آدم بيدار[1]
تعود جذور اليهود في كردستان إلى آلاف السنين في هذه الأرض المسماة بكردستان، فقد هجّروا قسراً من أورشليم إلى بابل، ثم أرغموا على الهجرة إلى الأرض التي هجروا منها إثر قيام دولة إسرائيل عام 1948، وقرار الحكومة العراقية بتطبيق القانون رقم (1) لسنة 1951 بإسقاط الجنسية العراقية عن يهود العراق، فاختفوا عن الساحة الكردستانية تماماً. وبعد مرور حوالى (65) سنة على هذا الاختفاء عاد اليهود الكرد للظهور مرة أخرى في جنوب كردستان بحثاً عن آثار الجذور المتقطعة فقاموا بحفر الأرض لإزالة التراب عنها وإحيائها من جديد.
ظهور اليهود في كردستان
يؤكد كل من إيرك براور ورافائيل باتاي أن اليهود الكرد جاؤوا إلى كردستان ضمن موجات متعددة، مما يدل على أن وجود اليهود في هذه المنطقة يرجع إلى تاريخ مبكر جداً[2]، وتشير الدراسات التاريخية إلى أن الموجة الأولى ترجع إلى عهد الإمبراطورية الآشورية الحديثة، الذي دام ثلاثة قرون كاملة، من سنة 911 لغاية 612ق.م، وذلك عندما قام الآشوريون بقيادة ملكهم تجلات بلاصر الثالث (745-727ق.م) بإسقاط دمشق عام 732ق.م ومن ثم مهاجمة إسرائيل (المملكة الشمالية) وسبي قبائل نفتالي وسكان المدن الأخرى إلى المنطقة الواقعة تحت سيطرة الدولة الآشورية (كردستان الشمالية- تركيا حالياً)[3].
قام بعد ذلك (شلمنصر الخامس 724-722ق.م)، ومن بعده (سرجون الثاني 722-705ق.م) بمهاجمة (هوشع) آخر ملوك (مملكة إسرائيل) وقضى على دولته سنة 721- 722 ق.م، وقام الآشوريون إثر ذلك بنقل سكان إسرائيل المقدرين بالآلاف إلى منطقة حران ونهري الخابور والبليخ في شمال سوريا وبلاد ميديا (=كردستان وإيران)[4]. وهذا ما دفع بـ(هةلويست قادر علي) أن يعد يهود كردستان من بين أقدم التجمعات اليهودية في تاريخ العالم خارج إسرائيل[5]. ومن ثم قام الملك البابلي نبوخذ نصر بالهجوم على المملكة الجنوبية – يهوذا بغية إسقاطها نهائياً عام 586ق.م وقام بتدمير هيكل سليمان وسبي آلاف اليهود مما عرف في التاريخ بالسبي البابلي، وتم نفيهم إلى بابل والمناطق المجاورة لها في العراق القديم[6].
وقد سكن عشرة أسباط من بين الأسباط الاثني عشر منهم في كردستان، والأسباط العشرة، هي: نفتالي، شمعون، لاوي، يساكر، زبولون، دان، رآوبين، جاد، أشير، يوسف) بينما سكن (بنيامين، ويهوذا) في بابل[7]. ويقول إسحاق بن تسفي، ثاني رئيس لإسرائيل عن الأسباط العشرة: «أحفاد الأسباط العشرة الذين ضاعوا جراء السبي الآشوري، هم اليهود الذين عاشوا في جبال كردستان وحافظوا على تراث عريق عمره (2700) عاما»[8].
وبهذا يظهر أن الظهور الأول لليهود ووجودهم لأول مرة في كردستان كان بعد الترحيل الإجباريّ والنفي من قبل الآشوريين والبابليين. ويبدو أن تعمد الآشوريين في توزيعهم على المناطق الجبلية للحيلولة دون تجمعهم في مكان واحد، وعزل بعضهم عن بعض ومنعهم من أية محاولة للرجوع إلى أورشليم.
حصل اليهود الذين تعرّضوا للنفي إلى كردستان على موافقة السلطان الرهبانية لنشر الديانة اليهودية في كردستان، وقد نجحوا في ذلك بعد اعتناق العديد من السكان المحليين الدين اليهودي وخصوصاً السكان التابعين لمملكة حدياب (أديابين) والتي كانت عاصمتها أربيل.
لقد اعتنقت العائلة الملكية المعروفة (أديابين) التي اتخذت من (أربيلا- أربيل) عاصمة لها، الديانة اليهودية أثناء القرن الأول قبل الميلاد، وهذا سهل انتشار الديانة اليهودية في كردستان، حيث اعتنق السكان المحليون الديانة اليهودية، ولما اعتنق الملك الهزواني وشعبه الديانة اليهودية، قامت الملكة التي كانت تدعى هيلين وابنها مُونبوباز ببناء قصور لهما في أورشليم القدس. وقد أطلق على هذه المملكة أيضاً اسم شعب أديابين أو حدياب، وكانوا شعباً قديماً استوطن بلاد ما بين النهرين، التي كانت تشمل الأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات، ومنها أراض تقع الآن في سوريا وتركيا والعراق. أسس الهزوانيون مملكة واتخذوا من مدينة أربيل عاصمة لهم. وقد جاء في المشنا أن الملك مُونبوباز صنع مقابض من الذهب للأواني التي استخدمها الكهنة في صوم يوم الغفران في الهيكل الكبير[9]، كما صنعت الملكة هيلين ثريات من الذهب وضعتها في مدخل الهيكل، ولوحةً ذهبيةً كُتبت عليها مقاطع من التوراة المقدسة[10]، وبهذا انتشرت الديانة اليهودية بشكل واسع وأصبح لها مكانة مرموقة بين سكان المنطقة.
أماكن انتشارهم ونسبهم السكاني
رحل الآشوريون اليهود إلى المناطق الجبلية الخاضعة لنفوذهم، فأسكنوهم في منطقتي زاكروس وطوروس الجبليتين، وفي الأخيرة بدأ عدد اليهود الكرد بالانخفاض التدريجي في أرض الأرمن بالأخص، حيث لا توجد حالياً مستوطنة يهودية واحدة، وفيما وراء الجبال، هناك المناطق المحيطة ببحيرتي وان و أورمية، والمنطقة الثانية هي موطن سكنى اليهود. ومن الغرب يمكن اعتبار نهر دجلة حدود منطقة الاستيطان اليهودي. وهكذا يتبين لنا أن اليهود في كردستان يقطنون في ثلاث مناطق حسب طبيعة الأرض: المنطقة الجبلية، ومنطقة البحيرات البركانية، والمنطقة السهلية وصولاً إلى دجلة.
وفي كردستان الجنوبية كما يذكر أحمد سوسة، فإنهم توزعوا على المدن والقرى، فانتشروا في مناطق العمادية، كفري، دهوك، عقرة، زاخو، الزيبار، برواري بالا، المزوري، الدوسكي، ناحية السورجية، أربيل، السليمانية، حلبجة، كركوك، خانقين… إلخ[11].
وكونوا لهم قرى خاصة بهم، كبقية السكان الكرد في المنطقة[12]، مثل: قرية تل كبار القريبة من زاخو، وقريتي سندور وشندوخه القريبتين من دهوك، وبيتنوره القريبة من العمادية[13].
يؤكد إبراهيم بن يعكوب في دراساته الديموغرافية قبيل قيام دولة إسرائيل 1948 وجود (187) (قرى) مجتمعاً سكنياً لليهود الكرد في شتى بقاع كردستان بأجزائها الأربعة توزعت كالتالي:
(«146» في كردستان الجنوبية –العراق)، («19» في كردستان الشرقية –إيران)، («11» في كردستان الشمالية- تركيا)،( «11» في كردستان الغربية – سوريا).
وبالنسبة لعدد السكان في تلك المجتمعات فإن الافتقار إلى بيانات إحصائية يجعلنا نلجأ إلى التخمينات، فالمجموع الإجمالي بما يتراوح بين (25) و(30) ألفاً. فيما يتعلق بكردستان الجنوبية فإن الإحصائية العراقية لعام 1947 كالتالي[14]:
اسم الألوية |
عدد السكان اليهود |
أربيل |
3109 |
السليمانية |
2271 |
كركوك |
4042 |
الموصل |
10345 |
ديالى |
2851 |
المجموع |
22618 |
ويتوزع يهود كردستان الجنوبية (عدا ديالى) حسب إحصائية 1947 بين المدن والقرى والأرياف حسب الجدول الآتي[15]:
الجنس |
إقليم كردستان العراق (ألوية أربيل، السليمانية، كركوك، الموصل) |
المجموع |
|
الحضر |
الريف |
حضر وريف |
|
الرجال |
5222 |
1312 |
6534 |
النساء |
5527 |
1393 |
6920 |
المجموع |
10749 |
2705 |
13454 |
وهناك إحصائيات أخرى، إذ يذكر أحد المصادر الفرنسية الحديثة نقلاً عن الإحصائية الموجودة في الموسوعة اليهودية، أن عدد اليهود الكرد البالغ حوالى (50,000) نسمة يعيشون في عشرات المجموعات المشتتة في مختلف المناطق الكردية[16].
