يرى الكاتب والباحث الإماراتي محمد الهاشمي أن الصراع بين المذاهب الإسلامية أدى إلى استحضار كل أنماط العداء بين المسلمين خصوصاً في السنوات الأخيرة. وقد تراوح هذا العداء بين الدموية والحروب انتقالاً للسجالات الكلامية والتكفير المتبادل، وانتهاء بالمعاملات بين أتباع المذاهب والطوائف في التجارة والحياة الاجتماعية ومظاهرها كالزواج والجيرة والإقراض المالي. لكن كثيراً ما تأسس العداء على شيء من التمييز العرقي والإثني الشعوبي، عدا عن الخلاف الفقهي والعقدي، وانعكس الأمر على الصراع السني- الشيعي، حتى تجاوز التمييز الإثني والعرقي بينهما خطوط واقع أن أتباع المذهبين ينتشرون في بلاد العرب والعجم.
تحاول هذه الدراسة المعنونة: “زرادشتية إيران بين نظرتين: عربية وغربية” (إيران ودول المغرب العربي: المسألة الشيعية، الكتاب الخامس عشر بعد المئة، يوليو/ تموز 2015) تتبع فكرة “المجوسي” على مستويات عدة تاريخية وثقافية ودينية، وتناقش مقولة: إن الفرس متربصون بالعرب وإن هناك تنافسية بينهما على زعامة الإسلام. لقد تتبع الكاتب كيفية انتقال تلك المشاعر إلى كتب المستشرقين الغربيين الذين كتبوا ونقلوا عن الإسلام، كما وصلت الفكرة نفسها إلى كثير من الباحثين الغربيين المعاصرين، وهم مهتمون بفهم جذور الإرهاب على خلفية أحداث 11 سبتمبر (أيلول) وظهور حركات القاعدة وداعش. وقد حاول هؤلاء فهم مرجعية الفكرة أن الشيعة مجوس –أي إنهم كفرة بطبيعة الحال- بسبر أغوار الفهم السلفي السني الذي قوى بدوره اعتقاد أهل السنة بمجوسية الشيعة، دون أن يغفلوا الأهمية التاريخية للموروث الزرادشتي الفارسي وتأثيره في الأديان السماوية كافة، وهو ما يتضح فيما سيعرض من آراء واستشهادات.
بإمكانكم الاطلاع على الدراسة الكاملة من خلال الملف أدناه