“دراسة نشرت في كتاب المسبار ”الإسلام والمسلمون في الصين“، الكتاب 105، سبتمبر “أيلول” 2015 “
الإعلام، لغةً، هو الإخبار والإطلاع وفقاً لتعريف المعجم الوسيط، واصطلاحاً، هو نشر الحقائق والأخبار والأفكار والآراء بوسائل الإعلام المختلفة، وفقاً لتعريف إبراهيم إمام[2]. وتُعرف فؤادة عبدالمنعم البكري الإعلام الدولي بأنه: تزويد الجماهير في الدول الأخرى بالمعلومات الصحيحة والأخبار الصادقة بقصد التأثير عليها وإقناعها بقضايا الدولة التي تقوم بالبث[3].
ويحتاج الإخبار والنشر إلى عنصرين: «اللغة»، و«الوسيط» الذي قد يكون مرئياً أو مسموعاً أو مقروءاً، وبهذا المعنى فإنه يتجاوز وسائل الإعلام بالمفهوم الاصطلاحي السائد، من صحف وإذاعة وتلفاز، إلى الكتب والعروض الفنية والتبادلات الثقافية وغيرها من الوسائط التي تنقل الأخبار والأفكار والآراء. وقد توافرت للصين، في النصف الأول من القرن العشرين، بذور العنصر الأول، ثم سعت في النصف الثاني من القرن إلى حيازة العنصر الثاني. فقد استقبل الأزهر الشريف أول بعثة تعليمية صينية عام 1931، وكان طلاب هذه البعثة من مدرسة تشنغدو الإسلامية في مقاطعة يونان الصينية، ومنهم الأستاذ ما جيان (محمد مكين) مؤسس قسم اللغة العربية بجامعة بكين، والأستاذ نا تشونغ (عبدالرحمن) (1910-2008) مؤسس كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين، إضافة إلى الأساتذة: لين شينغ هو، ونا شيون، ولين شونغ مينغ، ولين تشينغ تشين، وغيرهم من العلماء الصينيين المسلمين الذين درسوا العربية ونشروها في ربوع الصين. وقد وظفت الصين، التي كانت تحت حكم حزب الكومينتانغ، ثروتها من المتحدثين بالعربية إعلامياً عندما تعرضت للغزو الياباني في ثلاثينيات القرن العشرين، فبعثت بوفد على رأسه العالِم الإسلامي الكبير دا بو شنغ إلى مصر نهاية عام 1937، وقد وصل إلى القاهرة بداية عام 1938، ونشرت الصحف المصرية مقتطفات من كتابه «رسالة إلى المسلمين في العالم»، وطُبع منه ما يزيد على عشرة آلاف نسخة في مصر، باللغة العربية، وشرح الوفد قضية بلاده في مؤتمر لإنقاذ الصين عقد بمدينة الإسكندرية[4].
بإمكانكم الاطلاع على الدراسة الكاملة من خلال الملف أدناه
الدراسة
[2] إبراهيم، إمام، الإعلام والاتصال بالجماهير، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1969، ص12.
[3] فؤادة، عبدالمنعم شكري، الإعلام الدولي، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الأولى، 2011، ص85.
[4] العلاقات المصرية- الصينية في خمسين عاماً، الهيئة العامة للاستعلامات، مصر، 2006، ص145.