ماهر فرغلي[1]*
بالرغم من معوقات كثيرة ومنها غياب كاريزما أسامة بن لادن، وضعف أيمن الظواهري وكبر سنه، والخلاف الدائم حول قتال التمكّن المحلي أو المعولم، وبيعة التنظيم لحركة طالبان، والتنافسية مع داعش، فإن ظروفاً ووقائع كثيرة أتاحت لفروع القاعدة الاستمرار وأهمها الصراعات المتداخلة، سواء بين عرقيات متنوعة، أو سقوط أنظمة سياسية، ووجود بيئات توتر متنوعة، والخريطة الإرهابية المعقّدة من الكتائب المختلفة التوجهات، سواء لأسباب عرقية قومية، أو لأخرى عقدية دينية، إضافة لهشاشة بعض الدول وارتفاع معدلات الفقر فيها. استمرت فروع التنظيم، بل وزادت القدرات القتالية لبعضها، لدرجة أن منها من بدأ يحاول إقامة إمارة، وعقب مقتل الظواهري في 31 يوليو (تموز) 2022 بدأ التساؤل حول إمكانية استمرار هذه الفروع وقدراتها، وإمكانية تكيفها، وهي ما تجيب عنه هذه الورقة.
أولاً: الفروع قبل مقتل الظواهري
لم يعد تنظيم القاعدة في عهد الظواهري مركزياً كما كان من قبل، كما يقول المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون برينان (John Brennan): “إن القاعدة الأساسية -المجموعة التي يقودها أيمن الظواهري- ليست كما كانت في السابق”[2]، وسيطر المصريون على المراكز القيادية في فروع التنظيم، وأدى ذلك إلى التنازع بين ثلاثة صنوف من القادة، وهم: التاريخيون الذين كانوا حول بن لادن، والصنف الثاني: هم الجناح الذي يمثله تلاميذ أبو مارية القحطاني (ميسرة الجبوري)، والثالث: القادة الذين نشؤوا في حرب سوريا أو في صحارى مالي وأدغال الصومال ونيجيريا، إلا أن التنظيم جغرافياً احتفظ بالفروع السبعة، أي تقسيمه للعالم إلى (7) مناطق على رأس كل منطقة عضو في مجلس شورى الشبكة، يشرف على التنظيمات القطرية المبايعة لزعيم التنظيم، سواء كانت منضوية أو منظّمة أو شريكة أو حليفة له.
قبل مقتل الظواهري وفي الأسابيع التي تلت ذلك سنجد أن أهم الملامح التي واكبت الوجود والنفوذ لفروع التنظيم الآتي:
- أيديولوجية المركز ومرونة الفروع: اعتمد تنظيم القاعدة في أواخر عهد الظواهري وما بعده على رؤية تكتيكية تمنح الفروع الإقليمية من قبيل (جماعة نصر الإسلام، حركة الشباب، تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية… إلخ) استقلالية تكتيكية تجعلها قادرة على التحرك بمرونة على المستوى المحلي دون الرجوع للقيادة المركزية، لكنها برغم تعدد مسارح عملياتها، ظلت ملتزمة بأيديولوجية المركز: “لقد توسـع تنظيـم القاعدة عـن طريق ضـم مجموعـات جديـدة بحذر، وأظهر قـدرة على تنسـيق تنفيذ رؤيتـه المناهضة للغرب، عن طريق قيـادة مركزيـة وبنـى قيادية وإداريـة محددة بوضـوح، ليتحول إلى فـروع شـبه مسـتقلة ذاتيـاً حـددت توجهها التشـغيلي الخـاص، إلا أنها بقيـت مواليـة بعمـق للقيـادة المركزية لتنظيـم القاعدة، ومـع حلـول عـام 2011، باتـت مـوارد القيـادة المركزية وقدراتهـا التشـغيلية محـدودة جـداً، ولكـن مـع ذلـك بـدأت استراتيجية أكبر وأكثر “نضوجـاً” بالظهـور، حيث كانـت المجموعـات الفرديـة التابعـة للتنظيـم تتحـول إلى حـركات متمـردة اجتماعية لجـذور قـادرة على المشاركة في معـارك تقليديـة، وعلى فـرض سـيطرة أكثر متانـة على الشـعوب”[3]. “لقد جاء نجاح تنظيم القاعدة في إعادة إحياء شبكته العالمية نتيجة لثلاث خطوات استراتيجية اتخذها الظواهري: كانت الأولى هي اعتناق نهج تقوية، الفروع الخارجية، الأمر الذي سهل بقاء الحركة على قيد الحياة، وعلى مدى السنوات، تم دمج قادة ونواب فروع القاعدة القصية في عمليات الحركة التداولية والتشاورية. واليوم، أصبحت حركة القاعدة “محلية -عالمية” حقاً، بعد أن ضمت المظالم ومواطن الشكوى المحلية في رواية عالمية تشكل الأساس لاستراتيجية كبيرة جامعة”[4].
2- الخلاف حول المحلي والمعولم: شهدت فروع القاعدة صراعًا بين القتال المحلي أو السير على الاستراتيجية نفسها التي وضعها أبو حفص وأبو عبيدة البنشيري المؤسسان الحقيقيان للقاعدة، وهي شبكة القتال المعولم، وبانت الإشكالية في سوريا، وتنازع القادة ما بين المحلية وما يسمى “الجهادية العالمية”، ولم تحسم المسألة بشكل واضح، أو فقه استراتيجي بعينه، وفي الأعوام الأخيرة شهدنا تنظيمات محلية كثيرة تابعة لمظلة القاعدة، وبان في رسالة منظِّر التنظيم أبو بصير الطرطوسي التي أرسلها إلى الظواهري هذه الإشكالية، حين أراد الأول، من التنظيمات السورية أن تنفصل عن القاعدة، حرصاً على ما أسماه (الجهاد السوري)، وهو ما حصل فيما بعد تحت مسمى (جبهة تحرير الشام)[5]، وهي الاستراتيجية القائمة على “استرضاء المجتمع”، عبر ما يسمى تكوين الجبهات والتحالفات الداخلية، وهي أفكار يؤمن بها عدد كبير من القيادات الآن، وهو ما أوجد صراعاً عميقاً مع جناح القاعدة المعولم، ومشايخ التنظيم، مثل أبي قتادة، حول “المظلة القاعدية المعولمة” و”المظلة المحلية”، وتسبب ذلك في ظهور فروع تعمل على بناء أيديولوجية خاصة بها قائمة على القتال البعيد المعولم مثل “جيش الملاحم”، و”جيش الساحل”، و”جيش البادية”، و”سرية كابل”، و”جند الشريعة”، وكلهم في سوريا[6].
