يستعرض هذا الإيجاز الأسبوعي منتخبات من الأخبار والمقالات والتقارير التي تعكس وجهات نظر بعض دوائر التفكير الغربية، وما نُشر فيها، حول التظاهرات والتحركات الشعبية في إيران، ومحاولة فهمها، وتقييم تعامل المفكرين والساسة الغربيين مع أخبارها.
- الإيرانيات يستأنفن التظاهرات ضد الحجاب الإلزامي
أوضح تقرير نشر في Daily Mail، أن موجة الاحتجاجات قد استؤنفت في البلاد ضد ارتداء الحجاب الإلزامي في إيران. حيث انتشرت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد الأسبوع الماضي، وأظهرت مقاطع فيديو أن نساء قمنَ بالتظاهر ضد الحجاب الإلزامي، بالوقوف على صناديق في أرصفة الشوارع، والأماكن العامة الأخرى.
واعتبر القاضي الإيراني محمد جعفر منظري أن الاحتجاجات المتصاعدة ضد الحجاب تعد تحركات “تافهة” و”طفولية”، ويحتمل أنها مدفوعة بتحريض أجنبي.
واعتبر ناشط إيراني -لم يتم ذكر اسمه- أن القلق من الحجاب أظهر أن المرأة ترفض “تدخل الدين” على نطاق أوسع في حياتهن. وقد ذكرت وكالة أنباء تسنيم، أن الشرطة اعتقلت (29) امرأة شاركن في الحملة ضد قواعد الحجاب الإلزامي في البلاد.
- دراسة توضح إمكانية تعقد أي مفاوضات مستقبلية مع إيران
كتب الباحث المتخصص في الدراسات الدولية بجامعة نانيانج التقنية في سنغافورة جيمس م. دورسي، أنه من المرجح أن يؤدي ميل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى الانسحاب من الاتفاق النووي إلى تعزيز مكانة المتشددين في البلاد، وسيؤدي الانسحاب إلى وضع المسؤولية عن تصاعد الغضب الشعبي الاقتصادي والاجتماعي على حكومة الرئيس حسن روحاني. وخلص الكاتب إلى هذا الاستنتاج بعد نظره في نتائج استطلاع رأي عام، أظهر تأييداً واسع النطاق لبرنامج إيران النووي والصاروخي، كما أظهر انعدام الثقة بشكل كبير بترمب والولايات المتحدة، إلى جانب السخط على سياسات حكومة إيران التي فشلت في رفع مستويات المعيشة ومحاربة الفساد.
يرى الكاتب أن نتائج الاستطلاع تبين أن الإيرانيين يتشاءمون بشكل متزايد بشأن الآفاق الاقتصادية المستقبلية، وأن اعتقاد ترمب بأنه يمكن أن يجبر إيران على تقديم تنازلات بشأن برنامجها الصاروخي، ودعم المجموعات في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وربما تحريض الإيرانيين على التمرد ضد حكومتهم يمكن أن يؤثر عكسياً، من خلال تغيير التصورات العامة للولايات المتحدة وربما نحو أوروبا أيضاً. ولفت الكاتب إلى أن التحرك الأوروبي لضمان امتثاله للاتفاق النووي حتى لو انسحب ترمب، يمكن أن يصب الغضب الإيراني على الولايات المتحدة. وأعرب حوالي (60%) ممن شملهم الاستطلاع عن ثقتهم بأن أوروبا ستحقق التزاماتها.
ويعتقد الكاتب أن نتيجة الاستطلاع الأكثر إثارة للقلق هي أن (67.4%) من المستجيبين للاستطلاع خلصوا من تجربة الاتفاق إلى أنه “ليس من المجدي أن تقدم إيران تنازلات، لأن إيران لا يمكن أن تكون على ثقة بأنها إذا قدمت تنازلات ستحترم القوى العالمية الجانب الإيراني للاتفاق”. وفي إشارة تحذيرية أخرى، أيد (67.3%) من المستجيبين أن إيران تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الاقتصادي الذاتي، وهي السياسة التي اتبعها الرئيس الإيراني المتشدد السابق محمود أحمدي نجاد. ويعتقد الكاتب أن هذا ما يمهد إلى تعقيد أي مفاوضات مستقبلية مع إيران.
