في مقاله المنشور في “عين أوروبية على التطرف” يتساءل الباحث الألماني أليكساندر ريتزمان Alexander Ritzman حول فعاليةالبروبغاندا عبر الإنترنت، وكيف يمكن مواجهتها؟ وكيف يمكن لصناع القرار وخبراء مكافحة التطرف العنيف التعلم من نتائج البحوث في التخصصات الأخرى ذات الصلة، مثل الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)، وعلم النفس، وعلم الأعصاب؟
يُوضح علم النفس، كيف ينضم الأفراد إلى المجموعات المتطرفةغالباً، حيث يجدون فيها مكاناً لتلبية احتياجاتهم النفسية؛ يبحث البعض منهم عن المغامرة والمكانة الاجتماعية التي يحققونها عندما ينضمون كأبطال لجماعة ما متطرفة، من أجل قضية “عادلة“. وبالمثل، تنضم النساء اللواتي يحلمن بلقاء “أسود الخلافة” و“إنجاب الأشبال“ والتمتع بكونهن “أمهات الأمة“.
وتُظهر التجارب النفسية المتكررة على “الهوية الاجتماعية“، أن الأفراد لديهم حاجة نفسية في إدماج أو إقصاء الآخرين، وأننا بحاجة أيضاً إلى الشعور بأن المجموعة التي ننتمي إليها غير متاحة لانضمام الجميع، وبذلك يشعر الأفراد بقيمتهم الذاتية، وبتفوقهم على الآخرين.
آليات الدفاع النفسية الطبيعية تعيق عمل البروبغاندا!
تعمل آليات الدفاع الفردية الموجودة في أذهاننا، وتحمينا فعلاً ضد أي تلاعب غير مرغوب به. يُشير الباحث إلى وجود خوارزميات بيولوجية تقوم بتحديد بشكل مسبق للمعلومات المستندة إلى اهتماماتنا السابقة، وترفض ما هو غير متسق معها. ويلعب “المنطق المحفز” Motivated Reasoning دوراً هاماً في هذا الصدد، حيث يعمل المنطق المحفز في الدفاع ضد تبديل الولاءات في كل مرة نرى فيها مقطعاً دعائياً جيداً، وبهذا ينحاز عقلنا إلى تفضيلاتنا السابقة مقابل كل ما هو جديد علينا.
ومن جهة أخرى، تطرق الباحث إلى منطق نظرية “عجز المعلومات“، ومفادها أن العقل يقوم في بعض الأحيان بتحديث معرفتنا إذا تعلمنا شيئاً جديداً. إلا أن هذا لا يتعارض مع ما ناقشه الكاتب، مجرد أن تتحدى المعلومات الجديدة قيم الفرد الأساسية وهويته وانتماءاته، فإن الخوارزميات البيولوجية ترفضها بشكل تلقائي. يقول: “يقدر البشر كونهم عضواً في (قبيلتهم) أكثر بكثير من كونهم على صواب، سيختار الأفراد أن يكونوا مخطئين في حال بقائهم في وضع جيد مع مجموعاتهم“.
كيف –إذن– يمكن للبروبغاندا أن تتغلب على آليات الدفاع الطبيعية سابقة الذكر؟
إن نجاح البروبغاندا المتطرفة يتحقق عند وجود تعاون لدى الفرد المستهدف، حيث يرغب الفرد فعلاً في تغيير نفسه، وغالباً ما يكون مدفوعاً بتلك الرغبة نتيجة معاناته من أزمة شخصية. هذا ما يعني أن من الصعب أيضاً أن تفعل البروبغاندا ذلك، بالرغم من إرادتنا.
الشباب الفئة الأكثر عرضة للخطر، كونهم في مرحلة تطويرية.ولتحضير المجتمعات لهذا التحدي المتنامي، يجب محاربة الجهل، وتطوير برامج محو الأمية. وعلى وجه الخصوص، يجب تعليم الشباب كيفية تقييم مصادر المعلومات، والتركيز على توجهات تعليم التفكير النقدي. إلى جانب احتواء الأفراد، ولا سيما فئة الشباب،ومعالجة الظروف التي من الممكن أن تعزز لديهم هذه الرغبة.
الرابط المختصر لقراءة نص المقال الكامل: https://goo.gl/6BtmLQ