في الوقت الذي أعلن أكثر من فرع بليبيا حل نفسه، ولم يعد (تحرير الشام) يتمسك بمرجعية التنظيم، تمسّك حرّاس الدين بمرجعية القاعدة، وأصبح الصراع بينهما يتجاوز القضايا المرجعية إلى الخلافات السياسية والتنظيمية حول مسائل السلاح والمال، وبرزت مجموعات في أساليب التنفيذ الإرهابية تميل لتبني النمط “الداعشي” في العمليات، في مقابل تغيرات محدودة في العقيدة الفكرية. وفي إمارة الساحل والصحراء، لم تنته الصراعات والنزاعات بين المجموعات المختلفة القاعدية، وكان من أسباب ذلك عدم وجود أمير ميداني موحَّد في المنطقة، وإنما كانت المجموعات كلها مرتبطة بقيادة فرع القاعدة في الجزائر، وهذا الأمر زاد من التنافس بين أمراء الكتائب، وعزّز من استقلالية كل منهم، وازدادت حدة الانتقادات والاتهامات المتبادلة بينهم[7]، وشهدت بعض فروع التنظيم عمليات اختراق أمني كبير، وهو ما اتضح في رسالة إلى الظواهري[8]. أما في أفغانستان فانشطر التنظيم لخلافات حول بيعة طالبان والمصالحة مع أميركا، وتعاون الرافضون للتفاوض مع جماعة حقاني، وهذا ما لعب عليه داعش بشكل كبير واعتبر أنه لا يقود القاعدة في الحقيقة، وأدى ذلك لانتشاره في مناطق نفوذ القاعدة بالحدود الباكستانية ووزيرستان.
المجموعة والفرع |
أهم أسباب الصراع |
حراس الدين جبهة تحرير الشام |
اتهام حراس الدين تحرير الشام بالوشاية واغتيال قياداته |
إمارة الساحل والصحراء |
عدم وجود أمير ميداني موحَّد، والتنافس بين أمراء الكتائب المتعددة الولاءات[9] |
فرع اليمن |
الاتهام بالجاسوسية[10] وانشقاق أهم القيادات مثل عمار القصيمي، عزام النجدي، فواز القصيمي، ومصعب الشرقي[11] |
فرع شبه القارة الهندية |
الخلافات حول بيعة طالبان والمصالحة مع أميركا والتفاوض مع مجموعة حقاني[12] |
3- انتقال مركز ثقل التنظيم من شرق آسيا إلى مناطق أخرى: ومنها أفريقيا، التي أصبحت مركزاً رئيساً للقاعدة، في الساحل والصحراء، وانسحبت قوة فرع التنظيم من موريتانيا والجزائر والمغرب وتونس، إلى بقايا له في جنوب الجزائر متداخلة بقيادة أبي عبيدة يوسف العنابي مع جماعة أنصار الإسلام والمسلمين، وأصبح للتنظيم مركز ثقل كبير في الصومال وكينيا.
4- فرض السيطرة على مواقع التعدين والمناجم: كان الهدف من ذلك هو تأمين التمويل، عن طريق السيطرة على مواقع التعدين التقليدي وتهريب الأخشاب النادرة إن أمكن، وتم ذلك من قبل عناصر القاعدة في موزمبيق، وأفريقيا الوسطى، وبوركينا فاسو، “وقد حدث الشيء نفسه في شمال بنين، على امتداد (200) كيلومتر من حدودها مع بوركينا فاسو، حيث يختبئ عناصر التنظيم في الغابات لتنفيذ استراتيجية التمويل الذاتي”[13].
5- اعتماد حرب النكاية والاستنزاف: اعتمدت فروع القاعدة استراتيجية القتال المحلي، “والعمل من خلال تنظيمات عقائدية محلية، وتجنب المواجهات التي يتسبب استهداف العدو إياها في خسائر ميدانية، وذلك عن طريق التعبئة، والوصول لمرحلة التوازن”[14]، وبعدها يتم الهجوم على المدن الكبرى كما جرى في الصومال، التي يسيطر فيها على (25%) من أراضيها، لذا فهو -على سبيل المثال- لا يهجم على الموانئ في ساحل العاج، بل يتحكم في عرقية البيول التي تسيطر على الطرق التي توفّر الماشية إلى الساحل الأفريقي، والبضائع التي يتم تفريغها في الموانئ، وهذا يعني أن “القاعدة”، تتحكم في وصول اللحوم إلى الموانئ، وبشكل تدريجي، يحاولون تمرير كل هذه البضائع عبر المناطق غير المستقرة التي يسيطرون عليها، حيث يمكنهم تحصيل الرسوم، لأنهم يتطلعون بشكل متزايد نحو الاقتصاد”[15].
6- استهداف المجال البحري: استمرت تلك الاستراتيجية في ما قبل مقتل الظواهري، عن طريق استخدام المجال البحري كوسيلة لشنّ هجمات على أهداف برية، أو اختطاف القطع البحرية واحتجاز الرهائن كما جرى من قبل حركة الشباب، فرع تنظيم القاعدة الصومالي، من احتجاز بحارين من جنسياتٍ مختلفة كرهائن، واستمرار الهجمات ضد الأهداف البحرية، مثال الهجوم الذي شنه تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية، على فرقاطة تابعة للبحرية الباكستانية “بي إن إس ذو الفقار” في قاعدة كراتشي البحرية.
7- التحرك إلى السواحل والصحارى: لوحظ أنه في الفترة التي سبقت وأعقبت مقتل الظواهري أن تنظيم القاعدة حاول الحصول على موطئ قدم وقواعد دائمة إما على السواحل أو في الصحارى، فأنشأ ميليشيات تتحرك في منطقة شاسعة في الصحراء الكبرى الأفريقية، وهي التي تمتد من المنطقة الحدودية بين السودان وليبيا، حتى بحيرة تشاد، وسواحل كوت ديفوار، التي استغل فيها “التوترات بين الرعاة المحليين وعرقية البيول القادمين من الخارج. وتم نقل هذا الأسلوب من منطقة ماسينا في مالي، حيث قدم نفسه كجهة تحل مشاكل السكان، مع محاباة وتفضيل مصالح عرقية البيول”[16].
8- استغلال الحروب الأهلية: أثبت تنظيم القاعدة نجاحه من خلال العمل وسط الحروب الأهلية لدولٍ أخرى، ولا تُعد سوريا استثناء عن ذلك. كما حدث في اليمن، ومالي، وفي أماكن أخرى، فإن التنظيم قد عمِل بطريقة جعلته يتسلل بين الجماعات المتمردة المحلية، وقدموا سردية تخلط بين المشاكل المحلية ومشاكل ما يسمى “حركة الجهاد العالمي”، ونجح القاعدة في استخدام استراتيجية العصابات الدفاعية، وتطبيق أساليب هجومية كالغارات والدوريات والكمائن وحرب الألغام والمتفجرات وقصف المواقع الحسّاسة، ومهاجمة المناطق المنعزلة[17].
9- استغلال العمل مع الجماعات الأخرى: لقد انفتح تنظيم القاعدة في عهد الظواهري للعمل مع الجماعات الأخرى القريبة والشريكة في الأهداف، كما فعل في سوريا، إذ عادة ما يُولي فصائلَ محلية المسؤولية في مناطق يحكمها، بينما يتعاون مع المعارضة، أو يقوم بإبعاد مقاتليه إلى مناصب أقل أهمية داخل تدرجات المعارضة. وقد تمدَّد ولع تنظيم القاعدة بالتعاون إلى أبعد من مناطق الصراع النشطة، كما اتضح عبر التعاون التكتيكي الدوري مع إيران، وعَمِل التنظيم، في هذه الأثناء، على دعم هويته عبر توفير الخدمات المحلية، بما في ذلك المياه والكهرباء، بينما يعمل أيضا على دعم المخابز المحلية وضبط أسعار سلع الغذاء الأساسية في الأسواق[18].
