يستعرض هذا الإيجاز اليومي، منتخبات من الأخبار والمقالات والتقارير، التي تعكس وجهات نظر بعض دوائر التفكير الغربية، وما نُشر فيها، حول التظاهرات والتحركات الشعبية في إيران، ومحاولة فهمها، وتأثيرها على طموحات إيران الإقليمية، وتقييم تعامل المفكرين والساسة الغربيين مع أخبارها. وآثار قرار ترمب بفرض عقوبات على بعض المسؤولين عن القمع داخل طهران.
- السياسة الأمريكية أمام تفكيك اتفاق أوباما ومواجهة العدوان الإيراني في المنطقة!
كتب مارك لاندير مراسل البيت الأبيض في صحيفة “نيويورك تايمز”، أن الرئيس دونالد ترامب أمر بفرض عقوبات محددة على رئيس السلطة القضائية الإيرانية صادق لاريجاني، وهو شخصية تحملها إدارة ترمب مسؤولية القمع العنيف خلال الاحتجاجات، وكذلك ضد وحدة الحرب الإلكترونية الإيرانية التي تتهمها بإحكام الرقابة على الإنترنت. ويُشير الكاتب إلى أن هذا هو السبب بالتحديد في أن القادة الأوروبيين يقولون: إن الإبقاء على الاتفاق النووي أصبح أكثر منطقية الآن؛ لأنه يُسلط الضوء على القادة الإيرانيين، وأفعالهم.
من جهة أخرى، صرح دبلوماسيون أوروبيون بأن إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي لم تكن قائمة. وقال أحد المسؤولين: إن أفضل ما يمكن لترمب أن يأمل به هو التزام أوروبا ببدء العمل على اتفاق جديد ومستقل. في إطار مشاركة الصين وروسيا اللتين وقعتا أيضاً على الاتفاق، وكذلك إيران نفسها.
في السياق ذاته أشار خبراء أمريكيون إلى أن الإدارة الأمريكية مقيدة بسياسة لها ركيزتان رئيستان، وهما: تفكيك اتفاق أوباما النووي ومواجهة إيران نتيجة عدوانها في المنطقة، من خلال دعمها للمجموعات المسلحة مثل حزب الله في لبنان، وغيرهم من الوكلاء في اليمن وسوريا والعراق. حيث يشير ترمب إلى أن الاتفاق النووي دفع الإيرانيين إلى الشوارع لأن الحكومة أساءت استخدام عائدات رفع العقوبات. حيث كانت بمثابة صندوق للأسلحة والإرهاب والاضطهاد، وإضافة لجيوب قادة النظام الفاسدين.
- وهل الأيادي الخارجية حلال على إيران وحرام على غيرها؟!
الصحافي المهتم بشؤون الشرق الأوسط جوناثان سباير، كتب في “جوريزالم بوست”، متسائلا: إلى أين تتجه الاحتجاجات الأخيرة في إيران؟ حيث استخلص الكاتب عدة استنتاجات في هذا السياق. أولاً: يرى الكاتب غياب الحرس الثوري، خاصة في ظل وجود الذين يأملون في سقوط النظام الإسلامي، بمعنى عدم وجود رؤية واستراتيجية واضحة تنادي بهزيمة النظام الإسلاموي. حيث يشير إلى أنه لا يوجد في إيران في الوقت الحاضر شيء من هذا السياق داخلياً ولا حتى خارجياً. ثانياً: حرص النظام الإيراني على إلقاء اللوم في اشتعال الاحتجاجات على محرضين أجانب، وهذا لا يستغرب -تبعاً للكاتب- طالما كانت السياسات الإيرانية تعبث في دول المنطقة، وبهذا تكون مخاوف المرشد الأعلى منطقية ولكن بغير ما يدعيه، على الرغم من عدم وجود أدلة فعلية تؤيد ذلك. وفي النهاية أكد الكاتب أن الاحتجاجات في الأسبوعين الماضيين كانت واسعة. وأشارت للانشقاقات الحادة داخل المجتمع الإيراني ومدى انفصال النظام عن قطاعات كبيرة من السكان وعن حاجاته واحتياجاته.
