أكد عدد من الخبراء المختصين في شأن اليمني، على “ضرورة دعم المجتمع الدولي لعملية تحرير الحديدة، باعتبارها البوابة الرئيسية نحو إنهاء معاناة أبناء المدينة، وفتح ممرات الإغاثة أمام المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة”، معتبرين أن “تحرير الحديدة ومينائها يعني وقف تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية وتهريب السلاح ونهب المساعدات الإنسانية”، مشيدين في ذات الوقت بـ”الخطة الاستراتيجية الإماراتية، والتي تتضمن إنشاء جسر إغاثة إنساني يرافق العمليات العسكرية نحو تحرير الحديدة”.
هذه المواقف جاءت خلال ملتقى “صناعة السلام في اليمن..تحرير الحديدة: بداية نهاية الحرب“، والذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم الجمعة 22 يونيو الجاري، ونظمه “منتدى باريس للسلام والتنمية”، بهدف مناقشة الحلول المتاحة لإرساء السلام في اليمن.
المنظمون للملتقى اعتبروا أن الرسالة العامة له تتمحور حول”ضرورة تحرير مدينة الحديدة لما تمثله من أهمية استراتيجية في تحويل مجرى الحرب ومابعدها، والرضوخ للقرارات الدولية ذات الصلة،والعودة إلى مفاوضات سلام عملية وجادة، تنهي حالة الحرب ومعاناة الناس، وتبدأ بعدها عملية إغاثة دولية واسعة، عبر ميناء الحديدة ومطارها”.
النقاش شارك فيه عدد من الخبراء والمختصين العرب والأجانب، ومن ضمنهم رينولدز تانتر، عضو مجلس العلاقات الخارجية الامريكي، والباحث المختص في الشرق الاوسط بجامعة جورج تاون، والمحامية البريطانية كريستي بريملو، الخبيرة في القانون الدولي، والدكتور فرانسوا فريزون غوش، استاذ العلاقات الدولية جامعة السوربون، وسواهم من المختصين.
الأستاذة منى السيلاوي، والتي كانت ضمن الحاضرين في الملتقى، عن “منظمة شعوب غير ممثلة”، أشارت إلى أن “الحديدة كانت الموضوع الرئيس في الاجتماع. وتمثلت الرؤية المتفق عليها بأن خروج الحوثيين من المدينة وإعادة السيطرة على الميناء، يعني بداية نهاية الحرب“، وذلك لسببين برأيها، وهما “أولا مع تحرير الحديدة ستنقطع خط إمداد السلاح للحوثيين، وثانيا سيسهل تاليا وصول الإمدادات الغذائية والطبية للمدنيين، الذين يتخذ الحوثيون منهم دروعا بشرية“.
من جهتها، تحدثت المحامية البريطانية كريستي بريملو، حولتجربتين تاريخيتين في مفاوضات السلام، مستشهدة بالتجربةالإيرلندية، ومن ثم تجربة مفاوضات السلام في كولومبيا بعد ٥٢ سنةمن الحرب بين الحكومة والمتمردين من جيش التحرير الوطني، وسبل الاستفادة من النموذجين في صناعة السلام اليمني.
الدكتور فرانسوا فريزون غوش، تطرق في مشاركته إلى أن “مايشغل ذهن المواطن اليمني في وضعه الحالي هو احتياجاتهالأساسية، مثل الأمن والاستقرار والغذاء والأدوية. وبعد ذلك سيفكربأمور أخرى مثل الدستور أو كيفية إدارة البلاد”. لذلك يعتقد أنه “منالضروري جدا خلق واقع جديد في اليمن، قبل أن يتم مناقشة أي أمرآخر“.
المشاركون وفي ختام مداولاتهم دعوا إلى “تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي تهدف إلى تحرير المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين“، و“التأكيد على ضروره حق المقاومة المحلية في طرد الحوثيين من مناطقهم، باعتبارهم قوى احتلال غير شرعية وغير مقبولة من جميع أبناء المدينة”، لأن “من يحاصر الحديدة هم الحوثيون الذين يستخدمون المدنيين من أبناء المدينة كدروع بشرية“.