10- التغلغل في النظام الاجتماعي القبلي: توسع تنظيم القاعدة في أساليب الحشد على أساس القبيلة والقرابة، مما ساهم في خلق حاضن محلي، ومهّد الطريق أمامه لعمليات للتنظيم.
11- احتفاظ المركز بنمط المظلة الأيديولوجية: وهو النمط الذي تلتزم فيه جماعات شريكة وحليفة الأفكار نفسها، والتمويل وغيرها للقاعدة، سواء جماعات (متحالفة مع التنظيم فقط)، وشريكة (متشاركة معه في الأهداف) ومتماهية (أصبحت في صلب نواة التنظيم).
12- الدمج بين الفصائل الإقليمية والميليشيات: أي توحيد هيكل القيادة والتحكم، وهو نمط (اندماجي) استتبع بالضرورة استراتيجية لامركزية في التعامل مع الفروع، ودمج الفصائل والتنظيمات القريبة، وإدارتها من خلال قيادة مشتركة واحدة، وهي تعتمد بشكل أساسي على الارتباط باسم تنظيم “القاعدة” فقط، دون سيطرة فعلية على الأرض، ومن أهم الأمثلة على ذلك ما جرى مطلع عام 2017 حين أعلنت كبريات التنظيمات الإسلامية المسلحة النشطة في الصحراء الكبرى، ودول الساحل الأفريقي عن حركة جديدة تحمل اسم “جماعة أنصار الإسلام والمسلمين”، ضمت: جماعة أنصار الدين، وإمارة الصحراء الكبرى (6 كتائب تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي)، وكتيبة “المرابطون”، وكتائب ماسينا، وبايعوا أمير جماعة أنصار الدين، إياد آغ غالي، أميراً للتنظيم الجديد، ثم أعلن الأخير مبايعته لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
13- الانتقال من النكاية للتمكّن: نجح التنظيم في الانتقال من العمل حركياً من جهاد النكاية إلى التمكن وإمساك الأرض، في سوريا، ومالي، والصومال، وأصبح للقاعدة تنظيمات لا تقاتل سوى محلياً، وهي تستهدف إقامة دويلات وإمارات.
ثانيًا: واقع الفروع السبعة قبل وبعد غياب الظواهري
ظلت فروع المناطق السبعة التي يديرها تنظيم القاعدة المركزي، وتشرف بالتبعية على التنظيمات المناطقية كما هي (فرع شبه القارة الهندية – الجزيرة العربية – الشام – شمال أفريقيا – شرق أفريقيا والصومال – دول الساحل والصحراء – مصر)، ولوحظ أن التنظيم انتقل لملاذات جديدة، ونجح في نشر مجموعات متشعبة إلى ساحات قتال جديدة، من شمال أفريقيا إلى جنوب شرق آسيا، واستمر كذلك في مناطق التوتر، واتجه إلى الأماكن الساحلية، وقام بعملية انتقالات إلى وسط آسيا وساحل الصحراء الأفريقية، وبفقدانه لمراكز الدعم والتدريب الخاصة بأفغانستان، عمل على توسيع بيئته التشغيلية من خلال تحالفات واسعة بينه وبين الجماعات التالية -على سبيل المثال لا الحصر-: جماعة أبو سياف، جبهة تحرير مورو الإسلامية، وجماعات صغيرة ساعدت القاعدة على توفير الكثير من المرونة لفروعه.
1- فرع شبه القارة الهندية: وهو الذي يمتد من طاجيكستان وأوزبكستان إلى أفغانستان وباكستان والهند والحدود الإيرانية، إلى جنوب آسيا، وفي شهادة لمؤرخ القاعدة، أن التنظيم بنى خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة هيكلاً قتالياً خاصاً به في أفغانستان وباكستان ووسط آسيا بعيدا عن قيادة طالبان، وعلى عكس أوامرها المشددة، يتشكل التنظيم من عدد من الجماعات مثل “عسكر جنجوي العلمي”، و”جند الله”، و”عسكر الإسلام”، و”جبهة سعد بن أبي وقاص” (لوجار، أفغانستان) و”التوحيد والجهاد” (بيشاور)، إضافة إلى العديد من العناصر المهاجرة من الشرق الأوسط، وتحديداً من سوريا، إلى جانب بعض المجموعات الأخرى، على غرار حركة “أوزبكستان الإسلامية”. كما يوجد في المنطقة، بدءاً من إيران التي يوجد فيها الصفان الثاني والثالث من القيادات، ومنهم سيف العدل، وحتى أوزبكستان التي تتحالف فيها مع الحركة الإسلامية الأوزبكية، وهو ما شجع أيمن الظواهري على الإعلان عن القاعدة في شبه القارة الهندية يوم 6 سبتمبر (أيلول) 2014.
في أفغانستان احتفظ القاعدة بعلاقات وثيقة بشبكة حقاني. وهي المكون الرسمي شبه المستقل لطالبان الأفغانية، والزعيم الحالي لها هو سراج الدين حقاني، الذي يشغل منصب نائب زعيم طالبان[19]. وتحافظ هاتان المجموعتان على روابط وثيقة مع بعضهما البعض، بناءً على تشابه الأيديولوجيات والعلاقات التي تشكلت في سياق صراع مشترك، ومن خلال الزواج بين أعضاء هاتين المجموعتين. وبدأت طالبان في إحكام قبضتها على القاعدة من خلال شبكة حقاني، وجمع المعلومات عن المقاتلين الأجانب وتسجيلهم[20].
كما سنجد القاعدة في باكستان مرتبطة بمجموعات رئيسة: واحدة بقيادة غول بهادر المتحالفة مع شبكة القائد حقاني. ومجموعتين مسلحتين أخريين تتنازعان قبيلة محسود؛ إحداهما بقيادة خالد سجنا؛ الذي كان نائبًا للقائد ولي الرحمن محسود.
حاولت طالبان تفكيك القاعدة أخيراً ونجحت في تفكيك مجموعتين جنسيتهم أفغانية وقائدهم المعروف هو (جول) حيث تمكنت من إقناعه وتسليم جميع أسلحته، لكن -وفق مصطفى حامد- جرت محاولات أقل أهمية لبدء عمل تنظيمي للقاعدة بواسطة عرب”متطوعين” لتجنيد عناصر من حركة طالبان سراً.
