يستعرض هذا الإيجاز الأسبوعي منتخبات من الأخبار والمقالات والتقارير التي تعكس وجهات نظر بعض دوائر التفكير الغربية، وما نُشر فيها، حول التظاهرات والتحركات الشعبية في إيران، ومحاولة فهمها، وتقييم تعامل المفكرين والساسة الغربيين مع أخبارها.
- إيران أقرب إلى الاتحاد السوفيتي سابقاً، والأقليات العرقية لن تتحمل أعباء الحكومة التوسعية الفاسدة
يشير رحيم حميد في Global Voice إلى أن هناك سمتين ملحوظتين للانتفاضة الإيرانية الأخيرة. الأولى: هي أن الاحتجاجات انطلقت من مدينة مشهد المحافظة. والثانية: هي توسع التمرد ووصوله إلى المناطق النائية التي تسود فيها الأقليات الإثنية، مثل الأحواز العربية وكردستان وبلوشستان. ويعتقد الكاتب أن إشعال المتظاهرين النار في صور آية الله الخميني، والمرشد الأعلى الحالي علي خامنئي، وهم مدركون للعقوبات الخطيرة التي ستقع عليهم نتيجة مهاجمة رموز الجمهورية الإسلامية، يدل على عمق غضب المتظاهرين.
يعتقد الكاتب أن النظام لن يستمر طويلاً؛ ذلك أنه دمر مستقبل الأجيال الشابة في إيران، ولعب دوراً رئيساً أيضاً في التدمير الوحشي للمنطقة بأسرها، لا يمكن أن يستمر، هذا فضلاً عن أن سياساته قد أدت بالفعل إلى استنزاف ثروات الداخل، وأسهمت في تدمير النسيج الاجتماعي لدول مثل العراق وسوريا واليمن. ويعتقد الكاتب أن السؤال الذي يجب أن يطرح ليس ما إذا كان النظام سيسقط أم لا، ولكن ما إذا كان سيسقط قبل أن يجر إيران وبقية المنطقة إلى فوضى مدمرة.
ينتقد الكاتب السياسات الإيرانية، ويُشير إلى أنها عملت على “تصدير الثورة”، بدلاً من خدمة الشعب الإيراني ودعم حقوقه. وعلى الرغم من الخطب والشعارات حول “المقاومة” والدعم المعلن للقضية الفلسطينية، فإن الكاتب يعتقد أن نظام طهران في الواقع استغل قضايا المقاومة، وأنه وقف عائقاً ضد حرية الإيرانيين وحرية غيرهم من الشعوب وحقوق الإنسان.
ويخلص الكاتب إلى نتيجة مفادها أن الوضع في إيران يتشابه كثيراً مع وضع الاتحاد السوفيتي سابقاً؛ يُشير الكاتب إلى أن إيران تنهار داخلياً نتيجة محاولاتها لممارسة القوة العسكرية الإقليمية. ويُضيف، أن أوجه التشابه لا تتوقف عند هذا الحد؛ إذ تمزق الاتحاد السوفيتي نتيجة سخط الأقليات العرقية التي لم تعد على استعداد لتحمل العبء الأكبر من التكاليف الاقتصادية لدعم دولة استبدادية فاسدة.
– آية الله كاشاني يدعو السلطات الإيرانية إلى تلبية احتياجات الشعب للوقوف بوجه ما اعتبره مؤامرة
اتهم آية الله محمد أمامي كاشاني (خطيب صلاة الجمعة) يوم الجمعة 19 يناير (كانون الثاني) 2018 الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والسعودية في محاولاتهم لخلق الفوضى في إيران، معتبراً أنهم استغلوا الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد. حيث نادى كاشاني خلال صلاة الجمعة مطالباً السلطات الإيرانية بأن تلبي احتياجات الشعب لمنع أولئك الأعداء من استغلال الموقف لتحقيق أهدافهم.
- ممثل المعلمين الإيرانيين يدعو الشعب الإيراني إلى ضرورة استئناف الاحتجاجات في أقرب وقت ممكن
من جهته، لفت ممثل المعلمين الإيرانيين: هاشم خوستار، في 17 يناير (كانون الثاني) إلى ضرورة استئناف الاحتجاجات في الشوارع في أقرب وقت ممكن، وعدم إعطاء النظام فرصة للقمع من جديد.
