدثون ثم يضيف البنّا: “فطلبت الكلمة واعتليت المنصة وارتجلت كلمة كانت أطول كلمة ألقيت وكانت الكلمة الوحيدة التي أيقظت الحاضرين وقوبلت بالإعجاب، واهتزت لها المشاعر .. وما كدت أنهي كلمتي حتى أقبلت علي جميع الوفود تعانقني وتشدّ على يدي، وتعاهدني وتطلب التعرف علي وعلى من معي وتفتح قلوبها للفكرة التي تضمّنتها كلمتي”[35].
وقد نشر هذا الخبر كما يشير محمود في العدد الأخير من “جريدة أمّ القرى وهي الجريدة الوحيدة التي تصدر في السعودية في ذلك الوقت وكانت جريدة شبه رسمية.. وتصفّحنا الجريدة وكانت قليلة الصفحات فوجدنا أن ما يشغل مكان الصدارة فيها خطاب للأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين”[36].
ويشير عبده دسوقي لتفاصيل هذا الخبر فيقول: ” كما أن جريدة أم القرى كبرى الجرائد السعودية رحبت بالإمام البنا وصحبه فنشرت تحت عنوان: “على الرحب والسعة” تقول: “وصل على الباخرة كوثر التي أقلت الفوج الأخير من الحجاج المصريين كثير من الشخصيات المصرية المحترمة لم تسعفنا الظروف بالتعرف إليهم إلا بعد صدور العدد الماضي وإنا نذكر منهم الأستاذ الكبير حسن أفندي البنا المرشد العام لجمعية الإخوان المسلمين”[37].
ويعلّق محمود عبدالحليم على هذه الحادثة قائلاً: “وبدأ آل سعود يتعرفون على الداعية الجديد”[38].
ولعلّه في هذه السنة 1936 كان اللقاء الشهير بين حسن البنّا والملك عبد العزيز، والذي طلب فيه البنّا إنشاء فرعٍ لجماعة الإخوان المسلمين في السعودية، فكان جواب الملك عبد العزيز ذكياً وديبلوماسياً حين رفض الطلب قائلاً للبنّا: “كلّنا إخوان مسلمون”[39].
وجاءت الإشارة لهذا الموقف من إنشاء فرعٍ للإخوان المسلمين في السعودية عند هاشم عبدالرزاق صالح الطائي حيث يقول: “وعلى الرغم من ذلك لم يتمكّن تنظيم الإخوان المسلمين من فتح فرعٍ له في المملكة العربية السعودية، ورفضت كل الطلبات التي قدمت من قيادات الإخوان بهذا الشأن”[40].
وعن نشاط البنّا في مواسم الحج قال المجذوب: “وفي العام 1945 وفقني الله لأداء فريضة الحج … وهناك التقيت بالإمام الشهيد واستمعت إلى بعض محاضراته، التي كان يدعو إليها رؤساء الوفود الإسلامية سواء في مكة المكرمة أو في المدينة المنوّرة”[41].
وفي رحلة البنّا للحج العام 1946 يقول عبده دسوقي: “ولقد أقام الملك عبد العزيز مأدبة غداء لبعثة الإخوان، كما أقام الإخوان حفل شاي للأمراء والحجاج البارزين فى فندق بنك مصر”[42].
نشرت صحيفة الشرق الأوسط مذكرات الشاعر عبدالله بلخير[43] والتي قال فيها: “ومن الشخصيات البارزة التي أدّت فريضة الحج … في تلك الأيام… وعرفنا واستمعنا إليها واجتمعنا بها مع ألوف المجتمعين والزائرين الأستاذ العظيم حسن البنّا… كان يحج في عددٍ قليلٍ من رجال الإخوان المسلمين، ويحرص أشدّ الحرص على لقاء الملك عبد العزيز والاجتماع به والتحدث إليه والإصغاء لما يفضي به إليه”[44].
وتشير جريدة الإخوان المسلمين إلى مراسلاتٍ “بين الملك ابن السعود وفضيلة المرشد العام”[45].
وذكر دسوقي عن حجة البنّا العام 1948 حكاية لم أجدها في مصادر أخرى فقال: “ومن ناحية أخرى فإن الحكومة المصرية أعدت العدة لقتله –أي البنّا- في السعودية على أن تنسب الجريمة إلى بعض اليمنيين! وكان أمير الحج المصري حامد جودة – رئيس مجلس النواب الذي ينتمي إلى الحزب السعدي – قد صحب معه بعض الأشخاص الخطرين، ولكن الحكومة السعودية استشعرت ذلك فأنزلت المرشد العام ضيفًا عليها وأحاطت مقره بحراسة شديدة وقدمت إليه سيارة خاصة بها جندي مسلح لمنع الاعتداء عليه”[46].
كان حسن البنّا معجباً بالملك عبد العزيز يتضح ذلك من قوله فيه: “فمن كان يظن أنّ الملك عبد العزيز آل سعود وقد نفيت أسرته وشرّد أهله وسلب ملكه يستردّ هذا الملك ببضعة وعشرين رجلاً، ثم يكون أملاً من آمال العالم الإسلامي في إعادة مجده وإحياء وحدته؟”[47].
ويذكر عبّاس السيسي أنّه “حين زار الملك عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية مصر عام 1945 استقبلته جوّالة الإخوان المسلمين في مطار القاهرة بالمشاعل والهتافات الإسلامية مرحّبين بمقدمه وحين تحدد موعد زيارته للإسكندرية … تجمّعت فرق جوّالة الإخوان بالإسكندرية في ملعب الأولمبي لتنظيم برنامج الاستقبال في الساعة الثامنة من صباح ذلك اليوم، وفي هذا الوقت المبكر قدم من القاهرة الأخ الأستاذ سعد الدين الوليلي المراقب العام للإشراف على تنظيم الاستقبال، فاستقبلته وأدّيت له التحية … ثم أمرني أن أجمع الإخوان الجوالة في طابور… وبعد أن أخذت التمام عدت إليه … قائلاً تمام يا أفندم العدد 850 من الإخوة. قال: نظّمهم فصائل … ثم قام مع الأخ حسن سالم مراقب جوالة الإسكندرية بتوزيع الإخوة على أماكن الاستقبال من محطة السكة الحديد إلى قصر الملك فاروق في رأس التين.. الاستقبال الذي فاق كل تصوّرٍ وكان يوماً مشهوداً للإخوان المسلمين”[48].
لمّا تحمّس الإخوان لعقد مؤتمرٍ عربيٍ من أجل فلسطين، وجهت جماعة الإخوان المسلمين دعواتٍ لرجالات البلاد العربية، وحضر المؤتمر فارس الخوري من سوريا وغيره، وكما يروي محمود عبدالحليم فقد “صار يتوافد على المركز العام رجال كثيرون من زعماء البلاد العربية والإسلامية ومن ذوي الرأي فيها، وكان ممن توافد الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود والأمير أحمد بن يحيى ومعهما بعض إخوتهما، أوفدوا من قبل والديهم ملك السعودية وإمام اليمن، ليتفاهموا مع الحكومة المصرية ومع الإخوان المسلمين فيما يجب عمله لإنقاذ فلسطين”[49].
وهنا “طلبت –إنجلترا- عقد مؤتمر من أجل فلسطين في لندن يضمّ العرب واليهود وممثلي الحكومة البريطانية، وكان من ممثلي العرب عدا عرب فلسطين الأميران فيصل بن عبد العزيز وأحمد بن يحيى، واشترك الإخوان في المؤتمر باعتبارهم سكرتيرين للأميرين ومترجمين لهما، وأذكر أن ممن أوفد الإخوان الأخ محمود أبو السعود وكان طالباً بكلية التجارة ويجيد اللغة الإنجليزية كتابةً وتحدثاً، وسمي هذا المؤتمر بمؤتمر المائدة المستديرة”[50].
كان لحسن البنّا علاقة وثيقة بمحمد رشيد رضا[51]، يذكرها محمود عبدالحليم فيقول: “لم يكن الأستاذ غريباً على أسرة الشيخ رشيد فلقد كان على صلةٍ وثيقة بالشيخ منذ كان طالباً بدار العلوم، وكانت دار مجلة المنار ملتقاه بأكثر من التقى بهم من رجالات الحركة الإسلامية في ذلك العهد … وظلّ الأستاذ على اتصال بالشيخ بعد قيام دعوة الإخوان وكان يستشيره في كثيرٍ من الأمور”[52].
وقد كانت وفاة رشيد رضا في طريق عودته للقاهرة بعد رحلته للسويس لوداع الأمير سعود بن عبد العزيز حيث “أتعب ذهنه وجسده: أتعب ذهنه بإجهاده بالنصائح والوصايا لوليّ العهد – شأنه مع كل من يتوسّم فيه خيراً- وأتعب جسده بركوب السيارة إلى السويس ذهاباً وإياباً”[53].
وقد تولّى حسن البنّا إصدار الأعداد الأخيرة من المنار قبل توقفها النهائي[54].
ثورة اليمن والإخوان والسعودية
كانت ثورة اليمن 1948 بداية توتّر العلاقة بين السعودية والإخوان المسلمين، وعن دور الإخوان في هذه الثورة يذكر محمود عبدالحليم أن “فكرة إعداد الشعب اليمني للثورة قد نبتت في المركز العام” ويضيف “عند تناول ثورة اليمن نجد أنفسنا أمام شخصيتين من غير اليمنيين كانا قطبي رحى هذه الثورة هما: الفضيل الورتلاني وعبدالحكيم عابدين” [55].
ويذكر عن دعوة الإخوان أنه قد “صار للدعوة وجودٌ في كل بلدٍ عربيٍ”[56]، وأنّ “الإخوان يقيمون الدول ويسقطونها”[57].