ساهمت أسباب كثيرة في استمرار وتمدد القاعدة في شبه القارة الهندية، حيث وجدت في وزيرستان، ومعها شبيهات أخرى من بلاد العرب. وبرفقتهم جماعة الإيجور من تركستان الشرقية “الصين” وتنظيمهم الإسلامى، ومعهم أيضا تنظيم “الجماعة الإسلامية الأوزبكية”، وهو خليط غير متجانس، مما أدى لمعركة بين القاعدة وجماعة الإيجور، وكانت طائرات (درون) بدون طيار تقوم بعمليات قنص مستمرة ضد الأهالى والجماعات المهاجرة بلا تمييز، وفقدت القاعدة عددا من كوادرها[21].
في 2020 أصدر القاعدة في شبه القارة الهندية ما يسمى (مدونة السلوك)، وأنجز في هذه الفترة ثلاث خطوات تأسيسية كبرى، الأولى: متابعة الحصار والضغط على الجماعة الأوزبكية لتحويلها إلى خط (السلفية القتالية)، أو طردها نهائيا من المنطقة. والثانية: تحويل مسار “طالبان باكستان” إلى القاعدة، وكانوا امتدادًا طبيعيا لطالبان أفغانستان ويقاتلون معها أو لصالحها من الأراضي القبلية في باكستان، وكانوا من أتباع المذهب الحنفي، ومتبعي الصوفية الممتدة في كل آسيا تقريباً، فالصوفية هي الوعاء التقليدي للإسلام في آسيا وأفريقيا، لذا كان الهدف الحقيقي من تحطيم الصوفية هو تحطيم الإسلام نفسه في تلك القارات. والثالثة: تدريب الكثير من المجموعات الدولية، من الشباب المتسللين إلى منطقة القبائل قادمين من أنحاء العالم، خاصة أوروبا.
بناءً عليه هناك فرصة كبيرة لأن يشجع تنظيم في شبه القارة الهندية، على غرار التنظيم الأم، الإرهابيين الطموحين في جميع أنحاء جنوب آسيا، وأجزاء أخرى من العالم، على الهجرة إلى أفغانستان والانضمام إلى صفوفه. وقد أدلت بهذه الملاحظة ريتا كاتز، المتخصصة في استخبارات وسائل التواصل الاجتماعي، التي أشارت إلى أنه بعد انتصار طالبان، كانت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالمناقشات حول الهجرة إلى أفغانستان24. كما أكد مسؤولون بنغال هذه التقييمات، وأفادوا بأن عددًا قليلًا من مواطنيها سافروا إلى أفغانستان للانضمام إلى الجماعات الإرهابية هناك25.
2- فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية: المفترض أن هذا الفرع له ملعب واسع يمتد من المملكة العربية السعودية وحتى خليج عدن، إلا أنه شمالاً تم القضاء عليه في المملكة، التي نجحت استراتيجيتها في جعله يهرب إلى اليمن. وعززت الحرب التي يقوم بها الحوثي وجود التنظيم في المناطق اليمنية، ومع انتقال زعامة القاعدة إلى خالد باطرفي، واجه التنظيم أزمات داخلية، ونقص التمويل، إلى جانب اضطراره لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي ينشط في مناطقه في مدينة أبين. كما أن ضربات التحالف العربي واستمرار استهداف قيادته الميدانية، ومنها مقتل صالح بن سالم بن عبيد عبولان، المكنى أبو عمير الحضرمي، أحد مساعدي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، جعلت نطاقه الجغرافي يتمدد وينحسر بحسب التحديات.
أصبحت الرقعة الجغرافية للتنظيم موجودة في المناطق الجبلية في مدينة البيضاء، ومدينة أبين التي تعدّ أهم مناطق نفوذه، واستطاع في مراحل سابقة إقامة إمارته الإسلامية، وأرياف مدينة شبوة، فيما مثلت حضرموت جغرافية ملائمة لنشاط التنظيم من المكلا، وأيضاً في منطقة دماج بمدينة صعدة، وبعض أحياء مدينة عدن، وأرياف تعز ولحج، إلى جانب مدينة الضالع.
كان من أسباب انحدار التنظيم في جزيرة العرب: أ. نجاح المملكة في اختراق التنظيم جنوباً في اليمن والقضاء عليه شمالاً، وهذا ما اتضح في إصدار القاعدة (هدم الجواسيس) في مارس (آذار) 2021، أصدره منشقون منهم (أبو عمر النهدي)، (مبارك الحضرمي)، ذكروا فيه كيف قتل القاعدة بعض قياداته ومنهم: مهند الحضرمي، وتلك الأحداث أدت إلى جملة من الانشقاقات كان من أبرز الأسماء فيها: عمار القصيمي، عزام النجدي، فواز القصيمي، مصعب الشرقي، حسان القصيمي، أبو عمر النهدي (شرعي في القاعدة وأحد قياداتها، كان أمير المكلا أثناء سيطرتهم)، عزام الإبي، الدرداء الشروري، مبارك الحضرمي (أمير التنظيم في حضرموت)، جهيمان الحضرمي، حسين قروش العدني (خبير المدفعية في منطقة يكلا)، سعيد شقرة (المسؤول المالي للتنظيم في جزيرة العرب)، وكذلك شباب من شبوة (الحوطة – عزان) ومن أبرزهم: أبو محسن السيد، حسين الحوطي المكنى (البدوي)، عزام الحوطي (من كبار الأمنيين في منطقة شبوة)، كما اعتزلت مجموعة على رأسهم (منصور الحضرمي) المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة في قيفة، بعد أن اتهم بالجاسوسية[22]، كما انشق من القيادات عمار القصيمي، عزام النجدي، فواز القصيمي، مصعب الشرقي، حسان القصيمي، الدرداء الشروري[23].
ب. ضربات التحالف المركزة على مناطق نفوذ التنظيم في اليمن، ونجاح القوات المدعومة إماراتيا في اصطياد أهم قياداته. على سبيل المثال، قاسم الريمي المكلف بالعمليات الخارجية، وأهمها على الإطلاق العملية الإرهابية التي طالت صحيفة شارلي إبدو الفرنسية، والتي أعلن المسؤولية عنها القيادي جلال بلعيدي، إضافة إلى اصطياد إبراهيم الربيش، ونائب القائد العام ناصر بن علي العنسي، والمسؤول الديني البارز حارث بن غازي النظاري، ومقتل (14) عنصراً على يد القوات المدعومة إماراتيا، ومنهم الأمير المحلي للقاعدة عبدالرؤوف الذهب، أبو خطاب العولقي، أبو عبيدة اللودري، أمير القاعدة في أبين، مجاهد العدني، وأبو الليث الصنعاني، القيادي البارز في تنظيم القاعدة بالبيضاء، وغيرهم من القيادات.
ج. التنافس مع داعش على الوجود والنفوذ، وإن كان القاعدة قد نجح في طرد تنظيم الدولة، وساهم في ذلك رفض القبيلة في اليمن للوجود الداعشي، برغم استغلال التنظيم للهوامش الموجودة في نقاط التماس مع الحوثي، ونتيجة لذلك، تميل تسمية “القاعدة في جزيرة العرب” اليوم إلى أن تكون مرتبطة بطائفة أوسع من الجهات الفاعلة، سواء من جانب وسائل الإعلام أو من قِبل أولئك الموجودين على الأرض. فهو لم يعد يمثل بالضرورة جماعة متلاحمة ومنظمة على أسس أيديولوجية دينية، بل هو مصطلح أكثر شمولية لفلول متباينة انضمت إلى مختلف الميليشيات[24].