- العفو الدولية: سياسات إيران قاسية “بشكل استثنائي”
أوضح تقرير نشره Radio Free Europe free liberty أن منظمة العفو الدولية تحقق في تقارير عدة، تناولت مقتل خمسة متظاهرين في السجون، اعتقلتهم السلطات الإيرانية خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة، نتيجة ممارسات التعذيب في سجونها.
وأعلنت العفو الدولية أيضاً أنه من دواعي غضبها قيام السلطات الإيرانية بإعدام الشاب علي كاظمي (22) عاماً، الذي أُدين بارتكاب جريمة قتل عندما كان عمره (15) عاماً في 30 يناير (كانون الثاني). وبذلك انتهك القضاء الإيراني القانون الدولي الذي يحرم الاعتداء الشامل على حقوق الطفل، ويحظر بشكل تام استخدام عقوبة الإعدام ضد شخص كان دون سن (18) عاماً وقت ارتكاب الجريمة.
واعتبرت المنظمة أن على البرلمانيين الإيرانيين تعديل قانون العقوبات لحظر استخدام عقوبة الإعدام ضد كل من كان دون الثامنة عشرة وقت ارتكاب الجريمة.
وعلقت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية ماغدالينا مغربي بقولها: “من خلال تنفيذ هذا الإعدام غير المشروع، تعلن إيران بشكل واضح أنها ترغب في الحفاظ على الوضع المخجل للبلاد”.
- إيران تفرض مزيداً من القيود على شعبها باستخدام شبكة “الإنترنت الحلال”
كتب Jon Gambrel في Independent أن إيران باتت تتحكم بشكل أكبر بالمعلومات التي تتدفق عبر الشبكة، وبالمحتويات المتاحة، حيث باتت السلطات تحكم المراقبة حول ما يمكن أن يتطلع إليه الإيرانيون بفرضها وفقاً لما أسماه الكاتب “الإنترنت الحلال”. ويلفت الكاتب إلى أن هذا ما يشير إلى مقدار الخطر الذي تراه إيران من خلال الإنترنت.
كما يعتقد أن السلطات الإيرانية قد شجعت على توسيع نطاق استخدام الإنترنت بين الإيرانيين على مدى السنوات الأربع الماضية، على أمل تحقيق فوائد اقتصادية أكبر. ونتيجة لذلك أصبح أكثر من نصف السكان يمتلكون الهواتف الذكية، ويلفت الكاتب إلى أن هذه الهواتف التي تحتوي على الكاميرات وتتصل بالإنترنت سمحت لأي شخص أن يبث للعالم ما يريد. وقد ساعدت في إظهار الاحتجاجات التي انتشرت أخيراً في جميع أنحاء إيران. إلا أن الحكومة قد نجحت في خنق قدرة المتظاهرين جزئياً من خلال إغلاق وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل الرئيسة؛ واعتبرت السلطات أن الدرس كان واضحاً لها بأن الأداة التي يمكن أن تنعش الاقتصاد يمكن أيضاً أن تعطي المتنفس لثورة محتملة.
وبينما تقترب إيران من الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، فإن كيفية تعامل السلطات مع الفضاء الإلكتروني ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبلها، وتحديداً ما إذا كانت تتحرك إلى مزيد من الانفتاح أو إلى إبعاد شعبها عن العالم.
- دراسة تبين ميل الرأي العام في إيران لصالح إجراء تغييرات في النظام الحاكم
قام بيتر لوين (مدير كلية السياسة العامة والحكم في جامعة تورونتو) وجانيس شتاين (المدير المؤسس لمدرسة مونك للشؤون العالمية) وفرحان لادهاني (مدير الشؤون الرقمية في مدرسة مونك للشؤون الدولية) قاموا بإجراء دراسة هدفت إلى توضيح ما إذا كانت الاحتجاجات الأخيرة عبرت عن غضب من سياسات الحكومة الحالية، أم إنها تمثل تحدياً لنظام الحكم الإسلامي الذي نتج عن ثورة 1979. وتتساءل الدراسة حول ما إذا كانت الاحتجاجات مجرد تعبير عن إحباط شعبي، أم إنها تدل على نظام يقترب من نهايته.
