يشوب الكتابة عن الحركة الإسلامية في الجزائر نقص لأسباب تتعلق بالتعقيد في تطور هذه الحركة -خصوصاً- منذ أحداث ( 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1988 )، وبعد دخول بعض اتجاهاتها في صراع دموي مع السلطة.
يحتوي هذا التسجيل الصوتي دراسة الأكاديمي والباحث الجزائري بومدين بوزيد “الشرعية والشعائر الدموية: الهوية والحركات الإسلامية في الجزائر” (في: الشعائر الدموية: جبهة الإنقاذ الجزائرية من التأسيس إلى النكبة، مجموعة باحثين، مركز المسبار، 2010، (273 صفحة)).
يحاول بوزيد فهم طبيعة تفكير الجبهة الإسلامية للإنقاذ وكيفية طرحها الحل من خلال “المشروع البديل” ورؤيتها للهوية. وقد اعتمد الباحث على نصين أساسيين: كتاب ” أزمة الفكر الحديث ومبررات الحل الإسلامي ” لعباسي مدني الذي لقي رواجاً وتأثيراً في أوساط هذه الحركة وكتاب “معالم في الطريق” لسيد قطب الذي أثر في أدبياتها.
يحلّل الباحث “المشروع البديل” الذي قدمته الجبهة الإسلامية للإنقاذ (حُلَّت بقرار من السلطات الجزائرية عام 1992) وهو موزع على النقاط التالية: الإطار العقائدي الإسلامي، المحور السياسي، المحور الإقتصادي، المحور الإجتماعي، المحور الثقافي والحضاري، السياسة الإعلامية ، الجيش، والسياسة الخارجية.
يعود بوزيد إلى النصوص التأسيسية للخطاب الانقاذي في الجزائر الذي تولّدت عنه مختلف الجماعات المسلّحة، كان أشدّها “الجيش الاسلامي للانقاذ”، الذي عقد الصلح مع الدولة وتخلّى عن الجهاد كوسيلة للسلطة، و”الجماعة الإسلامية المسلحة” ـ