في العام الذي سبق مقتل الظواهري عزز القاعدة من قوته، وبدأ في نشر رسائل ومطويات إعلامية تساعده على الانتشار[25]، ومن أسباب ذلك:
أ. اندفاعات الحوثي العسكرية في المناطق السنية، مما سمح للتنظيم بتقديم نفسه كجبهة سنية، على سبيل المثال ما جاء في إصدار مرئي لتنظيم القاعدة في اليمن، بعد أسابيع من إصدار القاعدة بيان “رسالة إلى أهل قبائل السنة” الذي اعترف فيه التنظيم بأن عناصره نفذت عملية قتل لجنود الجيش اليمني في محافظة أبين، وما وجهة القيادي في تنظيم القاعدة باليمن إبراهيم القوصي “خبيب السوداني” رسالة إلى المسلمين في الهند وفرنسا وكل دول العالم إلى قتل كل من يستهزئ برسول الله، مشيداً بمنفذي عملية قتل الصحفيين في فرنسا، وقاتل المعلم الفرنسي[26].
ب. عدم نجاح اصطياد قيادات التنظيم في القضاء على القاعدة، بل أدت إلى تحولات حقيقية مر بها على المستوى الأيديولوجي والاستراتيجي، بتولية جيل جديد من الشباب أشد حماسة، قامت استراتيجيتهم على خلق المجال العملياتي لإعادة بناء التنظيم وتوسيع حواضنه الاجتماعية، من خلال شن حملة اغتيالات منسقة ضد مسؤولين يمنيين في أجهزة الأمن والجيش والاستخبارات في المحافظات التي ينشط بها بشكل أكبر، مثل أبين وشبوة ومأرب وحضرموت والجوف والبيضاء، وبالإضافة إلى ذلك قام القاعدة بتوسيع جهوده لجمع الأموال (عن طريق السرقات والابتزاز والتهريب على سبيل المثال) واستخدم جهود الدعاية المختلفة لتخويف الناس وتثبيط حلفاء الحكومة المحليين والحفاظ على صورته العامة -على سبيل المثال- عن طريق النشرات والخطب والكتابة على الجدران[27].
3- فرع القاعدة في الساحل والصحراء وغرب أفريقيا: يتركز نشاط القاعدة في المناطق الحدودية بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو أو وسط الساحل، والذي يطلق عليه (مثلث ليبتاكو غورما).[28]
وتمتد خريطة القاعدة إلى نيجيريا مع جماعة (أنصارو)، وأما في مالي ففي مارس (آذار) 2017 أعلنت الجماعات الرئيسة في منطقة الساحل، وهي: أنصار الدين، وجبهة تحرير ماسينا، وتنظيم “المرابطون”، وجناح الصحراء التابع لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، أعلنت أنها شكلت تحالفاً تحت لواء هذا كيان يطلق عليه (أنصار الإسلام والمسلمين).
وتعلن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نفسها على أنها الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في مالي، فيما تبرز أنصار الإسلام كمجموعة من المقاتلين في بوركينا فاسو منذ ديسمبر (كانون الأول) 2016 عندما أعلنت مسؤوليتها عن هجوم على قاعدة عسكرية في إقليم سوم شمال شرق البلاد.
في هذه المنطقة أيضاً تتداخل عمليات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خاصة في بعض المناطق المحيطة بتمبكتو بمالي، حيث قضى بعض زعمائه سنوات يشكلون تحالفات مع السكان المحليين.
كما تنشط “جبهة تحرير ماسينا” التي تضم مختلف مكونات أزواد العرقية، وانضم لها مجموعة من مقاتلي الأقلية الفولانية المتمردين على الحكومة المالية، والراغبين في الانفصال عن الدولة المركزية في العاصمة باماكو، لكن سرعان ما حدث انفصال مع حركة تحرير أزواد فانضموا إلى حركة أنصار الدين التابعة للقاعدة، ذات التمدد المحلي والعرقي، وانقسمت حركة أنصار الدين التي كانت تسيطر على المشهد إلى عدة حركات كان أبرزها “كتيبة تحرير ماسينا” بقيادة أمادو جالو، وانضم لها آلاف من المقاتلين الفلانيين الذين كانت حركة أنصار الدين تعتمد عليهم في السابق، وتطورت صلاتهم مع مرور الوقت مع أبناء أقليتهم الذين يشعرون بالتهميش، وهو ما مكّن الكتيبة بعد عدة مواجهات مع الجيش المالي من إقناع العشرات من أبناء الفلانيين بالالتحاق بها[29].
أهم التنظيمات الإرهابية في دول الساحل
التنظيم |
القائد |
المنطقة |
جبهة تحرير السودان |
محمد كوفا |
بوركينا فاسو |
كتيبة المرابطون |
مختار بلمختار |
جنوب ليبيا وشمال مالي |
إمارة الصحراء |
يحيى أبو الهمام (قتل) |
جنوب الجزائر وشمال مالي |
كتيبة سرما |
أبو جليل الفولاني |
شمال مالي |
أنصار الإسلام |
إبراهيم ديكو (تم قتله) |
بوركينا فاسو |
جماعة أنصار الدين |
إياد غالي |
شمال مالي |
المعضلة أن الموجود على الأرض هو عدد من الكتائب المختلفة التوجهات، المتعددة الولاءات، بعضها مرتبط بقيادة القاعدة في الجزائر، ثم وصل الحال بانفصال بعضها عن التنظيم والإعلان عن أسماء خاصة بها، لتُنهي بذلك حالة الانتماء الشكلي إليه؛ فبعد إعلان بعض الكتائب موافقتها على التوحّد وعلى رأسهم “مختار بلمختار” ومَن معه؛ رفضت كتائب أخرى وعلى رأسها كتيبة “طارق بن زياد” التبعية للقاعدة، ولم يتحقق تعيين “نبيل أبو علقمة” أميرا على المجموعات المنضمّة إلى القاعدة إلا في أواخر عام 1432هـ، وذلك بعد اشتعال الحرب في ليبيا، واتجاه عدد من أمراء الكتائب ومجموعاتهم إلى هناك، ومنهم “مختار بلمختار”، وانفصال بعض المجموعات نهائياً عن تنظيم القاعدة وتشكيلها جماعة مستقلة أطلقوا عليها مسمى “التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا”ـ وبمجرد عودته من ليبيا، عادت الخلافات بين “مختار بلمختار” والأمراء الآخرين إلى التفجّر من جديد، وانتهى الأمر بإخراجه من التنظيم آنذاك، وتشكيله جماعة مستقلة أطلق عليها مسمى “الموقعون بالدماء”.
