خالد محمد عبده[1]
عِبارَاتُنَا شتّى وَحُسْنكَ وَاحِدٌ وكُلٌّ إلَى ذَاكَ الْجَمَالِ يُشيرُ
كان في العصور الماضية ملكٌ في مدينة، فأمر ذلك الملك أحد مرافقيه أن يذهب ويجمع كلّ الرّجال الذين وُلدوا مكفوفين في المدينة (سافاتي) savathi فامتثل ذلك الرجلُ لأمر الملك، وجمع كلّ المكفوفين في أحد الأماكن.. فأمر الملكُ بأن يلمس هؤلاء الرجال فيلاً، وبعد القيام بهذا العمل جاء المرافق إلى الملك، وقال: أيّها الملك العظيم، لقد لمس الرجال المكفوفون الفيل، وإني أنتظر الأوامر، فجاء الملك إلى المكفوفين وسألهم: قولوا ماذا يشبه الفيل؟ وبم يمكن تمثيله؟ فحدث نزاعٌ واختلاف بين المكفوفين، وكان كلّ واحدٍ منهم يُشبّه الفيل بشكلٍ مّا، والملك يضحكُ من نزاعهم([2]).
اهتم بهذه القصّة كثيرٌ من حكماء وعرفاء الإسلام كصورة داعمة للتعدّديّة والغيريّة، والاختلاف والائتلاف، والافتراق والاتفاق في فضاء إنسانيّ منفتحٍ على الأنساق الثقافيّة والحضاريّة، بشكلٍ يؤول إلى تحقيق التعايش السلمي بين جميع أفراد الجنس البشريّ([3]).
التعدّديّة إذن أساس وسنّة إلهيّة، والناسُ سواسية كأسنان المشط. كما نُسب إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال ذلك، ولم يحدد، أو يخصّ، فريقًا من الناس أو قومًا أو ديانة، هكذا باللفظ العام (النّاس) كذلك نُسب إليه أنه قال: إنّ ربكم واحد، وأباكم واحد، ونبيّكم واحد، لا فضل لعربيّ على أعجميّ، ولا لعجميّ على عربيّ، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلاّ بالتقوى! ونُسب إلى الإمام عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه أنه قال:
النّـاسُ من وجـهة التّمـثال أكفـاءُ أبــوهـمُ آدم والأمّ حـــوّاءُ»
يستخدم الخطاب التقريبيّ كثيرًا من الأقوال النبويّة والحكم والمأثورات، والآيات كثيرة من القرآن الكريم للتنبيه على حرص الإسلام على الوحدة بين الفرقاء من خلال خطاب القرآن العامّ كقوله (يا أيّها الذين آمنوا-أيّها المؤمنون – أيّها الملأ).
كذلك تتم الإشارة إلى الربّ الواحد والرسول الواحد والأركان الواحدة وتستدعي مواقف من حياة النّبيّ الأكرم في تعامله مع المختلفين دينيّا للتعبير عن التعايش في السّابق والدفاع عن الحرّيّات والحقوق الدينيّة والمعاشية، وتختم الورقات بآيات من القرآن من مثل }تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ{، (آل عمران: 64) و}يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{، (الحجرات: 13). لكن الواقع العمليّ بعيدٌ عن القول النظريّ أو المقاربة الفكريّة، فإذا تحدثَ القرآنُ عن شعوبٍ وقبائل خُلقوا ليتعارفوا، لا ليتنافروا ويتقاتلوا، وجدنا الأمّة المؤمنةَ التي تتفقُ في العبادة والشهادةِ، تعمل على ترسيخ «قواعد الفُرقة» وتوريثها لأبنائها جيلاً بعد جيل. فالاقتصاريّة أساسٌ، والإقصاءُ عقيدة، واحتكارُ الحقيقة والصواب أمرٌ بدهيٌّ عند كلّ فرقةٍ، فالسلفيّون صنميّون، والمتطرفون هالكون، والسّنّة مجسّمون، والرافضة من أصحاب الجحيم، والإباضيّة متشدّدون، والصوفيّة قبوريّون، والقرآنيّون خارجون عن الملّة.
تُبرّئُ كلّ طائفة نفسها عن «دنس»! الطائفة الأخرى و«شِركها»! وتمنح العصمة لذاتها، وتثق في إيمانها، فكلّ دائرة الشريعة والظاهر من أجلها، ونقطة المركز والباطن وحدها من أدركت كُنهها كلّ هذا «ممّا لا شكّ فيه»، ولا يسع المؤمن المنتمي إليها النظر في مدى مصداقيّته أو وهمه. تُبنى المجامع وتُموّلُ، تصدرُ المطبوعات والمطويّات، تُعقد المؤتمرات، وتُكتب الرسائلُ وتلقى المحاضرات، لكن هذا لا يُحْدِث طفرةٌ، ولا ينتشلُ «الأمّة» من براثن التعصب، ولا يمحو آثار الدماء، التي أهرقت جَرّاءَ هذا الصراع المستمر، ولا يحيا الإنسان من غيابه الدّائم.