وفي مقابلة أجريت مع خوستار، اعتبر أن: “نظام ولاية الفقيه نظام فاسد تماماً، ينهب ثروة الشعب الإيراني، هذا النظام يغرق في مستنقع الفساد والانهيار بشكل متزايد، وطالما كان هذا النظام موجوداً، فإن وضع الشعب الإيراني يزداد سوءاً يوماً بعد يوم”.
وخاطب خوستار الشعب الإيراني موجهاً رسالة مضمونها أن الاحتجاج هو حق من حقوق الشعب غير القابلة للتصرف حتى في دستور النظام نفسه، وأكد ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أيضاً؛ معتقداً ضرورة استئناف التظاهرات في أقرب وقت ممكن، قبل أن يتمكن النظام من إنعاش نفسه واستعداده لمزيد من القمع.
وأضاف: إن النظام الحاكم يدَّعي أنه إسلامي، لكنه في الحقيقة “ابتعد عن كرامة الفرد التي حث الإسلام على صونها، وفي الوقت نفسه، جعل الإسلام وسيلة لقمع الشعب”. ويكمل: إن القادة الإيرانيين قاموا بنهب وتدمير هذا البلد، وكانت هديتهم الوحيدة للشعب الإيراني هي “تفشي الفساد والاضطهاد”.
وتجدر الإشارة إلى تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عقد (حول الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في إيران)، حق الإيرانيين في التظاهر ورفع الشعارات، نظراً لأنها تشكل حقاً أساسياً من حقوق الإنسان، ويجب احترامه.
من جانب آخر، أشار تقرير نُشر على Radio Free Europe Radio Liberty حول إفادة وسائل الإعلام الإيرانية، أشار إلى أن السلطات القضائية الإيرانية ستسمح لأعضاء البرلمان بالاطلاع على السجناء الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة ضد الحكومة. وقال التقرير: إن الزيارات ستُجرى يوم 28 يناير (كانون الثاني)، وإن مجموعة صغيرة فقط من أعضاء اللجنة سيمنحون حق الوصول إلى المحتجزين في سجن إيفين في طهران. وبقية الزيارات ستتم بموجب تصريح مسبق من الجهات المختصة. يُذكر أن هذه الزيارات هي الأولى من نوعها منذ بدء الاحتجاجات في 28 ديسمبر (كانون الأول). ويوضح التقرير الظروف السيئة التي يعيشها المعتقلون منذ بدء الاحتجاجات، التي كشفت عن انتهاكات السلطات الإيرانية لحقوق الإنسان والحريات العامة والأساسية. ويلفت التقرير إلى حالات الانتحار التي وقعت بين صفوف المعتقلين، فضلاً عن أن أعداد المعتقلين باتت غير معروفة تماماً، والعقوبات التي وصفتها السلطات القضائية بـ”القصوى” وهي عقوبة الإعدام، والتي ستؤخذ بحق من اعتبروهم “القادة والمحرضين” في الاحتجاجات.
- الجمهورية الإسلامية المتفككة: مسألة انفجار الوضع في إيران ليست مسألة “إذا” إنما مسألة “متى”
كتب د. نير بومس -زميل باحث في “مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط”-، وشايان إريا -الخبير الإيراني والناشط في مجال حقوق الإنسان، والعضو في “حزب مشروطة إيران” (ليبرال دمكرات)- مقالاً حول تصورهما للاحتجاجات الإيرانية.
يشير الكاتبان إلى أن انفجار الأوضاع الداخلية في إيران ما هو إلا نتيجة طبيعية، ويعتقدان أن المطلعين على أوضاعها الداخلية اعتبروا أن الاحتجاجات أمر طبيعي ومتوقع أيضاً. واعتبرا أن مسألة انفجار الأوضاع الداخلية ما هي إلا مسألة وقت. واعتبر الكاتبان ذلك نتيجة طبيعية لسياسات إيران الخارجية، حيث تمد نفوذها وسياساتها المدمرة في مناطق عدة في العالم، ولا سيما في الشرق الأوسط، كاليمن ولبنان والعراق وسوريا. واعتبر الكاتبان أن هذا ما يُظهر صورة إيران قوية، ولكنهم يستنكرون ذلك، معتبرين أن هذه “الواجهة” القوية تُخفي وراءها هشاشة داخلية.