خلصت الدراسة التي اعتمدت على (1.054) شخصاً من البالغين الإيرانيين الذين يقيمون في بلادهم، في الفترة ما بين اليوم الخامس والتاسع من شهر يناير (كانون الثاني)، إلى أن الدعم الشعبي للاحتجاجات كان ضئيلاً نتيجة ثلاثة عوامل: انعدام الثقة الشعبية في الحكومة، والاعتقاد بأن الفساد متفشٍ، ونظراً لعدم المساواة، ونتيجة اعتقادهم بأن الحياة كانت أفضل قبل الثورة الإسلامية عام 1979. وأظهرت الدراسة أن معظم المستجيبين لها أيدوا إجراء تغييرات في طبيعة النظام السياسي في إيران، تستهدف تغيير الطريقة التي يتم من خلالها اختيار المرشد الأعلى، وبينت نتائج الدراسة أن الرغبة في التغيير ظهرت بين المتحمسين وغير المتحمسين للاحتجاجات على حد سواء.
- إيران ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة (أوبيك) ويعاني شعبها من الأوضاع المعيشية، أين تذهب الأموال؟
كتب Manish Ray في Daily Times أن الاحتجاجات الأخيرة في إيران قد دقت أجراس الخطر للثيوقراطية الحاكمة في طهران.
ويشير الكاتب إلى إن الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت من مدينة مشهد -المدينة المقدسة في إيران- قد جاءت نتيجة السخط الشعبي على ارتفاع الأسعار، والذي تجلى في احتجاجات واسعة النطاق ضد النظام الثيوقراطي في جميع أنحاء البلاد. يعتقد الكاتب أن سبب هذا السخط بين الجماهير يحتاج إلى تفكير عميق. إذ يلفت إلى أن المظالم الاقتصادية التي أثارت السخط الشعبي وأوصلته إلى نقطة الغليان، بالوقت الذي تمثل فيه إيران ثاني أكبر منتج للنفظ في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، بالنظر إلى هذه المفارقة، يعتقد الكاتب أن هذا النوع من المصاعب الاقتصادية الطائشة غير مقبول في هذه الدولة الغنية.
وبناءً عليه، يعتقد الكاتب بوجود تساؤل محوري: (أين تذهب أموال النفط؟)، مشيراً إلى سياسات إيران الإقليمية ودعم ميليشياتها ووكلائها في المنطقة، مؤكداً أنه قد آن الأوان ليقرر الإيرانيون مصير بلادهم.
- النظام الإيراني سيتغير وبدون “تدخل أمريكي”
كتب Daniel Davis في National interest أن التغيير يجب أن يعبر عن رغبة وإرادة الإيرانيين بدون أي تدخل خارجي. ويعتبر أن أفضل ما يمكن أن يحدث لصالح الولايات المتحدة في المنطقة هو أن تقوم الحكومة في طهران بإنهاء دعمها للإرهاب، والحفاظ على تعهدها بعدم تطوير أسلحة نووية، والدخول في نظام ديمقراطي وسلمي.
إلا أن محاولة الإجبار على تحقيق هذه المسألة باستخدام الوسائل العسكرية من واشنطن سيعقد النتيجة ولن يسهلها. وبناء عليه، يعتقد الكاتب أن على الولايات المتحدة أن تُعطي الشعب الإيراني الوقت اللازم لحل المسألة من تلقاء نفسه، ليتمكن الشعب الإيراني من تحقيق التغيير، وبالتالي احتواء السياسات الإيرانية في الخارج وما يترتب عليه من تيسير لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
- ظاهرة “سياحة الإرهاب” ستعرض دولة الأرْز والمنطقة كلها لخطر سيطرة منفذي أوامر طهران
اعتبر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي “رونين منليس” عبر مقال له، أن السيطرة الإيرانية على لبنان أصبحت واضحة، مضيفاً أن ما وصفه بظاهرة “سياحة الإرهاب” ستعرض لبنان والمنطقة كلها لخطر محسوس.
وأوضح منليس أن لبنان “قد أصبحت بفعل وتخاذل السلطات اللبنانية، وتجاهل عدد كبير من الدول الأعضاء في المجتمع الدولي مصنع صواريخ كبيراً وذلك بسبب تخاذل السلطات اللبنانية وتجاهلها للأمر. فالموضوع ليس مجرد نقل أسلحة أو أموال، أو استشارة. بل إن إيران افتتحت فرعاً جديداً: “فرع لبنان- إيران هنا”.