نحو قراءات نقديّة لمسيرة التقريب
من هنا نحن في حاجة ماسة إلى أهميّة القراءة النقديّة لمشروع التقريب بين المذاهب في الدين الواحد([4]) لنرى إلى أيّ مدى يتّسق النصّ مع الواقع؟ وهل حقق المشروع نجاحه المنتظر، سواء على مستوى الجماهير أو النخبة؟ خاصة أنّ من كان يرى جدوى التقريب قديمًا تراجع عن ذلك، وأصبح ناشرًا لخطاب يعزّز الفرقة ويعارض ما آمن به سابقًا([5]).
يشير القرآن إلى الوحدة والأمّة الواحدة: }وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ{، (المؤمنون: 52) والنّبيّ الكريم يشير إلى الجسد الواحد ويقصد به جمهور المؤمنين بوجه عامٍّ دون تمييز، مثل قوله: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى-أو كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضًا».
فلو أننا فكرنا في الآخر المختلف دينيّا أو مذهبيّا باعتبار أنّه بمنزلة اليد الثانية لنا يُقوّم أحدنا الآخر ويغسل ما به من همّ وحزن ويساعده، وكذلك يتلقى منه متى احتاجه، فهو كمرآته الصادقة التي تدفعه إلى الأمام، لتغيّر الحال كثيرًا عمّا هو عليه الآن.
يشير أكثر من باحث إلى أنّ «المثبطات الخارجيّة والأجندات الغربيّة تجهض العمل التقريبيّ الذي من شأنه أنْ يوحّد كلمة الأمّة ويسدد خطاها على طريق الوحدة والقوّة والعزّة» ويرى أنّ «الكشف عن هذه الأجندات في موضوعيّة وأمانة علميّة هو الوسيلة العمليّة لمقاومتها بأسلوب يتوخى الكشف عن الأباطيل ووسائلها حتّى لا تمارس نشاطها المعادى خاصّة بين الشعوب الإسلاميّة»([6]).
والحقيقة أن هذا الكلام وإن كان في جزء منه شيء من الصواب إلاّ أن العقبات الداخليّة أكثر من الخارجيّة وأشدّ، فنحن فيما بيننا متنافرون ومتعصبون وإن كان هناك دورٌ لا يُنكر في مساعدة المتحزبين وكافة الأطياف على التفرّق والتشرذم. وما يُقال عن الإسلام وأهله يعبّر عن حقيقة، فالتراث المهمل والإقصاء والاقتصاريّة الدينيّة التي تُنشر والقتل على الهوية، أمور تجسد الواقع وإن بالغ الدارس الغربيّ أو الممارس للعبة السياسة في طرحها، إلاّ أنه على حق! فقبل أن نجعل من كلام من يقرؤوننا «مفتريات» و«شبهات» لا بدّ من الردّ عليها! ينبغي أن نُنَقّيَ أفكارنا من الأوهام والزيف وأفعالنا من المشين والمفسد لإنسانيّة الإنسان.
فبعض الدول الإسلاميّة التي ترى أنها تطبّق الشريعة السمحاء من خلال تحالفها مع الغرب، وهيمنة الغربيّ على سياستها ترى في التقريب تهديدًا وخطرًا لسلطانها وضدًّا لسياساتها، لذلك هي ضدّه من الألف إلى الياء، ومن خلال الإعلام الدينيّ والكتابات في جامعاتها وهيآتها العلميّة تعمل على شيطنة الآخر وجعله في موضع الأسفل والمنحرف، وتحذّر من ضلاله، في حين أنها مع المخالف لها دينيّا توجّه خطابًا ناعمًا وأخلاقيًا عاليًا، يصل في بعض الأحيان حدّ التّذلل.
موقف المؤسسات الدينيّة من التقريب .. ردّة بعد إيمان
أصبح التقريب تهمة ومحل تشكيك يصيب العامل في مسيرته أو المتبني له حلًاًّ لرأب صدع الانشقاق بين أبناء الدين الواحد؛ ولم يقتصر ذلك على الاتجاه السلفيّ المحدث، بل تعدّاه ذلك إلى المؤسسات الدينيّة التي تُعدّ وسطيّة كالأزهر، ففي جلسة يوم الأحد 29 جمادى الآخرة 1433 هـ الموافق 20 مايو 2012 أصدر الأزهر بيانًا عاجلاً بخصوص المدّ الشيعيّ والحسينيّات جاء فيه: «يجب على الإعلام أن يقوم بدوره في تبيين خطر المدّ الشيعيّ في مصر». وقد زعم الداعية المصريّ محمّد حسّان الذي تلا البيان من مشيخة الأزهر تحقّق إجماع العلماء حول قراراتهم بشأن المدّ الشيعيّ في مصر والحسينيّات.