أحوال اليهود الكرد
وصل اليهود إلى كردستان وانتشروا بين المدن والقرى و بدؤوا حياة جديدة في أرض كردستان، وأصبحوا يشاركون الكرد في شتى نواحي الحياة، وسأحاول التركيز على السمات البارزة لأحوال اليهود الكرد في ذلك الوقت.
الحالة الدينية
مارس اليهود في كردستان طقوسهم الدينية بانتظام لقرون عدة، وتوضّح تقارير المعابد اليهودية القديمة هذه الحقيقة، لتؤكد الحرية الدينية التي تمتعوا بها في التجمعات اليهودية من بناء المعابد –الكُنُس- وإقامة الصلوات والأعياد فيها. ونظراً لأهمية المعبد والدور الذي يقوم به دينياً واجتماعياً امتازت بعض المدن بوجود أكثر من كنيس كما في زاخو والعمادية، وقد سجلت (45) كنيساً لليهود في عموم كردستان[17]. وكانوا يحتفلون بأعيادهم وينظمون مراسيم الحج الجماعي التي يمارسونها في قبور أنبيائهم، ويقومون بإنتاج المشروبات الكحولية[18].
إن السبب الأهم وراء قيام اليهود الكرد بطقوسهم الدينية في شتى نواحي الحياة، وجود أغلب المناصب الدينية داخل تجمعهم السكاني، فكان كاباي -رئيس الكنيس- والحاخام –الحبر-، وحازان -منشد الصلاة وقائدها-، شوحيط –المذكي الشرعي-، أستيد –معلم ومدير المدرسة-، موهيل –ختّان-، يقومون بمهامهم في الحياة اليومية للطائفة اليهودية، فأضفى على حياة اليهود الكرد الإثارة والرضا[19].
سجل التاريخ أول امرأة يهودية كردية وصلت لدرجة (الرابي) في الإرشاد الديني وأول امرأة ترأست مدرسة لدراسة التلمود في تاريخ اليهودية كلها، وهي أسينات البارزاني، وُلدت سنة ١٥٩٠ وعاشت في كردستان العراق حتى سنة ١٦٧٠. وهي ابنة الحاخام صموئيل بارزاني في كردستان، وتزوجت في وقت لاحق من الحاخام يعقوب مزراحي الذي كان رئيساً لمدرسة دينية يهودية في العمادية وكان أستاذاً فيها. كانت أَسْنَاتُ البارزانية مشهورة لمعرفتها شرائع التوراة والتلمود، وبعد وفاة زوجها في وقت مبكر أصبحت رئيسة المدرسة الدينية في العمادية وأستاذة كبيرة فيها لأنها كانت من أكبر العلماء العارفين بشرائع التوراة في كردستان. وَكُنِيتْ هذه الأستاذة باسم «أَسْنَاتُ التنائية» التي تعني عالمة وباحثة مثل العلماء في فترة المشنا والتلمود (حوالى القرن الأول حتى القرن الثالث الميلادي)، وكان من ثمار قيامها بتدريس التوراة والتلمود كتابتها التفسير لسفر الأمثال من الكتاب المقدس، ولكن هذا التفسير قد ضاع على مرّ السنين[20].
ظلّت قبور الأنبياء التوراتيين وأضرحتهم في كردستان محط اهتمام اليهود حتى يومنا هذا مثل (النبي ناحوم) في (القوش) والنبي (يونس أو يونان) في (نينوى القديمة) و(دانيال) في (كركوك) و(حبقوق) في تويسركان، والملكة (استر أو هداسا) و(مردخاي) في (همدان) وضريح كل من (ناثانييل وابنه صامويل بارزاني) في العمادية، وزارت (اليجا)[21].
ويشير بعض الباحثين إلى أن اليهود الذين أسكنوا في مناطق كردستان قد تنصر الكثير منهم بعد مجيء مجموعة من المبشرين المسيحيين إلى المنطقة، بسبب تقارب التعاليم الدينية اليهودية والمسيحية من جهة، واللغة الآرامية التي كان المبشرون يتحدثون بها من جهة ثانية[22].
الحالة الاقتصادية
لم يكن الوضع الاقتصادي لليهود مزدهراً، إذ عاش معظمهم في حالة من الفقر، فامتهن سكان المدن التجارة والصناعة، فأصبح منهم النساجون والصباغون والصاغة والإسكافيون والحمالون ودباغو الجلود والحاكة والصيارفة والمعلمون، والمزارعون منهم عملوا على تربية المواشي وزراعة الأرز والعدس والسمسم والتبغ وصناعة الخمور وما شابه ذلك. أما النساء فقد اشتهرن بنسج السجاد وغزل الصوف[23].
كانت أحياء اليهود داخل أحياء المسلمين وكانوا يمتلكون غالبية المحلات التجارية في المناطق مثل خانقين، وفي (آميدي) كانوا يمتلكون معظم محلات القماش، وفي زاخو كانت هناك سوق خاصّة بهم تسمّى (شوكت هوديعي) ومعناها المحلّ اليهودي، وفي أربيل وكركوك كانت لهم أسواق خاصة بهم. وكان معظم اليهود العاملين في الصناعة يمارسون سباكة الذهب والفضة، وكانت تلك المهن تورث من الآباء إلى الأبناء، وكذلك اشتهر اليهود العراقيون في كردستان بالتطريز والتزيين. وفي منطقة (أورمية) كان (120) يهودياً أصحاب محلات من بين (300) يهودي[24]. مما يدل على أن التجارة كانت هي الوجه البارز للحياة الاقتصادية لليهود الكرد في ذلك الزمان.
ويؤكد بنيامين التطلي الذي زار المنطقة في القرن الثاني عشر الميلادي في مذكراته، أن اليهود كانوا يؤدون الجزية للمسلمين شأنهم شأن سائر اليهود المقيمين في الديار الإسلامية، وقدرها دينار أميري ذهباً[25].
الحالة الثقافية
بدأت التربية والتعليم بين أبناء يهود كردستان على يد رجال الدين اليهود، إذ اهتموا بتعليم أبنائهم مبادئ دينية، وتعد مدرسة الحيدر أو الكتاتيب أول مدرسة يهودية في العراق وكردستان، إذ ظهرت في بداية الثلث الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، وترجع أسباب تأسيسها إلى محاولة تعليم الأطفال اليهود القراءة وحفظ مقاطع من التوراة وكتب الصلاة والأدعية، ولإحياء التراث الثقافي الديني لليهود في العراق وكردستان، وقد توسع هذا التعليم بفضل أغنياء الطائفة اليهودية فشمل الموصل وخانقين وغيرهما من المدن[26].
حتى بداية القرن العشرين لم يكن التعليم في كردستان متطوّراً في أوساط اليهود، الذين كان الكثير منهم مزارعين. بخلاف الجاليات اليهودية الأخرى والتي كان حاخام الجالية فيها مسؤولاً عن تعليم الفتيان منذ نعومة أظفارهم، فقد عمل الحاخامات الكرد أيضًا كذبّاحين، ومطهّرين (حتى في بيوت المسلمين) وكانوا يكتبون التمائم، مما لم يترك لديهم وقتا للتعليم. وعمل يهود كردستان على فتح مدارس دينية وعلمية عدة في مناطق وجودهم، وقد افتتحت شركة (كل إسرائيل رفاق) مدارس في مدن الموصل سنة 1900 وسنة –سنندج- 1906 وفي كركوك سنة 1912. ظهر منهم العديد من العلماء الذين اهتموا بمختلف العلوم، ومن أبرزهم الرباني شموئيل بن نتنال اللاوي برزاني وابنته أسنت التي كانت رئيسة (مدرسة) في الموصل، في بداية القرن السابع عشر، والرباني فنحاس بن الرباني إسحاق حريري وابنه الرباني جرشوم بن الرباني رحميم، والرباني شموئيل بن شمعون عجميا، والرباني باروخ وغيرهم الكثير[27].
