عقد مركز المسبار للدراسات والبحوث يوم الأربعاء الموافق 16 يناير (كانون الثاني) 2019، ورشة عمل بعنوان (كيف نفهم التحولات السياسة في أفريقيا: الانتخابات- الإرهاب- الإثنية)، تحدثت فيها د. نرمين محمد توفيق، الباحثة المصرية المتخصصة في الدراسات الأفريقية وشؤون الحركات المتطرفة، ومجموعة من الباحثين وذلك في قاعة المركز في دبي. عن المتغيرات السياسية في القارة ومحددات فهمها.
تناولة ورقة د. نرمين هشاشة أسس الدولة وسبل معالجتها، وعن إشكالية الدولة والحكم في القارة الأفريقية قالت إن الدول تسعى لتجاوز الصراعات الحدودية، وأنها نجحت جزئيًا في علاج ضعف الحوكمة، وحدت من انتشار للأزمات الاقتصادية والسياسية. مشيرةً لتبوء الشباب مناصب قيادية، ولمواثيق الاتحاد الإفريقي للحد من الانقلابات ودعم التحول الديموقراطي.
وفي ورقة حول الإرهاب، أشارت الورشة إلى استغلال الجماعات الإرهابية لفراغات السيادة وضعف الدولة. وتحول الصراع السياسي الإثني إلى صراع عنفي يستخدم الدين، مشيرةً إلى حالة “جيش الرب للمقاومة” في أوغندا من جهة، وحركة “الشباب المجاهدين” في الصومال من جهةٍ أخرى. وكلاهما يرتبط بسياق داخلي؛ ففي الأول كانت إثنية الأوشلي تعاني من التهميش وطوّر جوزف كوني محاولات تمرّد دينية سابقة، وألمح الباحثون إلى بروز ثنائية (العدو القريب والبعيد) في عقيدة جيش الرب الأوغندي؛ بتحوّله من مهاجمة الجنوب إلى محاربة من لا يدعمه من السكان المحليين.
بخصوص السياق الصومالي، تتبع ظهور الحركات الإرهابية بدايةً، من مجرد جناح عسكري لجماعات متشددة، حتى وصلت إلى حركات مستقلة تتغذى من مكافحة الأجنبي، وصولاً إلى جدلية الانضمام لقاعدة، وتنظيم داعش، آخذين بالاعتبار نشأة تلك الحركات التاريخية والأيديولوجية المتطرفة والظروف المحيطة في تشكلها، والنشاط الإرهابي لها، والسيناريوهات المتوقعة لوجودها أو تمددها. وما هو دور الساسة والقبيلة والأحزاب في عملية الاستقرار المأمول لتلك البلدان.
يذكر أن مركز المسبار للدراسات والبحوث، أصدر في أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، كتاب المسبار “الحركات الإرهابية في أفريقيا، الأبعاد والاستراتيجيات”، الكتاب الثاني والأربعون بعد المئة. نسقه كل من الدكتورة فريدة بنداري، المتخصصة في الشؤون الأفريقية، وإبراهيم أمين نمر، عضو هيئة التحرير في مركز المسبار.