بل إنّه ناشد الإعلام المصريّ أن يقوم بدوره في تبيين هذا الخطر الشيعيّ وتوعية المصريّين ضدّ زندقة «من يسبّون الصحابة»، مردّدًا عبارات من قبيل: إنّنا نتقرّب إلى الله ببغض من يبغضون الصّحابة، كما نتقرّب إلى الله بحبّ آل البيت! متناسيًا بذلك جهود «جماعة التقريب بين المذاهب»، التي بدأت مع أربعينيّات القرن العشرين في مصر مركّزة جهودها علی مذاهب السنّة والشيعة الإماميّة بوجه خاصّ([7])، معتبرًا أنّ الشيعة كفّارًا، «باتّفاق العلماء» على حدّ قوله، ويرى أنّ جهود علماء التقريب الأكابر هي من باب (التقيّة) ولم يعد لها مجالٌ الآن في عصر الفضائيّات «الإسلاميّة».
واللاّفت للنظر أنّ تلاوة البيان جاءت بعد اجتماع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيّب ببعض أعلام التّيّار السلفيّ (د. محمد إسماعيل المقدّم، د. أسامة عبد العظيم، د. ياسر برهامي، الشيخ جمال عبدالرحمن إسماعيل، الدّاعية محمد حسّان). ولئن كان موقف السلفيّة من التقريب مفهوم للجميع فإنّ موقف الأزهر يجعلنا نقرؤه في ظلّ تعامل سياسيّ مع الأحداث، لا من خلال منبعث دينيّ، فشيخ الأزهر أحمد الطيّب في أحد لقاءاته الصحفيّة السّابقة على هذا البيان، قال ما نصّه: «إنّ الخلاف بين السّنّيّ والشيعيّ كالخلاف بين من كان مذهبه في الفقه (حنفيًّا) ومن كان مذهبه (مالكيّا)؛ وينبغي أن نحميَ هذا الخلاف من عبث السياسات؟ وهو ما يعيدنا إلى ما قاله جمال الدين الأفغاني قديمًا: إن السياسة في الحقيقة، لا الدين، هي التي أذكت نار الخلاف بين السنة والشيعة. فالملوك من السُّنيّين هوَّلوا وأعظموا أمر الشيعة لاستهواء العوام بأوهام غريبة وعزويات عجيبة علی شيعة أهل البيت، ليتسنی لهم بذلك تحزيب الأحزاب، وتجييش الجيوش ليقتتل المسلمون بعضهم بعضًا، بحجة الشيعة والسنة، وجميعهم يؤمنون بالقرآن وبرسالة محمّد عليه الصّلاة والسّلام».
مجلة الأزهر ومحو مسيرة دار التقريب
لم يتوقف الأمر عند هذا البيان والتصريح الخاص بالحسينيّات الشيعيّة في مصر، بل أخذت المسألة بعدًا مبالغًا فيه بطباعة كتب قديمة وعمل ملفات خاصة للتحذير من الشيعة وللتنبيه على خطورتهم ودورهم في إفساد الدين! فقد خصّص الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلاميّ ورئيس تحرير مجلة الأزهر ثلاثة من الكتب والملفات لأجل هذا الغرض، وهو تحوّل في الموقف يخالف كتاباته السّابقة.
ففي مقال الدكتور عمارة في مجلة «الهلال» (عدد شعبان 1423هـ)ـ كتب يقول: «إن التقريب بين المذاهب، والذی يمثّل الميدان الحقيقي للجهاد الفكريّ المطلوب، هو الذی يوحد الأمّة في الأصول والثوابت، وفي أمهات العقائد والمسائل الفكريّة.. وهذا هو ميدان علم الكلام. والجهد التقريبي – الغائب والمطلوب – هو نزع (الألغام الفكريّة – التكفيريّة) التي تقصم وحدة الأمّة بالتكفیر لفريق من الفرقاء أو مذهب من المذاهب، لأن التكفير هو نفي للآخر، يقصم وحدة الأمّة.. وهو خطر لا علاقة له بالفقه، الذي هو علم الفروع، ولا بالاجتهادات والاختلافات الفقهيّة، التی هي ظاهرة صحيّة، تثمر الغنی والثراء في الأحكام، واليسر والسعة للأمة كلها في تطبيق هذه الأحكام».
