من نيويورك مع جوزيف براودي – الجمهوريون يعودون إلى قيادة البلاد
انشغل الأمريكيون مواطنين وصناع قرار على نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس ومجلس الشيوخ الاميركي.
حاز الحزب الجمهوري نسبة الأغلبية في الكونغرس، وضاقت الفجوة بينه وبين منافسه الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ واعتُبر فوزالجمهوريين رفضاً للسياسات الاقتصادية للرئيس باراك أوباما
يواجه الديمقراطيون عبر الرئيس أوباما تحديا يتمثل في التعاون مع خصومه الجمهوريين في قيادة البلاد، وعلى الأخص السياسة الخارجية والسياسة المحلية.
يرجع جزء من نجاح الجمهوريين في حصولهم على الأغلبية إلى تأثير حزب الشاي، وهي حركة اجتماعية جديدة يمينية تعارض سياسات الرئيس باراك أوباما.
في جميع أنحاء العالم تُطرح تساؤلات من قبل حكومات ومجتمعات عن أثر هذا التغيير السياسي على السياسة الخارجية الأميركية. ولا يعرف حتى الآن سوى القليل عن الأجندة الخارجية لحزب الشاي الذي احتلت الأزمة الاقتصادية والملفات الداخلية صلب اهتماماته.
من ناحية أخرى يبرز مرشح حزب الشاي وعضو مجلس الشيوخ الآن راند بول، في المشهد متبنياً أيديولوجية المحافظين التي ترفض التورط الأميركي في الصراعات الخارجية. ودعا بول إلى خفض المساعدات الخارجية وتقليص الإنفاق العسكري الخارجي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أفغانستان والعراق.
من ناحية أخرى، يبدو أن السيناتور الجديد ماركو روبيو هو الأكثر براغماتية في التعامل مع ملفات خارجية ساخنة وشائكة كالقضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني، في الوقت الذي يتوقع على نطاق واسع أن الرئيس باراك أوباما سوف يقوم بتخصيص وقت أكثر وموارد أوفر للسياسة الخارجية خلال العامين المتبقيين له في الرئاسة. وهذه ظاهرة شائعة في السياسة الأميركية، ولا سيما للرؤساء الذين يفقدون شعبيتهم داخل الولايات المتحدة.
*جوزيف براودي
كاتب وصحفي أمريكي. نشر في لوس إنجليس تايمز، ومجلة بست لايف، ومجلة غاليمر، وأصدر في 2004 كتاب (العراق الجديد)، وله كتاب يصدر قريباً عن مكافحة الأمن المغربي للجريمة المنظمة