أبدى الإخوان غضبهم من الملك عبد العزيز لوقوفه ضدّ هذه الثورة، يقول محمود عبدالحليم “وبعد هذا التلكؤ قام الوفد –أي وفد الجامعة العربية- ولم يتوجّه إلى اليمن مباشرةً كما كان ينتظر بل اتجه إلى السعودية ومكث في السعودية أياماً تلقى نصائح العاهل السعودي الذي قد لا يسعده أن يقوم حكم في جارته المتاخمة له يضرب بنظام الوراثة والأسر المالكة عرض الحائط ويختار الأصلح غير عابئ بالأسرة التي ينتمي إليها”[58] ويضيف عبدالحليم: “كان لهذه الثورة آثارٌ على المستوى المصري وأخرى على المستوى العربي .. أما على المستوى المصري فإنها ألقت في روع القائمين على الحكم في مصر أنّ هذه الثورة نذيرٌ لهم بين يدي عذابٍ شديد، فليلقوا بثقلهم أولا لإحباطها ثم ليعدّوا العدّة للقضاء على مدبّريها وهم الإخوان المسلمون الذين بلغوا أشدّهم حتى أنّهم يقيمون الدول ويسقطونها. فوجد فاروق في مصر تجاوباً لأحاسيسه عند عبد العزيز آل سعود في السعودية وقد قرّبت ما بينهما وأنستهما الخلافات التي كانت بينهما”[59].
ومن هذا الموقف، أصبحت السعودية حذرةً في تعاملها مع حسن البنّا. قال فهمي أبو غدير: “سعدت بصحبة أستاذي الأستاذ البنّا في مكّة موسم حج 1367هـ 1948 وتوثقت الصلة بيني وبين أحد النجديين المتحركين المتصلين.. نصحني لله ألا أعود لمصر هذا العام، الاعتقالات والسجون والمنافي والمحاكمات والمشانق والاغتيالات في انتظاركم!! وعهد الله أنني أجوب معك نجد والحجاز داعين إلى درب الإخوان المسلمين.. تبسّم البنّا عندما سمع بذلك (وقال: ) “ألا تعلم أنّ الحكومة السعودية لم تسمح لي بالحج هذا العام إلا بعد أن تعهّدتُ بعدم الخطابة والكلام في السياسة” قلت: بلى “فكيف تسمح بالدعاية للإخوان؟”[60].
تطرّقت جريدة الإخوان المسلمين، في بعض أعدادها، لمشكلة اليمن، فمن ذلك قولها: “ولكنّا نقول لعلّ أفضل أساس تقترحه الجامعة العربية لوحدة الأمة اليمنية أن تتشدد أولاً في صورة نظام الحكم الذي يجب أن تكون عليه اليمن بحيث يكون حكماً إسلامياً دستورياً”[61]. وما ذكرته تحت عنوان “بعثة الإخوان المسلمين في اليمن: تصريحات للأستاذ عبدالحكيم عابدين رئيس البعثة”[62].
السعودية والإخوان بعد البنّا
تعاقب على منصب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ثمانية من الإخوان هم:
1- حسن البنا: المرشد الأول ومؤسس الجماعة (1928 – 1949).
2- حسن الهضيبي: المرشد الثاني للجماعة (1949 – 1973).
3- عمر التلمساني: المرشد الثالث للجماعة (1973 – 1986).
4- محمد حامد أبو النصر: المرشد الرابع للجماعة (1986 – 1996).
5- مصطفي مشهور: المرشد الخامس للجماعة (1996 – 2002).
6- مأمون الهضيبي: المرشد السادس للجماعة (2002 – 2004).
7- محمد مهدي عاكف:المرشد السابع للجماعة (2004 – 16 يناير 2010).
8- محمد بديع: المرشد العام الثامن (16 يناير 2010 – حتى الآن).
تقدم الحديث عن حسن البنّا، وأمّا حسن الهضيبي فقد تولّى منصب المرشد العام بعد اغتيال البنّا بعامين ونصف العام تقريباً، فقد اغتيل البنّا في 12 فبراير 1949 وتولّى الهضيبي في 19أكتوبر 1951 وفي عصره مرّ الإخوان المسلمون بأسوأ لحظات تاريخهم فقد ناصبوا ثورة الضباط الأحرار العداء ولم تدّخر الثورة جهداً في ردّ العداء بعداءٍ أشرس وأقسى، فكان حلّ الجماعة الثاني ثم الاعتقالات في 1954 وفي 1964 وقبلها وبعدها. وقد أودع الإخوان السجون وتعرضوا للاعتقال والتعذيب والتنكيل، وأعدم بعض رموزهم، وهرب من استطاع النجاة منهم إلى الخارج، وخصوصاً إلى السعودية ودول الخليج.
وقال علي عشماوي وهو آخر قادة التنظيم الخاص: “لقد حضر الملك سعود للوساطة بين الإخوان والحكومة بعد الحلّ الأوّل، وفعلاً جامله أعضاء الثورة وفتحوا صفحة جديدةً مع الإخوان”[63].
قال نبيه عبدربه: “شاءت الأقدار أن يكون الأستاذ الهضيبي في سوريا ولبنان في صيف عام 1954 بعد زيارة للمملكة العربية السعودية قام بها في أوّل ذلك الصيف إجابةً لدعوةٍ من الملك السابق سعود بن عبد العزيز رحمه الله. كان الهضيبي موضع الحفاوة والتكريم في جميع الأوساط الدينية والاجتماعية والسياسية في البلدين الكريمين، متنقلاً بين المدن والقرى في أحفالٍ عامةٍ”[64]
كانت السعودية قد بنت خلال سنواتٍ طوالٍ علاقةً قويةً مع الإخوان المسلمين كأفرادٍ وليس كتنظيمٍ، فاستقدمت الآلاف من قياداتهم وأفرادهم، ولم تكتف بإيوائهم بل سعت لتوفير الحياة الكريمة لهم ودعمتهم بشتى أنواع الدعم، فتولّوا مناصب حسّاسةٍ وحصل عددٌ منهم على الجنسية السعودية وبعضهم حظي بالجواز الديبلوماسي.
وبعد وفاة عبدالناصر والإفراج عن حسن الهضيبي والإخوان المسلمين 1971 “انتهز الهضيبي فرصة الحجّ سنة 1973 فعقد أوّل اجتماعٍ موسّعٍ للإخوان في مكة المكرّمة وكان هذا الاجتماع هو الأوّل من نوعه منذ محنة 1954 .. ونظراً لأن معظم الإخوان في الخارج قد هاجروا إلى منطقة الخليج والجزيرة العربية أو البلاد الأوروبية والأمريكية فقد تركّز عمل لجنة العضوية في تلك المناطق: فتشكّلت لجنة الكويت، ولجنة قطر، ولجنة الإمارات، وثلاث لجانٍ للسعودية في الرياض، وفي الدمّام، وفي جدّة”[65] وقد سهّل على الهضيبي هذه المهمة انتشار الإخوان في السعودية والخليج وتنظيماتهم المحكمة هناك.
ويذكر النفيسي أيضاً أنّ مجلس الشورى العام الذي يمثل السلطة التشريعية لجماعة الإخوان المسلمين ” يتكوّن من 38 عضواً … ثلاثة أعضاء ثابتين بالتعيين مباشرةً من المرشد العام وبموافقة مجلس الشورى العام (أخ سعودي وآخر سوري والثالث مصري) و2 من تنظيم الأردن و2 من اليمن و1 من العراق و1 من الإمارات العربية المتحدة و1 من البحرين و2 من السعودية”[66].
وفي أمر تشكيل مجلس الشورى العام يذكر النفيسي ملاحظةً جديرة بالاهتمام، ألا وهي “أنّ أقطار الخليج والجزيرة ممثلة أيضاً بثقلٍ يفوق أهميتها بكثير فحاجة التنظيم الدولي للإخوان للمال يتمّ تلبيته من خلال ذلك.. فمندوبو السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت وعددهم سبعةٌ يتمّ دائماً توظيفهم في عملية جباية الأموال للتنظيم الدولي للإخوان”[67].
بعد وفاة الهضيبي تولّى منصب المرشد العام عمر التلمساني بعد خروجه من السجن، وكانت له مواقف مع السعودية تستحق الذكر، فهو يقول: “ومرة كنت أؤدي فريضة الحج وفي جده قابلني الأخ “م.ص” وما يزال حيا أطال الله في حياته وقال: إن كبيراً يريد مقابلتي ليس من الأسرة السعودية وإن كان له بها صلةٌ فرحبت مؤملا في خير للدعوة وتحدد الميعاد وذهبت قبل الميعاد بخمس دقائق وهي عادتي في كل مواعيدي .. وحل الميعاد واستدعى الكبير سكرتيره ودعاني للدخول فوجدت أحد أبناء المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود موجوداً معه… وجلس الكبير يتحدث عن الدعوة الإسلامية ثم عرج على مجلة الدعوة وكانت لم تصدر بعد وقال: إنه يريد تدعيمها فأدركت هدفه وقلت له مقاطعا: سيادتكم طلبتم مقابلتي كداعية لا كجابٍ ولو كنت أعلم أنك ستتحدث معي في مسألة نقود كنت أعتذر عن المقابلة ولذلك أرجو أن تسمح لي بالانصراف فتلقى الرجل هذه الغضبة في هدوء وقال: لم أقصد ماذهبت إليه ولكني كمسلم أردت تدعيم عمل إسلامي”[68].
وينقل محمد عبدالحليم حامد عن التلمساني قوله: “طلبت المملكة العربية السعودية منّي عن طريق المرحوم عمر نصيف أن أعمل قاضياً بنجد لما تعرفه عن جدّي رحمه الله وصلته بالمذهب الوهّابي. فاعتذرت لأني لا أفضّل على مصر مكاناً أقيم فيه، أو أعمل به مهما لاقيت فيها من عنت”[69].
