قبل أيام قليلة، اعتذر أكبر البكر، المدير التنفيذي لـ”الخطوط الجوية القطرية”، عن اقتراحه أن لا امرأة تستطيع أداء عمله، والشركات الكبرى يجب أن يقودها رجال.
وقد أدلى بذلك الكلام عقب تسلمه منصبه رئيساً لـمجلس الحُكّام في هيئة صناعة الطيران” (اختصاراً “إياتا” IATA)، لولاية تستمر عاماً. لكن اعتذاره –وقد أكّده في بيان رسمي صدر عن الشركة- افتقر إلى الحماسة على أحسن تقدير، خصوصاً أنه عزا تلك الحماقة إلى “الطرافة” المعروفة عن أكبر البكر.
بقول آخر: إنه يؤمن بقوة بالمساواة بين الجنسين ويدعمها في شركته، لكن لأنه “طريف”، فلربما ظهر أحياناً أنه ذكوري.
أما الحقيقة بشأن التمييز الجنسي، فإنها تقترح شيئاً آخر. ولعقود طويلة، استُعمِلَتْ عبارة “كنتُ أمزح” كذريعة أو تضليل ملتبس، عن التمييز الجنسي. لم تعد تكفي كشرح، إذ تبدي سياسات الجندر (النوع الجنسي) في الشركات والجمهور أيضاً، وعياً متنامياً لحقيقة أن الكلمات مهمة.
ليس البكر بغريب عن تُهَمْ التمييز الجنسي، والتمييز على أساس العمر أيضاً- وهما وباءان غالباً ما يترافقان سوية. وقبل بضع سنوات، أثناء تدشين خط طيران لـ”الخطوط الجوية القطرية” بين الدوحة ودبلن، اغتنم المدير التنفيذي لتلك الخطوط الفرصة للتهكم على شركات الطيران الأميركية، وقال: “معدل أعمار طواقم القيادة في الخطوط الجوية القطرية لا تزيد على (26) سنة… لذا، لا تحتاجون السفر على متن تلك الناقلات الجوية الأميركية العتيقة. إنكم تعرفون أن الجدّات هن اللواتي يقدمن لكم الخدمة في تلك الناقلات الأميركية”.
إذا كنّا نعرف بما نفعل، وما يفعله المرء أساساً هو الكلام، لذا يتوجب على البكر أن يراقب ما يقوله.