مقدّمة
تعني عبارة «التعليم الديني» المستعملة في هذه المداخلة تعليم الدين الإسلامي في المؤسّسات التربويّة العمومية، ولا تهتم هذه المداخلة بالتعليم الديني في المؤسّسات الخاصّة أو المدارس الإسلاميّة. ومنذ ستينيات القرن الماضي، عرفت أوروبا الغربيّة ازدهارا اقتصاديا وتحوّلت إلى قوّة مبهرة وجذّابة بعد ما أصابها في الحرب العالميّة الثانية، وما شهدته من موجات الهجرة القادمة إليها خاصة من البلدان الإسلامية، وقد أثّر هذا المعطى في البنية السوسيولوجية والديمغرافية الأوروبية، وكان له أثر متأكد في مضامين التربية الدينية عامة والمادة التعليمية حول الإسلام خصوصا، وهناك ثلاث تبعات يمكن استنتاجها:
أولا: نيّة العمّال المهاجرين في الاستقرار في أوروبا وما يترتب على ذلك من وجود متواصل وسلمي للإسلام والمسلمين على الأراضي الأوروبية.
ثانيا: يتمثل المتغير الثاني في كون «الآخر» (أي المسلم والإسلام) الذي كان ينظر إليه إلى الحرب العالمية الثانية نظرة المختلف والمقابل والمنافس لأوروبا، قد أصبح بسبب الهجرة جزءا من المجتمع الأوروبي ومن «النخب» الأوروبية.
ثالثا: ينبغي لمفهوم الديانة اليهودية المسيحية الذي كان سائدا إلى ذلك العصر في الثقافة الأوروبية أن يترك مكانه لمفهوم التعددية الدينية.
لقد برز الأثر المباشر لتحوّل مجتمع من وضع الانغلاق إلى وضع الانفتاح والتعددية من خلال قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) وقرارات الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية حول التعايش بين الأديان في سياق متعدّد الثقافات. فكلّ هذه القرارات قد شدّدت على ضرورة الإصلاح في هذا الميدان. وقد تواترت هذه القرارات منذ 1958، سواء لدى الكاثوليك أو البروتستانت، ومثّلت جوابا لتحدّيات الحداثة والتعددية الدينيّة، وأصبحت بعدا مسلّما به في المجتمعات الأوروبيّة.
وكان من نتائج التعددية الدينية في أوروبا الغربية أن أصحاب الديانات غير المسيحية الدين كانوا متجاهلين إلى حد الستينيات في دروس التعليم الديني، قد أصبحوا شيئا فشيئا موضوع الاهتمام والتفكير، وأصبح لهم ذكر في الدروس الدينية بألمانيا. أمّا ذكر غير المسلمين في الدروس الدينية، فقد خضع لهدفين متباينين. فالهدف منه حسب بعض المربين هو التعرّف على أصحاب العقائد الأخرى، وإبراز قوّة الإسلام ووحدته بالمقارنة بالأديان الأخرى. وفي مقابل هذا التصوّر «الجوهراني» فإن مجموعة أخرى من المربين ترى أنّ الحديث عن الأديان الأخرى ينبغي أن يهدف لإثراء الثقافة الدينية للتلاميذ، وفتح آفاقهم المعرفية حول الأديان والثقافات الأخرى.
