الدمام: «الشرق الأوسط»
خطاب الإسلام السياسي من الخلافة إلى الحقوق
أصدر مركز المسبار للدراسات والبحوث، ومقره دبي، كتابه الشهري الذي حمل عنوان «تحولات خطاب الإسلام السياسي السعودي من الخلافة إلى الحقوق»، وهو كتاب يتناول التحولات في الخطاب الديني والسياسي عند الإسلاميين في الخليج عموما، والسعودية خصوصا.
وتهتم الدراسات المدرجة بالمتغيرات التي عرفها خطاب الحركات الإسلامية الخليجية، وتسعى إلى فهم مستوى التبدل لديها، من خلال التركيز على مسائل مركزية، كالعلاقة المتوترة مع الدولة، وموقع التنمية والحقوق عند التيارات الدينية، وتحولات الإخوان المسلمين في البيئة السلفية السعودية، إلى جانب موضوعات أخرى، بمشاركة عدد من الكتاب المختصين.
الباحث السعودي عبد الله الرشيد، وفي دراسة بعنوان «خطاب التنمية والحقوق بين التيارات الدينية في السعودية»، سعى عبر قراءة هذا الخطاب، إلى فهم الصورة الشمولية، والعقل المركزي لدى هذه التيارات في تعاطيها مع قضايا التنمية والحقوق، من خلال المسارين التاريخي والفكري.
«الإخوان المسلمون وتحولاتهم في البيئة السلفية»، هو الموضوع الذي ناقشه الباحث الأردني علي البلوي، والذي يرى أن السلفية التقليدية ظلت أمينة لمراجعها وتراثها ولعلاقتها مع الدولة، وحتى وإن تغيرت الأوضاع والظروف السياسية والثقافية، ثم أنتجت سلفية جديدة كلامية أقرب إلى المنهج الإخواني، غير أنها ظلت أمينة لمشروعها وتأصيلاتها الدينية، ولهذا لم يجد التنويريون الإسلاميون من يواجهونهم سوى التيار الليبرالي، على اعتبار أنه القوة المنافسة، معتبرا في الوقت ذاته، أن التحولات التي يعيشها الإخوان المسلمون في السعودية والخليج تبدو واحدة؛ فهي جماعة ما زالت فاقدة الإرادة كبقية الأفرع التابعة للإخوان المسلمين في القاهرة، كما أن اختلاف الظروف السياسية، جعل إخوان السعودية يظهرون على شكل إقطاعيات نخبوية جديدة، ولهذا كانت مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية هدفهم الرئيسي.
الكاتب محمد حسين الدوسري، من جهته، تطرق إلى موضوع «الدستور عند الإسلاميين السعوديين»، مبينا أن كثيرا من الحركات التي أخرجت بيانات تدعو فيها إلى «الدستورية» أو إلى «حراك دستوري»، تحتاج إلى إعادة نظر في مفهومها للدستورية، حيث إن جميع مرجعياتهم نصية نقلية، ولا يختلفون كثيرا عن المسار التاريخي للدولة السعودية.
«صعود الهوية»، هو ما سعى إلى مناقشته الباحث في الفكر الإسلامي المعاصر حمّود حمّود، واضعا «الهوية» كأحد الأعمدة البنيوية للنسيج الأصولي، في حين يصف الطائفية بأنها أرض النبات الأصولي، وأن الطائفية والهوية لا ينفصلان، ويرى أن الصراع مع إيران سيمدّ في عمر الأصولية والأصوليين في المنطقة، وأن صراع الأصوليات هو نفسه صراع الهويات وعلى معناها. ويقسّم الباحث أطراف الصراع إلى: أصوليي السنة وأصوليي الشيعة، ويخصص دراسة حالته لنماذج الطرفين من الخليجيين في الخارج.
الكتاب ضم أيضا عددا من الشهادات، على تحولات فكرية مر بها ثلاثة من الكتاب السعوديين، وهم: شتيوي الغيثي، عبد الله المطيري، وسكينة المشيخص.
فالغيثي يرى أن التجربة التي مر بها كانت أقل شهرة وحدّة، لكن تبقى التجربة ذات بُعد يمكن من خلاله فهم انتشار ظاهرة التحولات في أكثر من مكان في السعودية، ولا يرى فيها تلك التحولات العنيفة، لا في فترة الصحوة، ولا في المرحلة اللاحقة لها.
أما عبد الله المطيري، فتحدث عن قراءاته في الفلسفة الغربية الحديثة والقديمة، وكيف أنها صارت فرصة لتحويل الغضب والألم من المشاكل حولنا إلى بحث معرفي صحي ومفيد. ويروي بعدها الكاتب دور أسفاره وعبرها في إثراء تجربته حول الآخر، وكيف تعلم من أسرته وزوجته أثناء عيشه في أمريكا أنه يمكن أن نعيش حياتنا من دون كراهية وحقد على أحد، وأن نملأ بيوتنا بالمحبة بدلا من الكراهية.