- عبدالله بن زايد: إيران تهدد أمن الشرق الأوسط.. والتعاون الدولي ضروري للتصدي لعدوانها الإقليمي
أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، بحسب صحيفة Financial Times أن إيران تهدد استقرار الشرق الأوسط، مشدداً على ضرورة بذل جهد دولي متضافر لاحتواء العدوان الإقليمي الصارخ لإيران، والحد من برنامجها الصاروخي الباليستي الخطير، بتعاون دولي يشمل أوروبا.
الشيخ عبدالله قال: إن أوروبا والإمارات العربية المتحدة تتشاركان في العديد من المصالح والمخاوف. مضيفاً أن الطرفين يودان أن تكون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستقرة سياسياً ومزدهرة اقتصادياً، حيث تعيش مختلف الأديان والأعراق بسلام جنباً إلى جنب، بدلاً من الأجندة الطائفية التي اتبعتها إيران، والتي أدت إلى تهديد النسيج الاجتماعي الإقليمي، وجعلته هشاً، معتبراً أن العواقب طويلة الأجل للسياسات الإيرانية ستكون كارثية.
- إيران أكبر تهديد لاستقرار العالم في الوقت الراهن
اعتبر وزير الدفاع الأسبق في الحكومة الإسرائيلية موشيه يعلون، في مقابلة له مع صحيفة جيروزاليم بوست، أن “داعش ليست أهم تهديد للشرق الأوسط”. مبينا أن داعش قد هُزمت، ولكن لا تزال هناك عناصر نشطة من الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وشبه جزيرة سيناء وفي الضفة الغربية وغزة وفي مناطق أخرى. وبالرغم من ذلك، يرى أن هذا التهديد ضئيل بالمقارنة مع التهديد الذي تفرضه إيران على الشرق الأوسط. ويعتقد يعلون أن الولايات المتحدة والقوى العالمية تحتاج إلى وضع إيران في موقع “التهديد الرئيس”، وتعديل السياسة وفقاً لذلك، وربما فرض عقوبات اقتصادية، واتخاذ قرار دقيق بشأن ما يجب القيام به بعد انتهاء الاتفاق النووي الإيراني.
- الإصلاحي البارز مهدي كروبي يحث النظام الإيراني على إجراء إصلاحات كبرى “قبل فوات الأوان”
انتقد رجل الدين الإصلاحي البارز مهدي كروبي سياسات آية الله خامنئي، واعتبر أن خامنئي يجب أن يتوقف عن إلقاء لومه على “الأعداء الخارجيين” وعلى ضرورة تقبل أن الاحتجاجات اندلعت نتيجة الأوضاع الاقتصادية في إيران، بسبب عمق الفساد والظلم والتمييز في البلاد. كما حثه على تقبل مسؤولية سياساتهم، وعلى إدخال وتنفيذ إصلاحات كبرى قبل “فوات الأوان”. مؤكداً ضرورة الاستماع إلى مطالب الشعب، كما انتقد تورط قوات الحرس الثوري الإسلامي في الشؤون الاقتصادية والسياسية للبلاد. وقال كروبي: إن “النتيجة الكارثية لسياسات النظام باتت واضحة للجميع اليوم”.
خلاصة
بعض دوائر التفكير الغربية ترى أن تحريض الإيرانيين على التمرد ضد حكومتهم يمكن أن يؤثر عكسياً، وبعض آخر يرى أن الاحتجاجات برزت نتيجة ثلاثة عوامل: انعدام الثقة الشعبية في الحكومة، والاعتقاد بأن الفساد متفشٍ، ونظراً لعدم المساواة، ونتيجة اعتقادهم بأن الحياة كانت أفضل قبل الثورة الإسلامية عام 1979. وسبب آخر يضيفه المهتمون ويربطونه بأسباب اقتصادية، وهو أن هذه التظاهرات جاءت نتيجة السخط الشعبي على ارتفاع الأسعار. يعتقد باحثون آخرون أن الحكومة قد نجحت في خنق قدرة المتظاهرين جزئياً من خلال إغلاق وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل الرئيسة؛ واعتبرت السلطات أن الدرس كان واضحاً لها بأن الأداة التي يمكن أن تنعش الاقتصاد يمكن أيضاً أن تعطي المتنفس لثورة محتملة. ويبقى السؤال: هل سيغير النظام الإيراني من سياسته لامتصاص الصدمات الشعبية ومطالب المحتجين، التي ستعود إلى الواجهة كما يتوقعها المراقبون والمحللون ويتفقون على ذلك؟