نُشرت ضمن كتاب المسبار الشهري السابع والستين بعد المئة “سجالات نسوية في الأديان الإبراهيمية: التاريخ والمناهج”- نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. الرقم الدولي المتسلسل للكتاب: 2- 00 – 459 – 9948 – ISBN 978
تناول ستيوارت ز. شارمي -أستاذ الأديان في جامعة روتجرز بالولايات المتحدة- الأدوار المتغيرة للنساء عند الجدار الغربي، وسلط الضوء على حملة استعادة حقوق النساء عند الحائط الغربي، وخلص إلى أنه أنجز الكثير فيما يتعلّق بنضال النساء من أجل الحقّ في الصلاة مثل الرجال عند الحائط الغربي. وأشار إلى أنه في مطلع القرن العشرين، بدأت الوحدة اليهودية عند الحائط في التفسّخ، وتزايدت التوتّرات بين الحضور الحريدي (الأرثوذكسي) المتزايد واليهود الآخرين. كان محور هذا التوتّر دور المرأة عند الحائط، وهو أمر لم يولَ في السابق اهتمام كبير. مضيفًا أنه في أواخر القرن التاسع عشر، طَرَأ مزيدٌ من الانتظام على طقوس الصلاة الرسمية، التي تقتصر عادة على الكُنُس اليهودية، عند الحائط الغربي. وما إن حدث ذلك، حتى بدأت السلطات الحاخامية في فرض قواعد الكنيس، وأبرزها الفصل الرسمي والجسدي بين الرجال والنساء. وبما أن الغالب في الشريعة اليهودية التقليدية (الهالاخاه) لا يشرك اليهوديات كلياً في طقوس الصلاة الجماعية في الكنيس (أي إنهن لا يحتسبن ضمن الرجال لبلوغ نصاب الصلاة الأدنى، أي المنيان)، فقد أصرّ غالب الحاخامات على أن في وسع اليهوديات الصلاة على انفراد فحسب، وفي صمت، عند الحائط.
كانت داعيات الحركة النسوية اليهوديات الملتزمات؛ أقل اهتماماً بالاعتراض على السياسة الأرثوذكسية للفصل بين الجنسين عند الحائط الغربي أو مناصرة حقوق اليهود الليبراليين. تركّزت أجندتهن على قبول الفصل بين النساء والرجال اليهود، لكنها طالبت بالسماح لهن جميعاً بالمشاركة في كل عناصر الصلاة اليهودية المتاحة للرجال.
وفي أثناء احتفال «نساء الحائط» بالذكرى الثلاثين لبدء نضالهن من أجل الحقوق عند الحائط؛ حازت ناشطات الحركة على اعتراف قانوني بحقهن في الصلاة جهراً عند «الحائط الغربي» وفقًا لأعرافهن، باستخدام الكيباه والتِفيلين والطاليت. وهن يؤدّين مراسم الصلاة رسمياً مرة واحدة في الشهر حيث تشمل القراءة غير المشروعة من توراة صغير يُهرّب إلى قسم النساء من الحائط. وفي المقابل تراجعت احتجاجات اليهود الأرثوذكس المتشدّدين واعتداءاتهم عند الحائط الغربي، وأصبحت صورة النساء اللواتي يصلين جهراً، متشحات بشالات الصلاة، مع الكيباه والتِفيلين، بعد (30) عاماً، أمراً معترفاً به الآن باعتباره جزءاً من تقاليد المكان.
- لشراء نسخة إلكترونية من الدراسة بصيغة PDF اضغط هنا
- خيارات أخرى: