“دراسة نشرت في كتاب المسبار ”الإسلام والمسلمون في الصين“، الكتاب 105، سبتمبر “أيلول” 2015 “
من المعروف أن الحضارة العربية الإسلامية عريقة، عميقة الينبوع طويلة المجرى، مثلها مثل الحضارة الصينية، وكان الإسلام قد دخل إلى الصين منذ منتصف القرن السابع الميلادي، وقد بلغ عدد المسلمين في الصين حوالي (30) مليوناً، ينتسبون إلى (10) قوميات أقلّية من الـ(56) قومية التي تتكون منها الأمّة الصينية.
ولكن بشتّى الأسباب التاريخية، خصوصاً بحكم هيمنة المركزية الغربية- الأوروبية، كان الاستعراب -أي الدراسات والبحوث للحضارة العربية الإسلامية أو شؤون العالم العربي- لم يأخذ في الصين خلال فترات طويلة نصيبه المستحقّ، أو مثل نصيب الاستغراب -أي الدراسات والبحوث للحضارة الغربية أو شؤون الدول الغربية- حتى ولو في الاستشراق لم تأخذ نصيبها مثل نصيب الدراسات والبحوث للحضارتين أو الثقافتين الهندية واليابانية.
قد يمكن للاستعراب في الصين بمغزاه الأوسع أن تسترجع بدايته إلى أواخر عهد أسرة مينغ الملكية (1368-1644)؛ وأوائل عهد أسرة تشينغ الملكية (1644-1911)، أي منذ القرن السادس عشر الميلادي، إذ ظهر في الصين التعليم المسجدي، أي تعليم المسلمين في الكتاتيب الملحقة بالمساجد، بريادة الحاجّ الشيخ: خو دنغ تشو محمد عبدالله إلياس (1522-1592)، لتدريس اللغة العربية، والقرآن الكريم والحديث النبوي وتفسيرهما، وعلم التوحيد وعلم الفقه والمبادئ الأخلاقية وغيرها لإعداد الأئمّة، وبعد ذلك نبغ بعض العلماء المسلمين المشاهير، أمثال: وانغ داي يوي (نحو 1570-1669)، وتشانغ تشونغ (نحو 1584-1670)، وما تشو يوسف (1640-1711)، وليو تشي (نحو 1662-1730)، وما ده شين روح الدين (1794-1874)، ووانغ جينغ زاي يعقوب (1880-1949). ولكن في نظري أن اعتبارهم مستعربين ليس بقدر اعتبارهم علماء مسلمين للدعوة للإسلام في الصين، لا للاستعراب.
فإذا تحدثنا عن الاستعراب في الصين، فإنني أودّ أن أضع في هذه العجالة لمحة عن الدراسات والبحوث للأدب العربي في الصين، بصفتي دارساً ثم مدرّساً مختصاً باللغة العربية وآدابها منذ سنة 1956.
بإمكانكم الاطلاع على الدراسة الكاملة من خلال الملف أدناه
الدراسة