كان لمدارس الأليانس[28] التي أسست على يد رجل الدولة الفرنسي اليهودي (أدولف كريمييه) أثر كبير على مسيرة التربية والتعليم لأبناء يهود كردستان، فأسست مدرسة الأليانس في الموصل عام 1907 وبلغ عدد طلابها (70) طالباً، وفي خانقين عام 1913 وكان إجمالي تلاميذها (70) تلميذاً، وفي كركوك عام 1814 وكان عدد طلابها عام 1903 (60) طالباً، وفي السليمانية عام 1819 وكان عدد طلابها عام 1903 (25) طالباً، ومدرسة في أربيل عام 1824 وكان عدد طلابها عام 1903 (35) طالباً، وكان عدد طلاب مدرسة دهوك عام 1903 (20) طالباً، وزاخو في العام نفسه (30) طالباً[29].
ويبدو أن التعليم بدأ بين اليهود الكرد بالمدارس التابعة للكنيس، فمثلاً كانت هناك مدارس ملحقة بالكنيس في أربيل، كركوك، عمادية، سنة –سنندج-، زاخو، شنو –أشنوية-، نيروة[30]. ولا يقتصر دور مدير المدرسة اليهودي الكردي على التعليم فحسب، بل هو عادة مسؤول عمومي أيضاً في المجتمع. فقد يعمل بالإضافة إلى واجباته التربوية كذابح للحيوانات وختّان للصبيان وكتابة الرقي والتعاويذ وغير ذلك[31]. وهكذا اهتم اليهود بتعليم أطفالهم وإرسالهم إلى المدارس من أجل تربيتهم وتعليمهم الدروس، وكان المعلمون يأخذون الراتب من المجتمع اليهودي.
وفيما يتعلق باللغة التي يتكلمون بها، فإن لغة التخاطب بين يهود كردستان هي الآرامية الممزوجة بمفردات عربية وكردية وعبرية وفارسية وتركية، أطلقوا عليها اسم «لشون هاترجوم». وكانت لهجات اليهود الكرد تختلف من منطقة إلى أخرى حتى تصل أحياناً إلى عدم فهم اللهجة بين سكان المناطق المختلفة. فعلى سبيل المثال، لا يفهم سكان منطقة بحيرة أورميا لهجة منطقة الموصل والعكس تماماً. ومن ناحية أخرى نجد في بعض الأماكن، حول مدينة الموصل، أن اليهود والمسيحيين تحدثوا باللغة الآرامية كل منهم حسب لهجته ولكنهم كانوا يفهمون لهجات بعضهم البعض قدر المستطاع ويتحدثون فيها معاً[32].
أدى العيش المختلط لليهود الكرد مع غيرهم داخل المدن والقرى إلى تداخل الكثير من العناصر الثقافية اليهودية والكردية، بحيث إن الكثير من الأساطير الشعبية اليهودية تشترك فيها الإثنية الكردية والعكس[33]. وكان اليهود الكرد ماهرين في الفن التشكيلي، إذ إن أغلبية الصاغة الماهرين في النقوش الرائعة على الذهب والحلي كانوا في مدينة السليمانية، وكانوا ماهرين أيضاً في التصميم المعماري لبيوتهم، إذ كانت مختلفة مع بيوت المسلمين، وكذلك كانوا أصحاب ذوق جميل في الحياكة والنسيج.
وكان اليهود الكرد مهتمين بالأغاني والموسيقى، فيذكر الفنان المسيحي (باكوري) أن أغلب الموسيقيين بالقسم الكردي في إذاعة بغداد سنة 1939 كانوا من اليهود، وأنه حفظ أغاني تراثية كردية كـ(جةلةبان) وهي أغنية يهودية كردية بالأساس. وكان لهم مغنون يغنون باللغة الكردية، وشاركت المرأة بجانب الرجل في ذلك، وظهرت بين المرأة اليهودية الكردية فنانات مثل (خوخى موشى، ماري موسى) وكانتا أختين من مدينة عقرة، إذ اختارهما كامل كاكمين لإذاعة بغداد – القسم الكردي وسجل لهما في أربعينيات القرن العشرين عدة أغانٍ بإشراف الفنان الكردي المشهور علي مردان[34].
الحالة الاجتماعية
كانت حياة يهود كردستان لا تختلف عن بقية الطوائف الأخرى الكردستانية، فمثلاً بالنسبة لأزياء اليهود الكرد، فإن أزياءهم هي نفسها الأزياء الكردية ولا تختلف عنها إلا في الملابس الدينية، ولعل السبب يعود في ذلك للعلاقات التي ربطت اليهود الكرد بأبناء المنطقة من الأديان الأخرى[35].
وكان اليهود الكرد كغيرهم من سكان كردستان يحكمهم زعيم يسمى بـ الآغا، فيدخل اليهود الكرد كغيرهم تحت حمايته، ويحافظ عليهم من أي اعتداء، ويأخذ حقهم إذا حصل أي اعتداء عليهم، ويقدمون مقابل ذلك للآغوات خدمات بالعمل في الحقل الزراعي، وكذلك تقديم الهدايا من الملابس ومخاريط السكر وغيرها في الأعياد والمناسبات. وكان للآغا يهود يتعامل معهم كملكه وعبيده، فيعمل بهم، ويتاجر بهم ويجني من ذلك أموالاً قد تتراوح بين (300-400) قراناً[36] لكل يهودي يبيعه.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية بين أبناء اليهود الكرد أنفسهم، فإنهم يشكلون أينما وجدوا في كل قرية ومدينة مجتمعاً متماسك الأجزاء يفرض سيطرته على كل اليهود الذين يعيشون في نطاقه، ويشارك كل واحد منهم في النشاطات الاجتماعية لمجتمعه اليهودي كالأعياد مثلاً، مما أضفى على حياة اليهود الكرد الإثارة والمتعة والرضا[37].
وكان لهم علاقات اجتماعية قوية مع المسلمين، إذ شاركوهم في أعيادهم، فمثلاً كانوا يوزعون الخيرات بين المسلمين الساكنين معهم في مدينة السليمانية في عيد الفصح المسمى عندهم بـ(كةبرة شينة)، بل أبدى المسلمون فرحتهم بأعيادهم، فها هو الفنان عثمان خالة حَسة يسرد قصة مشاركته مع صديق له في هذا العيد، وقيامه مرة من المرات بالغناء تحت السقيفة وقيام المشاركين بتكرار فقرات من الأغنية بعده. وشارك اليهود الكرد مع غيرهم من الطوائف الأخرى في المناسبات الاجتماعية الأخرى غير الأعياد الدينية كالمشاركة في الرحلات الربيعية، إذ يذكر أهالي السليمانية أن اليهود شاركوهم في رحلاتهم إلى (شيخ عباس) سنة 1947، ومن بعد إلى (كاني با)[38].
وحسب أهالي السليمانية، فإن المرأة اليهودية كانت منفتحة مقارنة بغيرها من النساء الكرديات المسلمات وحدثت علاقات عشق بين الطرفين وصلت إلى زواج المسلمين بالشابات اليهوديات، وكانت حفلاتهم في مناسبة الزفاف مثل حفلات المكونات الأخرى، فمثلاً كانت الحفلات في زاخو تشبه كثيراً حفلات غيرهم من حيث الرقصات والأغاني، وتوزع فيها الخمور، ويشارك فيها المسلمون والمسيحيون بجانب اليهود أيضاً[39].
الحالة الإدارية والسياسية
كان العديد من اليهود الكرد أعضاء في مجالس البلدية خاصة في زاخو، عقرة، دهوك، السليمانية. وكذلك في قائمقام المدن، كإسحاق خواجه خينو الذي عاش (1895-1976) وكان عضواً في مجلس قائمقام عقرة. كما كان لهم في مناطق عدة رؤساء يقودون الجالية اليهودية، مثلاً كان الجد الأكبر لروبين بار عمون أول رئيس للجالية اليهودية في السليمانية. ويوجد لجميع الجاليات اليهودية في المدن مسؤول عام يدعى بالمختار، وكان يعمل كحلقة وصل بين السلطات والطائفة، وقد خصصت للجالية اليهودية أربعة مقاعد في البرلمان، أحدها عن منطقة كردستان ممثلاً لمحافظة الموصل[40].