اعتبر الكاتبان أن هشاشة إيران الداخلية تعكس تفكك الجمهورية الإسلامية على المستوى الداخلي؛ حيث يُشير الكاتبان، من ناحية أخرى، إلى أن الاقتصاد الإيراني “تعمه الفوضى” نتيجة انخفاض أسعار النفط، والتضخم، والمغامرات الخارجية التي استنفدت مليارات من موارد الدولة المحدودة، فضلاً عن الركود الاقتصادي الذي لم يتحسن في إطار اتفاق إيران النووي.
ويلفت الكاتبان إلى أزمات النظام الداخلي، حيث “الفساد وسوء الإدارة”، ويذكر الكاتبان الفضيحة الداخلية، بعد أن ألقى أحمدي نجاد اللوم على رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني، ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، في الفساد وسوء الإدارة. وأشار الكاتبان إلى ما قاله النائب الأول لرئيس الجمهورية إسحق جهانغيري من أن “الفساد أصبح ظاهرةً منظمة في البلاد وأعرف جيداً عمق جذوره”.
وسلط الكاتبان الضوء أيضاً على سياسات روحاني ووعوده المنكوثة بتحسين الاقتصاد والأوضاع الداخلية. وتبعاً لما سبق، يُؤكد الكاتبان طبيعية اندلاع التظاهرات السلمية في إيران، ويعتقدان أن الشعب اندفع ليعبر عن رغبته في تغيير النظام نفسه، نتيجة خذلانه لشعبه.
- “مشهد” والاحتجاجات الأخيرة
يعتقد “فيل هود” في مقالته في “الغارديان” أن اتساع الفجوة الاجتماعية في مدينة مشهد، أدى إلى اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة من هذه المدينة المقدسة، التي تضم ضريح الإمام رضا الضخم، الذي يزوره (20) مليون حاج شيعي سنوياً تبعاً لما ذكره الكاتب. ولذلك هناك مجموعة من الفنادق الفاخرة والتطورات في المدينة، حيث تبلغ الفنادق في مدينة مشهد ما نسبته (55%) من مجموع الفنادق الإيرانية، وقد شيدت لاستقبال أعداد الزائرين للمدينة. وينوه الكاتب إلى ما يمكن أن تراه في مشهد، مُشيراً إلى اجتماع التسوق والبذخ وتراكم رأس المال، وخاصة في المناطق القريبة من المواقع المقدسة في المدينة.
ومن جهة أخرى، وفي الوقت نفسه، يتدفق الفقراء والريفيون من مناطقهم إلى مدينة مشهد للعمل فيها. ويُعاني الشباب القادمون إليها للعمل من قلة وجود فرص العمل، حيث فرص العمل هناك مؤقتة وغير مستقرة. ويُشير الكاتب أيضاً إلى وجود الطبقة الفقيرة في الأحياء الهامشية. ويعتقد أنه نظراً لاتساع الفجوات الاجتماعية، قد تبدو رؤية مظاهر الثراء في هذه المدينة المقدسة، والتي يكثر فيها المتدينون نفاقاً؛ لذلك ينفي الكاتب أن تكون هذه نهاية الاحتجاجات.