في الوقت نفسه تشكّل إطار آخر لضم المقاتلين والفصائل التي تُخالف “حركة تحرير أزواد”، إما لأسباب عرقية قومية، أو لأسباب عقدية دينية، وأطُلق على هذا الإطار من المجموعات المتنافرة مسمى “أنصار الدين”، وأعلن قادته رفضهم استقلال المنطقة الشمالية من مالي، ودعوا إلى “وحدة البلاد” في ظل إقامة حكومة تلتزم الشريعة الإسلامية، باعتبار أن ذلك هو السبيل للتخلص من الصراعات القومية والعرقية التي هي سبب الحروب الدامية في شمالها وشرقها، ودخل تنظيم القاعدة بمجموعاته المختلفة ضمن هذا الإطار، وإن كانت قيادته مستقلة عنه، وشاركوا معه في القتال ضد الجيش المالي، لكن تجمع “أنصار الدين” تعرض أيضاً لتشققات، بتأثير انسحاب عدد من أمرائه وجنوده منه للابتعاد عن الحركة. وأما فصيلا “التوحيد والجهاد” و”الموقعون بالدماء” فقد جرى اندماجهما تحت مسمى “المرابطون”، وبعد مقتل أمير الجماعة آنذاك “أحمد العامر” بايع أبو الوليد الصحراوي داعش[30].
4- فرع القاعدة في الشام والعراق: بالرغم من أن المساحة الجغرافية شاسعة وكبيرة وتضم عدداً من الدول، فإن القاعدة غاب تماماً عن لبنان وفلسطين والأردن والعراق، وانسحب دوره في العراق لصالح تنظيم الدولة (داعش)، وبقي الوجود الحقيقي له في سوريا.
في السنوات الثلاث التي سبقت مقتل الظواهري، انفصلت جبهة تحرير الشام تماماً عن القاعدة، وفي 27 فبراير (شباط) 2018 أعلنت حركة “حراس الدين” تبعيتها للقاعدة رسمياً، وأعلنت ثلاث فصائل انضمامها إلى “تنظيم حراس الدين” وهي: “جيش الملاحم”، و”جيش البداية”، و”جيش الساحل”، وتبين أن هذا التنظيم يقوده القاعدي أبو همام الشامي.
نفذت جبهة تحرير الشام المنفكة عن القاعدة حملات اعتقال طالت أغلب قيادات حراس الدين، كما نفذت اغتيالات للعديد ومنهم: “عبدالمحسن الشارخ”، والكويتي “محسن الفضلي، وأحمد سلامة مبروك وغيرهم.
ينضوي تحت لواء “حرّاس الدين” العديد من المجموعات ومنها: “جيش الملاحم”، و”جيش الساحل”، و”جيش البادية”، و”سرية كابل”، و”جند الشريعة”، إضافة إلى بقايا “جند الأقصى”، ويوجد جغرافياً في مناطق حماة وريفها الشمالي وتحديدا طيبة الإمام، ومعرزيتا وسراقب وسرمين بريف إدلب، بينما توجد مقرّات التنظيم بشكل أساسي في مواقع متقدّمة على خطوط التماس مع قوات النظام، وتحديدا في ريف حماة الشمالي، وجبل التركمان بريف اللاذقية، وريف حلب الجنوبي، بالإضافة إلى جبل باريشا وجبل الزاوية بريف إدلب الغربي.
لقد حرص القاعدة على الوجود في الساحة السورية بسبب ارتباطها الجغرافي مع أهم الصراعات في المنطقة، ويمثل له عودة إلى قلب العالم الإسلامي، فضلاً عن أن انهزامات “داعش” وانحسار نفوذه قد يمثل فرصة كبيرة للتنظيم في مجال استقطاب العناصر الفارة والمنهزمة من تنظيم داعش، وبالتالي إعادة تشكيل عسكري قوي لتنظيم القاعدة.
وقد أدت محاولات الجولاني “سورنة” الهيئة، وتهميش الأجانب إلى امتعاض العنصر الأجنبي وأعطى ذلك فرصة للقاعدة لاستقطابهم، ومحاولة الدخول إلى الجنوب السوري، التي ستكون في نطاق تماس مع إسرائيل مما يعطي جاذبية للتنظيم، ولعل هذا الاهتمام بالجبهة الجنوبية هو الذي يبرر مساعي القاعدة تشكيل فرع لها في درعا.
لكن القاعدة في الشام يواجه العديد من المشكلات منها:
أ. رفض الأردنيين قيادة السوريين اعتماداً على فشل التجارب السابقة ومنها تجربة قيادة الجولاني.
ب. تم الاتفاق على جعل “أبي محمد المقدسي” بمثابة المرجعية الدينية للتنظيم، ومع وجود الأخير في الأردن وخضوعه لرقابة الأمن الأردني (على فرض براءته من التعاون معه) أدى إلى مشكلات كثيرة، ورفض الكثير من عناصر القاعدة إياه.
ج. حرب الاغتيالات والاعتقالات والحصار التي تشنها جبهة تحرير الشام على حراس الدين، والتي تنفجر كل وقت.
د. تغير الخريطة الميدانية، وتقلص الموارد المالية، إذ باتت الساحة السورية منقسمة إلى أربع مناطق رئيسة: منطقة الشرق التي تسيطر عليها “قسد” (المدعومة أميركيا)، ومنطقة الشمال التي تديرها تركيا، ومنطقة الجنوب التي تسعى “إسرائيل” للسيطرة عليها. ومنطقة الوسط والساحل وبعض الجنوب والشرق الخاضعة لسلطة الحكومة السورية.
5- فرع القاعدة في شمال أفريقيا: وهو فرع يوجد في ليبيا وأجزاء من دارفور، والجزائر وتونس، والمغرب، إلى موريتانيا، وحين تم قتل زعيم التنظيم عبدالمالك دروكدال ، تولى أبو عبيدة يوسف العنابي، المرشح لخلافة الظواهري، وحاول التنظيم تعويض خسائره بمضاعفة عملياته في الفروع التابعة له في الساحل، لدرجة أن الفرع أصبح أقوى من المركز، وبما أن “القاعدة في بلاد المغرب” فقد وزنه، فقد غير أساليب حربه الدعائية، وهذا ما فعله التنظيم[31]، وعند تعيين أبي عبيدة يوسف العنابي أميراً للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعد وفاة عبد المالك دروكدال في يونيو (حزيران) 2020، والذي كان أحد كبار قادة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أعلن قتيبة أبو النعمان الشنقيطي (وهو أيضاً مسؤول ديني في القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) عن تعيين العنابي. علاوة على ذلك، يواصل المقاتلون المحليون تمجيد قادة القاعدة العالميين في مقاطع فيديو دعائية، تُظهر التقارب الأيديولوجي والجذب اللذين تطالب بهما القاعدة داخل المجموعة، وأخيراً، تواصل جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” الحصول على الإشادة من قبل الفروع الرسمية الأخرى للقاعدة، مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما تواصل تعريف نفسها على أنها فرع من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في إصداراتها الرسمية[32]، ومن هنا يمكن أن نؤكد عملية الإدماج التي تمت بين فرع دول الساحل والصحراء مع فرع شمال أفريقيا تحت قيادة واحدة.
