تناول “خير الدين مويا”، الباحث المختص في تاريخ الإسلام بجمهورية الجبل الأسود (مونتنغرو) دراسة حملت عنوان “الإسلام والمسلمون في الجبل الأسود (1912 – 2012)” ضمن كتاب: الإسلام والمسلمون في البلقان، الكتاب التاسع والثمانون، مايو/ أيار، 2014.
يرى “مويا” أن تاريخ الإسلام والمسلمين في الجبل الأسود تعرض إلى قولبة (فكرية – سياسية) للتواريخ التي أصبحت رسمية ضمن النظام التعليمي المؤدلج، الذي أزاح كل التواريخ الأخرى التي لا تنسجم معه. ويمثل المسلمون اليوم أكبر أقلية في الجبل الأسود حيث يبلغ عددهم 141 ألفاً، أي ما نسبته 21% من مجمل عدد السكان في الدولة. تأتي دراسته لتغطي حوادث قرن من الزمان من تاريخ المنطقة، ويستهل موضوعه بالتعريف في تاريخ البلقان ككل، بأنه تاريخ الشعوب المختلفة والمختلطة، وقد جاء دخول الإسلام إلى الجبل الأسود في أوج توسع الدولة العثمانية، يوم كان السلطان العثماني لا يمنعه مانع من حوض الدانوب وحتى المحيط الهندي. معرجاً على كيفية دخول الإسلام إلى الجبل الأسود والبداية كانت بشقيق الحاكم، قبيل الحرب مع البندقية الإيطالية، ثم يأتي البحث بإحصاء لعدد المسلمين عبر التاريخ، وبعد قرون استقل الجبل الأسود إثر مؤتمر برلين العام 1878، ثم توسع رقعته مع مؤتمر لندن، وبعد هذا التاريخ يعرج الباحث على حرب 1992- 1995 إثر انحلال جمهورية يوغسلافيا الفيدرالية، بعد سقوط الأنظمة الاشتراكية على التوالي، ومنها يوغسلافيا. وتركز الدراسة -على وجه الخصوص- على الاضطرابات التي شهدتها مرحلة الخمسينيات من القرن الماضي، والتي أجبر بسببها المسلمون على البقاء في بيوتهم تجبناً لأي اعتداءات محتملة، فخلال هذه الفترة أغلقت الكتاتيب وتم الاعتداء على الفتيات المحجبات، خصوصاً بعد قانون منع الحجاب الذي صدر عام 1951، كما تحولت بعض المساجد بعد الحرب العالمية الثانية إلى متاحف ومخازن.