تصدر الطبعة الثانية من كتاب «الإخوان المسلمون وإيران الخميني- الخامنئي» عن مركز المسبار للدراسات والبحوث في الإمارات العربية المتحدة.
لقي الكتاب عند صدور طبعته الأولى في فبراير (شباط) 2013 صدى كبيراً تمثل في عشرات المراجعات له في الصحف، وتم تناوله أكثر من مرة في الفضائيات. أتى هذا من معالجته قضية العلاقة المتينة بين أكبر حركتين سياسيتين إسلاميتين في الوسطين السني والشيعي في زمن يتصاعد فيه التوتر السني- الشيعي، الذي كانت إيران الخميني- الخامنئي, أحد محركاته الكبرى، بحكم ما نتج عبر وصول الخميني للسلطة في طهران عام 1979، من مد الشيعية السياسية خصوصاً في العراق وسورية ولبنان، ثم مع وصول هذا التوتر إلى ذروته مع الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 وما أنتجه من تحالف أميركي- إيراني في البلد المغزو والمحتل، استمر حتى بدء إيران ببرنامج تخصيب اليورانيوم في أغسطس (آب) 2005، من إمساك الأحزاب والحركات الشيعية الموالية لها بمقاليد السلطة في بغداد.
كانت الطبعة الثانية فرصة لمتابعة عرض العلاقة بين الطرفين في الفترة الممتدة بين عامي (2013-2020) وهو ما يتناوله الفصل الرابع عشر من الكتاب، وقُدِمت خاتمة جديدة تم فيها مراجعة فرضية الجسر الفكري الواصل بين الطرفين الواردة في الكتاب بـ«أن السيد جمال الدين الأفغاني كان هو الجسر الأول الذي أوصل ضفتي السنة والشيعة إلى فكرة (إسلام عام) وصل في تأثيراته بالواسطة عبر الشيخ رشيد رضا إلى حسن البنا وبشكل مباشر إلى الخميني، ولتقوم حركة (الإسلام السياسي الأصولي)، في شكليها السني الإخواني والشيعي الخميني، على أساس تلك الفكرة كجوهر لأسسها الفكرية السياسية».
في خاتمة الطبعة الثانية يصل المؤلف بعد تفكير ومراجعة طويلة استغرقت سنوات عديدة، إلى أن فكرة (الإسلام العام)، العابرة لمذهبي السنة والشيعة، هي أبعد من جسر واصل بين البنا والخميني، أنتجت تلاقيات فكرية ترجمت في السياسة، لتصل هذه الفكرة إلى أن تكون رحماً مولداً لمنظومة فكرية واحدة عندهما، أنتجت رؤية فكرية واحدة للإسلام، ولماضي المسلمين وحاضرهم، وللغرب الأوروبي- الأميركي، وللشيوعية، وبرنامجاً إسلامياً للحل و«الصحوة». هذه المنظومة الفكرية الواحدة عند جماعة الإخوان المسلمين وإيران الخميني- الخامنئي، هي التي قادت إلى هذه الديمومة المديدة زمنياً من التلاقي السياسي بينهما.
اللاذقية- 23 فبراير (شباط) 2021
محمد سيد رصاص