يتساءل الباحث المغربي المختص في علم الاجتماع “عبدالرحيم العطري” في دراسته (“مؤسسة الزوايا بين الروحي والسياسي: الزاوية الشرادية نموذجاً” – الكتاب الرابع والستون، أبريل (نيسان) 2012) ، ضمن كتاب “التصوف والحداثة في دول المغرب العربي”، هل الحركية السياسية التي عرفها المغرب آنئذ تبرر الحركية الدينية التي تلوح في ظاهرة الصلاح و «الأوليائية» التي برزت في مختلف مناطق المغرب، منتجة بذلك لواقع من «الإمارات الدينية»؟ أم أن الحاجة إلى «المقدس» تكون أكثر في مجالات الحراك والصراع والتدافع، من أجل امتلاك المجال، والتحكم في موارده وعائداته الرمزية والمادية؟
يعتقد الباحث أن جغرافية المقدس في المجتمع المغربي لم تكن يوماً ثابتة، ففي ظل مجال عرف تاريخياً بالتوتر والندرة، يصير المقدس آلية بناء وإعادة إنتاج، بل إنه يغدو عاملاً محركاً للفعل والفاعلين، فالمجتمع، أي مجتمع، برأي كورنيليوس كاستورياديس «لا يمكن اختزال صراعاته وحركيته في الصراعات ذات الأساس الاقتصادي فقط، بل إن المجتمع بقدر ما تسوده علاقات القوة المبنية على أنماط إدارة وتوجيه المصالح الاقتصادية، تسوده وبالقوة نفسها، علاقات المعنى، مثلما أن رهانات الصراع الاجتماعي لا تستهدف المصالح الاقتصادية فقط، بل أنماط الشرعية»، ولهذا فإن الصراع حول «الرمزي» يظل أكثر تأثيراً في صياغة الحال والمآل، في ظل مجتمعات ينتصر فيها «الطقوسي» و «الرمزي» بشكل واضح.
ويرى أن استثمار المقدس، هو استثمار للتعالي، وتأكيد للتفوق الرمزي، إنه محاولة للانتقال من الدنيوي إلى المقدس، وتجذير بشكل أو بآخر، لمعطى الاختلاف، الذي ينتج نهاية الاعتراف بالتمايز وما يستتبع ذلك من اعتراف بالعينية وتقديم للولاء والخضوع
تنزيل الدراسة