وإذا كانت هذه (الألغام الفكريّة – التكفيريّة)، التي تتغذی بها وعليها عقول قطاعات من العلماء في بعض الحوزات العلميّة، وفی بعض الدوائر الفكريّة السنيّة. كما تتغذی عليها نزعات التعصب عند العامّة. إذا كانت هذه (الألغام) قد غدت راسخة، بل «متكلسة»! فإن الموقف الممكن والعمليّ إزاءها يمكن تصوّره في ما يلي:
1- تحديد نطاق هذه الألغام الفكريّة – التكفيريّة، وأغلبها- لحسن الحظ – نابع من نقل القضايا الخلافيّة من نطاق أصول الاعتقاد، وتحويلها – من ثمّ – إلی عوامل لنفي المخالفين وتكفيرهم.
2- اعتماد منهاج التدرّج وسنّته في تطبیق خطة إزالة هذه الألغام من الكتب التراثيّة، وخاصة الذي يُدرس منها في الحوزات العلميّة والجامعات الإسلاميّة، وذلك بحذفها من الطبعات الجديدة لكتب التراث هذه وفق المنهاج المتعارف عليه في (تهذيب) كتب التراث.
3- الاتفاق – في إطار حركة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة – علی منع تدريس هذه (الاجتهادات التكفيريّة) في الحوزات والجامعات الإسلاميّة التی تكوّن عقول العلماء في مختلف بلاد الإسلام. ولنا فی منهاج الأزهر الشريف النموذج والقدوة فی هذا الميدان، فهو يحتضن كل مذاهب الأمّة – الفقهيّة والكلاميّة – سلفها وخلفها علی حدّ سواء، مع استبعاد التكفير والتفسيق لأيّ مذهب من المذاهب أو فرقة من الفرق الإسلاميّة، حفاظًا علی وحدة الأمّة، التي هي فريضة إلهيّة، تعلو فوق اجتهادات المجتهدين ومذاهب المتمذهبين. وصدق الله العظيم: }إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ{
ذلك هو الميدان الحقيقيّ للجهاد الفكريّ في التقريب بين المذاهب الإسلاميّة. إنّه علم الكلام. لكن الدكتور عمارة لم يفعل ما اقترحه بالأمس القريب، بل إنّه من خلال مجلّة الأزهر أعاد نشر كتاب «صورتان متضادان عن الشيعة» للندوي وهو كتاب لإدانة الشيعة، ثمّ في الشهر الذي يليه أعاد نشر كتاب «الخطوط العريضة لدين الشيعة لمحب الدين الخطيب» هديّةً مجانيّة كسابقه مع مجلة الأزهر الشريف في عددها لشهر ذي الحجة 1433، بتقديمه ودراسته، يقول في مقدمته: سيتساءل القارئ عن قصة التقريب بين الشيعة والسّنّة، وعن شعار الوحدة الإسلاميّة التي يعقد الشيعة لها المؤتمرات السنويّة، وهى من القضايا التي عرض لها هذا الكتاب، باعتبارها وهمًا من الأوهام التي يروّج لها الشيعة لخداع الجهلاء والبلهاء!
إن وحدة الأمّة الإسلاميّة فريضة دينيّة وضرورة حياتية. لكن الشيعة الذين يدعون نفرًا من أهل السنة إلى مؤتمرات الوحدة قد أخرجوا جميع أهل السنة منذ عصر الخلافة الراشدة وإلى يوم الدين من أمة الإسلام ودين الإسلام! فهل هناك – مع هذه العقيدة الشيعيّة المعلنة – مصداقيّة لدعوة الوحدة أو التقريب؟!
بل إنّ زعماء الشيعة يعلنون أنّ مقصدهم من وراء الدعوة إلى الوحدة والتقريب إنما هو إخراج الشيعة من عزلتها كي تبشّر بمذهبها- أو دينها – في الأوساط السّنّيّة، لتحويل المجتمعات السّنّيّة الموحّدة مذهبيّا إلى مجتمعات طائفيّة سهلة الاختراق!
