أصدر مركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي كتاب: “العنف اللفظي وبلاغة التحريض في خطاب داعش: الاستقطاب واستدراج الأتباع” (2017)، للأكاديمي والمؤلف السعودي عبداللطيف السُّلمي. يسعى الكتاب إلى استقراء وتحليل وتأويل المظاهر اللغوية والخطابية للعنف اللفظي انطلاقاً من خطابات التنظيم وبياناته، وقراءتها في سياقيها الداخلي والخارجي، التابعين للمجال التداولي الذي أُنتجت فيه. ثم كيف نجح هذا التنظيم في إقناع بعض الشباب، بتبنّي رؤيته للعالَم، والالتزام بنشرها، والانضمام لنصرته سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا وعسكريًا.
ركز الكتاب -الذي جاء في (380) صفحة- على ثلاث قضايا جوهرية: تحديد العنف اللفظي وبيان مظاهره اللغوية والخطابية ومقاصده التداولية، إجراء تصنيف أو نمذجة لأشكاله، والكشف عن الآليات الدلالية والتداولية والسيميائية لـ”العنف اللفظي” انطلاقًا من خطابات تنظيم “داعش”.
احتوى الكتاب على ثلاثة فصول، وتخلله عدد من المباحث: فالفصل الأول حمل عنوان: العنف اللفظي: بحث في الدلالة والخطاب، وجاء فيه ثلاثة مباحث، وهي: مفهوم العنف اللفظي: الآليات اللغوية والدلالية، الآليات الخطابية: مقاربة تحليلية، والعنف اللفظي بين الدلالة السياسية والدينية. أما الفصل الثاني فتناول العنف اللفظي: الاقتضاء التداولي والخطابي، وقُسّم إلى خمسة مباحث: العنف اللفظي: الآليات التداولية والخطابية، الآليات التداولية: المقاربة التحليلية، العنف اللفظي بين البلاغي والأيديولوجي، بلاغة الاستقطاب واستدراج الأتباع، والخرق التداولي لقواعد الحوار. أما الفصل الثالث، فتناول: العنف اللفظي: الآليات السيميائية والتأويلية، وقُسّم إلى خمسة مباحث، فاستعرضت السيميائية التأويلية والاتجاهات السيميائية المعاصرة في إطار نظري، وسيميائيات العنف اللفظي: استراتيجية التواصل وبناء نظم الخطاب والاستعارات الحربية، وداعش وإدارة التوحش، والبنية الدلالية للعنف اللفظي عند تنظيم داعش، وسيمياء العوالم الإلكترونية وتجنيد الشهيد الافتراضي.