وسأهتمّ في هذه المداخلة بالسياق الاجتماعي والسياسي الذي شهد ظهور الدروس الدينية الإسلامية في ألمانيا، وغايتي أن أبرز الأطروحة التالية: إنّ الحديث عن الأديان والعقائد غير الإسلامية في الكتب التعليمية الإسلامية بألمانيا قد ارتبط بوضع تعليم الأديان في المنظومة التربوية، وهو يعكس وضعية الأقليّة التي تميز المسلمين وما يحملون من آمال ويواجهون من تحديات. فتنزيل البرامج الإسلامية المقترحة في سياقها التاريخي هو الذي يبيّن أنّ هناك تطوّرا ملحوظا، بل هناك تغيّر جذري في طرق المسلمين للحديث عن الأديان الأخرى. ويبقى السؤال مطروحا: هل التغيّر قد ارتبط بعمق التطوّر اللاهوتي الإسلامي، أم إنّه تغيّر ناتج عن الضغوط التي خضع لها المسلمون بسبب المنظومة القانونية والاجتماعية الألمانية؟
هذه الأطروحة تتكامل مع أطروحة ثانية، وهي أنّ اعتماد روح التعددية الدينية في معالجة الأديان الأخرى والسلوك نحو الآخر، لا يمكن أن يصبح أمرا واقعا إلاّ إذا ارتبط بقبول التعددية والتنوع داخل الإسلام نفسه، أي في علاقات المسلمين بعضهم البعض. فتصوّر المسلم للآخر يرتبط بتصوّره لذاته المسلمة في كتبه التعليمية. وأخيرا فإن الأطروحة الثالثة التي أودّ إبرازها في هذه المداخلة تتصل بوظيفة الحديث عن الأديان والعقائد الأخرى في الدروس الدينية الإسلامية، فذكر هذه الديانات والعقائد يتأرجح بين إمكانيتين: إمّا أن يكون فرصة لتأكيد وحدة الإسلام وقوته، أو أنّه فرصة لإثراء الانتماء الديني وترسيخ التعددية الدينية المشار إليها في الدروس المعنية.
وأقدّم في هذه المداخلة الجواب عن سؤالين أساسيين:
كيف تذكر الأديان الأخرى في الكتب التعليمية للدين الإسلامي في ألمانيا؟
ما الهدف من الحديث عن الأديان الأخرى في دروس التعليم الإسلامي؟
وسأعمد إلى درس ثلاث مدوّنات للتعليم الديني الإسلامي تقدم أشكالا ومضامين مختلفة، اقترحت للتعليم الديني الإسلامي في ألمانيا. فالمدونة الأولى هي المقترحة من المجلس الإسلامي الألماني، وهي هيئة تضمّ 19 جمعيّة مسلمة (ترك، عرب، ألمان، ألبان، إيرانيون، سنة، شيعة… إلخ). وهدف هذه الهيئة تنظيم حياة المسلمين في ألمانيا، ودعم اندماجهم في المجتمع الألماني. وقد قدمت هذه الهيئة منهجا في سنة 1999 تولّت إعداده لجنة بيداغوجية تكونت لهذا الغرض. والمدونة الثانية قد اقترحت من الفدرالية الإسلامية ببرلين، وهي هيئة نشأت سنة 1980 وضمت 26 جمعية ثقافية ودينية إسلامية، وهدفها «التعريف بالإسلام وتيسير اندماج المسلمين في المجتمع الألماني». وقد قدمت منهجها في 1999 عن طريق «المعهد البيداغوجي الدولي» ومقرّه مدينة كولونيا، وبدأ اختباره منذ سنة 2001. وهذان المنهجان في التعليم الديني هما أوّل ما اقترح على المستوى الفدرالي، ويقع اعتمادهما حاليا مع تصحيحات وتنقيحات وانتقادات. أمّا المدونة الثالثة التي سأعتمدها فهي الصادرة سنة 2008 وعنوانها «سفير» وهي عبارة عن كتاب تعليمي للدين الإسلامي للفصلين الخامس والسادس، وقد أعدّته مجموعة بيداغوجية من المسلمين. ويبدو أنّ هذا المنهج لا يرتبط بجمعيّة دينيّة مخصوصة. وقد اعتمد إلى حدّ الآن في أربع مقاطعات ألمانية. سأبيّن رؤية كل مدونة من هذه المدونات للمجموعة المسلمة وأسس تكوينها ورؤيتها للعقائد والأديان الأخرى.
المدونة الأولى
المدونة الأولى هي التي أعدّها المجلس الإسلامي بألمانيا وهي تحدّد الهدف من التعليم الديني كما يلي: تقريب نمط الحياة الإسلامي إلى الوضع الذي يعيشه التلاميذ المسلمون. ونجد فصلا عنوانه «أنا ومجموعتي الدينية» (ص4) وهو أوّل فصول المدونة، وكونه الأوّل يعكس الاهتمام البالغ لأصحاب المدونة بقضيّة الهويّة الإسلاميّة، وترتكز هذه الهويّة على التمييز بين المسلم وغير المسلم، وتدفع المدونة التلاميذ المسلمين إلى أن يتجهوا إلى الجماعة الإسلاميّة عندما يشعرون بالحاجة ويطلبون الدعم. وتمثل الأسرة الحلقة الأولى في الجماعة، يليها المسجد وزملاء الدراسة، وبذلك يحظى التلميذ المسلم بتنشئة إسلامية مناسبة (ص4).
