هدى الصالح [1]
مشاركة المرأة في منظومة العنف لدى الجماعات السلفية الجهادية بدأت منذ سنوات مضت، وقبيل مشاهد الفوضى العربية التي أطلقت رياحها «الثورات» في السنوات الأربع الأخيرة.
على الرغم من أن توظيف الطاقات النسائية في التنظيمات والفصائل المسلحة ليس بالجديد، فإن انخراط النسوة في التنظيمات الجهادية المتطرفة ما زال أمراً مثار حيرة وإرباك وسخط. كما حدث مع حركة تحرير «نمور التأميل» في سريلانكا، التي اعتمدت في مواجهاتها على الأحزمة الناسفة، حتى بلغت القوة النسائية الانتحارية في صفوفها 60% بعد أن بحثت عن عنصر جديد إثر مقتل الكثير من التاميليين الرجال أو هجرتهم، فاليوم يحدث الاستخدام الانتقائي والنفعي للنساء الجهاديات من قبل التنظيمات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها «القاعدة» وما يسمى بـ «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أمراً ملحوظاً.
رفض الجيل الأول لهذه التنظيمات كالقاعدة وطالبان، توظيف النساء في العمل القتالي، معززاً قاعدته الشرعية بقرار المرأة في منزلها. ولكن بدأت هذه التنظيمات اليوم، على يد «داعش» وفرع تنظيم القاعدة في سوريا «جبهة النصرة»، إمداد خطوط المقاتلين بأمهات وزوجات لم تعد ترى أمامها ما هو أكثر سمواً من ارتداء حزام ناسف، يعطيها حقها في الشهادة والفوز بجنة الفردوس كما الرجل تماماً.
كيف استطاعت هذه التنظيمات النجاح في استقطاب نسوة من أكثر البيئات السعودية محافظة، معظمهن أمهات تجاوزن العقد الثالث من عمرهن؟هذا ما ستحاول هذه الورقة الإجابة عنه.
على الحدود.. وغواية الصورة
إن إلقاء حرس حدود السعودية القبض على سعوديتين برفقة أطفالهن على مشارف حدود اليمن؛ بعد إحباط رحلة نفير شاقة لـ«الحرائر» في بداية العام 2014، كان بلا شك تطوراً خطراً، في مدى نمو التطرف النسائي الذي كشف أيضاً عمّا يسمى بتقاطع المصالح ما بين التنظيمات الحركية والمسلحة في تحالف لافت، بعد أن تحولت صور المرأة المقاتلة والأطفال المسلحين إلى سلعة إعلامية رائجة على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي.
تقول الكاتبة الأمريكية كيلي أوليفر (Kelly Oliver) (1958) في كتابها «النساء أسلحة حربية: العراق الجنس والإعلام»: «الإرهابيون الانتحاريون يعتمدون على الإعلام ليرهبوا الناس، ويعتمدون على الرؤية البورنوغرافية ليصدموا أعداءهم. كما يصور الإرهابيون عمليات الإعدام بقطع الرأس لتعرض على شاشات التلفزيون والإنترنت، بوصفها دليل إثبات على عنفهم، كما يستخدمون التلفزيون والإنترنت لينشروا صوراً تشهد – فيما يبدو- بانتصارهم في حرب للخير على الشر، وللمؤمنين على الكافرين».[2]
إدراك القيمة الإستراتيجية للنساء، بوصفهن أسلحة حربية بحسب أوليفر، كان «كفيلاً بأن تلين القيود الذكورية المحافظة على تحركات النساء». كما جاء في فتوى أبي جعفر الحطّاب، عضو اللجنة الشرعية لأنصار الشريعة في تونس (كتيبة عقبة بن نافع) التي لعبت دوراً بارزاً في عمليات التجنيد النسائي، وبالأخص الجانب السعودي. أوجب الحطّاب على النساء في فتواه التي بثها في إصداره الأخير «أحكام الهجرة والجهاد عند المرأة»، الهجرة والنفير مما وصفه «بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام»، وإن كان بلا محرم، حتى بلغ في جزء آخر من فتواه إجازة السفر مع غير ذي محرم، كما ساوى النساء المقاتلات بالرجال بتأكيد نصيبهن من أسهم الغنائم.
سيدة القاعدة وأخواتها
سعودياً، بدأت ملامح التوظيف النسائي في التنظيمات الجهادية المتطرفة تتضح صورها أكثر عقب إلقاء الجهات الأمنية السعودية القبض على هيلة القصير؛ أو من تعرف بلقب «سيدة القاعدة» كما وصفها التنظيم ذاته.
نفير وفاء الشهري كان أواخر العام 2009 إلى اليمن، والزواج من سعيد الشهري نائب زعيم تنظيم القاعدة قبل مقتله. وسبقتها إلى ذلك وفاء اليحيى التي نفرت إلى العراق لينتهي بها إلى الزواج من زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبي مصعب الزرقاوي. وريما الجريش خرجت إلى اليمن فسوريا بعد أن دفعت بابنها معاذ -(16) عاماً- للذهاب للقتال في سوريا ضمن صفوف «داعش». وكذلك ندى معيض القحطاني، أو من تعرف بكنية «أخت جليبيب» التي أعلنت نفيرها عبر حسابها إلى سوريا. ومي الطلق، وأمينة الراشد، فشلت محاولتهما في الهروب بعد إلقاء القبض عليهما. ونفرت الفتاة عهد الرويلي إلى اليمن.