6- فرع القاعدة في شرق أفريقيا: في الأسابيع التي سبقت مقتل الظواهري، اتجهت حركة شباب الإسلام، الممثل الحصري في شرق أفريقيا للقاعدة، لإعلان إمارة، وخلال فبراير (شباط) 2022 وحده، نفّذت في الصومال وكينيا (65) هجوما، وأصبح لديها بين (7000) و(12000) عنصر، وهو عدد يكفي لإضعاف الحكومة الصومالية التي تعاني ظروفا صعبة، كما هجمت على العاصمة مقديشيو، وانتقلت للهجوم على إثيوبيا.
“ويُقدّر الدخل المالي لحركة الشباب الإرهابية بنحو (130) مليون دولار سنوياً، فيما تشير هذه البيانات إلى استمرار توريد الأسلحة والذخيرة للحركة، التي لا تزال واحدة من أكبر فروع القاعدة من حيث الفاعلية وأكثرها ثراءً من حيث مواردها المادية، حيث تحتفظ “الشباب” في الوقت الحالي بسيطرة كبيرة على جزء شاسع من جنوب ووسط الصومال، كما أن لديها القدرة على شن هجمات على العاصمة مقديشو، واختراق الأراضي الكينية، حيث تحتفظ لها بموطئ قدم هناك. وهي في كلتا الحالتين تقوم بمواجهة قواعد شديدة التحصين في كل من الصومال وكينيا. ومن جهة أخرى من المحتمل أن يؤدي نشاط الحركة على طول الحدود إلى تعطيل خطوط الاتصال الإثيوبية بقواعدها في مناطق أبعد في جنوب غرب الصومال، وإقامة قاعدة دائمة داخل إثيوبيا”[33].
7- فرع القاعدة في مصر والسودان: بالرغم من أن الظواهري ومؤسسي القاعدة الرئيسين أبا عبيد البنشيري، وأبا حفص المصري، وباقي الخلفاء المحتملين مثل محمد صلاح الدين زيدان، مصريون، فإن التنظيم فشل في البقاء بمصر، برغم محاولاته الوجود بعد عام 2011، عن طريق جماعة «جند الإسلام» التي أعلنت عن نفسها كتنظيم يتمركز بصورة كبيرة في مدينة الشيخ زويد، وكان من أخطر العمليات الإرهابية التي قامت بها هي الهجوم المسلح على قسم شرطة ثان العريش بأكثر من (40) عنصراً مسلحين بأسلحة الـ(آر بي جي)، والقنابل، والأسلحة الثقيلة.
وظهرت الحركة الإسلامية لتطبيق الشريعة بقيادة داوود خيرت، وفي أواخر عام 2013، أصدر أحمد عشوش، بياناً كشف فيه عن تأسيسه جماعة جديدة أطلق عليها «الطليعة السلفية المجاهدة»، عرفها بأنّها “حركة وتيار دعوي يجد ويجتهد ويقاوم باللسان والسنان”، وكانت المحاولات الخطرة للعودة وأن يكون هناك فرع قوي للقاعدة داخل مصر هي للعضو محمد جمال الكاشف، الذي شكّل تنظيماً خطراً ينقل الأسلحة من داخل ليبيا عبر الحدود إلى مصر، استعداداً لعمليات إرهابية واسعة، إلا أن المخطط تم كشفه بالكامل والقبض على عناصر المجموعة، وعقب محاولة الكاشف ظهر عام 2013 وبقوة تنظيم أجناد مصر، بقيادة همام محمد عطية، الذي قام بعدة عمليات إرهابية، إلا أنه سرعان ما تم القضاء عليه وقتل مؤسسه.
أما المحاولة الأخطر أيضاً، فقد قام بها هشام العشماوي وزميله عماد عبدالحميد، حيث أسسا تنظيماً أطلقا عليه (المرابطون)، وقام هذا التنظيم بعدة عمليات إحداها في الوادي الجديد، ثم انتهى بهروب قادته إلى ليبيا، ثم العودة من جديد تحت اسم (تنظيم أنصار الاسلام) في عملية الواحات، التي انتهت بقتل عماد عبدالحميد، وبعدها بشهور طويلة تم القبض على العشماوي في ليبيا ثم تسليمه لتنفيذ حكم الإعدام فيه.
فشلت كل محاولات القاعدة حتى الآن، إلا أنه في الجزء السوداني لهذا الفرع، هناك أسباب كثيرة لانتشاره، أهمها الرديف الإخواني، والحدود الرخوة بين دول المنطقة معبراً لحركة المقاتلين، حيث تقوم شبكة تدعى “مجافي” بتجارة البشر وتهريب العناصر الإرهابية من الصومال وكينيا إلى السودان ومنها إلى جنوب ليبيا.
ثالثًا: مستقبل الفروع
لن يؤثر مقتل الظواهري كثيراً على التنظيم، فهذه التنظيمات لديها تراتبية إدارية تسمح لها باستبدال القيادات بسلاسة، بل وتكون على استعداد دائم لفقد قياداتها، ومن المحتمل أن يتولى قيادي أكثر شباباً من الظواهري التنظيم فيعمل على إعادة هيكلته وإعادة نشاطه في بؤر ضعفت إلى حد كبير، خاصة مع تراجع الحالة الصدامية بين داعش والقاعدة، والتي كانت نشطة في الصحراء الكبرى (جنوب ليبيا – مالي – النيجر – بوركينا فاسو) لأدنى مستوياتها.
ومن المحتمل أن تستمر عمليات الدمج بين القتال المعولم والمحلي، من أجل القضاء على سلسلة الانشقاقات التي طالت التنظيم بسبب عدم نزوعه إلى فقه استراتيجي محدد[34].
إن وقائع كثيرة ستسمح لفروع التنظيم بالتمدد والاستمرار، وتشكيل خطورة كبيرة، ومنها:
أ. الصراعات المتداخلة في مناطق توجد بها فروع التنظيم، مثل اليمن، أفغانستان، مالي… إلخ، حيث نجد عرقيات متنوعة، والخطوط الفاصلة بين الجماعات الموجودة متداخلة بشكلٍ كبيرٍ وغير واضحة، إضافة إلى التحولات المستمرة في الوضع الأمني والسياسي، وديناميات الصراع التي تتضمن منافسات قديمة تتسم بالعنف في أغلب الأحيان، وعمليات اتجار وأنشطة دفاع عن النفس.
ب. الخريطة الإرهابية المعقّدة، ووجود عدد من الكتائب المختلفة التوجهات المتعددة الولاءات، إما لأسباب عرقية قومية، أو لأسباب عقدية دينية، مما سيتيح للقاعدة الاستقطاب والتحالف والاستمرار.
ج. ضعف المواجهة الفكرية مع القاعدة، إضافة إلى الجهات السياسية الفاعلة من الدول المختلفة، التي تزيد الأمر تعقيداً، وتعطي للقاعدة فرصة غير مسبوقة بإشعالها للصراع الطائفي والديني.