وترى المدونة أنّ وجود المسلم في سياق غير إسلامي يمثل خطرا محتملا على هويته، لذلك يشدّد أصحاب المدونة على ضرورة أن يحظى الشاب بالرعاية والإحاطة من المجموعة المسلمة. وهناك إصرار على تأكيد الاختلافات بين المسلمين وغيرهم. أمّا الاختلافات داخل المجموعة المسلمة ذاتها فلا تذكر في كل فصول المدونة، بل على العكس نرى أن أصحاب المدونة قد سعوا إلى التقريب بين كل المذاهب والفرق بالتغاضي عن الاختلافات بينها. ولا توجد إشارة مثلا إلى الاختلاف حول مدونات السنة بين الفرق والمذاهب الإسلامية. ويقع الاهتمام بالقرآن أساسا بصفته العنصر المشترك بين جميع المسلمين. وترتكز العلاقة بالآخر على فكرة التسامح، والاقتصار على هذه الفكرة يؤكد أنّ أصحاب المدونة يتمسكون بوضع تقليدي لمسألة علاقة المسلم بغير المسلم، إذ يقتضي الأمر الحديث عن التعددية الدينية التي تقتضي الاعتراف بوجود الأديان الأخرى. لكن المدونة الأولى تفضّل البقاء في مفهوم التسامح.
المدونة الثانية
تحدّد هذه المدونة هدفها فـي «تقديم تصوّر للألوهية والنبوة والخصال والقيم الإسلامية». وتشير إلى قلّة جدوى الحفظ والتلقين في التعليم، وتقترح تقديم معلومات متنوعة للتلاميذ من دون إجبارهم على حفظ نصوص معينة. وتحدّد المدونة الجماعة الإسلامية بأنّها جزء من الجماعة البشرية عامة، وتتحدث عن الاختلافات بين المسلمين أنفسهم، وتنظر إلى الجماعة الإسلاميّة على أنّها متنوعة، فالشاب المسلم ينتمي إلى الإسلام عامة، لكن يمكن أن يكون منتميا أيضا إلى مجموعة أو مذهب معين. وتوسّع المدونة مفهوم الأمّة الإسلامية كي يصبح عنصرا من عناصر المجتمع الألماني. ويؤكد أصحاب المدونة ضرورة تهيئة التلاميذ لإعمال عقولهم والتفكير بأنفسهم والقدرة على اتخاذ القرار.
المدونة الثالثة
يتوجّه كتاب «سفير» إلى التلاميذ المسلمين ليحدثّهم عن أوضاعهم المعيشية الحالية ومشكلاتهم وآمالهم. ويحدد الهدف من التربية الإسلامية في اطلاعهم على المعلومات الأساسية المتعلقة بدينهم وحياتهم اليومية ومشكلاتهم. وتقدّم المجموعة المسلمة في هذا الكتاب التعليمي على أنّها جزء من المجموعة البشرية أوّلا، ثم جزء من المجموعة الاجتماعية الألمانية ثانيا. وتشير إلى الاختلافات داخل المجموعة المسلمة نفسها، وتعتبر أنّ هذه الاختلافات يمكن أن تحلّ بالمفاوضة والحوار.
وممّا لا شكّ فيه أنّ طريقة هذا الكتاب الدراسي في الحديث عن الشخص المسلم ووضعه في العالم الأرضي وعلاقته بالمجموعات الدينية الأخرى، يؤكد تغيّرا واضحا بالمقارنة بالمدونتين السابقتين. فالمجموعة الإسلامية لا تقدّم على أنّها منغلقة على نفسها، ولا يعتمد الزوج (مسلما أو غير مسلم) ضابطا وحيدا للتمييز بين البشر. وبدل الحديث عن الاختلافات بين المسلمين وغير المسلمين فإن الكتاب يسعى إلى تحديد العناصر المشتركة بينهم. ويقدّم الكتاب في عدّة مواضع معلومات عن الأديان التوحيدية وغير التوحيدية، وغايته إثراء المعلومات لدى التلاميذ من دون ترجيح كفة أحدها.
