سلط عبدالغني سلامة -باحث وصحافي فلسطيني- الضوء في دراسته على الأفكار والنهج المعتمدة لدى عدد من وسائل الإعلام العربية، دارسًا إعلام الجزيرة بين المهنية واتهامات الدعاية السياسية، كاشفًا عن دور التوظيف السياسي لها، وعلاقتها بالجماعات الأصولية، مقدما أنموذجين يكشفان عن تلك العلاقة ممثلة بأحمد منصور وياسر أبو هلالة، فكانا من بين أكثر موظفي الجزيرة ممن قابلوا قيادات لتنظيمات إرهابية (طالبان، القاعدة، النصرة، داعش…).
في تحليل الباحث الأولي لتلك اللقاءات، لاحظ العلاقة بين طموحهما كصحافيين في الحصول على السبق الصحفي، والاستحواذ على اهتمام الجمهور وإعجابهم، وبين رغبة تلك القيادات في استغلال التغطية الإخبارية؛ لنشر أفكارها، وتبرير مواقفها، وشرح وجهات نظرها بأريحية.. وبين استفادة القناة من حالة الخوف والقلق الناجم عن الهجمات الإرهابية لإنتاج نوع من الأخبار الدرامية التي تلفت انتباه المشاهدين والقراء، فهي لا تستفيد فقط من الانتشار المتزايد والنجاح التجاري، بل وأيضاً في تقريب تلك القيادات إلى الجمهور، وإدخالها إلى بيوتهم، وجعل الناس يتفهمون توجهاتهم ويتقبلون ممارساتهم، تحت شعار الرأي والرأي الآخر؛ وهذه أقوى دعاية ممكن أن تحظى بها تلك الجماعات الإرهابية.
ركّز البحث في مجال العلاقة بين الإرهاب والإعلام، وكيفية توظيف كل طرف للآخر، والاستفادة منه وإفادته. يجد الباحث أنه من خلال العلاقة المركبة بين الإعلام والإرهاب، استفادت كلٌ من: الجزيرة، ومراسليها، والجماعات الإرهابية، بطريقتها الخاصة، وتلك الأطراف الثلاثة خدمت بعضها، وكان المتضرر الرئيس هنا هو الإنسان الذي اكتوى بنيران الإرهاب.
شرح الكتاب
جدول المحتويات
45 د.إ
400 د.إ