مع كل الدعم السعودي للإخوان واستقبال زعمائهم وكوادرهم في أحلك لحظات تاريخهم إلا أن التلمساني يزعم قائلاً: “وكم حملوا –أي الإخوان- على القصر في نشراتهم ورسائلهم وكم كتبوا إلى كل حكّام المسلمين يناشدونهم العودة إلى كتاب الله حتى ضاق كلّ حكّام العالم الإسلامي بالإخوان المسلمين وإلحاحهم على وجوب تطبيق كتاب الله وأوجس حكّام المسلمين خيفة من الإخوان المسلمين عندما رأوا شعوبهم تسارع إلى الانضواء تحت الدعوة السلفية النقية الطاهرة البريئة النزيهة دعوة الإخوان المسلمين وقد علم العالم كلّه أن المرحوم الملك عبد العزيز بن سعود عندما لمس قوة الإخوان وسريان دعوتهم في قلوب المسلمين قاطبة عندما أحس بهذا الخطر الزاحف على الملكية المتسلطة المستغلة حذر الملك فاروق من خطورة دعوة حسن البنا وانتهى هذا التحذير بعد ذلك باغتيال الإمام الشهيد حسن البنّا وإقامة الملك فاروق للأفراح في قصوره عندما انتهى إليه نبأ الاغتيال”[70].
وفي عهد التلمساني وفي العام 1977 “بدأت وفود الجماعة تتحرك للخارج لتصل ما انقطع وجاء المرحوم كمال السنانيري (نظام خاص)[71] لمنطقة الخليج في هذه المهمة وقد نجح في مهمته لدى إخوان الخليج والجزيرة عموماً”[72].
بعد التلمساني جاء محمد حامد أبو النصر، وبعده مصطفى مشهور، ثم جاء مأمون الهضيبي، والأخير وصل للسعودية بغرض الحج ثم التحق بالعمل في قسم الحقوق العامة وقسم الحقوق الخاصة بوزارة الداخلية السعودية، ثم ذهب لمصر وعاد ثانيةً لعمله في السعودية، وبقي فيها حتى “زار الأستاذ عمر التلمساني مرشد الإخوان في ذلك الوقت السعودية للحج في منتصف الثمانينات وقابلته وطلب مني النزول إلى القاهرة”[73].
لماذا استقطبت السعودية الإخوان؟
كانت لدى السعودية أسبابها الواقعية في تلك المرحلة لاستقطاب الإخوان المسلمين من شتى البقاع، ونوجزها بخمسة أسبابٍ أولية:
الأول: مواصلة السعودية لسياسة الملك عبد العزيز في استقطاب النابهين من العالم العربي في شتى المجالات، مع تفريقٍ كان حاضراً في ذهن الملك عبد العزيز بين من يستقطبهم لرعاية شؤون الدولة وغالبيتهم من المثقفين العرب والأجانب كفلبي وخير الدين الزركلي وغيرهم كثير، ومن يستقطبهم بغرض تخفيف التوتّر الديني الداخلي كحافظ وهبة وغيره ممن لم يحضر للسعودية وإن زارها وقدّم لها الكثير من الحلول لمشكلاتها الشرعية مع الخطاب الديني المحلي، كمحمد رشيد رضا وغيره.[74]
الثاني: سعي المملكة لمواجهة المدّ الناصري الثوري خصوصاً وأنّ عبدالناصر ناصب الملكيات العربية العداء، وكان يصمها بالرجعية وسعى إلى الإطاحة بعروشها ونجح مسعاه في ليبيا واليمن وضربت طائراته المناطق الجنوبية في السعودية، فتبنّت السعودية دعم التضامن الإسلامي في وجه المدّ الناصري. وكان أقوى خصوم عبدالناصر في الداخل حينها هم جماعة الإخوان المسلمين، فكان استقطاب الإخوان على مبدأ عدوّ عدوّي صديقي[75].
الثالث: سعي المملكة إلى تطوير الخطاب الديني المحلي، بعد الممانعة المستمرّة من قبل قادة هذا الخطاب لأغلب قرارات تطوير الدولة وتحديثها، وكمثالٍ يمكن مراجعة كتاب “فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ[76] ففيه الكثير من رفض الأنظمة الحديثة وإطلاق أحكام الكفر والردّة عليها، وقد انتقى من هذه الفتاوى كل ما يصبّ في هذا الاتجاه صاحب كتاب: الكواشف الجليّة في كفر الدولة السعودية[77] تحت فصلٍ أسماه “فاعتبروا يا أولي الأبصار”[78]. وكان الإخوان المسلمون يقدّمون حلولاً إسلاميةً وبحوثاً شرعيةً معمّقةً لتمرير مشاريع الدولة التي أعاقها الخطاب التقليدي.
الرابع: ما واجهته السعودية من تحديات داخلية تمثّلت في حركة أحد المتشددين الذي قام بضرب التلفزيون السعودي مع معاونيه والتي أشارت إلى تنامي خطاب التطرف داخل الخطاب التقليدي، وكان هذا الحادث اختراقاً لسلطة الملك وسيادة الدولة. وكذلك قيام تنظيمات حزبيةٍ ثورية منها القومي ومنها البعثي ومنها الشيوعي[79]، تبنّت معارضة النظام بصراحةٍ ووضوحٍ، وانتشر بعضها بين العمّال وبين طلبة الجامعات، وكان أفضل من يقوم بمواجهتهم حينذاك هي جماعة الإخوان المسلمين، نظراً لخبرتها بأطروحاتهم ومقدرتها على مقارعة حججهم بحججٍ دينية، وهي تجربة لم تنفرد بها السعودية بل استخدمتها أغلب الدول العربية في مواجهة المدّ اليساري.
الخامس: سعي المملكة المشروع لإثبات نفسها كدولةٍ قائدةٍ ورائدةٍ، وكذلك تثبيت مكانتها وثقلها السياسي في العالمين العربي والإسلامي وفي العالم أجمع.
أهداف الإخوان في السعودية
كانت للإخوان أهدافٌ واضحةٌ في المهاجر التي لجأوا إليها وعلى رأسها السعودية، أهمها نشر دعوة الإخوان المسلمين فكراً وتنظيماً، ويمكن اختصار أساليبهم في تتحقيق ذلك في الآتي:
1- السيطرة على العملية التربوية.
2- السيطرة على الجمعيات الخيرية.
3- السيطرة على المؤسسات ذات الطابع الشمولي، كالمؤسسات الإسلامية الكبرى ذات الأدوار السياسية.
4- التغلغل في كل أعصاب المجتمع بشتى السبل.
التأثير السلفي على الإخوان
عندما جاء الإخوان المسلمون للسعودية بخطابٍ دينيٍ مختلفٍ عن الخطاب السلفي السائد، واجهوا معارضةً لأطروحاتهم، وعانوا من عدم التقبّل الشعبي لها، وقد وجدوا حلّهم الخاص لهذه المشكلة[80].
أثّر الإخوان على السعودية في مناحٍ شتّى تقدّم بعضها، وكان تأثيرهم إيجابياً حيناً وسلبياً أحياناً، وسأشير هنا إلى التأثير السلفي على الإخوان الوافدين، وبأمثلة قصيرة، وأراه موضوعاً لم يبحث به مع أهميته:
1- السعيد الشربيني الشرباصي: “واستمعت إليه –أي ابن باز- وتأثرت به، ولا أقول إن أفكاري عن الدعوة السلفية ولدت هنا، ولكني أقول: إنها تركّزت وبرزت، وبدأت أراقب وأفكر وأقارن، وأكتب عن الالتزام بالشريعة كتاباً وسنةً”[81].
2- عبدالرحمن حسن حنبكة: “بدأ تدريس هذه المادة أول الأمر على طريقة المتكلمين ثم اتجه لدراسة العقائد على منهج السلف غير ملتزم بآراء أشعرية أو ماتريدية خاصة، بل بما تدل عليه آيات القرآن وأحاديث الرسول الصحيحة الصريحة.. وبخاصة في موضوع الصفات”[82].
3- علي الطنطاوي: “أجل لقد ترددت ثم استقررت على مذهب السلف”[83].
هل أنشأ الإخوان تنظيماً سعودياً؟
من طبيعة الحركات الأيديولوجية المنظّمة أنّها لا تنفكّ عن أيديولوجيتها وأن سعيها على الدوام للتبشير برسالتها لا يتمّ إلا عبر رصّ صفوفها وإحكام تنظيمها في كل رقعةٍ تصل إليها.
يذكر حسن البنّا تحت عنوان: “دعوتنا في الأقطار الشقيقة” قائلاً: “كان أوّل مبعوثٍ للإخوان في الأقطار الشقيقة: فلسطين وسوريا ولبنان الأخوان الفاضلان: الأستاذ عبدالرحمن الساعاتي، والأستاذ محمد أسعد الحكيم”[84].
ويقول أيضاً: “والإخوان المسلمون لا يختصّون بهذه الدعوة قطراً من الأقطار الإسلامية”[85].
وأشار سعد الدين إبراهيم قائلاً: “حينما ضُربت حركة الإخوان المسلمين بواسطة الرئيس المصري جمال عبدالناصر في الخمسينات وفي الستينات، فرّ عددٌ كبيرٌ من الإخوان إلى المملكة العربية السعودية، المعقل الحصين للوهابية، حيث أحسنت وفادتهم وحمايتهم. كما أنّ عدداً كبيراً منهم شاركوا في بناء الدولة السعودية الثالثة، واستفادوا بقدر ما أفادوا أدبياً ومادياً”[86].
ويذكر علي عشماوي موقفاً له مع زينب الغزالي: “ثم تطرق الحديث إلى سؤالٍ منّي عن علاقتها بالمملكة العربية السعودية فأجابت: إن العلاقة الجيدة مهمة جداً لأمن الإخوان الموجودين في المملكة العربية السعودية”[87].
ويضيف: “وقد حمّلتني الحاجة زينب الغزالي رسالة شخصية بهذا المعنى إلى الأستاذ سعيد رمضان –إن وجدته بالمملكة- ورسالة أخرى إلى الشيخ عبدالرحمن أبو الخير، وقالت لي إنه سكرتير الملك سعود وأعطتني رقم تلفونه الخاص”[88].
