يتناول الباحث المصري محمد عز العرب في دراسته “الداعيات الجديدات: الظاهرة والتحديات” (الدعاة الجدد، الكتاب السابع عشر، مايو/ أيار 2008) ظاهرة جديدة شهدتها الساحة الدعوية في مصر، خلال العقود الثلاث الأخيرة، وتمثلت في تصاعد أصوات وأدوار وتحركات ما أصطلح على تسميته في وسائل الإعلام بـ”الداعيات الجديدات”، وهن نمط جديد من الداعيات، يختلف أغلبهن –شكلاً ومضموناً- عن الأنماط التقليدية في الدعوة الإسلامية، فالصورة النمطية المسيطرة على الذهن المصري العام للداعية ماتزال مقصورة على خطيب المسجد (الرجل) الذي يخاطب الجمهور من فوق المنبر. لكن الساحات الجديدة لهؤلاء الداعيات السيدات والفتيات ليست منابر المساجد فقط، وإنما الصالونات الثقافية والأندية الاجتماعية والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية.
يجيب هذا التسجيل الصوتي عن عدد من التساؤلات: من هن الداعيات الجديدات في مصر؟ وما أسباب ظهورهن على الساحة؟ وما هي مقولاتهن الرئيسة؟ وما هو مضمون توجهاتهن الفكرية وآرائهن الفقهية؟ وما هي المعوقات الأساسية التي تواجه وجودهن واستمرارهن؟ وما هو مستقبل مسار هذه الظاهرة؟
يرى عز العرب أن ثمة مؤشرات محددة تشير إلى أن ظاهرة الدعوة الجديدة، التي تقوم بها الداعيات الجديدات، قد نجحت في تصدر المشهد الديني على الرغم من تشابك وتعقد الظاهرة، واختلاط البعد الديني بالسياسي والاقتصادي فيها، ومدى ارتباط الثلاثية الشهيرة “الدعوة والثروة والشهرة”.
تستحق ظاهرة الداعيات الجديدات –كما يلاحظ الباحث- الاقتراب منها والانتباه إليها، لأنها تعبر عن وضعية مجتمع يتغير بمعدلات متسارعة، حيث تظهر داعيات كبيرات في السن، وداعيات شابات، وهو ما يُعبر عن حراك جيلي ناتج عن متغيرات موضوعية جارية، لا تظهر كثيراً في ساحات أخرى مثلما هو حادث في عالم الدعوة الجديد.