يعرض الباحث الفرنسي في قضايا الإرهاب، فيليب ميغو (Philippe Migaux) في دراسته ” فرسان العزّة.. من الاحتجاج المتطرّف إلى تهيئة الإرهاب” (حواضن داعش: نشوء الجهادية السلفية في أوروبا- الكتاب الرابع والتسعون، أكتوبر/ تشرين الأول، 2014) تاريخ الحركات الإسلامية في فرنسا منذ ثمانينيات القرن الماضي، بما تشكله من تهديد لهوية الجمهورية الفرنسية ومبادئها العلمانية.
تمحورت المادة حول التطور والظروف المرافقة لنشأة تنظيم “فرسان العزة” الذي أسسه الشاب الفرنسي من أصول مغربية محمد الشملان، المتأثر في الفكر الديني المتشدد. ظهر التنظيم بشكل رسمي بعد تسجيله في الخامس والعشرين من يونيو (حزيران) 2010 وكان الهدف منه كما أعلن: “إدانة الظلم الذي يتعرض له المسلمون الحقيقيون في فرنسا والعالم”. بعدما اتخذ صفة رسمية بدأ تنظيم “فرسان العزة” بالترويج لحملة من الاستفزاز والخطاب التحريضي في موقعه على الإنترنت، حيث كانت “الشهادة” الإسلامية موجودة في الصفحة الرئيسة، ويليها صوت يوحي بالحرب وصليل السيوف المسلولة.
يرصد الباحث أبرز المنشورات التي نشرها التنظيم على موقعه، والتي أثارت بلبلة إعلامية بسبب طابعها المتشدد والمعادي. استلهم تنظيم “فرسان العزة” نهجه من أساليب “إسلام من أجل بريطانيا” ولجأ إلى استخدام الأشرطة المصوّرة والاحتجاجات والتظاهرات. كما نشر موقعه البيانات النارية لمنظمة “شريعة من أجل بلجيكا” وهي جماعة مقرّبة من “إسلام من أجل بريطانيا” أسسّها البلجيكي المغربي الأصل فؤاد بلقاسم، وكان من بين شعاراتها رفض الديمقراطية والدعوة إلى إعادة هيكلة بلجيكا وجعلها دولة إسلامية. يحدد ميغو أهم الأهداف التي كانت وراء تأسيس الموقع، فإلى جانب المنشورات التي لها طابع إسلامي راديكالي وضع التنظيم على سلم أولوياته هدفين: التحريض على العنف ونشر النظريات الجهادية. واكبت أيديولوجيا التطرف تحركات احتجاجية ميدانية صغيرة جداً لم تجذب لها مؤيدين، حيث قام رئيس التنظيم محمد الشملان بالدعوة إلى تظاهرات تنديداً بمسائل عدة رأى أنها تمس المسلمين، من بينها: حظر النقاب.