وينقل تحت عنوان “قيادات المهجر” سؤاله لمحيي هلال، أحد الإخوان الذين هاجروا إلى السعودية قائلاً: “وبعد أن سمعت قصته سألته عن حال الإخوان، فأجاب: إن الإخوان في السعودية قد اختاروا منّاع قطّان مسئولاً عنهم، والإخوان في إمارت الخليج اختاروا الأخ سعد الدين إبراهيم[89] مسئولاً .. منّاع قطّان هو أحد إخوان المنوفية، وقيل إنّه أوّل مصريٍ يجرؤ على تجنيد سعوديين في دعوة الإخوان في مصر للشباب السعودي، ولذلك فإنه قد فرض نفسه مسئولاً عن الإخوان بالسعودية دون استشارة أحدٍ”[90].
ويضيف: “أخذت الخطاب وذهبت للأستاذ سيد قطب[91] وطلبت مقابلته دون موعدٍ سابقٍ وقابلني، وقرأ الخطاب وأبدى إعجابه الشديد بالإخوة في السعودية وقال: إن هذا دليلٌ على أنّهم منظّمون جداً، وأنهم على كفاءة عاليةٍ من العمل.. والحقيقة أنني صرت أتحفظ معها –أي زينب الغزالي- ولا أخبرها بكل ما عندنا من أمور، بعدما أحسست أن أسرارنا من الممكن أن تتسرّب في اتجاه لا نريده، خاصةً أنّه –في هذه الفترة- قد صدر قرار من الأخ منّاع قطّان المسئول عن الإخوان في السعودية بفصل الأستاذ سعيد رمضان من الجماعة”[92].
ومن جانبها تتذكر زينب الغزالي قائلةً: “اللواء محمد نجيب الذي كان قد زارني قبل الانقلاب بأيام صحبة الأمير عبدالله الفيصل ويس[93] سراج الدين والشيخ الباقوري وشقيقي علي الغزالي بمناسبة وجود الأمير عبدالله الفيصل في مصر”[94].
وتتذكر الغزالي أيضاً، في موسم الحج العام 1957: “في ليلةٍ من ليالي ذي الحجة كنت على موعدٍ بعد صلاة العشاء مع فضيلة المرحوم الشيخ الإمام محمد بن ابراهيم المفتي الأكبر للمملكة العربية السعودية حينذاك .. وكنّا نبحث معاً مذكرةً قدّمتها لجلالة الملك أشرح له فيها ضرورة تعليم البنات في المملكة، وأطلب منه الإسراع في تنفيذ هذا المشروع، مبينةً مصلحة المملكة في ذلك، وحوّلت المذكرة على فضيلة المفتي وطلب مقابلتي”[95].
وأضافت: “طلبت من حميدة قطب أن تبلغ الأخ سيد قطب تحياتنا ورغبة الجماعة المجتمعة لدراسة منهجٍ إسلامي في الاسترشاد بآرائه.. وأعطيتها قائمة بالمراجع التي ندرسها وكان فيها تفسير ابن كثير والمحلّى لابن حزمٍ والأم للشافعي وكتبٌ في التوحيد لابن عبدالوهّاب وفي ظلال القرآن لسيد قطب .. وأعطتني ملزمةً من كتابٍ قالت: إن سيد يعدّه للطبع واسمه معالم في الطريق .. وعلمت أنّ المرشد اطلع على ملازم الكتاب وصرّح للشهيد سيد قطب بطبعه.. وحين سألته قال لي على بركة الله إن هذا الكتاب حصر أملي كلّه في سيد.. إن سيد قطب هو الأمل المرتجى للدعوة”[96].
وتضيف: “ودرسنا كذلك وضع العالم الإسلامي كله بحثاً عن أمثلة لما كان قائماً من قبل بخلافة الراشدين والتي نريدها نحن في جماعة الله الآن، فقررنا بعد دراسة واسعة للواقع القائم المؤلم، أن ليس هناك دولة واحدةٌ ينطبق عليها ذلك، واستثنينا المملكة العربية السعودية مع تحفّظاتٍ وملاحظاتٍ يجب أن تستدركها المملكة وتصححها”[97].
وتضيف: “كانت النقود أربعة آلاف جنيه، وهي قيمة اشتراكات مجموعةٍ من الإخوان في السودان والسعودية لمساعدة أسر المسجونين”[98].
وعن نشاط ودور زينب الغزالي قال مجذوب: “كانت الأخت الفاضلة في جولة دعوية لإلقاء الأحاديث الواعظة، في أوساط المدرسات والطالبات والجمعيات النسوية في هذه المملكة الإنسانية”[99].
ويذكر سعيد حوّى أنّه كان “حريصاً على ألا يحدث تغيير في السعودية لأن التغيير سيجعل مكة والمدينة وأرض العرب في مخاطر مجهولة، كتبت تحليلاً حول الوضع في السعودية، وبنيت عليه بعض الإقتراحات وقد وصل التحليل إلى الملك فيصل رحمه الله، وكانت له آثار طيبةٌ في نفسه كما نقل لي، وتجاوب مع بعض المقترحات، وبعض هذه المقترحات أصبحت الآن واقعاً في السعودية”[100].
وهناك من أشار إلى صلةٍ بين الوجود القوي للإخوان المسلمين في الجامعات السعودية وظهور قادةٍ جددٍ للإخوان، وهو “أنّ القدرة التعبوية للجماعات الإخوانية في الجامعات السعودية، وتحديداً جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد (البترول والمعادن سابقاً) وفي بريطانيا قد ساهمت مساهمة ملحوظةً، في الستينات والسبعينات من القرن المنصرم، في إطلاق قادةٍ جددٍ للحركة”[101]. وينقل عن أحد المنظمّين السابقين لحركة الإخوان المسلمين قسم البحرين قوله: “لقد تمّ تنظيمي عن طريق خلايا الحركة التي كانت منتشرةً في حقبة السبعينات في الجامعات السعودية، لقد كنّا نخضع فيها لاختبار في قدرات التحمّل.. كأن يطلب منّا الخروج في ليالي الرياض الباردة بملابس داخليةٍ .. إلا أننا كثيراً ما ندخل دورات فكرية مختلطة الجنسيات من عرب الشام ومصر من المقيمين في المملكة العربية السعودية، أو من أساتذة جامعاتها المحسوبين على حركة الإخوان المسلمين من العرب الوافدين وقلةٍ قليلةٍ من السعوديين”[102].
إلا أنّ دور تنظيمات الإخوان المسلمين في الخليج في تنظيم الإخوان الأم، مثلما سبقت الإشارة إلى ملاحظة النفيسي، ظل يشبه دور البقرة الحلوب، يلعب دور المموّل بالمال فحسب، فالبرغم من “تدنّي موقعها مقارنةً بالجماعات العربية الأخرى كالمصرية والسورية والأردنية التي ما زالت تحتكر المواقع القيادية في التنظيم وتمارس فوقية معرفية وأيديولوجية في تعاملها مع فروعها الخليجية التي منذ تأسيسها في الأربعينات حتى الآن، لم تبارح دور المموّل و(البقرة الحلوب) للتنظيمات الإسلامية العربية الأخرى في مصر وبلاد الشام والمغرب والجزائر”[103].
يطرح بعض المراقبين تقسيماتٍ للإخوان المسلمين في السعودية، فالبعض يقسمهم فكرياً باعتبار بعضهم بنائيين نسبةً للبنّا وقطبيين نسبة لسيد قطب، والبعض يطرح تقسيمهم حركياً لثلاثة أقسامٍ كالآتي:
1- إخوان الحجاز: وهم منتشرون في الحجاز والجنوب والمنطقة الشرقية. ولهم وجودٌ لا بأس به في بقية المناطق. ويعدّون أقوى تنظيمات الإخوان في السعودية، فهم الأكثر تنظيماً وتأثيراً وانتشاراً.
2- إخوان الرياض أو القيادة العامة: وهي نخبة من الإخوان المسلمين ليس لهم تأثير أو انتشار كبيران، ويكاد نشاطهم يقتصر على المشاركة في بعض البيانات.
3- إخوان الزبير: وهي مجموعة من أهل الزبير[104]، الذين انتسب بعضهم للإخوان في الزبير وبعضهم لحق بالتنظيم أثناء الاجتماعات العائلية التي يعقدها أهل الزبير كآلية للتواصل الاجتماعي بينهم في السعودية. وهم في الغالبية مسالمون وبعيدون عن الصخب مع بعض الاستثناءات.
ونميل للتقسيم الثاني بناء على متابعةٍ طويلةٍ لجماعة الإخوان في السعودية وحواراتٍ ونقاشاتٍ متعددة مع بعض عناصر الإخوان السابقين ومع بعض المراقبين والمهتمين بالموضوع. وثمة مجموعة من الأسماء تنسب لكل فرع من هذه الفروع الإخوانية، ولكننا لم نذكرها لعدم توفّر المصادر التي يمكن الاعتماد عليها.
غير أننا نجد في موقع “الموسوعة الإخوانية” النصّ الآتي: “بدأ نشاط تنظيم الإخوان المسلمين في السعودية بشكل واضح في فترة حكم الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية في الفترة بين (1964 – 1975). وقتها كانت العلاقات بين السعودية ومصر والتي كان يرأسها وقتئذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في أقصى توترها بين الدولتين ذات النظامين السياسيين المختلفين جذريا. لاحقا وبعد رحيل الرئيس عبد الناصر، وحدوث تقارب بين خلفه الرئيس أنور السادات والملك فيصل بن عبد العزيز، سعى فيصل لإحداث تقارب بين الإخوان والسادات.
سيطر المنتمون للإخوان المسلمين على المناحي التعليمية في الجامعات تحديداً في عقدي السبعينات والثمانينات، وكذلك على المنابر الإعلامية خاصة في فترة حكم الملك فيصل في السعودية”.
وجاء في الموقع نفسه أيضاً: “لا يعرف على وجه الدقة عدد المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين في السعودية، كما أنه لايوجد لديهم مايسمى “المراقب العام للجماعة” كما في الأردن وسوريا على سبيل المثال، من أعلام حركة الاخوان المسلمين في السعودية: علي بن عمر بادحدح، عبد الله بن عقيل بن سليمان العقيل، سلمان بن فهد بن عبد الله العودة[105]، فتحي الخولي، مناع بن خليل القطان”[106].
