السلفيّة المعاصرة منظومة متعددة الإتجاهات والملامح، تمتد تأثيراتها الفكرية والإجتماعية لأبعد من مصادرها وروافدها الطبيعية، في حياة الناس وفي جدالات النخب. إنها حضور السلف في الخلف، امتداد تصوّراتهم ومفاهيمهم حول الحاضر والمستقبل، وهي تضمّ اتجاهات متعددة وإن تنازع كلّ منها على احتكارتمثيلها؛ وعلى الرغم من كل ذلك، فإن السلفيّة المعاصرة لم تأخذ حقها من الدرس بعد. ورغبة من مركز المسبار للدراسات والبحوث في تحليل هذه الظاهرة تحليلاً موضوعياً جاء هذا الكتاب الذي أسميناه “رماح الصحائف: السلفيّة الألبانية وخصومها” والذي يركّز على السلفيّة الألبانية التي احتذت رؤى الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني “1914 – 1999” ولكن يأتي التناول في إطارالسلفيّة ومنظومتها المعرفية، وأهم مقوماتها وتصوراتها للجانب السياسي ومعاركها وموقفها من التشكّلات الأخرى للفكرة الإسلامية. نأمل أن يكون في هذا الكتاب إفادة للباحثين، وفتح لنوافذ جديدة من الحوار مع هذه الظاهرة والمنظومة المعرفية التي نراها لا تزال تحتاج لكثيرمن البحث والتحليل.