ولعل السّؤال الذي يمكن توجهيه إلى الدكتور عمارة كيف يتّسق ما في مقدمته للكتاب مع ما اقترحته في مجلة الهلال من صورة للتقريب؟ كيف يتّسق ذلك مع تقديمه لكتاب أكذوبة تحريف القرآن لرسول جعفريّان الذي صدر في العام 2006 في مصر والذي تجاوز العشرين صفحة؟ أم كيف يتّسق ذلك مع بحثه الذي نشره في العام 1994 في مجلة الجامعة الإسلاميّة بلندن حول فكرة التعدّديّة، والذي حوى كلامًا رائعًا يتّسق مع روح التسامح وسعة الأفق، من مثل: إذا كان (جامع الإيمان) وموحّد المؤمنين هو (التصديق بما جاء به الرّسول)، فإنّ مظلّة هذا (الجامع) وإطار هذا (التصديق) قد اتسع لتعدّديّة أثمرها (التأويل) في ما يجب أو يجوز فيه (التأويل)، فإذا ما التزم الفرقاء المتأوّلون بقواعد التأويل – التي قررتها العربيّة – انفسحت أمامهم آفاق التعدّديّة في هذا الإطار، الذی يُعطي مذاهب الفكر طابعها الإسلاميّ مع ما بينها من فروق وتعدّديّة في التصوّرات!
يقول الكتور عمارة في البحث المذكور نفسه عن التعدّديّة: إن السبيل الإسلاميّة التي حددها الإسلام، وتميّزت بها شريعته، في حلّ التناقضات بين فرقاء التعدّديّة، جاءت طبيعتها وآليّاتها ومقاصدها لتكرّس قيام هذه (التعدّديّة) عند المستوی الوسطيّ الذي لا يذهب بها إلی إلغاء الآخر ونفيه ولا إلی التشرذم والقطيعة التي لا رابط ولا جامع يوحد بين فرقائها.. فلقد رفض الإسلام مذهب الصراع سبيلاً إلى حلّ التناقضات بين فرقاء التعدّديّة، لأنّ الصراع غاياته صرع وإفناء ونفي الآخر، ومن ثمّ فهو يلغي التعدّديّة وينفيها، لكنه لا يقدّم دليلاً بمواقفه على ما كتبه بشكل نظريّ من قبل.
دار الإفتاء المصريّة والتقريب
تطوّر الموقف من التقريب في المؤسسات الدينيّة في مصر كافة ففي التاسع من أكتوبر 2012 نشرت جريدة «الشروق» المصريّة و»الوطن» تحذير فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصريّة من نشر المذهب الشيعيّ في مصر، ناصحًا عقلاء الشيعة بأنّ نشر التشيّع في غير بيئته في الدول السّنّيّة سيتسبب في الفتنة وعدم الاستقرار وزعزعة الأمن المجتمعيّ! وجاءت كلمة الدكتور علي جمعة خلال المحاضرة التي ألقاها يوم الثلاثاء، ضمن سلسلة المحاضرات التي ينظمها مجمع البحوث الإسلاميّة بالأزهر للتحذير من الفكر الشيعيّ!
وقد ذكر في محاضرته خمس نقاط رئيسيّة تبيّن اختلاف السنة مع الشيعة، منها:
1- قضيّة عدالة الصحابة وسبّ الشيعة للصحابة.
2- قضيّة تحريف القرآن.
وسأكتفي في هذا السياق بالتعليق على هاتين النقطتين ممّا أورد فضيلته من نقاط الافتراق بين التديّن السّنّيّ والتديّن الشيعيّ.
أبدأُ بكلمة للشيخ علي جمعة قالها في العام 2007 ونشرتها رسالة التقريب في العدد 60 ص 248: (بعضهم كان يقرأُ في بحار الأنوار ويعتقد أنّ هذا عقيدة الشيعة، ويرفض التعاون معهم، وهذا ليس منهجًا علميًّا، ولكن كلّ الموجود في بحار الأنوار لا يقرّه الشيعة، ولكنه في الحقيقة مسألة أكاديميّة فقط، وحين جاؤوا يطبعون الكتاب حذفوا مسألة سبّ الصحابة وهذا التغيير جاء من فتح باب الحوار، ولهذا حذفوا الأجزاء من 29 إلی 33 خمسة مجلدات التي كانت تحوي ذلك.
لهذا قلت لهم: هل مسألة سبّ الصحابة دين؟! أم سبّ الصحابة موقف؟! مع العلم بأنه لیس هناك إمام من أئمّة الشيعة المعصومين سبّ الصحابة! فلم يسب سيّدنا الحسين الصحابة ولا علی زين العابدين ولا محمد الباقر، وكذلك الإمام جعفر الصادق لم يسب الصحابة وغيرهم.
إذن فهذا من فعل الخلاف ولا يعد دينًا. ولهذا حذفوا المجلدات الخمسة التي تحوي ذلك فقد راعوا ذلك حتی لا تحدث بينهم وبين الأمّة الإسلاميّة فجوة).