وقد ورد في مذكرة اتهامٍ مصريةٍ حول “التنظيم الدولي للإخوان المسلمين” والتي صدرت في منتصف عام 2009 إشارة إلى اسم الدكتور عوض القرني كأحد الناشطين في التنظيم الدولي، وقالت عنه المذكرة ما نصّه: “جناح التنظيم بالسعودية، ويضطلع بمسؤوليته الدكتور عوض محمد القرني، أستاذ الشريعة بجامعة الملك خالد، ويتخذ التنظيم من المكتبات المنتشرة بالمملكة غطاءً لحركته وستاراً لعقد لقاءاتٍ سريةٍ لتلافي الرصد الأمني”
كما ذكرت المذكرة من أسمته “فرحان بن فريج المولد” ونسبت إليه أنّه هو “الذي يتولّى مسؤولية التنظيم بمنطقة مكة المكرمة ويضم بعض السعوديين والمصريين العاملين بالمملكة”[107].
ثم أعادت لائحة اتهامٍ صادرةٍ عن النائب العام المصري أعلنت في يوم الأربعاء 21 أبريل 2010م اتهام عوض القرني بتهمةٍ جديدةٍ هي تمويل التنظيم الدولي للإخوان، وقد نفى القرني التهمة واعتبرها مؤامرةً صهيونيةً[108].
وقد أخطأت لائحة الاتهام في اسم عوض القرني وجعلته عائض القرني، وقد تبرأ عائض من هذا الاتهام واعترف بانتمائه للإخوان المسلمين أثناء دراسته الجامعية وقال: “أنا انتميت إلى فكر الإخوان في الكلية يمكن في أول الكلية 3 سنوات أو 4 سنوات، وجلست مع الإخوان 4 سنوات”[109].
وعن التنظيم الدولي واستخدامه الأراضي السعودية يقول يوسف القرضاوي: “التنظيم الدولي للإخوان المسلمين كان يعقد اجتماعاتٍ في مكة المكرمة والمدينة المنوّرة أثناء مواسم العمرة والحج”[110]
السعودية والإخوان: هل أنكروا الجميل؟!
لقد آوت المملكة العربية السعودية الإخوان المسلمين في أقسى الظروف، التي تعرضّوا لها، ولم تكتف بهذا بل منحتهم الفرصة في الحصول على الحياة الكريمة عبر الوظائف والمناصب التي أتاحتها لهم، وترى السعودية أنهم أنكروا الجميل وعضّوا اليد التي مدّت لهم، ومن هذا تصريحٌ شديد الأهمية للأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي لصحيفة السياسة الكويتية قال فيه: “جماعة الإخوان المسلمين أصل البلاء. كل مشاكلنا وإفرازاتنا جاءت من جماعة الإخوان المسلمين، فهم الذين خلقوا هذه التيارات وأشاعوا هذه الأفكار” ويضيف بمرارةٍ “عندما اضطهد الإخوان وعلّقت لهم المشانق لجأوا إلى السعودية فتحمّلتهم، وحفظت محارمهم وجعلتهم آمنين” ويضيف “أحد الإخوان البارزين أقام 40 سنة عندنا، وتجنّس بالجنسية السعودية، وعندما سئل عن مثله الأعلى قال حسن البنّا”! ويكمل الأمير نايف تعليقا على الغزو العراقي للكويت: “جاءنا عبدالرحمن خليفة والغنوشي والزنداني فسألناهم هل تقبلون بغزو دولة لدولة واقتلاع شعبها؟ فقالوا نحن أتينا للاستماع وأخذ الآراء” ويضيف “بعد وصول الوفد الإسلامي إلى العراق فاجأنا ببيانٍ يؤيد الغزو”![111]
ولئن كان مستغرباً أن يقوم الإخوان بمثل هذه المواقف ضدّ السعودية فإن علي عشماوي يعتبرها سلوكاً إخوانياً فهو يقول: “فهم –أي الإخوان- يجيدون إيذاء كل من وقف معهم فترةً من الزمن، إذا حدث واختلف معهم مرةً، فقد ساعدتهم السعودية وقطر والكويت والكثير من الدول العربية، فما كان منهم إلا أن أساءوا إليهم وطعنوهم وانقلبوا عليهم.. فعلوا كذلك مع الدول التي آوتهم وأحسنت وفادتهم.. وكما قلنا كان مدرسو الإخوان في جميع هذه البلدان يجنّدون الشباب ويشحنونهم ضدّ حكّامهم وبلدانهم حتى ينقلبوا عليهم وكلما وجدوا فرصةً للإنقضاض انتهزوها”[112]
ويضيف عشماوي: “لقد راقبوا جميع حكّام الدول العربية التي عملوا بها وفتحت لهم أبوابها، كما جمعوا عنهم معلومات؟! وكم استعملوا تلك المعلومات ضدّهم أحياناً أو للسيطرة والحصول على مزايا ومواقع في تلك الدول؟! .. لقد تعاونوا مع جميع الحكّام ما داموا يحصلون على ما يريدون، ثم ما يلبثون أن ينقلبوا عليهم حين تختلف المصالح”[113]
إحصائيات وأرقام
نحاول هنا تتبع الإخوان الذين وصلوا للسعودية من خلال مصدرين مهمين هما:
1- من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة لمؤلفه المستشار عبدالله عقيل سليمان العقيل.
2- علماء ومفكرون عرفتهم لمؤلفه محمد المجذوب.
أضفت إليهما، بعض المصادر التي رجعت إليها وذكرت بعض الأسماء المختلفة، وكان شرطي في هذا الإحصاء ذكر الشخصيات التي تجمع بين الانتماء للإخوان والتأثير في السعودية، إما من خلال المكث فيها أو التدريس أو تولي بعض المناصب أو بث برامج في الإذاعة أو التلفزيون أو العلاقة ببعض المسئولين أو نحو هذا. ولم أذكر من حجّ أو اعتمر من الإخوان إلا إن كان قد مارس الدعوة والتأثير أثناء زيارته للسعودية.
رقم
الاسم
المصدر
الجزء والصفحة
1-
المستشار عبدالله العقيل
من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة
5
2-
عمر التلمساني
المصدر السابق
13
3-
محمد الغزالي
المصدر السابق
25
4-
محمد عبدالحميد أحمد (أبوالجامعيين)
المصدر السابق
47
5-
محمد كمال الدين السنانيري
المصدر السابق
91
6-
أحمد محمد جمال
المصدر السابق
143
7-
عمر بهاء الدين الأميري
المصدر السابق
173
8-
محمد محمود الصوّاف
المصدر السابق
205
9-
سعيد رمضان
المصدر السابق
345
10-
أحمد محمد الملط
المصدر السابق
367
11-
عيسى عبده إبراهيم
المصدر السابق
401
12-
عبدالرحمن الدوسري
المصدر السابق
437
13-
سعيد حوّى
المصدر السابق
447
14-
عبدالحكيم عابدين
المصدر السابق
513
15-
مصطفى السباعي
المصدر السابق
537
16-
عبدالفتّاح أبو غدّة
المصدر السابق
675
17-
عبدالعزيز سعد الربيعة
المصدر السابق
695
18-
عبدالله عزّام
المصدر السابق
703
19-
السعيد الشربيني الشرباصي
علماء ومفكرون عرفتهم
3/35
20-
عبدالرحمن الدوسري
المصدر السابق
3/67
21-
معوّض عوض إبراهيم
المصدر السابق
3/269
22-
يوسف العظم
المصدر السابق
3/327
23-
محمد المبارك
المصدر السابق
3/337
24-
زينب الغزالي
المصدر السابق
2/123
25-
صلاح أبو اسماعيل
المصدر السابق
2/141
26-
عمر التلمساني
المصدر السابق
2/227
27-
محمد قطب
المصدر السابق
2/275
28-
محمد محمود الصوّاف
المصدر السابق
2/295
29-
أحمد محمد جمال
المصدر السابق
1/13
30-
علي محمد جريشة
المصدر السابق
1/155
31-
محمد الغزالي
المصدر السابق
1/265
32-
منّاع القطّان
المصدر السابق
1/447
33-
منير الغضبان
كشف المستور: أفكاري التي أحيا من أجلها.
الكتاب
34-
حسن الهضيبي
الحركة الإسلامية رؤية مستقبلية، أوراق في النقد الذاتي، ورقة النفيسي
233
35-
كمال السنانيري
المصدر السابق
242
36-
عبدالله سليمان العقيل
المصدر السابق
249
37-
زينب الغزالي
أيام من حياتي
38-
سعيد رمضان
المصدر السابق
17
39-
مصطفى العالم
المصدر السابق
17
40-
كامل الشريف
المصدر السابق
17
41-
محمد العشماوي
المصدر السابق
17
42-
فتحي الخولي
المصدر السابق
17
43-
عبدالفتّاح اسماعيل
المصدر السابق
30
44-
علي عشماوي
التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين
الكتاب
45-
زينب الغزالي
المصدر السابق
146
46-
محيي هلال
المصدر السابق
149
47-
سعيد رمضان
المصدر السابق
150
48-
منّاع القطّان
المصدر السابق
152
49-
محمد محمود الصوّاف
المصدر السابق
153
50-
محمود أبو السعود
المصدر السابق
154
51-
عصام العطّار
المصدر السابق
155
52-
مصطفى العالم
المصدر السابق
156
53-
أسامة علاّم
المصدر السابق
156
54-
تاج السرّ محجوب
المصدر السابق
199
55-
حكايات عن الإخوان
عباس السيسي
ـــ
56-
محمد الأودن
المصدر السابق
28
57-
محمد متولّي الشعراوي
المصدر السابق
136
58-
يوسف القرضاوي
المصدر السابق
136
59-
محمد الغزالي
المصدر السابق
136
60-
محمد قطب
المصدر السابق
136
61-
عبدالفتاح أبو غدة
المصدر السابق
136
62-
معروف الدواليبي
المصدر السابق
136
63-
علي الطنطاوي
المصدر السابق
136
64-
كامل الشريف
المصدر السابق
136
65-
يوسف العظم
المصدر السابق
136
66-
عبدالمجيد الزنداني
المصدر السابق
136
67-
حسن الترابي
المصدر السابق
136
68-
عبد رب الرسول سيّاف
المصدر السابق
136
69-
عبدالرحمن البنّا
خطابات حسن البنّا الشاب إلى أبيه
18
خاتمة
تظل الأسئلة مفتوحةً، هل كان مجيء الإخوان المسلمين للسعودية بغرض اللجوء من الظلم الذي نالوه فحسب؟ أم أنهم جاءوا لإعادة بناء تنظيمهم الأم؟ ولنشر تنظيماتٍ مواليةٍ لهم داخل السعودية؟ وفي كلّ قطرٍ نزلوا فيه؟ وهل كان لهم هدفٌ آخر هو تعزيز قوّتهم ونفوذهم في العالم؟
ثمّ هل كانوا على وعيٍ بمحاولة عددٍ من الدول استخدامهم في ضرب التيارات القومية واليسارية فاستغلوا ذلك الوضع لبسط سيطرتهم ونفوذهم على المؤسسات وعقول الأجيال وتوفير مصادر الدخل للجماعة؟
تبقى هذه الأسئلة وأمثالها مفتوحةً وإن كان البحث والتنقيب كفيلٌ بانتقاء الإجابات الصادقة والموضوعية.