- توماس فريدمان: لا تأثير لتغريدات ترمب حول الاحتجاجات الإيرانية
كتب توماس فريدمان مقالاً في “New York Times”، خلال الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في جميع أنحاء إيران، مشيراً إلى محاولة الرئيس دونالد ترمب تمييز نفسه عن سلفه الرئيس باراك أوباما من خلال تغريده علناً حول دعمه للمتظاهرين. ويعتقد الكاتب أنه لم يكن لتلك التغريدات أي تأثير. وأحد الأسباب هو أنه لا يمكن لترامب أبداً إرسال تغريداته القاتلة تلك التي يمكن أن تزعزع النظام. يتساءل الكاتب: “ماذا كانت ستحتوي تلك التغريدات؟” ويورد مثالاً لتغريدة: “أميركا تقف إلى جانب المتظاهرين الإيرانيين! لماذا كثير منهم آتون من الريف؟ هذا لأن الحرس الثوري الإيراني أساء إدارة المياه الإيرانية لعقود. سرق كل المياه لشركاته، وللمقربين منه، ولمزارع الفستق والسدود! والآن زاد تغير المناخ والجفاف الأمور سوءاً، حيث يجبر الإيرانيين على ترك أراضيهم. هذا ظالم! هذا محزن!”.
يعتبر فريدمان أن الشعب الإيراني قد عانى فعلاً من موجات الجفاف والضغوط البيئية الممزوجة بالاستياء من الفساد وسوء الإدارة؛ حيث اكتشف بعض المزارعين أنه لم تعد لديهم مياه لمزروعاتهم، نتيجة الإفراط في استخدام المياه الجوفية، ونظراً لتحويل المياه إلى الشركات التجارية الزراعية الكبيرة المرتبطة بالنظام. كما أدى التغير المناخي، وتقلص مصادر المياه كالبحيرات الرطبة، إلى تنشيط هجرة الريفيين إلى المدن بحثاً عن فرص حياة أفضل. يربط الكاتب ما سبق باندلاع الاحتجاجات، مشيراً إلى أن المزارع يملك أرضه، وعندما يفقدها، لا يعود يملك شيئاً ليخسره. ويؤكد الكاتب أنه في ظل قرار الرئيس حسن روحاني فيما يتعلق بتقليل الإعانات، انضم الإيرانيون الغاضبون في جميع أنحاء ريف البلاد القاحل إلى موجة الاحتجاجات.
يوجه توماس رسالة ساخرة في مقاله “أيها الأطفال، إذا أردتم فهم السياسة في الشرق الأوسط، عليكم تعلم العربية والفارسية والعبرية والتركية، وقبل كل ذلك، دراسة العلوم البيئية”.
- محلل إسرائيلي لسبوتنيك: موجة أخرى من الاحتجاجات لا بد منها
اعتبر محلل إسرائيلي أن موجة أخرى من الاحتجاجات في إيران “لا مفر منها”، مشيراً إلى أن “أحد الذين يتبعون مزاج الإيرانيين في وسائل الإعلام الاجتماعية سيشهدون تنظيمهم للجولة المقبلة”، نظراً لأن السلطات الإيرانية تواجه معضلات اجتماعية واقتصادية صعبة للغاية.
وقد رفض المحلل الافتراض بأن إسرائيل يمكن أن تسهم بأي حال من الأحوال في الاضطرابات الأخيرة في إيران، وأشار إلى أن إيران وإسرائيل كانا حليفين استراتيجيين وثيقين قبل الثورة الإسلامية عام 1979. ويفترض المحلل أن أولئك الذين يعرفون أنفسهم على أنهم فرس في إيران ينظرون بشكل إيجابي إلى أي انفراج محتمل بين إيران وإسرائيل. مضيفاً أن “إسرائيل لديها أيضاً العديد من الأصدقاء الأكراد في إيران”.
- التظاهرات الأخيرة في إيران انتهت، ولكن هناك احتمالية لاستكمالها
تشير الصحافية الإيرانية ندى أمين في صحيفة الـ Jerusalem Post إلى أن سياسياً إيرانياً كبيراً لم يُذكر اسمه، قد أوضح أن الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة لم تنجح بعد، نتيجة عدم تمكن الإيرانيين من تقديم خطة أو قيادة بديلة. وأضافت: “صحيح أننا نسعى لإقامة نظام يولي الأهمية لمصالحنا الوطنية”، وأن نبذ النظام الحالي أمر بات واضحاً، إلا “أننا بحاجة لوجود بدائل أخرى لم أرها خلال التظاهرات الأخيرة”. مضيفةً أن المتظاهرين قد خرجوا إلى الشوارع ولكن لم يكن لديهم مطالب موحدة، كما أن عدم وجود قائد مؤثر لتوجيه الناس نحو هدف موحد قد أثر على نجاح الاحتجاجات.
