تعتبر السلفية الألبانية أحد فروع المدرسة السلفية، التي شهدت انتشارًا ونموًا مطردًا، خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وكان الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، قد عمل على بلورة أسسها ومبادئها في بلاد الشام، من خلال نظرية «التصفية والتربية»، ولاقت السلفية الألبانية قبولاً وذيوعًا، في مناطق مختلفة من العالمين العربي والإسلامي.
يدرس الباحث في الحركات الإسلامية حسن سليمان منطلقات السلفية الألبانية، في حكمها على الجماعات والأحزاب الإسلامية. ويرى في دراسته “موقف السَّلفية الألبانيَّة من الجماعات الإسلامية” (السلفية المعاصرة الألبانية، الكتاب الرابع عشر، فبراير/ شباط، 2008) أن السلفية الألبانية تنطلق من رؤية عقيدية وفقهية للإسلام، تتسم بالجمود والانغلاق.
ويشير سليمان في هذا التسجيل الصوتي إلى أن الأسس النظرية للسلفية الألبانية، حول الفرق والجماعات والأحزاب، تتأسس على الاعتقاد الراسخ بوجود خط صحيح، يمثل الإسلام النقي. وقد حصل الانحراف بسبب البعد عن صراطه السوي؛ فالألباني يؤكد التمسك بهذا الخط مشدداً على ضرورة اتباع منهج المحدثين، من دون النظر إلى المذاهب الفقهية واجتهاداتها. ويخلص سليمان إلى أن رؤية الألبانيين للجماعات الأخرى لا تخرج عن التبديع والتضليل، ملاحظاً أن موقف السلفية الألبانية من جماعات الإسلامية شهد تطوراً حين رحب الألباني بها، كما تعامل مع بعضها في سوريا ولبنان.