فالواضح أنّ المدونات الثلاث تتحدث عن غير المسلمين بطرق مختلفة، ويؤكد التحليل أن اختلاف الطرق يرتبط بالرؤية للاختلافات داخل المجموعة الإسلامية نفسها. فالمدونة الأولى تسعى إلى إبراز انفتاح الإسلام على الأديان الأخرى، لكنها تشترط أن يقوم هذا الانفتاح على قاعدة الأمة الإسلامية. وتنحصر أغلب محاور هذه المدونة في العبادات (العقائد والصلاة والصوم… إلخ) ولا تتضمن فصولا حول المعاملات والتشريعات. فالهدف هو مساعدة الشبان على الاندماج في المجتمع من دون فقدان هويتهم الدينية وثقتهم بأنفسهم. وتهدف المدونة إلى إبراز عناصر القوة في الإسلام واختلافه عن الأديان الأخرى.
أما المدونة الثانية، فهي تقتصر أيضا على العقائد والعبادات دون المعاملات، وتهدف إلى تقديم معلومات للشباب المسلم عن الأديان الأخرى المتعايشة معه، إذ إنّ التواصل مع الديانات الأخرى أصبح ضروريا بحكم الطابع التعدّدي للمجتمع. والهدف من الحديث عنها هو تحديد نقاط مشتركة يمكن أن تكون قاعدة لعلاقة إيجابية بالآخر.
أما كتاب «سفير» الصادر سنة 2008 فهو يحاول الملاءمة بين التعليم الديني الإسلامي والقيم والمناهج المستعملة في التعليم الألماني، فمحور الكتاب ليس المجموعة الإسلامية تخصيصا، بل المجتمع الألماني ككلّ، وتقتصر هذه المدونة، مثل سابقتيها، على العبادات دون المعاملات، ولكن المساحة المخصّصة للحديث عن الأديان الأخرى هي مساحة مهمة بالمقارنة بالمدونتين السابقتين. ويرسم الكتاب صورا من الحياة اليومية يتعايش خلالها شبان مسلمون وغير مسلمين في مواقع مشتركة مثل المدرسة والسوق… إلخ.
إنّ المقارنة بين طرق حديث المدونات عن الأديان الأخرى، تؤكد الاختلاف بينها. فهذه المدونات تعكس الرغبة في المحافظة على الهوية المسلمة، وكتاب «سفير» يعامل الأديان الأخرى على أنها إثراء لمعتقد المسلمين، ويطرح قضية العلاقة بالآخرين في إطار علاقة الأديان بين بعضها البعض ضمن مجتمع تعدّدي.
تأويل المدونات
لا بدّ من الرجوع إلى الإطار التاريخي والثقافي للقضية؛ كي نفسّر مواقف المدونات الثلاث للتعليم الإسلامي. فالتعليم الديني في ألمانيا يحصل بشكل من التعاون بين الدولة والجمعيات الدينية المعترف بتمثيليتها (على غير ما يجري به العمل في فرنسا وإنجلترا مثلا). ويتعين على الدروس الدينية أن تحترم التشريعات المتعلقة بحقوق الإنسان والحريّات الشخصية، وخاصة الفقرة الثالثة من المادة السابعة من القانون المدني الألماني. وبما أنّ التعليم الديني بألمانيا منظم في شكل تعاون بين الدولة والمجموعات الدينية، وأن المنظمات الدينية المعترف بتمثيليتها هي وحدها التي تمنح حق المشاركة مع الدولة في صياغة برامج التعليم الديني، فإن العديد من الجمعيات الدينية الإسلامية قد سعت خلال الثمانينيات، ثم خاصة في فترة التسعينيات، إلى الحصول على حق تنظيم دروس التربية الدينية في المؤسسات التعليمية العمومية بألمانيا. ومع أن عدد هذه الجمعيات مهمّ فإن القليل منها قد نجح في الحصول على هذا الترخيص. ولا بدّ أن نلاحظ في هذا الإطار أنّ إقحام التعليم الديني الإسلامي في المؤسسات العمومية الألمانية، يمثّل تحوّلا حصل تحت رعاية الدولة الألمانية من دروس كانت تلقى في المدارس الدينية والمساجد إلى دروس دينية عمومـية «معلمنة». فهذا الانتقال من تعليم ديني في المؤسسات الدينية إلى تعليم ديني عام، قد ترتبت عليه تغيّرات جوهرية في مستوى المقرّرات المقترحة للتدريس.