وتتنوع طبيعة العلاقات بين اليهود والسلطات إلى نوعين، علاقة رسمية تربط أفراد الجالية بمختلف دوائر الحكومة كما الجيش والشرطة والقضاء ونظم الضرائب المركزية والمحلية، وتكون عن طريق الرؤساء الرسميين للجالية عبر المختار أو الزعيم الروحي. وعلاقة تربطهم بالسلطات القبلية أو الآغوات الذين قدموا الرعاية والحماية لليهود[41].
وبخصوص النشاط الصهيوني وتأسيس الأحزاب والحركات الصهيونية في كردستان، فقد كان لمدن أربيل وكركوك وخانقين الحظ الأوفر في هذا المضمار، وكانت هناك جمعيات صهيونية عدة أنشئت في كردستان، منها: منظمة بني يهوذا في أربيل، وخانقين، ومنظمة الهاجاناه (الدفاع) في كركوك عام 1946، وغيرها[42].
هجرة اليهود الكرد وتهجيرهم من جنوب كردستان
إن الظروف التي عاشها اليهود في كردستان لم تخلُ من ظلم واضطهاد في بعض الفترات التاريخية والمناطق، فمثلاً تشير تقارير إلى عدم السماح لليهود بزيارة بعض المدن المقدسة، وفي وقت ما لم يستطع (ربيع يجيل فيشل 1859-1860) دخول كهف إبراهيم في أورفا، لأن المسلمين لا يسمحون لليهود بدخول الكهف. ويذكر بنيامين التطلي اعتداءات من قبل الكرد المسلمين على اليهود في عدة مناطق، كاعتداء بعض أهالي أربيل على موكب يهودي أراد نقل مخطوطة التوراة علناً إلى المعبد الجديد، وشكوى قادة من يهود زاخو عام 1892 بسبب تعرضهم للقتل وحرق البيوت، ومضاعفة الضرائب عليهم[43].
تعود هجرة يهود الريف إلى إسرائيل منذ القرن السادس عشر، ولكن نهايات القرن التاسع عشر، وخلال النصف الأول من القرن العشرين شهدت هجرة وتهجير يهود كردستان إلى إسرائيل وذلك إثر قيام دولة إسرائيل عام 1948، وبدأ عددهم يتقلص نتيجة تطبيق القانون رقم (1) لسنة 1951 بإسقاط الجنسية العراقية عن يهود العراق، ويظهر الجدول أدناه مقارنة بين أعداد اليهود الكرد حسب إحصاء ١٩٤٧ وبعد إسقاط الجنسية عنهم عام 1954.
اسم اللواء |
عدد اليهود حسب إحصاء ١٩٤٧ |
عدد اليهود المسقطة عنهم الجنسية لغاية 15/5/1954 |
عدد اليهود الباقين لغاية 15/5/1954 |
أربيل |
٣١٠٩ |
٥٢٣١ |
– |
السليمانية |
٢٢٧١ |
١٩٩٧ |
٦ |
كركوك |
٤٠٤٢ |
٣٩٣٦ |
٥ |
الموصل |
١٠٣٤٥ |
٩٦١٩ |
١٢ |
ديالى |
٢٨٥١ |
٢٦٦٢ |
٤٤ |
المجموع |
22618 |
23445 |
67 |
ويؤكد مردخاي زاكن أنه بين عامي (1951-1952) هاجر جميع يهود كردستان فعلياً إلى إسرائيل، في حين تشير إحصائية 1977 إلى بقاء (15) يهودياً في محافظات (السليمانية، كركوك، ديالى)[44].
وملخص القضية أنه بعد هجرة اليهود من كردستان العراق إلى فلسطين في سنوات 1949-1951 فإن بعض الفتيات اليهوديات رفضن المغادرة مع أسرهن وتزوجن من مسلمين[45]. والسبب وراء هجرة اليهود الكرد قبل الهجرة الجماعية كان دوافع روحية إضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة، وفقدان الأمان أحياناً، وإضافة إلى هذه الأسباب فإن تدهور العلاقات العربية- اليهودية والصراع بينهما على الأرض إثر قيام دولة إسرائيل كانا وراء إخلاء كردستان من اليهود، وقد نجحت المحاولات بفضل التنظيم الجيد والجهود الجماعية للقائمين على نقل اليهود من مناطق كردستان إلى بغداد ومنها إلى قبرص قبل التوجه إلى إسرائيل، نجحت عملية نقل اليهود الكرد مع غيرهم من المناطق الأخرى من العراق[46].
تحتفظ الذاكرة الكردية بالرواية من الذين كانوا شهود عيان أثناء عملية نقل اليهود الكرد بأن أغلبهم كانوا ينتمون إلى كردستان أرضاً وشعباً، ويصورون العملية كأنها تعزية يسودها البكاء من قبل الطرفين، وأسند بعض اليهود الكرد في ذلك الوقت المحافظة على بعض أملاكهم إلى جيرانهم وأصدقائهم، وتؤكد هذه الروايات الشفوية أن اليهود الكرد لو كانوا مطمئنين من السلطات على العيش بسلام ووئام لما اختاروا العيش في إسرائيل.
ظهور اليهود الكرد من جديد
بعد قرار الحكومة العراقية إسقاط الجنسية عن اليهود الكرد مع باقي اليهود العراقيين ذهب معظمهم إلى إسرائيل وبدؤوا حياة جديدة، وبعد مرور (65) سنة على القرار، عاد اليهود الكرد مرة أخرى إلى كردستان سنة 2015 وفُتحت مديرية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان لتمثلهم، يتطلب الكلام عن الوضع الحالي لليهود الكرد الإشارة ووصف حالة الذين رجعوا أو ظهروا على الساحة الكردستانية مرة أخرى، وكذلك الذين يستمرون بالعيش في إسرائيل من شتى نواحي الحياة، وذلك من خلال المطلبين الآتيين:
المطلب الأول: ظهور اليهود الكرد من جديد وهويتهم وعددهم.
المطلب الثاني: الوضع الحالي لليهود في جنوب كردستان.
يتطلب الوقوف على حالة اليهود الكرد الآن على ساحة جنوب كردستان، بيان ظهورهم من جديد وعدد العوائل التي تعيش الآن في مناطق كردستان الجنوبية، ونوعية هويتهم ووصف حالتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية.
وضح شيرزاد مامسيني الممثل السابق لليهود الكرد في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان العراق كيفية فتح ممثليتهم المذكورة ويقول: «بعد صدور قانون حماية حقوق القوميات والأقليات في كردستان– العراق رقم (5) لسنة 2015 قمنا بتكثيف جهودنا من أجل فتح الممثلية لنا في الوزارة، لكن للأسف الأجندات السياسية والحزبية للوزير وقتئذ السيد (كمال مسلم) أصبحت عائقاً أمام محاولاتنا، وتأخر أخذ الموافقة لمدة ستة أشهر، خلال هذه المدة أثبتنا للسيد الوزير أننا نسهم في بناء السلام المجتمعي وتقوية التعايش السلمي، وأكدنا استقلالية مجتمعنا عن أي أجندات خارجية وخاصة إسرائيل، بعد إثبات هذه الحقائق بالوثائق أخذنا موافقة الوزير بفتح الممثلية في 11 أبريل (نيسان) 2015»[47].
وتؤكد المادة رقم (4) أولاً من السند القانوني لفتح ممثلية اليهود وغيرها من الممثليات الأخرى أنه «يحق لكل فرد الكشف عن هويته الدينية وحفظ هويته القومية التي تربط انتماءه بمكون معين، وهذا الحق حصر للفرد ولا يحق لأية جهة سلبه منه»[48]، وتؤكد الفقرات الأخرى من المادة نفسها حق المكونات بالتساوي في حرية الفكر، وحرية التعبير، ووسائل الإعلام، وحرية الاجتماع وتأسيس الجمعيات والرابطات، وحرية ممارسة المعتقد الديني، وتلتزم أيضاً الحكومة بدعم ورعاية هذه الممارسات بشكل متساو بين المكونات وفق القوانين النافذة. وتعطي الحق لكل مكون في التعبير عن ثقافته وتقاليده، وتلزم الحكومة بحماية التراث الثقافي والديني للمكونات[49].
وعن أهدافهم من هذه الخطوة بفتح الممثلية لليهود الكرد يعدد مامسيني هذه الأهداف بقوله:
إحياء التاريخ الذي كان مطموساً لمدة (70) سنة.
محاولة تصحيح الصورة المشوهة التي قامت بصوغها ماكينات الإعلام ضد اليهود في مخيلة سكان كردستان.
ألقي على عاتقنا إعطاء المصداقية بأننا لا نشكل أي خطر، بل نكون الجزء الأهم في تقوية السلم المجتمعي[50].
