دبي (الاتحاد)- نظم مركز «المسبار للدراسات والبحوث»، أمس، ندوة بعنوان «الإسلام والحركات السياسية في روسيا»، تحدث فيها كل من الدكتور ماجد عبدالعزيز التركي رئيس مركز دراسات الإعلام والبحوث السياسية، والبرفيسور محمد الحداد أستاذ الأديان المقارنة في اليونسكو.
قدم الندوة الدكتور منصور النقيدان، فعرف بالمحاضرين، وقدم عرضاً موجزاً لكتاب «الإسلام في روسيا التاريخ والآفاق والقلق» الذي أصدره مركز «المسبار» في فبراير الجاري. فلاحظ أن الكتاب يمر على نماذج الإسلام في المنعطفات التاريخية وتفاعله معها، مضيئاً على دوره المغيب في الثورات الفلاحية الكبرى وصولاً إلى الثورة البلشفية. ويشير الكتاب إلى أثر البعد القومي على المسلمين في روسيا، وهي مواقف وإشارات أظهرت تجانساً تاريخياً بين المكونين الديني والإثني، وأبرزت ملامح الهوية الوطنية لدى المسلمين الروس.
شارك في إعداد الكتاب كل من الدكتور أحمد عبدالحافظ فواز، والباحث حمود حمود، والدكتور خالد ممدوح العزي، والدكتور طارق عبدالجليل، والدكتور عمر محاميد، والباحث مراد بطل الشيشاني، والدكتور ميربيك فاتشاغيف. والدكتورة نجاة عبدالصمد.
وتحدث الدكتور ماجد التركي فلاحظ أن المسلمين في روسيا هم من المكونات الثقافية الراسخة في تلك البلاد، بعكس ماهو عليه الأمر بالنسبة للأقليات المسلمة في بقية بلدان أوروبا الغربية. وأشار إلى أن روسيا وخصوصاً قيادتها الحالية تدرك هذه الحقيقة، وعبر عنها الرئيس فلاديمير بوتين في ماليزيا بجلاء، عندما أكد أن الإرهاب يرتبط بأفراد وليس بالأديان. كذلك في سعي روسيا لكسب عضوية منظمة المؤتمر الإسلامي، علماً أنها شاركت في اجتماعات المؤتمر بصفة مراقب.
ودعا الدكتور ماجد دول الخليج إلى الاستفادة من تجارب التاريخ والالتفات إلى العلاقات مع روسيا وخصوصاً في تسوية القضية السورية.
من جهته، أكد البروفيسور محمد الحداد رأي زميله بشأن الموقف الروسي من الإسلام، ملاحظاً خطاب بوتين بمناسبة تأسيس أول إدارة دينية للمسلمين في روسيا قبل 250 عاماً، حيث شدد على أن الإسلام جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية الروسية. ولكن الحداد أشار إلى مسألتين مهمتين لابد من الالتفات إليهما لدى بحث مشكلة المسلمين في روسيا. المشكلة الأولى – ربما لا تختلف عن مشاكل المسلمين في الغرب عموماً-، وهي مسألة غياب المرجعية، ما يجعل قيادات البلدان الأوروبية ومنها روسيا تواجه مشاكل عدة. إذ إن مختلف الهيئات والمنظمات الإسلامية لا يعترف بعضها ببعض، في ضوء الخلافات المذهبية. المشكلة الثانية الحاكمة باستمرار لمسألة تأجيج النزاع بين المسلمين والسلطات الروسية، هي المعطيات التاريخية التي لا تحركها المجتمعات العقلانية الحديثة، بقدر ما توجهها المخيلات، فمثلاً الحديث عن صراع الحضارات الذي كتب عنه صموئيل هنتغتون، هو صراع مخيلات كما سماه المفكر محمد اركون، وصراع الجهالات كما سماه المفكر أدوار سعيد، والحل لهذه المعضلة هو بالحوار ثم الحوار ثم الحوار.