وبناءً على كلامه لا يعدّ الاقتصار على قراءة موقف الشيعة من خلال كتاب تمّ تنقيحه في الطبعات التالية، منهجًا علميّا، وإن اعتبره باحث المعبّر دون غيره عن موقف الشيعة، فما هو إلاّ مجترٌّ لخلافات الماضي من أجل تفرقة الأمّة الإسلاميّة التي اعتبرها فضيلته أمّة واحدة.
القضيّة الثانية قضيّة تحريف القرآن التي قال في شأنها الشيخ علي جمعة في المقال المذكور العام 2007: «قضيّة تحريف القرآن، كان هناك كتاب ألّفه أحد الشيعة الكبار منذ أكثر من 150 سنة واسمه النوري، وهو رجل حجّة ومرجع ومعتمد، واسمه (فصلُ الخطابِ فی أصل تحريف الكتاب لربّ الأرباب) والحقيقة أنّ علماء الشيعة لم يرضوا بهذا الكتاب وردّوا عليه، بل إنّ بعضهم أغلظ القول للنوري حتی قال بعضهم عبارة «إنّ أخطاء الكبار كبار»!
كل ذلك لأنه سمّی كتابه «تحريف كتاب ربّ الأرباب»، فلما ناقشنا الشيعة منذ ستين عامًا في قضايا التقريب، وكيف أنّ الشيخ الصدوق القمّي عندما جاء مصر فتحت له مصر قلبها، وعمل معه في التقريب الشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ عبد الله المشد والشيخ منصور رجب والشيخ عبد العزيز عيسی منذ ستين عامًا وسمحت له السلطات بأن يصدر مجلة اسمها (رسالة الإسلام)، وكتب في هذه المجلة أكبر علماء الأزهر، وقد أثيرت وقتها كلّ هذه المشكلات التی كانت عائقًا للتفاهم بين السنة والشيعة ومن ضمنها قضيّة تحريف القرآن».
«أتريد أن تضع يدك في يد إخوانك في الأمّة التي تصلّي إلی كعبة واحدة، وتصوم شهرًا واحدًا، وتقف في المواقف الدوليّة موقفًا واحدًا أم أنك تريد أن تجعل النزاع بينهما شديدًا؟ ماذا تريد أيّها الإنسان»؟
«فإذا كنت من أصحاب فكر الشقاق فأنت علی خلاف مع الفكر الذی يقول الوفاق. فالفكر الذي يقول الوفاق فيه خلاف ولن نقول إنه خلاف هامشيّ أو خلاف بسيط بل فيه خلاف شديد، ولكن هذا الخلاف الشديد هل يمنع من الوفاق أو لا يمنع من الوفاق؟ أقول لا يمنع من الوفاق، فلا يمنع مع هذا الخلاف الشديد أن أضع يدي في يد الشيعيّ ونكون شيئًا واحدًا».
«ليست هناك أيّ عوائق تمنع من هذا الوفاق، وهناك مسيرة ونجاحات في هذا الوفاق، وهناك أفهام خاطئةٌ لا تدركُ إلاّ التاريخ، تريد أن تسحبنا إليه، ولكن هيهات فنحن أمّةٌ إسلاميّةٌ واحدةٌ! تتمسك بوحدة الصفّ والسماحة والعدل والقيم الإسلاميّة».
إذا كان فضيلته قد رأى أنّ الفهم الخاطئ هو فهم من يتشبث بالتاريخ ولا يدرك الواقع وأبعاده، وأنّه يفرّق ولا يجمّع الأمّة، فهل رأى فضيلته اليوم ما جعله يبدّل موقفه الوفاقيّ خوفًا من الفتنة وعدم الاستقرار وزعزعة الأمن المجتمعيّ؟ أم هل أنّ المسألة مراعاة الأمور السياسيّة فحسب، فإذا ارتد الأزهر عن دوره في مسيرة التقريب فلتكتمل الحلقة بتحذير الشيخ؟!