وبعد فتح الممثلية لليهود الكرد بوزارة الأوقاف أصبح لهم نشاطات وأصوات وحضور رسمي في كثير من المحافل، وعادوا من جديد ليظهروا على وطن فتح ذراعيه لهم منذ تهجيرهم قبل حوالى (2740) سنة.
يعيش الآن في جنوب كردستان حوالى (430) عائلة يهودية حسب إحصائية شيرزاد مامسيني، ويعتقد بأن هناك مئات من العوائل اليهودية في كردستان الجنوبية، لكنه يرى أن الظروف الأمنية عائقة أمام وجود إحصائية رسمية، في حين يؤكد كامران كيان، وهو ناشط من اليهود الكرد، أن العدد بين (300-350) عائلة. وفي تصريح صحفي سابق رفض أمير عثمان، مدير التعايش السلمي –المديرية المسؤولة عن ملف الأديان بوزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان- القطع بعدد محدد للعوائل اليهودية في كردستان الجنوبية[51].
وبالنسبة لأصول هؤلاء فإن مامسني يرى أن العائلات مختلطة بين نوعين من اليهود، إحداهما يهودية من جهة الأب والأم، وثانيهما من جهة الأم فقط، ذلك أن الشريعة اليهودية تعتبر الأم مبنى لإعطاء الهوية اليهودية وليس الأب، وهناك نساء وفتيات بقين بجنوب كردستان بعد 1950 وتزوجن من المسلمين، فأصبح أولادهم يهودا حسب شريعتهم. في حين يرى كامران أن أغلب العوائل الباقية من النوع الثاني، أي التي تعتبر يهودية من جهة الأم[52].
الوضع الحالي لليهود الكرد في جنوب كردستان
الحالة الدينية لليهود الكرد الآن في جنوب كردستان
حاول اليهود الكرد بعد ظهورهم من جديد إقامة أنشطة دينية، وإحياء مراسيم دينية كالأعياد وختان الذكور وغيرها، ومن هذه النشاطات:
طالب اليهود الكرد وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالموافقة على فتح معبد خاص (الكنيس) لليهود الكرد لإجراء المراسيم والطقوس الدينية، وأكد أمير عثمان، مدير التعايش بالوزارة –المديرية المسؤولة عن ملف الأديان بكردستان- وصول الدعوى إلى الوزارة لتقرر بشأنها بعد دراسة الطلب ومناقشته[53].
محاولة تنصيب (دانيئيل إدري) لتولي منصب الحاخام الأكبر في كردستان العراق، وقد زار الحاخام إدري جنوب كردستان والتقى بالمسؤولين في وزارة الأوقاف، وقال بنبرة تدل على الفخر والاعتزاز للمراسل الإسرائيلي جدعون كوتس، مراسل صحيفة معاريف الإسرائيلية في باريس الذي زار كردستان الجنوبية والتقى به: «لقد حضرت لخدمة المجتمع اليهودي وإعادة إحيائه وتحقيق نهضته مجدداً. وكان التاريخ اليهودي قد بدأ هنا قبل (2700) سنة. لقد أتيتُ بصفة حاخام يساعد في إعادة إحياء المجتمعات اليهودية»[54].
بعد مرور زمن طويل على عدم إجراء المراسيم الدينية لليهود في كردستان، شهدت مدينة أربيل يوم 11 أبريل (نيسان) 2017 إحياء أول احتفالية بمناسبة عيد البيساح في بيت (ليفي) بمدينة أربيل، وشارك فيها ممثل اليهود الكرد وبعض أصدقائه.
إحياء مراسيم (شةبات) السبت في مقر مجتمع اليهود الكرد بمشاركة المكونات الدينية والعرقية المختلفة والشخصيات الثقافية والقنصليات، ومن بين المشاركين في هذه المراسيم: وفد من منظمة يسنا لإحياء التراث الزرادشتية، والشخصية الكردية سينم بدرخان رئيسة منظمة (بةنا كورد-دعم الكرد) يوم 23 أبريل (نيسان) 2017.
تولى الحاخام (دانيئيل إدري) لدى زيارته جنوب كردستان في 2017 عرافة حفل أقيم في منزل خاص بحضور (8) أشخاص (تتراوح أعمارهم بين 30-60 عاماً) لإقامة طقوس «البار مِتْسفا» (طقوس دينية يهودية تقليدية تقام لأي فتى عند بلوغه «13» عاماً من العمر احتفالا بانتقاله من الطفولة إلى البلوغ)، حيث كان الحفل أول مناسبة أتيحت لهؤلاء الأشخاص بوضع التفيلين (صندوقان خشبيان مرتبطان بخيطين جلديين يلفّهما اليهودي عند أدائه الصلاة، أحدهما على جبهته والآخر على يده اليسرى)[55].
ترميم المعابد وقبور الأنبياء: أكد مامسيني في سياق حديثه مع المراسل الإسرائيلي جدعون كوتس، مراسل صحيفة معاريف الإسرائيلية في باريس، إلى كردستان العراق، أن ترميم قبر ناحوم وكذلك قبر النبي دانيال من المهام التي بدأت بفتح قنوات مع الحكومة في الإقليم من أجل إنجازها، وليس ذلك فقط من أجل اليهود وحدهم، بل من أجل التاريخ برمته -حسب معتقد مامسيني. وإضافة إلى ترميم هذين المقاميْن أشار مامسيني إلى سعيه لإعادة فتح الكنيس الكبير ليهود كردستان، والذي يعود تاريخ بنائه إلى ما قبل (1700) سنة[56].
الحالة الاجتماعية لليهود الكرد الآن في جنوب كردستان
حسب متابعتي لليهود الكرد ومشاركتي في كثير من نشاطاتهم، وعلاقتي مع أبناء الطائفة وجلسات الحوار التي تُجرى بيننا، فإنهم يمتازون بعلاقات اجتماعية قوية مع شتى أطياف المجتمع الكردستاني.
فهم يعيشون بجوار المسلمين والإيزيديين والكاكائية وغيرهم من بقية المكونات الدينية والقومية والعرقية، ومستمرون على نمط حياتهم السابق بالزواج من غيرهم، ويعد هذا عاملاً مهماً للحفاظ على العلاقات الاجتماعية القديمة وبناء علاقات اجتماعية جديدة أيضاً.
كما أنهم يشاركونهم في كثير من المناسبات الاجتماعية مثل الأعياد، وزيارة المرضى، والمناسبات الدينية كولادة المسيح (عليه السلام) وإحياء المولد النبوي للرسول (صلى الله عليه وسلم).
ونظراً للاندماج القوي بينهم وبين غيرهم من المكونات الأخرى، يؤكد شيرزاد مامسيني أنه لا يوجد محلة أو قرية أو مجمع خاص بهم[57]. ومن نشاطاتهم في دعم المكونات الأخرى:
في الذكرى الثانية للإبادة الجماعية التي تعرض لها الكرد الإيزيديون نشر اليهود الكرد يوم 2 أغسطس (آب) 2016 بياناً رسمياً لدعم الإيزيديين والمطالبة بالحفاظ على المتبقين، ومحاولة إنقاذ المختطفين والمختطفات وإعادة تأهيلهم.
نشر هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 26 يوليو (تموز) 2017 بعنوان (كلنا كاكائية) دعما للمكون الكاكائي فيما تعرضوا له من هجمات قتل وذبح من قبل داعش.
إرسال برقية تهنئة بمناسبة حلول عيد الأضحى للمسلمين في كردستان يوم 24 يونيو (حزيران) 2017 [58].
المشاركة في نشاط مشترك مع الأديان الثمانية التي اعتُرِف بها رسمياً من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان ليلة 7 يونيو (حزيران) 2017 في قاعة الجامعة الكاثوليكية في مدينة أربيل.
في بيان منشور يوم 3 مايو (أيار) 2017 تؤكد ممثلية اليهود الكرد وقوفهم ضد المحاولات التي أجريت لإخلاء كردستان من المكونات عموماً والكرد ذي الأصول اليهودية خصوصاً، وطالب البيان الجهات المعنية بحماية كل المكونات الموجودة في كردستان.
زيارة اليهود الكرد للطائفة السبتية الإنجيلية بمحافظة أربيل يوم 25 أبريل (نيسان) 2017 من أجل تعزيز العلاقات بين المكونات المختلفة.