د. هشاشة بعض المناطق التي توجد بها هذه الفروع وارتفاع معدلات الفقر، مما يؤدي إلى مزيج من نقاط الضعف في كل مفاصل الدولة والمجتمع، ويساهم بشكل عام في استمرار القاعدة، مثل بحيرة تشاد، وفي دول الساحل والصحراء حيث يتمتع القاعدة بقدرة تكيفية ملحوظة و”مرونة أيديولوجية” كبيرة وبراعة في فن استغلال “أوجه القصور” لدى هذه الدول.
[1]* باحث مصري متخصص في الحركات الإسلامية.
[2]– Why Hasn’t the U.S. Killed Bin Laden’s Wingman Ayman al-Zawahiri ، Nbcnews، May 17, 2016.
https://www.nbcnews.com/news/us-news/why-hasn-t-u-s-kill-bin-laden-s-wingman-n574986
[3]– تشارلز ليستر، التنافس الجهادي: الدولة الإسلامية تتحدى تنظيم القاعدة، مركز بروكجنز، ص10، متوفر على الرابط الآتي:
https://www.brookings.edu/ar/research/التنافس-الجهادي-الدولة-الإسلامية-تتح/
[4] بروس هوفمان، انبعاث القاعدة، صحيفة الغد الأردنية، 6 مارس (آذار) 2018، على الرابط الآتي:
https://2u.pw/Lut3Y
[5]– منظّر القاعدة أبو بصير الطرطوسي، وقفة مع كلمة الظواهري، موقع انفروا للشام، 9 مايو (أيار) 2016، على الرابط الآتي:
http://tartosi.blogspot.com/2016/05/blog-post_9.html
[6]– “حرّاس الدّين”: الهيكلية والتحديّات والمستقبل، ملفات أسبار، العدد الخامس، مركز أسبار للدراسات، على الرابط الآتي:
https://cutt.us/ToqLM
[7]– حوار مع أبي الوليد الصحراوي الأمير السابق للقاعدة، صحيفة النبأ، عدد 269.
https://web.telegram.org/#/im?p=c1453372323_9478585500003653913
[8]– وثائقي معذرة إلى ربكم، من إصدار فرع داعش باليمن حول انشقاقات القاعدة، على الرابط الآتي:
https://jwp.io/s/jKoquhpD
[9]– حوار مع أبي الوليد الصحراوي الأمير السابق للقاعدة، صحيفة النبأ، عدد 269، على الرابط الآتي:
https://web.telegram.org/#/im?p=c1453372323_9478585500003653913
[10]– وثائقي معذرة إلى ربكم، من إصدار فرع داعش باليمن حول انشقاقات القاعدة، على الرابط الآتي:
https://jwp.io/s/jKoquhpD
[11]– إصدار معذرة إلى ربكم، ناشر نيوز، تليجرام، على الرابط الاتي:
https://web.telegram.org/#/im?p=c1453372323_9478585500003653913
[12]– طلال بيطار، (ماذا يخبئ المستقبل للقاعدة؟)، تلفزيون الآن بدبي، 17 سبتمبر (أيلول) 2020.
https://cutt.us/PUnkw
[13]– المرجع نفسه.
[14]– سيف العدل، نائب قائد تنظيم القاعدة، كتاب الصراع ورياح التغيير، منشورات قاعدة الجهاد، ص155.
[15]– خوسيه لويس، “القاعدة” وحرب استنزاف كوت ديفوار، العين، الخميس 6 مايو (أيار) 2021، على الرابط الآتي:
[16]– حمدي عبدالرحمن، فراغات أمنية توسع القاعدة وداعش فش أفريقيا، مركز الأهرام، 21 يونيو (حزيران) 2021، على الرابط الآتي:
https://acpss.ahram.org.eg/News/17174.aspx
[17]– أسيف الرحمن، حرب الأشباح، منشورات قاعدة الجهاد، ص24.
[18]– تشارلز ليستر، التنافس الجهادي، مرجع سابق ، ص11.
[19]– أندريه ياشلافسكي، موقع mk.ru، 28 أغسطس (آب) 2020، على الرابط الآتي:
https://cutt.us/lihdl
[20]– موقع knews الروسي، 4 يونيو (حزيران) 2021، على الرابط الآتي:
https://cutt.us/b6Fgf
[21]– أبو الوليد مصطفى حامد، من مصر، مؤرخ القاعدة، مستشار زعيم طالبان السياسي، مقيم بطهران، ويصدر موقع مافا السياسي.
[22]– وثائقي معذرة إلى ربكم، من إصدار فرع داعش باليمن حول انشقاقات القاعدة، على الرابط الآتي:
https://jwp.io/s/jKoquhpD
[23]– بيان حول انشقاق قيادات القاعدة، بيضاء الموحدين، تليجرام، 24 مارس (آذار) 2020، على الرابط الآتي:
https://web.telegram.org/#/im?p=c1453372323_9478585500003653913
[24]– إليزابيث كيندال، أين تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الآن؟، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، على الرابط الآتي:
https://sanaacenter.org/ar/publications-all/analysis-ar/15370
[25]– الملاحم ميديا، “تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.. التعريف، الأهداف، المشروع، المبادئ، السياسة”، منشورات قاعدة الجهاد، سبتمب (أيلول) 2021.
[26]– إصدار جديد لتنظيم القاعدة في اليمن يغازل فيه مقاتليه، تلفزيون الآن، 09 يوليو (تموز) 2022، على الرابط الآتي:
https://2u.pw/4K0W3
[27]– توسع تنظيم القاعدة في اليمن، المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب، 30 يناير (كانون الثاني) 2019، على الرابط الاتي:
https://n9.cl/tjzg6n
[28]– دانييل أيزينغا، الباحث في مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، الاتجاهات طويلة المدى للأمن والتنمية في الساحل، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، سبتمبر (أيلول) 2019.
[29]– كتيبة تحرير ماسينا.. الإرهاب العرقي الجديد في الساحل الأفريقي، المركز الأوربي لمكافحة الإرهاب، 13 يناير (كانون الثاني) 2020، على الرابط الآتي:
https://cutt.us/dKvnS
[30]– حوار مع أبي الوليد الصحراوي، صحيفة داعش (النبأ) العدد 260، عدد الخميس 26 ربيع الأول 1442هـ.
[31]– خوسيه لويس، تنظيم “القاعدة” وحربه الدعائية في شمال أفريقيا، العين الإخبارية، 8 سبتمبر (أيلول) 2022، على الرابط الآتي:
https://al-ain.com/article/al-qaeda-propaganda-war-north-africa
[32]– كاليب فارس، تكتيكات تمدد “القاعدة” من المغرب العربي إلى غرب أفريقيا، مركز المستقبل، 5 يوليو (تموز) 2022، على الرالط الآتي:
https://n9.cl/b8rwct
[33]– حمدي عبدالرحمن، دلالات توغل حركة الشباب، مركز الأهرام للدراسات، 3 أغسطس (آب) 2022، على الرابط الآتي:
https://acpss.ahram.org.eg/News/17570.aspx
[34]– “حراس الدين”.. هكذا تعيد القاعدة طرح نفسها في سوريا، الجزيرة، على الرابط الآتي:
https://cutt.us/L0rBL