أخيراً، لم تزل البحوث حول جماعة الإخوان المسلمين في حاجةٍ لمزيدٍ من التعمّق والتخصّص، فتاريخ الجماعة مليء بالتناقضات والتقلّبات والتنقّلات، على أكثر من مستوى منها السياسي والديني والاجتماعي والفكري والحركي وغيرها، ولم يزل في بطون المراجع الكثيرة والمتعددة منهلٌ لمن أراد تسليط الضوء على قضيةٍ مهملةٍ أو توجّهٍ محدّدٍ أو تاريخٍ مغفل.
يمكنك تحميل البحث كاملا في ملف وورد
[1] ولهذا أسبابٌ منها ما يتعلّق بالجماعة ومنها ما يتعلّق بالدول التي واجهتها.
[2] فلاح المديرس، جماعة الإخوان المسلمين في الكويت، دار قرطاس للنشر، الكويت، الطبعة الثانية 1999 ص6
[3] راجع: ألبرت حوراني “الفكر العربي في عصر النهضة”، نوفل، بيروت، ومسعود ضاهر “هجرة الشوام”، القاهرة، دار الشروق.
[4] كل المصادر التي تناولت تلك الفترة تطرّقت لموضوع “الهجر”، ويمكن للتوسع مراجعة موضي بنت منصور بن عبد العزيز “الهجر ونتائجها في عصر الملك عبد العزيز”، دار الساقي. ومحمد بن صنيتان “السعودية: السياسي والقبيلة”، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، لبنان، الطبعة الأولى 2008، ص111.
[5] الإمام هو اللقب الذي كان يطلق على عبد العزيز في بداية تكوين الدولة، ثم تحوّل إلى “سلطان” ثم “ملك”، ولقب “الإمام” بدايته كما يقول الزركلي: “في عهد محمد بن سعود هذا، ابتدأ دور الإمامة في بيت آل سعود. وكان رؤساؤهم يدعون بالشيوخ أو الأمراء، وظل محمد كذلك أكثر من عشرين عاماً من إمارته. وإنما دعي بالإمامة بعد اصطباغ سياسته وحروبه بالصبغة الدينية الخالصة: حروبه (جهاد) وغاراته (غزوات) وانتصاراته (فتوحات) ورعاياه (المسلمون) والخروج عن طاعته (ردةٌ)”، (شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز ج1 ص35 الطبعة التاسعة سبتمبر 1999 دار العلم للملايين – بيروت). ويعلّق حافظ وهبة على هذه الحروب قائلاً: “هذه الحرب الدينية التي تشبه –في كثيرٍ من الوجوه- الحروب الدينية التي استعرت نيرانها بين الكاثوليك والبروتستانت في الغرب أكثر من ستّين عاماً” (جزيرة العرب في القرن العشرين ص 308) ويقارن وهبة بين لوثر وابن تيمية (المصدر نفسه، ص305). قارن بسعي جمال الدين الأفغاني لأن يكون لوثر الإسلام ( انظر، ألبرت حوراني، “الفكر العربي في عصر النهضة” 131، نقلاً عن عبدالقادر المغربي في كتاب “البيّنات” الصادر بالقاهرة 1925 ج1 ص4)
[6] التسمية بـ”الوهابية” صدرت ابتداء من خصومها، سواء من الخصوم الدينيين كالصوفية وغيرهم، أو من بعض المستشرقين، أو من الدولة العثمانية، وذلك بغرض تشويه الدعوة. أما الموقف من التسمية فاختلف في شأنه بين العلماء والسياسيين، فكان بعض علماء الدعوة يرفضون التسمية وبعضهم يوافق عليها، وممن وافق على التسمية: الشيخ سليمان بن سحمان وله كتابٌ بعنوان “الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية”، وقد قال في إحدى قصائده: نعم نحن وهّابيةٌ حنفيةٌ/ حنيفية نسقي لمن غاظنا المرّا. أما السياسيّون فكانوا يرفضون التسمية على الدوام، أولاً: لأنّها صدرت من الدولة العثمانية لتشويه الدعوة والدولة السعودية، ثانياً: لأن التسمية تلغي الدولة وهي الأصل وتشير للدعوة وهي الفرع والسياسي لا يقبل بهذا. وقد أشار الزركلي إلى الموافقة على التسمية “من باب المجاراة لما اصطلح عليه .. ولا ضير” (شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز ص 834).
[7] يقول حافظ وهبة في كتابه جزيرة العرب في القرن العشرين ص 253 “باجتهاد ابن سعود في توسيع نطاق حركة الإخوان لتكون دعامته القوية في دفع كل عدوانٍ خارجيٍ على بلاده”.
[8] جزيرة العرب في القرن العشرين، حافظ وهبة، ص29
[9] “سنة 1346هـ 1927م كان إرسال أوّل بعثةٍ من خريجي المدارس” الزركلي شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز ج2 ص 637. قارن بأمين الريحاني “ملوك العرب” ص583، وإن كان عزم عبد العزيز على هذا الابتعاث قبل هذا التاريخ بسنواتٍ وذلك في عام 1924م حيث جاء في كتاب: “الملك عبد العزيز آل سعود وأمين الريحاني: رسائل متبادلة” رسالة من الريحاني يقول فيها: “وهناك أمر الأولاد الأذكياء الذين كان في نيّتكم إرسالهم ليتعلّموا في الجامعة الأمريكية في بيروت.. وحبذا هذا العمل والإسراع به ليكون مولاي أول ملوك العرب الذين أقدموا على مثله في تعليم الشبان الأذكياء وإدخال العلم وأسبابه إلى بلاده بهذه الطريقة الوطنية” ص43.
[10] يقول عبدالرحمن الشبيلي” وكان مما يذكر للملك عبد العزيز من البصائر المظفرة تفكيره بتوظيف خبرات وعقول عربية متنوعة التخصصات، لاستخلاص مواهبها وكفاياتها الذهنية، في زمن كانت الخبرات المحلية المثقفة تعد على الأصابع، فكان أن دمج تلك العقول ـ المحلية مع الخارجية ـ في «مطبخ» واحد «أسماه مجلس المستشارين»، ينبثق عن الشعبة السياسية في بلاطه، مجلس اجتمع فيه السعودي والعراقي واللبناني والفلسطيني والليبي والمصري والسوري وغيرهم، ويأخذ من خلاصة آرائهم ما يعينه على اتخاذ قراراته السياسية في علاقاته مع الدول الأخرى، وهي تجربة ندر أن أخذ بها قائد آخر في بلد آخر” (جريدة الشرق الأوسط العدد: 10161 بتاريخ: 23 سبتمبر(أيلول) 2006).
[11] وذلك في مصر العام 1946(الزركلي ص1237)، نقلاً عن كتاب “العرب في طريق الاتحاد” لمحمد شاكر الخردجي.
[12] (“الملك عبد العزيز آل سعود وأمين الريحاني: الرسائل المتبادلة”، ص37).
[13] كان محمد رشيد رضا مخالفاً للوهابية في أوّل أمره، ومن أمثلة ذلك قوله في عام 1322هـ في مجلته المنار”الطريقة المثلى في إرشاد المسلمين هي المجادلة بالحسنى، وقد أخطأ الوهابية فحاولوا بغرارة البداوة وقسوتها أن يرجعوا المسلمين عن البدع بالقوة القاهرة، فكانوا من الخائبين، وأساء الظن فيهم سائر المسلمين”. إلا أنه عاد فغيّر رأيه بعد سنواتٍ، وأخذ في الدفاع عن الوهابية حتى أصدر فيهم كتابه “الوهّابيون والحجاز”، الذي جمع فيه مقالاته في المنار والأهرام، وصدرت طبعته الأولى العام 1344هـ عن مطبعة المنار بمصر.
[14] يقول زكريا سليمان بيومي: “وسعى –أي عبد العزيز- لاستمالة بعض الكتّاب من أتباع الاتجاه الإسلامي بكل قياداته التي شملت الاتجاه السلفي الذي كان يمثله محمد رشيد رضا، مجلته المنار، وحتى أتباع الطرق الصوفية من أمثال الشيخ محمد ماضي أبو العزايم الدعوة السلفية الوهابية تعارضها، إلى جانب بعض مشايخ الأزهر” راجع: (زكريا بيومي، “موقف مصر من ضمّ ابن سعود للحجاز 1924- 1926″، القاهرة، دار الكتاب الجامعي، الطبعة الأولى 1989 ص15).