توجيه برقية تهنئة يوم 18 أبريل (نيسان) 2017 للإيزيديين بمناسبة حلول عيد (جارشةماصور- عيد الأربعاء الحمراء) ورأس السنة الإيزيدية. وزيارة وفد من ممثلية اليهود الكرد ومجتمع اليهود الكرد لمعبد لالش يوم 20 أبريل (نيسان) 2017 للمشاركة مع الإيزيديين بالمناسبة نفسها.
مشاركة وفد من ممثلية اليهود الكرد بوزارة الأوقاف مع المكونات الأخرى يوم 16 أبريل (نيسان) 2017 للمسيحيين بمناسبة عيد القيامة وتبادل التهاني والتبريكات، وتعزيز العلاقات بين المكونات المختلفة.
زيارة إسرائيل في مارس (آذار) 2016 كجزء من الوفد الكردي-الإيزيدي لتعريف المجتمع الإسرائيلي بهول الإبادة الجماعية التي تعرض لها المكون الإيزيدي على يد داعش في سنجار 2014، إذ قامت المجموعة بجولة ياد فاشيم وذهبت للبلدة القديمة بالقدس- أورشليم، وشاركت في حفل عشاء يوم السبت، وعقدت اجتماعات مع أعضاء الكنيست الإسرائيلي[59].
في 16 مارس (آذار) 2017 شارك وفد من ممثلي اليهود الكرد في مراسيم إحياء ضرب مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية في عهد حزب البعث العربي الاشتراكي يوم 16 مارس (آذار) 1988، وذلك في تذكارية الإبادة الجماعية (مؤنؤمينت) حلبجة.
تدعو ممثلية اليهود الكرد في وزارة الأوقاف في منشور لها يوم 25 فبراير (شباط) 2017 المتابعين لمشاركة منشور لها حتى يعرف الناس بمجال علاج الأطفال المصابين بمرض القلب؛ لغرض معالجتهم من قبل الممثلية بالتنسيق مع منظمات خيرية عالمية.
الحالة الثقافية لليهود الكرد الآن في جنوب كردستان
لليهود الكرد الآن في جنوب كردستان جهتان تقومان بالنشاطات الثقافية والتراثية وغيرها، وهما: ممثلية اليهود الكرد بوزارة الأوقاف، ومجتمع اليهود الكرد (KJC)، ويحاول اليهود الكرد من خلال المؤسستين إحياء الثقافة اليهودية في جنوب كردستان، إذ يرى ممثلهم أن الهدف الرئيس الملقى على عاتقه هو إحياء التراث اليهودي في كردستان وإعادة الأمور إلى مسارها[60]. فقاموا بسلسلة نشاطات ثقافية، منها:
الهولوكوست المنسي، قامت الممثلية في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، بتنظيم احتفال بمناسبة ذكرى طرد اليهود من العراق. وهذا التاريخ (30 نوفمبر/ تشرين الثاني)، يأتي بعد يوم من إقرار الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947، التاريخ الذي اختارته الحكومة الإسرائيلية تذكرة بهجرة اليهود من الشرق الأوسط. وقد شارك في الاحتفالية -حسب تصريح صحفي لمامسيني- أكثر من أربعمئة شخص، بمن في ذلك إمام مهم، فضلا عن ممثلين عن المجتمع المسيحي و(40) ممثلاً عن الأحزاب السياسية الكردية المختلفة، وذلك ترجمة وتعبيراً عن تعاطف المجتمع الكردستاني مع اليهود ضد السياسات اللاإنسانية التي نفذت من قبل الحكومة ضدهم[61].
إحياء ذكرى محرقة اليهود على أيدي النازيين –هولوكوست- مرتين في أربيل، أولهما في القرية الأمريكية بأربيل، يقول عنه شيرزاد مامسيني: «عقدت يوم ذكرى ضحايا المحرقة في كردستان في حديقة مكتبي في العاصمة الكردية أربيل، جنبا إلى جنب مع معرض صغير يوضح جرائم المحرقة للسكان المحليين، أرسلت القنصليات الأمريكية والفرنسية والروسية الدبلوماسيين، وانضم مسؤولون أكراد رفيعو المستوى من أعضاء الكنيسة المسيحية الآشورية. كما حضر الحفل الأكراد من أصول يهودية»[62]. والثانية يوم 26 يناير (كانون الثاني) 2017 على قلعة أربيل الأثرية، وشارك في الاحتفال ممثلو الأديان والقنصليات وأعضاء من برلمان كردستان، حيث أُشعِلت الشموع على أرواح الضحايا، وقدمت كلمات بهذه المناسبة[63].
مشاركة ممثل اليهود الكرد شيرزاد مامسيني في ندوة لفرع أربيل اتحاد الأدباء الكرد يوم 27 أبريل (نيسان) 2017.
المشاركة مع ممثلي الأديان ومديرية التعايش بوزارة الأوقاف في كردستان في معرض الفن التشكيلي والعرض الموسيقي للفنانة سارا طةلايي من شرق كردستان يوم 25 أبريل (نيسان) 2017 في قاعة فندق جوارجرا بأربيل.
في بيان رسمي نشر يوم 21 أغسطس (آب) 2017 باسم مجتمع يهود الكرد طالب فيه الرأي العام ببناء تذكارية مشتركة للإبادات الجماعية التي تعرض لها كل المكونات على شاكلة تذكارية (يادفاشيم) الهولوكوست، واقترح إنشاء صندوق مشترك لإنجاز هذا العمل.
الحالة الاقتصادية والسياسيةالراهنة لليهود الكرد
بما أن اليهود الكرد الآن في جنوب كردستان أقلية صغيرة لم يكشف عن وجودها أكثر العوائل، فإن من الصعب أن نحصل على صورة واقعية لحالتهم الاقتصادية، وذكر تميزاتهم كما في الماضي الذي مر ذكره في المبحث الأول.
وحال اليهود الكرد في الجانب الاقتصادي مثل غيرهم من أطياف المجتمع الكردستاني، فجزء منهم يقومون بالخدمة الوظيفية ويأخذون الرواتب من الحكومة في إقليم كردستان، ومنهم من يعمل في التجارة وقليل منهم في الزراعة، وحالتهم المعيشية الآن صعبة كحالة غيرهم من أبناء جنوب كردستان؛ نظراً للأزمة الاقتصادية التي يمر بها الإقليم[64].
لا يوجد لليهود الكرد الآن أي حزب سياسي أو جهة أو مؤسسة في جنوب كردستان، بل هم كغيرهم من المكونات الموجودة، لبعضهم انتماءات سياسية والبعض الآخر ليس لديهم ذلك.
وربما اقتصر اهتمامهم السياسي على القضية الكردية، فهم من أنشط الممثليات الموجودة في دعم القضية الكردية داخلياً وخارجياً، وعلى سبيل المثال نشاطاتهم في إسناد الدعم للبشمركة في الحرب ضد داعش، وكذلك دعمهم لاستفتاء كردستان يوم 25/9/ 2017 من أبرز أنشطتهم السياسية.
دعم استفتاء كردستان يوم 25/9/2017، ومن هذه النشاطات:
في استفتاء كردستان قام مجتمع يهود الكرد وممثلية اليهود الكرد بوزارة الأوقاف يوم 14/9/2017 بتوجيه دعوة للأمم المتحدة توضحان فيها دعمهما للاستفتاء وتطالبان المجتمع الدولي بدعم الاستفتاء المذكور، ويحذران من العواقب الوخيمة نتيجة إفشال هذه الخطوة المهمة، وإلقاء اللوم من الإبادات الجماعية على عاتق من يقف ضد هذا الاستفتاء.
في 21 يونيو (حزيران) 2017 أوضح شيرزاد مامسيني ممثل اليهود الكرد بوزارة الأوقاف مطالبة ممثليتهم بوجود ممثل لهم ضمن اللجنة العليا للاستفتاء، ليكون لهم دور في حشد الدعم للاستفتاء على الصعيد الخارجي، لتمتعهم بعلاقات جيدة مع مؤسسات خارجية[65].
طالب مامسيني في تصريح صحفي الكونغرس الأمريكي -عقب زيارة له إلى إسرائيل واللقاء بأعضاء في الكنيست- بتقديم المزيد من الدعم لقوات البشمركة «التي تحمي المسلمين والمسيحيين واليهود والصابئة والإيزيديين والعرب والكرد دون استثناء».[66]
مظاهرات لدعم عفرين ضد هجمات الدولة التركية:
شارك مجتمع اليهود الكرد في تجمع لإسناد عفرين في غربي كردستان يوم 4/2/2018.