ويبقى السؤال المطروح أعلاه قائما، فهل هذا التغيير يعكس حقيقة المواقف والخطابات الداخلية التي تعتمدها المجموعة الإسلامية؟ لا يمكن أن يقدّم الجواب الحاسم على هذا السؤال في إطار هذه المداخلة؛ إذ يقتضي ذلك القيام بتحليل دقيق لمضامين المناهج الدراسية المقدمة بالمقارنة مع التصورات اللاهوتية والعقائدية السائدة لدى المجموعات الدينية المعنية.
الخلاصة
تقدّم المدونة الأولى تصوّرا لا يفسح مجالا كبيرا للعقائد الأخرى، والهدف الأساسي منها هو المحافظة على التصوّرات الإسلامية وترسيخها لدى الشبان المسلمين، ومساعدتهم على الاحتفاظ بهويتهم. أما علاقتهم بالآخرين، فإن المدونة تعالجها بمفهوم التسامح بصفته مفهوما تواصليا بين المجموعات الدينية، وهو ما يتضمن فكرة عدم المساواة بين الأديان. فالعالم يبدو في صورة تعددية الانتماءات الدينية والثقافية مع الفصل بينها، وقيام التواصل بينها على مبدأ التسامح.
لكن التسامح يعارض مبدأ التعدّديّة لأنّه مفهوم قائم على مفارقة وحكم قبلي. أمّا التعدّديّة فهي ضمان لكل شخص ولكل مجموعة أن توجد من دون ضغط ولا حكم مسبق.
أمّا المدونة الثانية، فهي تقوم على مسلّمة أن المجموعة المسلمة جزء من مجموعة أكبر وهي المجموعة البشرية. وأمّا المدونة الثالثة فهي تعكس تواصل الجدل حول دور الفرد المسلم في مجتمع غير مسلم. وتتطرق هذه المدونة في عدة مواضع إلى الأديان الأخرى، وتعامل هذه الأديان على أنها جزء من مجموعة أديان أكثر عموما.
إنّ القراءة التاريخيّة للمدونات التي اعتمدناها تؤكد وجود تطوّر مفاهيمي، وإذا اعتبرنا مفهوم التعدديّة أكثر تطّورا من مفهوم التسامح، فإنّه يصحّ حينئذ القول بأنّ المدونة الثالثة هي الأكثر تطوّرا ضمن المجموعة فيما يتعلق بالتعليم الديني الإسلامي، وهو تطوّر تشهد له المناهج المستعملة بالمقارنة بالمدونتين الأخريين.
جدول لاختصار النتائج
المحور | المدونة الأولى | المدونة الثانية | المدونة الثالثة |
مبدأ إنشاء المجموعة | أن يكون الشخص مسلما | – الخلق الإلهي
– الدين – الجنس البشري |
الانتماء إلى الجنس البشري |
العبارة المستعملة للمجموعة | الأمة: الأقلية المسلمة التي تعيش في المهجر | الأمة:
– مجموعة الكائنات البشرية – مجموعة المسلمين – التجاور الديني |
المجموعة الموجودة في مكان وزمن محددين |
الوحدة والتنوع | ضعف | إثراء | إمكانية الاستفادة من الآخرين |
التعامل مع الآخرين | التسامح | الحرية الدينية | التعدّديّة |
مبدأ التأويل | جوهراني | انفتاح واندماج | اندماج وانفتاح |