يحتوي هذا التسجيل الصوتي دراسة الباحث والكاتب المصري وسام فؤاد “المتدينون الجدد: هل هي ظاهرة جيليّة” (الدعاة الجدد، الكتاب السابع عشر، مايو/ أيار، 2008) يتناول فيها ظاهرة المتدينين الجدد بوصفها من الظواهر المستجدة التي عالجتها مقاربات عدة بالدرس والتحليل.
تتركب الظاهرة المدروسة من ثلاث مستويات فرعية: التدين الجديد، والدعاة الجدد، والمتدينون الجدد. ويرى الباحث أنه على الرغم من التقارب في الدلالة، إلاّ أن بينها فارقاً واضحاً في المجال، وفارقاً في الموضوع. فالفارق في المجال نجده يشير إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية للظاهرة، في ما يتعلق بالمتدينين الجدد، ويشير إلى بعد اجتماعي جزئي، إضافة إلى البعد الإعلامي، في ما يتعلق بالدعاة الجدد، ويشير إلى تحديد خطاب إسلامي جديد، في ما يتعلق بمفهوم التدين. أما الفارق في الموضوع فيبدو واضحاً من خلال إشارة مصطلح التدين الجديد إلى ملامح نمط جدد ومتميز، لفهم الدين في علاقته بالحياة، بينما الدعاة الجدد مصطلح يشير جزئياً إلى القيادات من الدعاة التي تتصدر هذا التيار، ومجمل التفاعلات التي ارتبط بها، بينما “المتدينون الجدد”، مصطلح يدل على ما يمكن اعتباره المساحة الاجتماعية، التي تشايع هذا النمط من أنماط التدين.
يحلِّل وسام فؤاد ظاهرة جيل “المتدينين الجدد” من زاويتين:
الأولى: تأثير الحالة الكوكبية، التي عايشها هذا الجيل، في ثقافته، مما يستتبع تأثيرها في طلب هذا الجيل للتدين، وأشكال هذا الطلب.
الثانية: يتعلق بأزمة الحركة الإسلامية، كما يراها هذا الجيل من منظوره هو، لا من منظور المثقفين العرب، وما يستدعيه ذلك من اتجاه هذا الجيل إلى بناء نمط وعي إسلامي، يتجاوز الحركة الإسلامية.