أصدر مركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي كتابًا بعنوان “تطويع المحافظة: الأوراسيون والغرب” شارك فيه مجموعة من الباحثين.
تناول الكتاب الاستجابات المتباينة لفكرة المحافظة والتقاليد والتحولات الاجتماعية والسياسية في المجالين الروسي والأميركي، ويتعمّق في دراسة تنظيرات التيار الأوراسي الصاعد، وما ارتبط به من نظريات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية، واستراتيجيات وتحالفات قارية، اتخذت مسارًا تصاعديًّا مع سعي روسيا في عهد بوتين لاستعادة “عظمتها الإمبراطورية”.
استعرض الكتاب المحافظة الأوراسية بالنظر إليها ضمن متغيرات ثلاثة: السلطة (الدولة)، والربح (النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي)، والقيم (الدين، والأيديولوجيا)، وذلك بالعودة إلى الحقبتين القيصرية والسوفيتية، وعملت على تفسير إعادة بناء الروح في روسيا «الاتحادية»، ليس باعتبارها عودة إلى الأمام، بل إدراك أن الجغرافيا السياسية، تفرض على دعاتها توظيف الفكرة لخدمة روسيا، والحفاظ على تصوراتها القيمية، ورصيدها الروحي الذي يتغذّى من أرثوذكسيتها، وكونها “روما الثالثة”.
تطرق الكتاب إلى منابع الفكر السياسي المعاصر في روسيا، ومراحل تطور الاستراتيجية الخارجية في مجالها الجغرافي الحيوي وصولاً إلى منطقة الشرق الأوسط. كما طرح الكتاب البدائل الدينية والفكرية التي قدمتها «النظرية السياسية الرابعة»؛ وتوفيقها مع موقف الكنيسة الروسية الأرثوذكسية المطوّر لقضايا الوحدة، والتقليد والمحافظة، وتحديات العصر و«ما بعد الحداثة».
ونوّه الكتاب بِقِدَم الإسلام في روسيا، وعُمق صلة مؤسساته التقليدية بمنطقة الشرق الأوسط، عبر بعثات روسيا التاريخية إلى الأزهر الشريف، للتعليم الديني.
حملت عناوين الدراسات المشاركة: الأوراسية بين التحديات ومستقبل روسيا التوسعي؛ المثلّث الروسي: النظام الاجتماعي، الجغرافيا السياسية، الأيديولوجيا؛ المحافظون الجدد في الولايات المتحدة: تيار متجدد وتأثير مستمر؛ الثقافة الروسية الاستراتيجية والجيوبوليتيك؛ عالم النسيان الغريب للنزعة المحافظة الأميركية؛ “النظرية السياسية الرابعة ” والعالم الإسلامي.. الهيمنة الليبرالية والصوفية السياسية؛ ألكسندر دوغين ونظريته الأوراسية في مرمى النقاد الغربيين؛ الكنيسة الروسية الأرثوذكسية في موسكو وموقفها من النظرية السياسية الرابعة؛ رؤية النظرية السياسية الرابعة لموقع العالميْن العربي والإسلامي؛ تحالف الإسلاموية والأوراسية الجديدة.. الخطر الأعظم.