في العام 2006 وفي العدد 54 من مجلة «رسالة التقريب» احتفت المجلة برأي الشيخ علي جمعة الذي جاء فيه: «يحزننا ما يجري في العراق من فتنة عمياء تُظهر رأسها بين السنة والشيعة وككثير من الناس يتساءلون: ما السنة وما الشيعة وما الخلاف بينهما؟ وهل يعترف بعضهم ببعض وهل هما كدينين منفصلين كما يدّعي بعضهم في الغرب؟ أقول: إنّ الأزهر الشريف قد اعترف بالمذاهب الفقهيّة الثمانية التی يقلدها المسلمون في العالم في عصرنا الحاضر وهي الأربعة السنّيّة (الحنفيّة والمالكيّة والشافعيّة والحنابلة) واثنان من الشيعة (وهما: الجعفريّة والزيديّة) واثنان من خارج ذلك وهما (الإباضيّة والظاهريّة) التي تكوّن الموسوعة الفقهيّة التی بدأت في سنة 1960 بالمجلس الأعلی للشؤون الإسلاميّة والتي وضع برنامجها العلامة المرحوم محمد فرج السنهوري ومعه آخرون من كبار رجال الفقه فی مصر، وكان قبل ذلك قد أصدر الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت قرارا باعتماد المذهب الجعفريّ واعتماد الأخذ منه عند أهل السنة، وهذا كله نراه مسطورًا في كتب الفريقين عبر التاريخ، يعرض هذا رأي هذا ويعرض ذاك رأي الآخر مرّة لمناقشته ومرة لاعتماده ومرة لنصرته وترجيحه! ممّا يدل علی أنهما علی دينٌ واحدٌ وعلی قبلة واحدة هي الكعبة المشرفة، وعلی مصدر واحدٍ هو كتاب الله وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنّهم يصومون شهر رمضان لا يختلفون فيه ويصلّون الخمس ويحجون البيت فما الخلاف بينهما إذن؟!».
إنّ ما نشهده اليوم في مسيرة التقريب ودور الأزهر رِدّة بالفعل عن دوره السّابق، فأكثر من جهة في السّابق كانت تعدّ تجربة التقريب التي انبعثت من مصر أهم تجربة ظهرت في خلال القرن العشرين وقد أنتجت لنا ثمرة طيّبة ظهرت في إبداعات العلماء في مجلة رسالة الإسلام، لسان حال دار التقريب آنذاك التي صدرت سنة 1949، واستمرّت في الصدور أكثر من عقدين.
إنّ مسؤوليّة التقريب هي مسؤوليّة جماعيّة لا بدّ أن يشترك فيها العالم والمثقف والفقيه والأديب والدّاعية ورجل الإعلام والصّحافة والسّياسة إلى جانب الأجهزة والمؤسّسات الرسميّة والشعبيّة وهي كما اقترحت إستراتيجيّة التقريب بين المذاهب محاور العمل التي ينبغي أن تكون:
تخطيط عمليّات التقريب والسهر على تنفيذها مع تبني إستراتيجيّات محلية منبثقة من أهداف هذه الإستراتيجيّة الأمّ التي ترى أنّ التقريب عاملٌ مهمٌّ في تضييق رقعة الخلافات والحدّ من انتشار ظاهرة التعصّب المُفضية إلى التفرقة والفتن، وجسرٌ متينٌ لترسيخ قيم الائتلاف والتسامح.
إعداد البرامج والأنشطة القابلة للتنفيذ على المستوى الوطنيّ وربطها بالأنشطة المماثلة في بلدان الدول الأعضاء، وتطوير أنشطتها، وإذكاء حيويّتها.
تنمية علاقات التعاون والتكامل مع الهيآت المماثلة في البلدان الشقيقة، ومع المنظمات والهيآت ذات العلاقة، وطنيّا وعربيّا وإسلاميّا.
4- الإسهام في إعداد حملة رسالة التقريب، وتدريبهم على نشر ثقافته، وفق أسس إسلاميّة وحدويّة صحيحة وسليمة([8]).
إنّ كل ما نرجوه أن تتضافر جهود المنظمات والمجامع الإسلاميّة والأفراد الذين يؤمنون بفكرة التقريب بين أهل المذاهب حتّى لا نحيا في عصبيّات وخلافات تهدر الإنسان وتغيّبه أكثر.
[1] باحث مصري بمركز دال للبحوث والإنتاج الإعلامي.
() تُنسب قصة العميان والفيل الهنديّة الأصل في كتاب «أودانا» Udana –وهو من الكتب التعليميّة في البوذيّة التي يُطلق عليها اسم Thervada– إلى الحكيم بوذا، انظر: فريد قطاط «الرمزيّة والتمثيل في قصة العميان والفيل» وقائع الندوة التي أقيمت بمناسبة المائويّة الثامنة لوفاة مولانا جلال الدين الرومي، نشرة المجمع التونسي للآداب والفنون، قرطاج 2009، 183 وما بعدها.
[3]() راجع: أبو حيّان التوحيديّ، «المقابسات» نشرة مصر بعناية حسن السندوبي ص 259- 260 وقد عنون السندوبي القصة بقوله: (في أن الحقّ لم يصبه الناس في كلّ وجوهه، ولا أخطؤوه في كلّ وجوهه). وقد نقل التوحيدي تعليق أبي سليمان على القصة موجزًا مفصحًا عن دروس القصة على النحو التالي: «هذا مثلٌ يشتمل على نكت حسنة مفهومة لا خفاء بها عند من سمعها بتحصيلٍ، ويؤيدها ببيان. قال: ولهذا لا تجد عاقلاً في مذهبٍ يقولُ شيئًا إلاّ وهناك ما قد اقتضاه ذلك بحسب نظره السّابق إلى قلبه، والملائم لطبعه، والموافق لهواه، ولكن البارع المتسع المحصل له المزيد في السبق.