- الشعب سئم من الاستبداد باسم الدولة الدينية
ناقشت مقالة رأي نُشرت في “نيوز ماكس”، كتبتها ليلا جيلبرت، القضايا الرئيسة التي قادت لاحتجاجات واسعة، شملت قضايا اقتصادية وسياسية. ذلك أن المتظاهرين يريدون حصتهم العادلة من الاقتصاد الإيراني، ويريدون الحرية، كما أنهم يريدون وقف المغامرات العسكرية الإيرانية في الخارج، كما أنهم راغبون بإقامة دولة علمانية بدلاً من الدولة الدينية.
- تغطية مظاهرات إيران تظهر بالخطأ صورا لمجاهدي خلق!
نشرت مدونة “لوب لوغ” مقالاً للصحفي آدم جونسون، عبّر فيه عن الخطأ الجسيم الذي يتم أثناء تغطية المسيرات التضامنية مع المتظاهرين في إيران، حيث يتم التركيز على شعارات ولافتات مجاهدي خلق، الذين يصفهم الكاتب بأنهم “مجموعة هامشية مدعومة من قبل الولايات المتحدة”. ويرى الكاتب أنّ إظهار مؤيدي المظاهرات من المغتربين الإيرانيين في الخارج على أنّهم من أنصار مريم رجوي ومجاهدي خلق هو خطأ، وقد يعده بعض المتظاهرين إهانة بحق الشعب الإيراني، الذي يضحي ويخاطر لأسباب “اقتصادية ومعاشية”.
- الأهالي يتظاهرون لأجل أبنائهم المعتقلين
نشرت مجلة “بريتبارت” القريبة من البيت الأبيض، مقالاً عن المظاهرات التي اجتاحت إيران، وتناولت موقف الولايات المتحدة التي قررت معاقبة النظام والمتعاونين معه بسبب “انتهاكات حقوق الإنسان”، التي يمارسها النظام بحق المتظاهرين الذين يطالبون “بالحرية”.
تعكس المجلة اتجاه صناع القرار في واشنطن لحماية المبادئ الإنسانية، المتمثلة في حرية التظاهر وحرية التواصل، معتبرة أن عقاب من ينتهك هذه الحقوق سيكون عرضة لعقوبات دولية، كما جرى مع رئيس السلطة القضائية، وكما تم لضمان وصول الشعب لوسائط التواصل.
- فوكس: المتظاهرون يشكرون ترمب
نشر موقع قناة “فوكس” الإخباري، تقريراً عن قيام بعض المتظاهرين الإيرانيين بتوجيه الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بسبب موقفه الداعم للمظاهرات، كما دعوا البيت الأبيض إلى فرض المزيد من العقوبات على القيادة الإيرانية.
- خلاصة
تراجعت كثيراً التغطية بشأن المظاهرات في وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث خلال اليومين الماضيين بسبب تقلص رقعة التظاهرات ومحدوديتها، وأيضا بسبب انشغال المحللين والكتاب بقضية الملف النووي الإيراني، والاتفاقية التي تتجه التحليلات لدراسة ما إن كان ترمب سيجد الوسائل الملائمة لتعليقها قريباً.
موقعا “بريتبارت” و”فوكس” حاولا أن يعبرا بشكل صريح عن موقف الرئيس الأمريكي، ويدعماه. كما واصل المحللون تفسير دعاوى إيران بوجود أيادٍ خارجية تؤثر على المظاهرات، بتوضيح أن تدخل إيران في دول الجوار لا يمكن أن يقابله السكوت من العالم، فعليها أن تتحضر لأكثر من الادعاءات إذا كانت مصرة على مواصلة سلوكها العدائي تجاه المجتمع الدولي.