حدد عمار علي حسن -باحث مصري في العلوم السياسية- في دراسته اثنين من الصحفيين في حالة دراسته، كان صوتهما بارزاً خلال حقبة الحرب الأفغانية ضد السوفيت عام 1989، ليبين من خلال ما قالاه وصوراه وقدماه، كيف يستغل منتمون إلى جماعات وتنظيمات «الإسلام السياسي» المواقف والأحداث المهمة والفارقة في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية في سبيل تعزيز وجودها عبر إشغال «المجال العام» بخطابها، واتخاذه سبيلاً لتجنيد الأنصار والأتباع. وهذان الصحفيان هما: أحمد منصور، وياسر أبو هلالة، اللذان أثبتا هنا انتماءهما لـ«الإسلام السياسي»، ثم ابتعد الباحث عما يخص شخصية كل منهما إلا على سبيل التعريف، لينصرف إلى تحليل الخطاب أو الرسالة الإعلامية التي أطلقها كل منهما على حدة، ثم الصورة العامة التي حوتها.
يعرض الباحث خطابهما معتمداً على «التحليل الكيفي»، ويدرس مدى تأثير هذا الخطاب على الجمهور وقتها، وأخيراً ما تبقى من آثاره، وصولاً إلى النظر في صور تكراره في مناسبات أخرى، وكيفية تجنب سلبياته، وفهم ما يتجدد منه في الواقع الحالي.
يشير الباحث إلى أن هذا البحث ليس دراسة تاريخية بحتة، أو تعقباً يرمي إلى القدح في شخصيات بعينها، بقدر ما هو كشف عن حالة ولدت في زمن ما ثم تناسلت عبر الوقت، لتكرار الظروف الشبيهة، أو استمرار أغراض من أنتجوا وروجوا خطاب التعبئة خلال الحروب أو المشكلات الحادة والعميقة، التي تمثل في حد ذاتها فرصة قوية للتعبئة والحشد
شرح الكتاب
جدول المحتويات
45 د.إ
400 د.إ