[15] انظر: شكيب أرسلان، “السيد رشيد رضا”، القاهرة، دار الفضيلة، بلا تاريخ نشر، ص 361، وللإستزادة راجع: الزركلي، مصدر سابق: صـ 1031- 1032، وأرسلان، مصدر سابق، صـ422، 622مساعدة مالية، المنار، المجلد 25 صـ 119، والمجلد 35 صـ 87 الفتح الرباني وغيرها كثير.
[16] (محمد بن أحمد سيد أحمد و عبده بن أحمد العلوي، “محمد نصيف حياته وآثاره” بيروت، الطبعة الأولى 1994 ص262، و 277، وفي الوثائق، ص575 وما بعدها).
[17] تنبئ مذكرات حسن البنّا أنّه كان حالماً بلا حدودٍ، وقائداً ناجحاً، كما تنبىء أنه برغم حديثه الكثير عن الآخرة إلا أن هذه المذكرات تبرز اهتمامه الزائد بالدنيا، أمّا في مجموع الرسائل فيظهر البنّا ذكاء وبراغماتية عاليةٍ، ومن أمثلة هذا حديثه حين يتناول مسائل شائكة كالوطنية والقومية ونحوهما، فهو يتّبع أسلوباً غير واضحٍ فنجده يقول إن كان المقصود بهذا المفهوم كذا من المعاني التي تناسبه والتي يستطيع بها الالتفاف على المعنى الظاهر للمفهوم وجعله مناسباً لتوجهه، وربما أفرغ المفهوم من معناه، وقد اعتمد كثيراً على التناقضات في أقواله وأفعاله، ومن أمثلة هذا وهي كثيرةٌ تذمّره من تكرار توضيحه لدعوته، ومن تكرار التباسها على الناس (ص37 مثلا).
[18] مي الخليفة، سبزآباد ورجال الدولة البهية: قصة السيطرة البريطانية على الخليج، الطبعة الأولى 1998 المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ص 132.
[19] أمين الريحاني، ملوك العرب، الطبعة الثامنة بلا تاريخ نشر، بيروت، دار الجيل، ص584. ولإيضاح اختلاف التصوّر حول هذه المسألة بين السعودية والإخوان قارن كمثالٍ فحسب بقول حسن البنّا في كتابه مذكرات الدعوة والداعية ص137 “ولا ذنب لنا أن تكون السياسة جزءاً من الدين”. وقارن كذلك بقول يوسف القرضاوي في كتابه فتاوى معاصرة، المنصورة، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة 1994 الجزء الثاني ص624: “الإسلام لا يكون إلا سياسياً”، مع ملاحظة أن حسن البنّا سبق أن قال في حوارٍ معه: “مالنا بالسياسة علاقة” (محمد التابعي، مجلة آخر ساعة، العدد الصادر بتاريخ 5 مارس 1946. بواسطة: يوسف القرضاوي، ابن القرية والكتّاب، القاهرة، دار الشروق، الطبعة الأولى 2002 ج1 ص255).
[20] الريحاني، المصدر نفسه، ص 583.
[21] الزركلي، مصدر سابق ج 4 ص 1254.
[22] الزركلي، مصدر سابق ج 2 ص 745، وقارن بقول الملك عبد العزيز للريحاني: “هذا الحسا، عندنا هناك أكثر من ثلاثين ألفاً من أهل الشيعة وهم يعيشون آمنين لا يتعرض لهم أحد. إلا أنا نسألهم ألا يكثروا من المظاهرات في احتفالاتهم” مصدر سابق، ص584.
[23] جاء في جريدة الإخوان المسلمين ما يؤيد هذا الانطباع عن فلبي، تحت عنوان، الحاج عبدالله فلبي: هل هو من المسلمين الأطهار أم من دعائم الاستعمار؟ ما نصّه: “أمّا أنا فلا ألوم المستر فلبي، فهو رجل قد وقف نفسه على خدمة أمته وبلاده، إنما ألوم العرب إذا انخدعوا بأمثال هؤلاء وغرتهم مظاهرهم. ألوم أولئك الذين لا يزالون يعتقدون بإخلاصهم وولائهم، وكم أرجو لو أعادوا النظر وفي ما بدر عبرة لمن اعتبر”(العدد: 211 ص5 المنشور بتاريخ: 11/1/1947) وقد رمز لاسم الكاتب بحرفين هما: (م.ع) ما يشير إما إلى مسلم عربي، أو مصري عربي، وقد تردد مثل هذا الرمز في كثير من أعداد الجريدة، ويبدو من استقراء الجريدة أن كاتبه إما حسن البنّا نفسه أو أحمد السكري أو أحد المقرّبين من البنّا.
[24] حافظ وهبة، جزيرة العرب في القرن العشرين،القاهرة، دار الآفاق العربية، الطبعة الأولى 2000 ص283.
[25] المصدر نفسه ص126.
[26] H C Armstrong Lord of Arabia (London: Arthur Barker Ltd. 1934) p. 214. ، نقلاً عن أمين الياسيني، “الدين والدولة في المملكة العربية السعودية”، دار الساقي 1987، وقد وقفت بعد إعداد الدراسة على كتاب آرمسترونج مترجماً والعبارة فيه في صفحة 214 “سيد الجزيرة عبدالعزيز آل سعود” شركة دار الورّاق للنشر المحدودة، الطبعة الأولى 2009..
[27] يذكر حافظ وهبة: أن الهنود أسسوا معاهد في مكة والمدينة، ص124، وسكنوا الرياض في عهد فيصل بن تركي (جزيرة العرب في القرن العشرين، ص131 و 262 و 273).
[28] حسن البنّا، مذكرات الدعوة والداعية، الإسكندرية، دار الدعوة، الطبعة الأولى 2001 ص47.
[29] المصدر نفسه ص72. وذكر حسن البنّا القصة نفسها في خطابٍ أرسله لوالده، نشره أخوه جمال البنّا، “خطابات حسن البنّا الشاب إلى أبيه” القاهرة، دار هلا للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2010 ص 97.
[30] حسن البنّا، مذكرات الدعوة والداعية ص161، والسيد عباس القطان كان محافظ المدينة المنورة.
[31] المصدر نفسه ص 189.
[32] المصدر نفسه ص 201.
[33] محمود عبدالحليم، “الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ”، الإسكندرية، دار الدعوة ، 2004 ج1 ص 109.
[34] المصدر نفسه، ج1 ص 111.
[35] المصدر نفسه ص 112.
[36] المصدر نفسه ص 109.
[37] عبده دسوقي، “في رحاب الحج.. الإمام البنّا وبعثات الحج للإخوان المسلمين” موقع الشبكة الدعوية على الرابط التالي:
http://www.daawa-info.net
[38] محمود عبدالحليم ، مصدر سابق ص 115.
[39] لم أعثر على مصدرٍ أصلي لهذه العبارة، ولكنّ حسام تمّام يقول: “ويتردّد في الأدبيات الإخوانية أنّ الملك عبد العزيز تعامل مع طلب البنّا لفتح فرع للجماعة بذكاء فلم يجبه إليه ولم يرفضه بصراحةٍ أيضاً، وقال بدبلوماسيته المعروفة: كلنا إخوان مسلمون” ( “تحوّلات الإخوان المسلمين” مدبولي، الطبعة الأولى 2006 ص70). وقد نقلت العبارة ذاتها عن الشيخ محمد بن عثيمين حيث قالها في لقاء الباب المفتوح رقم 45. والعبارة المشهورة للملك عبد العزيز هي “كلّنا إخوان وكلّنا مسلمون”.
[40] “التيار الإسلامي في الخليج العربي: دراسة تاريخية”، بيروت، مؤسسة الانتشار العربي، الطبعة الأولى2010 ص136.
[41] محمد المجذوب، “علماء ومفكرون عرفتهم”، الرياض، دار الشوّاف، الطبعة الرابعة بلا تاريخ نشر 2/99.
[42] عبده دسوقي، مرجع سابق.
[43] “مترجم الملك المؤسس وأول وزير إعلام سعودي” حسبما جاء في جريدة الشرق الأوسط، العدد:11003 بتاريخ: 12 يناير 2009.
[44] جريدة الشرق الأوسط، الصفحة السابعة، بتاريخ الإثنين 13/1/1986، الحلقة 20 من كتب ومذكرات الشاعر عبدالله بلخير. نقلاً عن (عبّاس السيسي ج1 ص53، مصدر سابق).
[45] جريدة الإخوان المسلمين، العدد: 639 ص2 بتاريخ: 21/7/1948، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ جريدة الإخوان المسلمين كانت تصدر بمعدل خمسة أعداد كل شهر. وأنّها كانت تعتبر مسألة فلسطين أولويةً سياسيةً وفكريةً في خطابها، يتلوها مسألة الصراع السياسي المصري الداخلي، الذي يتضمّن مسألة الاغتيالات السياسية بشكلٍ واسعٍ.
[46] عبده دسوقي، مرجع سابق.
[47] مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنّا ص 58.
[48] عبّاس السيسي، حكايات عن الإخوان، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 1998، الجزء الثاني ص90، وقارن بما ذكره أحمد الزيّات، وحي الرسالة، الطبعة الخامسة، 1964،مكتبة نهضة مصر بالفجالة، ج3 ص260 حيث ذكر عظمة هذا الاستقبال وأنه جمع الألوف المؤلفة.
[49] محمود عبدالحليم، مصدر سابق، ج1 ص201.
[50] المصدر نفسه، غير أن المؤلف يعود في ج1 ص446 ليروي القصة بشكلٍ آخر، ويذكر أن الإخوان أوفدوا مع السيوف أي سيف الإسلام أحمد وسيف الإسلام عبدالله أبناء إمام اليمن الآخ محمود أبو السعود، ولا أدري أي القصتين أصح!
[51] كانت لرشيد رضا علاقةٌ وثيقةٌ بالملك عبد العزيز وقد دعمه الملك بشتى أنواع الدعم، حتى أنّه كما ينقل رشيد رضا: “كتب إليّ أنّه يعدّني من الأسرة السعودية” (شكيب أرسلان، مصدر سابق، ص622) ويقول حمد الجاسر عنه: “محمد رشيد رضا العالم السلفي الذي كان ذا صلةٍ قويةٍ بالملك عبد العزيز، وبعلماء نجد، لمؤازرته للدعوة السلفية بنشرها والإشراف على طبع كتبها” (من سوانح الذكريات، مركز حمد الجاسر الثقافي الطبعة الأولى، 2006، ج1 ص316).
