دعا تقرير حديث نشرته جمعية هنري جاكسون -مركز أبحاث متخصص في الأمن والسياسة الخارجية، وتعمل من أجل نشر المبادئ الديمقراطية والحريات ومكافحه التطرّف- الثلاثاء، دعا الحكومة البريطانية لتوسيع علاقتها مع دول الخليج لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف والإرهاب.
التقرير جاء تحت عنوان “الإرهاب في الخارج: فهم اتجاهات مكافحة الإرهاب والتطرّف في دول الخليج”، وكتبته الباحثة المتخصصة في سياسات مكافحة التطرف، في مؤسسة هنري جاكسون بلندن نجاح العتيبي.
رأى التقرير أن بريطانيا لا بد أن تتجاوز نهج التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات فقط، والعمل بشكل أوسع في مجال مكافحة الإرهاب من خلال خلق المزيد من المبادرات المشتركة مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في دول الخليج. وأشار التقرير إلى أن من شأن ذلك تحقيق نتائج أفضل في مكافحة الإرهاب، فضلا عن تعزيز نفوذ بريطانيا العالمي خصوصا مع استعدادها لمغادرة الاتحاد الأوروبي.
من جانبها أشارت نجاح العتيبي في التقرير إلى أنه “يجب على المملكة المتحدة تقديم الدعم لمشاريع التحديث التي تُجرى في الخليج حاليا، مثل رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ التي من شأنها تشجيع تطور السرد الإسلامي والإسلام المعتدل، الذي يدمج قيم الحداثة والقيم العالمية التي ستتحدى الأيديولوجية المتطرفة في المنطقة”، وأضافت: “إنه يجب على الغرب النظر في إنشاء مراكز دولية في مكافحة الإرهاب، خصوصا، وأن من شأن ذلك أن يعزز البرامج القائمة في مجال مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة، وسيحول جهود المملكة المتحدة في مكافحة الإرهاب إلى جهود استباقية بدلا من تفاعلية”.
وتطرق التقرير إلى مكافحة التجنيد الإلكتروني كأحد أوجه سبل التعاون المحتملة بين المملكة المتحدة ودول الخليج، لا سيما مع ظهور عدد من المبادرات والمراكز المتخصصة في مكافحة التجنيد الإلكتروني في عدد من دول الخليج. مضيفا أنه على المملكة المتحدة بذل جهود مشتركة مع دول أخرى للحد من الانتشار المتزايد لهذه الظاهرة.
وحول ذلك قالت العتيبي: “إنه على المملكة المتحدة المشاركة في المزيد من مبادرات المجتمع المدني؛ لمعالجة الأسباب الجذرية والتهديدات الإرهابية، وبالتالي تحدي آلة الدعاية لداعش. الغرب يمكن أن يكون له تأثير أكبر في هذا المجال.
وفي تصريح خاص لمركز المسبار للدراسات والبحوث حول “الآلية التي يمكن من خلالها للحكومة البريطانية أن تتوسع في علاقتها مع دول الخليج لمحاربة التطرف والإرهاب”، أشارت الباحثة نجاح العتيبي إلى أنه “بإمكان البريطانيين المشاركة على مستوى القاعدة الشعبية وزيادة الشراكة مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية
والجامعات ومراكز الأبحاث وغيرها”. وحول مدى وعي ومعرفة النخب البريطانية المثقفة بالمشاريع الإماراتية والسعودية التي تسعى إلى نشر قيم التسامح والتعايش في المنطقة، قالت العتيبي: “العديد من هذه المبادرات الإبداعية في مكافحة التطرف في دول الخليج ليست منشورة أو معروفة في العالم الغربي على نطاق واسع، على الرغم من أن بعضها لديها تعاون مع المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة، ولكن على مستوى الحكومة فقط وليس على المجتمعات المدنية والمنظمات غير الحكومية”.