بعد فترة من الأهميّة السياسيّة البالغة عند انحلال الإمبراطوريّة العثمانيّة، وقع حظر الطريقة البكتاشية كليّاً من قبل النظام الشيوعي في ألبانيا، حين أصبحت ألبانيا الدولة الملحدة الوحيدة في العالم. لكن بفضل الممارسات السرّية لجماعة البكتاشيّة في المنفى، بقي الدين حيّاً وانتشر في بلدان عدّة. وفي 1988، ضمن الدستور الجديد حريّة العبادة، واستردّت المعتقدات البكتاشيّة مكانتها في المجتمع الألباني، وعاد بلد النسور إلى تقليده العريق في التسامح، وسُمح للبكتاشيّين والمسيحيين والمسلمين -سنّة وشيعة- بالصلاة جماعة في جبل توموري، حرم الآلهة في ألبانيا.
تركّز الباحثة الألبانية إدليرا عصماني في دراستها التي حملت عنوان: “الله في بلد النسور: الطريقة البكتاشية” -ضمن كتاب (الإسلام الموازي في تركيا: البكتاشية وجدلية التأسيس- العدد 113، مايو (آيار) 2016)- على موضوع المعتقدات الدينيّة الألبانيّة، وأساساً العقيدة البكتاشيّة. تعتبر العقيدة البكتاشيّة مساوية للأديان الأخرى في ألبانيا التي تمثّل مركز البكتاشيّة العالمي، إذ كثيراً ما توصف البكتاشيّة بأنّها الدين الأصلح للألبان، بوصفها جسراً بين المسيحيّين والمسلمين، والحال أنّه كثيراً ما يوصف الألبان بأنّهم شعب ذو مشاعر دينيّة ضعيفة.
يلقي الباحث الضوء على التاريخ الألباني منذ العصور القديمة إلى اليوم، ويسعى أن يقدم فهماً أفضل لروابط الألبان بالدّين، وفي الوقت ذاته كيف أثّرت لحظات تاريخيّة معيّنة في اختياراتهم الروحيّة