اليهود الكرد ويهود العالم
تفاعل اليهود الكرد مع اليهود المنتشرين في عدد من الدول ويمكن رصد هذا التفاعل من خلال:
استقبال وفد شباب اليهود البريطانيين يوم 9 يوليو (تموز) 2017 في مقر مجتمع اليهود الكرد بمدينة أربيل[67].
استقبال وفد من مجتمع اليهود الكرد في إسرائيل يوم 28 مارس (آذار) 2017 في مقر مجتمع اليهود الكرد في أربيل لبحث العلاقات المشتركة وتبادل الخبرات، وزيارة الأماكن الدينية لليهود الكائنة في جنوب كردستان.
استقبال ممثل من منظمة (شڤێت ئاخیم-الأخوة معا) وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية تعمل لعلاج الأطفال المصابين بمرض القلب.
في تسجيلين موثقين نشرا يوم 28 مارس (آذار) 2017 على صفحة ممثلية اليهود الكرد، تظهر مجموعة من رجال مسنين في مكتب الممثلية بأربيل، يرحب بهم (رنج) باسم المكتب ويبدي فرحه بزيارة اليهود الكرد إلى كردستان الجنوبية، ثم يبدي الزائرون فرحتهم بالغناء الكردي، وفي التسجيل الثاني تظهر المجموعة على قلعة أربيل الأثرية يغنون معاً ابتهاجاً بالعودة مرة أخرى إلى ديارهم[68].
العمل في محيط ملتهب بالصراعات الطائفية والمذهبية أمر معقد وعسير، ولا يخلو من تحديات جمة -حسب قول مامسيني، ومع ذلك يرى بأن كردستان الجنوبية حكومة وشعباً أرضية خصبة للحرية الدينية والعيش المشترك[69]، وفيما يتعلق بالتحديات فإن مجتمع اليهود الكرد في منشور له يوم 1 يونيو (حزيران) 2017 يحذر مجتمع اليهود الكرد من محاولات لمؤسسات استخباراتية إقليمية لزرع أناس باسم اليهود الكرد بينهم لخدمة أجنداتهم، ويقومون بوضع صفحات ومواقع من أجل تشويه سمعتهم وتصغير حجمهم، ويشير المجتمع إلى محاولات هؤلاء مع القنصليات الموجودة في كردستان، بإرسال تقارير لهم من أجل التأثير على القنصليات حتى لا يتعاملوا معهم.
الخاتمة
في ختام البحث توصلت إلى جملة من النتائج، أهمها:
قدم جذور اليهود في كردستان.
أتت الديانة اليهودية عن طريق اليهود الذين هُجِّروا قسراً من بلادهم.
بدأ اليهود الكرد مع غيرهم من أبناء كردستان ببناء حياة جديدة وعلاقات متينة مع المكونات المختلفة.
تمتع اليهود الكرد في ربوع كردستان بحرية كبيرة مقارنة ببقية المناطق التي هجروا إليها من المنطقة.
أثر اليهود على أبناء كردستان من الناحية الدينية بشكل واضح وصل إلى اعتناق العائلة المالكة لمملكة أديابين الدين اليهودي.
أضاف اليهود لكردستان إضافات ثقافية ودينية واقتصادية، وكان لهم إسهامات واضحة في شتى مجالات الحياة.
تمتع اليهود الكرد في كردستان بممارسة الطقوس الدينية وبناء المعابد، وبناء علاقات اجتماعية طيبة مع مكونات كردستان المختلفة.
تعرض اليهود الكرد الذين عاشوا في كردستان إلى الظلم والاضطهاد في بعض الأحيان.
كان عدد السكان اليهود الكرد (22618) قبل الهجرة والتهجير، حسب الإحصائية العراقية لعام 1947، وانخفض بعد قرار إسقاط الجنسية عنهم إثر قيام دولة إسرائيل إلى (15) يهودياً بقوا في محافظات (السليمانية، كركوك، ديالى) حسب إحصائية 1977.
ظهر اليهود الكرد مرة أخرى بعد سنوات من الاختفاء في 2015 عن طريق ممثلية لهم بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان العراق.
يحاول اليهود الكرد إحياء الثقافة اليهودية في كردستان الجنوبية، من خلال البحث عن العوائل ذوي الأصول اليهودية التي لم توثق بعد عددها.
تنحصر الأنشطة الدينية لليهود الكرد الآن في جنوب كردستان في إقامة بعض المراسيم الدينية في خفاء ووسط أناس محددين.
يمتاز اليهود الكرد، من بين كثير من المكونات الدينية المختلفة الموجودة الآن في جنوب كردستان، بتأييد القضية الكردية والإسهام في بناء دولة مستقلة على أرض كردستان، ويحلمون بإرجاع حقوقهم المسلوبة وإعادة اليهود الكرد الذين يعيشون خارج كردستان، والراغبين بالعودة إلى أصولهم الكردية.
يحاول اليهود الكرد الآن المساهمة الفاعلة في شتى مجالات الحياة عموما، والثقافية والاجتماعية على وجه الخصوص، وكان لهم إسهامات واضحة في هذا المجال، وتقوية التعايش السلمي بين كل المكونات.
[1] أستاذ في قسم الشريعة كلية العلوم الإسلامية في جامعة صلاح الدين، أربيل.
[2] ينظر: يهود كردستان، إريك براور، وأكمله رافائيل باتاي، نقله إلى العربية: شاخوان كركوكي و عبدالرزاق بوتاني، دار ئاراس، أربيل- كردستان العراق: 50-61.
[3] يراجع: العهد القديم- الملوك الثاني 15:29، وأخبار اليوم الأول: 5:26.
[4] ينظر: تاريخ يهود العراق، نبيل الربيعي، ط1، دار الرافدين، بيروت- لبنان، 2017: 575، ودراسات في تاريخ اليهودية والمسيحية في كردستان، د. فرست مرعي، دار ئاراس، أربيل- كردستان العراق:11.
[5] يهود كردستان – تاريخهم، مواقعهم، أعمالهم، صورهم، هةلويست قادر عةلي.
[6] ينظر: إسرائيل والأكراد 1949-1990، دراسة من المركز القوقازي للدراسات الإيرانية في مدينة يريفان– جمهورية أرمينيا ونشرت في جامعة ليدن الهولندية – منشورات دار برل، قام بترجمتها: عبد السلام طه، مدون آثاري و مترجم من العراق.
[7] دراسات في تاريخ اليهودية والمسيحية في كردستان، د. فرست مرعي، دار ئاراس، أربيل-كردستان العراق:13.
[8] يهود كردستان: فلكلور أصيل وهوية متجذرة في عمق التاريخ، سمادار العاني، موقع المغرد:
تاريخ الزيارة: 18/2/2018.
[9] المشنا غفران أو «كيفوريم» ٣: ١٠.
[10] العدد ٥: ١٩–٢٢.
ينظر: يهود كردستان، المجلس اليهودي الأمريكي، موقع جيمينا:
تاريخ الزيارة: 19/1/2018.
[11] حياتي في نصف قرن، أحمد سوسة، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1986: 78-89.
[12] يهود العراق تاريخهم أحوالهم هجرتهم، يوسف كوريه: 8.
[13] ينظر: يهود كردستان ورؤساؤهم القبليون دراسة في فن البقاء، مردخاي زاكن، ترجمة: د. سعد محمد خضر، المركز الأكاديمي للأبحاث، ط2، بيروت 2013: 53، ودراسات في اليهودية والمسيحية في كردستان، د. فرست مرعي، ط1، دار آراس، أربيل- كردستان العراق، 2008.
[14] ينظر: يهود كردستان، إريك براور، وأكمله رافائيل باتاي، نقله إلى العربية: شاخوان كركوكي و عبدالرزاق بوتاني، دارئاراس، أربيل- كردستان العراق: 11.
[15] ينظر: يهود العراق والمواطنة المنتزعة، د. كاظم حبيب، منشورات المتوسط، ط1، 2015، ميلانو-إيطاليا: 62.
[16] اليهود في شمال العراق (دراسة تاريخية ، أ.م.د. سعد سلمان عبداالله المشهداني م.د. جودت جلال كامل عبد اللطيف، مجلة الدراسات التاريخية والحضارية، المجلد: ٦ ، العدد: ١٨، يناير (كانون الثاني) ٢٠١٤.
[17] ينظر: يهود كردستان ورؤساؤهم القبليون دراسة في فن البقاء، مردخاي زاكن، ترجمة د. سعد محمد خضر، المركز الأكاديمي للأبحاث، ط2، بيروت، 2013: 53، ودراسات في اليهودية والمسيحية في كردستان، د. فرست مرعي، ط1، دار آراس، أربيل- كردستان العراق، 2008: 21.