[52] محمود عبدالحليم، مصدر سابق ج 1 ص 275.
[53] شكيب أرسلان، مصدر سابق ص 623.
[54] انظر: المجلد الخامس والثلاثين من مجلة المنار.
[55] محمود عبدالحليم، مصدر سابق، ج1 ص447.
[56] المصدر نفسه ج1 ص 383.
[57] المصدر نفسه ج1 ص 453.
[58] المصدر نفسه ج1 ص 451.
[59] المصدر نفسه ج1 ص 453
[60] في تقديمه لكتاب حسن البنّا “قضيتنا” ص 1 منشور على موقع الشبكة الدعوية على الرابط التالي:
http://www.daawa-info.net
[61] جريدة الإخوان المسلمين، العدد:574 ص2 بتاريخ: 3/5/1948.
[62] المصدر نفسه، العدد: 636 ص3 بتاريخ 17/8/1948.
[63] علي عشماوي، “التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين”، مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية 2006، ص51
[64] نبيه عبدربه، “حسن الهضيبي، المرشد الثاني للإخوان المسلمين”، الأردن، دار الضياء، الطبعة الأولى 1987، ص37.
[65] “الحركة الإسلامية: رؤية مستقبلية، أوراق في النقد الذاتي” مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى، 1989، ص233 من ورقة عبدالله النفيسي بعنوان: الإخوان المسلمون في مصر التجربة والخطأ. وقد أعاد نشرها في كتيبٍ مستقلٍ تحت عنوان “الفكر الحركي للتيارات الإسلامية”، عبدالله النفيسي، الكويت، شركة الربيعان للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1995 ص36
[66] المصدر نفسه، ص250.
[67] المصدر نفسه ، ص 251.
[68] ذكريات لا مذكرات، نسخة إلكترونية ص22، منشورة على موقع الشبكة الدعوية.
[69] “مواقف من حياة المرشدين” ص30، نسخة إلكترونية منشورة على موقع الشبكة الدعوية.
[70] من كتابه “قال الناس ولم أقل في حكم عبدالناصر” ص10 نسخة إلكترونية منشورةٌ، وفي هذا الكلام تناقضاتٌ ظاهرةٌ منها:
أ- كيف يزعم أن الملك عبد العزيز حذّر فاروق من الإخوان وهو الذي كان يكرمهم في بعثات الحج كما تقدّم!
ب- كيف يزعم أنّ هذا التحذير أدّى لاغتيال البنّا، والملك عبد العزيز قد وفّر للبنّا حمايةً أمنيةً خاصةً في حجته الأخيرة!
ت- كيف يقول واصفاً هذه الحكاية: “وقد علم العالم كلّه” وأنا لم أجد هذه القصة في كل المراجع التي رجعت إليها إلا لدى التلمساني.
[71] “النظام الخاص” أو “التنظيم السرّي” لقبٌ يطلق على تنظيم عسكري أسسه البنّا تحت شعار الإعداد لفلسطين وقد نفّذ عدداً من عمليات الاغتيال لشخصيات مصريةٍ عامةٍ.
[72] “الحركة الإسلامية: رؤية مستقبلية، أوراق في النقد الذاتي” مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى، 1989، ص242 من ورقة عبدالله النفيسي بعنوان: الإخوان المسلمون في مصر التجربة والخطأ.
[73] من حوارٍ له منشور على موقع موسوعة الإخوان المسلمين على الإنترنت.
[74] قارن أحمد عسّه، “معجزة فوق الرمال”، المطابع الأهلية اللبنانية، الطبعة الثالثة 1971 ص179.
[75] كتب الإخوان المسلمين في نقد القومية العربية من الكلاسيكيات المنتشرة بكثرة، كما كان لعلماء الدعوة الوهابية نصيبهم من المشاركة في هذا ومن ذلك كتاب الشيخ عبد العزيز بن باز “نقد القومية العربية”
[76] جمع وترتيب وتحقيق محمد بن عبدالرحمن بن قاسم، مطبعة الحكومة بمكة المكرّمة 1399هـ، الطبعة الأولى
[77] أبو البراء مرشد بن عبد العزيز بن سليمان النجدي، “الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية”، دار القصيم، 1994، ومعلوم أنّ كل هذه الأسماء مستعارة، وأنّ المؤلف الحقيقي للكتاب هو الفلسطيني عصام البرقاوي، المعروف بأبي محمد المقدسي، والذي أصبح لاحقاً أحد أشهر رموز تيّار “السلفية الجهادية”، وقد قام بتهذيب الكتاب والتعليق عليه محمد المسعري في كتابٍ أسماه “الأدلة القطعية على عدم شرعية الدولة السعودية” دار الشرعية، الطبعة الأولى 1995. مما يشير إلى أن بذرة التطرف ما تزال تنمو وتكبر ما لم يتمّ تداركها. وكمثالٍ على هذا يمكن مراجعة ما ذكره الشيخ محمد بن إبراهيم في (“فتاوى ورسائل” ج 12 ص254) من تهديدٍ حول نظام الغرف التجارية قال فيه: “بل هي كفيلةٌ بفض المجتمع الإسلامي وتفكيكه وسبب للشغب والفوضى والارتباك .. بل هي وسيلة إلى إعطاء رتبة الحكم لكل إنسان، وإعطائه الفرصة للخروج على الحكم وعدم القناعة به”.
[78] “الكواشف الجلية” مصدر سابق، ص48.
[79] هناك الكثير من المصادر في هذا المجال، ونكتفي بالإشارة إلى مفيد الزيدي، “التيارات الفكرية في الخليج العربي” مفيد الزيدي، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الثانية 2003.
[80] وتمثّل هذا الحلّ في (محمد أحمد الراشد) الذي جمع بين الوعي الحركي والتنظيمي، والاطلاع العميق على كتب السلف والتراث الإسلامي. ولهذا أصبح هو الأب الروحي لإخوان السعودية والخليج دون منازع.
[81] علماء ومفكرون عرفتهم، مصدر سابق، 3/41.
[82] المصدر نفسه 3/64
[83] المصدر نفسه، 3/206
[84] مذكرات الدعوة والداعية، مصدر سابق، ص193
[85] مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنّا، مصدر سابق، ص52
[86] من تقديمه لـعلي عشماوي “التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين”، مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية 2006 ص3.
[87] المصدر نفسه، ص146
[88] المصدر نفسه، ص150
[89] هكذا ورد اسمه في الكتاب، وهذا خطأ مطبعي دون شكٍ فالنسخة مليئة بالأخطاء المطبعية، والصحيح هو عزّ الدين إبراهيم الإخواني المعروف، توفي العام 2009.
[90] المصدر نفسه، ص 152
[91] كان سيد قطب شخصية حادّةٍ في كل أطواره، فقد كان من دعاة العريّ على الشواطئ قبل تديّنه، كما جاء في كتاب “الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ” ص211، وكما كتب سيد قطب في جريدة الأهرام تحت عنوان “الشواطئ الميتة” بتاريخ: 10 يوليو 1938 ، إلى أن أصبح متطرفاً في تكفير الدول الإسلامية والمجتمعات الإسلامية في كتبه الأخيرة كمعالم في الطريق ونحوه.
[92] التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين، مصدر سابق، ص200.
[93] في الأصل (وليس) وهو تصحيف، والصحيح (يس) أي ياسين، كما جاء في نسخة أخرى من الكتاب هي “أيام من حياتي” دار التوزيع والنشر الإسلامية الطبعة الأولى للناشر، 1999، ص30.
[94] زينب الغزالي، أيام من حياتي، ، دار الشروق، الطبعة الثالثة عشرة 1992 ص26.
[95] المصدر نفسه، ص31.
[96] المصدر نفسه، ص36.
[97] المصدر نفسه، ص37.
[98] المصدر نفسه، ص118
[99] محمد المجذوب، مصدر سابق 2/123
[100] سعيد حوّى، هذه تجربتي هذه حياتي، سعيد حوّى، دار عمّار، الطبعة الثانية 1988 ص94.
[101] باقر النجّار، الحركات الدينية في الخليج العربي، دار الساقي، الطبعة الأولى 2007 ص33.
[102] المصدر السابق، نفس الصفحة.
[103] المصدر نفسه، ص 40
[104] “أهل الزبير” أو “الزبارا” هم مجموعة من العوائل السعودية هاجرت في السابق لبلدة الزبير في جنوب العراق، ثم عادوا فيما بعد لبلادهم.
[105] أرى في هذا النقل خلطاً، فسلمان العودة ليس من الإخوان المسلمين، بل كان من السرورية ثم انتحى بفكره عنها وانخرط في خطٍ خاصٍ به.
[106] يبدو أنّ هذا النص منقول بحذافيره عن الموسوعة العربية الحرة ويكيبيديا.
[107] نقلت هذا الاتهام أغلب وكالات الأنباء وكثيرٌ من الصحف في حينه.
[108] جريدة عكاظ السعودية، 29 أبريل 2010م
[109] وذلك في حوارٍ أجراه مع قناة إم بي سي في برنامج نقطة تحوّل، و نشرته صحيفة سبق الإلكترونية على الرابط التالي:
http://www.sabq.org/sabq/user/news?section=5&id=9662
[110] كما صرّح في حوارٍ له مع صحيفة المصري اليوم نشر بتاريخ: 24 سبتمبر 2008
[111] صحيفة السياسة الكويتية، لقاء رئيس التحرير أحمد الجار الله مع الأمير نايف وزير الداخلية، العدد:12213 بتاريخ: 23 نوفمبر 2002
[112] التاريخ السري لجماعة الإخون المسلمين، مصدر سابق، ص14
[113] المصدر نفسه، ص79