وتلفت الكاتبة إلى أن المراقبين في إيران يرون أن التظاهرات الشعبية الأخيرة شكلت مؤشراً واضحاً على السخط الشعبي الإيراني للنظام الذي يحرم الشعب من حقوقه الأساسية وحرياته الاجتماعية. وتبعاً لذلك تعتقد الكاتبة أن هناك احتمالاً لتطور مسار التظاهرات باستمرار التحرك الشعبي، طالما أن المظالم مستمرة، وتتوقع أيضاً أن تنضم الطبقة الوسطى للتظاهرات في المستقبل.
- كتب آصف بيات في The Atlantic حول تصوره للاحتجاجات الأخيرة في إيران
يعتقد آصف بيات -وهو أستاذ الاجتماع ودراسات الشرق الأوسط بجامعة إيلينوي الأمريكية- أن هناك مجموعة من العوامل التي أدت إلى تراجع التظاهرات. ولفت الكاتب إلى أن العدد الفعلي للمتظاهرين كان محدوداً بالمقارنة مع أعداد المتظاهرين في الثورة الخضراء عام 2009. ويضيف الكاتب: إن النخب السياسية الإيرانية ما زالت منقسمة، كما فشلت التظاهرات حتى الآن في تكوين تحالف واسع للقوى الاجتماعية والسياسية، كما في الثورة الخضراء، التي لم تشمل الفقراء ولا الطبقات العاملة، حيث إن التظاهرات الأخيرة أيضاً لم تشمل الطبقة الوسطى، وبقي الإصلاحيون الذين يشكلون قوة سياسية كبيرة خارج المشهد.
تحدث المفكرون الإصلاحيون البارزون، مثل عباس عبدي أو صادق زيبا كلام، صراحةً ضد الاضطرابات معتبرينها مزعزعة للاستقرار، حيث رفضوا فكرة الثورة من حيث المبدأ. ومن جهة أخرى، يؤمن الإصلاحيون بمفهوم الإصلاح، وعلى الرغم من أن جهودهم الفعلية قيمة بالفعل، فإنها أُحبطت نتيجة طبيعة المؤسسات القوية وغير المنتخبة للدولة الإسلامية.
ويعتقد الكاتب أنه من غير المحتمل أن تنجح حركة ثورية دون تحالف ما بين الطبقات السياسية والاجتماعية. ويلفت الكاتب إلى أن حركة التمرد الحالية قد انتهت، ولكن المظالم مستمرة، ويتوقع أنه في حال استمرت السلطات في ممارسة السياسات السابقة في الوقت الراهن، فإن “الطبقة الغاضبة” من المرجح أن تنتفض عاجلاً أو آجلاً. ويتوقع الكاتب أن يكون حجم التغييرات طفيفاً، ما لم تطور الحركة الثورية تنظيماً قوياً، ورؤية استراتيجية، وبرنامجاً تدريجياً، وقيادة قادرة على إلهام الناس بإمكانية خلق مستقبل آخر. ويؤكد الكاتب في الختام أن المستقبل ما زال مفتوحاً أمام العديد من الخيارات بأي حال من الأحوال.
- الخلاصة
ما زال التساؤل قائما لدى الباحثين والمختصين بالشأن الإيراني، ليس حول ما إذا كان النظام سيسقط أم لا، ولكن ما إذا كان سيسقط قبل أن يجر إيران وبقية المنطقة إلى فوضى مدمرة؛ معتبرين أن نظام طهران في الواقع استغل قضايا المقاومة مثل القضية الفلسطينية، في حين أنه وقف عائقاً ضد حرية الإيرانيين وحرية غيرهم من الشعوب وضد حقوق الإنسان. وإن إيران تنهار داخلياً نتيجة محاولاتها لممارسة القوة العسكرية الإقليمية. واعتبر عدد منهم أن مسألة انفجار الأوضاع الداخلية ما هي إلا مسألة وقت. وينفي آخرون أن تكون هذه نهاية الاحتجاجات. ويتفقون على أن موجة أخرى من الاحتجاجات في إيران لا مفر منها.