[18] ينظر: تاريخ يهود العراق، نبيل الربيعي، مصدر سابق: 582-583.
[19] ينظر: يهود كردستان، إريك براور، مصدر سابق: 273.
[20] ينظر: تاريخ يهود العراق، نبيل الربيعي، مصدر سابق: 587- 588، والأكراد اليهود: طائفة صغيرة تحافظ على كنز ثقافي كبير، يؤاف شاحام،
تاريخ الزيارة 18/1/2018.
ويهود كردستان المجلس اليهودي الأمريكي، موقع جيمينا
http://jimenaexperience.org
تاريخ الزيارة 19/1/2018.
[22] ينظر: يهود العراق والمواطنة المنتزعة، د. كاظم حبيب، مصدر سابق: 59.
[23] ينظر: إسرائيل والأكراد 1949-1990، دراسة من المركز القوقازي للدراسات الإيرانية في مدينة يريفان– جمهورية أرمينيا، ونشرت في جامعة ليدن الهولندية ، منشورات دار برل، قام بترجمتها: عبدالسلام طه ، مدون آثاري ومترجم من العراق.
[24] تاريخ يهود العراق، نبيل الربيعي، مصدر سابق: 578-583.
[25] ينظر: رحلة بنيامين التطلي، بنيامين التطلي: 86-87.
[26] ينظر: تاريخ يهود العراق، نبيل الربيعي: 633-635.
[27] ينظر: نبذة عن حياة يهود كردستان العراق، بشار واثق العبوسي، موقع ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى:
تاريخ الزيارة: 21/2/2018.
والأكراد اليهود: طائفة صغيرة تحافظ على كنز ثقافي كبير، يؤاف شاحام، موقع المصدر:
تاريخ الزيارة: 18/1/2018.
[28] الأليانس: التحالف العالمي. ينظر: يهود العراق، نبيل الربيعي: 640.
[29] ينظر: اليهود في العراق 1920-1856، غادة حمدي عبدالسلام، ط1، مكتبة مدبولي، القاهرة، 2008: 199-210.
[30] ينظر: فصول من تاريخ يهود كردستان، د. فرست مرعي: 63.
[31] ينظر: يهود كردستان، إريك براور، مصدر سابق: 284-285.
[32] ينظر: نبذة عن حياة يهود كردستان العراق، بشار واثق العبوسي، موقع ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى:
تاريخ الزيارة: 21/2/2018.
[33] ينظر: إسرائيل والأكراد 1949-1990، دراسة من المركز القوقازي للدراسات الإيرانية في مدينة يريفان– جمهورية أرمينيا ونشرت في جامعة ليدن الهولندية، منشورات دار برل، قام بترجمتها: عبدالسلام طه، مدون آثاري ومترجم من العراق.
[34] ينظر: جولةكةكانى شارى سليَماني، ريبوار حمةتوفيق، ط1، مركز جميل الروزبياني التاريخية، السليمانية، 2015: 82-98.
[36] يعادل (15-20) جنيها إسترلينياً.
[37] ينظر: يهود كردستان، إريك براور، مصدر سابق: 267-273.
[38] وهما من الأماكن التي يذهب إليها أهالي السليمانية لقضاء وقت ممتع في فصل الربيع. ينظر: جولةكةكانى شارى سليَماني، ريبوار حمةتوفيق، ط1، مركز جميل الروزبياني التاريخية، السليمانية، 2015: 162-165.
[39] ينظر: زاخو الماضي والحاضر، سعيد الحاج صديق زاخويي، ط2، 2016: 411، و جولةكةكانى شارى سليَماني، ريبوار حمةتوفيق، مصدر سابق: 171.
[40] ينظر: يهود كردستان ورؤساؤهم القبليون دراسة في فن البقاء، مردخاي زاكن، ترجمة: د. سعد محمد خضر، المركز الأكاديمي للأبحاث، ط2، بيروت، 2013: 50-54.
[41] المرجع السابق، 54-55.
[42] ينظر: فصول من تاريخ يهود كردستان، د. فرست مرعي، ط1، مطبعة محافظة دهوك-كردستان العراق، 2013: 58-59.
[43] ينظر: يهود كردستان ورؤساؤهم القبليون دراسة في فن البقاء، مرجع سابق، 36-43.
[44] ينظر: يهود كردستان دراسة في فن البقاء، مردخاي زاكن: 223-224، ويهود العراق والمواطنة المنتزعة، كاظم حبيب، مصدر سابق: 5563، واليهود في شمال العراق (دراسة تاريخية، أ.م.د. سعد سلمان عبداالله المشهداني م.د. جودت جلال كامل عبداللطيف، مجلة الدراسات التاريخية والحضارية، المجلد: ٦ ، العدد: ١٨، يناير (كانون الثاني) ٢٠١٤.
[45] اليهود من جديد في كردستان، د. فرست مرعي، مجلة البيان، العدد 348، شعبان 1437هـ، مايو (أيار)ى2016.
[46] ينظر: يهود كردستان دراسة في فن البقاء، مردخاي زاكن: 224.
[47] مراسلة عن طريق البريد الإلكتروني مع شيرزاد مامسيني، الممثل السابق لليهود الكرد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان، بتاريخ 4/3/2018.
[48] قانون حماية حقوق المكونات في كردستان– العراق رقم (5) لسنة 2015.
[49] القانون نفسه.
[50] مراسلة عن طريق البريد الإلكتروني مع شيرزاد مامسيني، الممثل السابق لليهود الكرد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان، بتاريخ 4/3/2018.
[51] يهود الإقليم يطالبون بضمانات، أحمد بالةكي، موقع آزانس:
تاريخ الزيارة: 3/3/2018.
[52] مراسلة عن طريق البريد الإلكتروني مع شيرزاد مامسيني، الممثل السابق لليهود الكرد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان، بتاريخ 4/3/2018. ومقابلة مع كامران كيان، ناشط يهودي كردي في كردستان العراق، أربيل، بتاريخ 4/3/2018.
[53] يهود الإقليم يطالبون بضمانات، أحمد بالةكي، موقع آزانس:
تاريخ الزيارة: 3/3/2018.
[54] رحلة إلى كردستان العراق والحلم بإعادة إحياء المجتمع اليهودي، المغرد:
تاريخ الزيارة: 3/3/2018.
[55] المرجع السابق.
[56] نفسه.
[57] مراسلة عن طريق البريد الإلكتروني مع شيرزاد مامسيني، الممثل السابق لليهود الكرد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان، بتاريخ 4/3/2018.
[58] يراجع: الصفحة الرسمية لمجتمع اليهود الكرد على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك:
https://www.facebook.com/kurdistanjc
تاريخ الزيارة: 6/3/2018.
[59] ماضي اليهود يعود إلى الحياة في كردستان العراق، موقع:
تاريخ الزيارة: 7/3/2018.
[60] مراسلة عن طريق البريد الإلكتروني مع شيرزاد مامسيني، الممثل السابق لليهود الكرد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان، بتاريخ 4/3/2018.
[61] ينظر: بفضل تنظيم «داعش»، كردستان العراق تشهد إحياء يهوديا بعد انقطاع، دوف ليبر، ذا تايم أوف إسرائيل:
تاريخ الزيارة: 5/3/2018.
[62] ماضي اليهود يعود إلى الحياة في كردستان العراق، موقع:
تاريخ الزيارة: 7/3/2018.
[63] الصفحة الرسمية لممثلية اليهود الكرد على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:
https://www.facebook.com/KurdishJewish.KRG
تاريخ الزيارة: 7/3/2018.
[64] انظر: المراسلتين نفسيهما.
[65] اليهود الكرد يطالبون بوجود ممثل لهم باللجنة العليا للاستفتاء، موقع ويشة:
تاريخ الزيارة: 6/3/2018.
[66] اليهود في كردستان.. دين أم سياسة؟، أمير فندي، موقع الجزيرة:
http://www.aljazeera.net
[67] يراجع: الصفحة الرسمية لمجتمع اليهود الكرد على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك:
https://www.facebook.com/kurdistanjc
تاريخ الزيارة: 6/3/2018.
[68] https://www.facebook.com/KurdishJewish.KRG/
تاريخ الزيارة: 7/3/2018.
[69] مراسلة عن طريق البريد الإلكتروني مع شيرزاد مامسيني، الممثل السابق لليهود الكرد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان، بتاريخ 4/3/2018.