كذلك أورد القصّة الإمام أبو حامد الغزّاليّ في إحياء علوم الدين الجزء الرابع في كتاب التوبة تحت عنوان «بيان وجوب التوبة وفضلها» نشرة دار الكتب العربيّة الكبرى ص 6، وعلّق بعد ذكر القصّة قائلاً: فكلّ واحدٍ من هؤلاء صدق من وجه إذ أخبر كلّ واحدٍ عمّا أصابه من معرفة الفيل، ولم يخرج واحدٌ في خبره عن وصف الفيل ولكنهم بحملتهم قصروا عن الإحاطة بكنه صورة الفيل، فاستبصر بهذا المثال واعتبر به، فإنه مثالٌ أكثر ما اختلف الناس فيه وإن كان هذا كلامًا يناطحُ علوم المكاشفة ويحرك أمواجها».
كذلك أورد القصّة الحكيم سنائي في حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة، الترجمة العربيّة للعلاّمة المصريّ إبراهيم الدسوقي شتا، نشرة دار الأمين، القاهرة 1995م ص 33-34 عنونها بقوله: التّمثيلُ في شأن «من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى» وختمها بأبياته الشعرية الثرية قائلاً:
فليس لقلبٍ اطلاعٌ على الكلِّ.. ولا يكون العلم رفيقًا لأعمى قطّ.. كان للجميع خيالٌ محال، وقد صنعوا جميعًا ما صنع الأبله بالجوال. فليس للخلق اطلاعٌ على الإله، وليس للعقلاء طريقٌ إلى هذا الكلام!
[4]() قدّم علي بن مبارك قراءة نقديّة لمشروع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة خلال عشرين عامًا، ونُشرت في مجلة رسالة التقريب التي تصدر من طهران عام 1433هـ العدد 90 ص ص 161-166. خلص فيها إلى احتياج التقريب إلى شخصيّات حيويّة ناشطة في المؤسسات العلميّة والمجتمع ولا بدّ من الصرامة العلميّة والإشراف على ورقات العمل التي تقدم إلى المؤتمرات والمجامع المعنية بالتقريب، ولا بدّ من الاستقلاليّة وعدم الاعتماد على المؤسسات الحكوميّة التي تفرض سياسات خاصة في تنظيم الأنشطة التي تعني التقريب.
[5]() نشير هنا إلى المفكر الإسلاميّ محمد عمارة وتحوّل موقفه السّابق كداعم للتقريب بين المذاهب إلى معادٍ للفكرة وكذلك الشيخ القرضاوي.
[6]() انظر محمد الدسوقي «مسيرة التقريب بين النظريّة والتطبيق» في مجلة رسالة التقريب العدد 90 ربيع الأول، ص 143، 144. وراجع له أيضًا: على دروب التقريب بين المذاهب الإسلاميّة: وقائع ندوة كليّة الشريعة والدراسات الإسلاميّة بجامعة قطر ص 33.
[7]() ترأّس هذه الجماعة الزعيم المصلح محمّد علی علّوبة باشا (1292 – 1375 هـ/1875 – 1956 م) وكان فی مقدّمة مؤسّسيها والعاملين فی ميدان جهودها الفقهيّة والفكريّة الأئمّة الأزاهرة والعلماء الأعلام أمثال: الشيخ عبد المجيد سليم (1299 – 1374هـ) والشيخ محّمد مصطفی المراغی (1298 – 1364هـ، 1881 – 1945) والشيخ مصطفی عبد الرّازق (1302 – 1366 هـ، 1885 – 1946) والشيخ محمود شلتوت (1310– 1383 هـ، 1893 هـ – 1963 م) والشيخ محمد المدني (1325 – 1388 هـ، 1907 – 1968 م) والشيخ علی الخفيف (1308 – 1398 هـ، 1891– 1978) والشيخ عبد العزيز عيسی (1327 – 1415 هـ، 1909 – 1994) والشيخ حسن البنّا مؤسس حركة الإخوان (1324 – 1368 هـ، 1906– 1949) والشيخ سيّد سابق، وغيرهم من أئمّة علماء السنّة.
[8]() انظر: (إستراتيجيّة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة) المنظمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة، الرباط 2004م ص ص 6-16.