يستعرض الباحث والكاتب العراقي حيدر عبد المناف البياتي “المشهد الصوفي والفلسفي في العهد الصفوي” ضمن كتاب “الصفوية، العدد 23، نوفمبر (تشرين الثاني) 2008” الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث.
يعتقد البياتي أن الفترة الصفوية في مجال التصوف، أوصلت الحركة الصوفية في إيران إلى قمتها، كما أن السلسلة الصفوية يرى أنها أقيمت علی أكتاف أتباع الطرق الصوفية، ولكن بعد استقرار الحكم وظهور خلافات بين الطرق الصوفية والسلاطين الصفوية من جهة، وبينهم والفقهاء من جهة أخری، مشيرا إلى أن الطرق الصوفية تحملت ضربات عنيفة وشديدة، مما سبب انحسار دورها تماما في المجتمع الإيراني، وتقوية دور الفقهاء في المقابل. ويضيف الباحث أنه في المجال الفلسفي أيضاً، شهدت هذه الفترة محاولات هامة في استخدام الفلسفة كلامياً لشرح وتوضيح المعتقدات اللاهوتية والشيعية منها خاصة، ببيان وأسلوب فلسفي، ويعتبر الباحث هذه الفترة، مرحلة تأسيس عهد جديد في اللاهوت الشيعي الإيراني، حيث تحول الإيرانيون من التصوف -الذي كان بدوره من أسباب انتقال الإيرانيين من التسنن إلى التشيع- إلى الخطاب الفقهي والمؤسسة الفقهية الشيعية، وركبوا منظومة من الأفكار الكلامية والفلسفية للمذاهب المختلفة السابقة، مطعّما برؤية عرفانية، مستخدمين إياها دعما للرؤية الشيعية.