كل هذه الوقائع أظهرت تحول دور النسوة في التنظيمات المتطرفة كمجاهدات افتراضيات عبر ساحات المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاتلات بأحزمة ناسفة وانتحاريات على دكة الاحتياط.
الإخوان المسلمون والاستخدام السياسي للمرأة
أدركت حركة الإخوان المسلمين بمصر في وقت مبكر، وقبل أي جماعة أصولية أخرى، أهمية الأدوار التي قد تلعبها المرأة في حلقة السياسة والتجنيد والعنف.
ويتجلى ذلك منذ قرار حسن البنَّا بإنشاء أول فرقة للأخوات المسلمات العام 1932 (ترأسها هو شخصياً) وحتى تطور دور الأخوات نحو العمل السياسي في تنظيم الجماعة العام 1944 بعد إطلاق البنَّا قرار تأسيس أول لجنة تنفيذية لـ«الأخوات المسلمات»، مروراً بقضية تنظيم 1965 الذي بدأ بالتشكل في 1957، وأخيراً دفع الأخوات المسلمات إلى الصفوف الأمامية في الميادين ضد ثورة 30 يونيو (حزيران) والإطاحة بحكم محمد مرسي.
تمّ توظيف دور الأخوات بصور مختلفة تبعاً لمتطلبات كل مرحلة، مما أظهر حجم التناقضات بشأن موقف التنظيم من دور النساء داخل الجماعة، وهو الأمر ذاته الذي ظل مرافقاً لطبيعة دور المرأة في التنظيمات والجماعات الأصولية المتطرفة، متأرجحة ما بين الجانب الدعوي والاجتماعي والصراعات السياسية، والانخراط بالعنف من جهة أخرى.
برز دور الأخوات المسلمات دعوياً واجتماعياً منذ تأسيس «فرقة الأخوات» العام 1932 وحتى نهاية أزمة الجماعة العام 1965، بالاهتمام بالأسر الفقيرة من خلال دار «الأخوات المسلمات» والتركيز على دعوة النساء إلى الجماعة في الأماكن العامة والمؤسسات والهيئات الحكومية.
نشاط الدور الدعوي لنساء الإخوان أسهم في إنشاء شبكة عميقة وقوية للأخوات، أفادت منها الجماعة وقت صدامها مع الأنظمة الحاكمة، حيث استطاعت الأخوات التحرك بحرية أكبر في جمع الأموال والتبرعات والإنفاق على أسر المعتقلين أو الهاربين[3].
بعد بدء الصدام بين حكومة «ثورة يوليو» وجماعة الإخوان العام 1954، وما نتج عنه من حملة اعتقالات ومحاكمات طاولت أعضاء الجماعة، عمل قسم الأخوات على جمع التبرعات وإيصالها لبيوت الإخوان المعتقلين أو الهاربين. وأحد أبرز الأدوار السياسية التي لعبتها الأخوات المسلمات، كان عقب قرار حل الجماعة، ليتم اللجوء إليهن من قبل البنَّا في محاولة منه للتأثير على المتنفذين والعدول عن القرار ليطوف بهن على رئاسة الوزراء ومجلس النواب والقصر الملكي.
كانت السيدة: أمينة علي (زوجة محمد الجوهري، مسؤول قسم الأخوات) من قادة مجموعة الأخوات إلى مجلس الوزراء وقصر الملك، حاملة رسالة من حسن البنَّا تدحض أسباب حل الجماعة العام 1948 [4].
وفي تشابه بارز بشأن توظيف النساء والفتيات في حلقة العنف لدى الجماعات الحركية المتطرفة، عادة ما تبرز تناقضات التنظيمات بشأن موقع المرأة وتوظيفها داخل هذه الجماعات، بعد الملاحقات والتصادم الأمني مع الجهات الأمنية الرسمية، لتبدأ مرحلة التكييف اللوجستي لها داخل هذه الجماعات لاعتبارات مختلفة، أبرزها عامل التخفي وسهولة تجييشها عاطفياً بدوافع مختلفة، أبرزها: الانتقام للزوج أو الأخ أو الابن.
الحاجة زينب سيدة الإخوان الأولى
تعتبر زينب الغزالي (زوجة محمد سالم العضو في تنظيم الجماعة) أول عنوان لهذا التحول من قبل الجماعة ومدى حجم العمل السياسي الذي بدأته فرقة الأخوات، والانزلاق إلى الصراعات الأيديولوجية. تمثل هذا الحضور في دورها وشقيقتي سيد قطب (أمينة وحميدة قطب) في تنظيم 1965 الشهير، الذي كان يخطط لبناء خلايا سرية لتغيير النظام، وبسبب دور الغزالي صارت عنواناً ورمزاً للعمل النسائي الإسلامي.
تنظيم (1956) أشرفت على تنظيمه زينب الغزالي. أنشئ بموافقة حسن الهضيبي وسيد قطب، ووُضع لها المنهج والخطط على أن تدوم فترة الإعداد ثلاثة عشر عاماً، وتدارس التنظيم رسائل سيد قطب التي كانت تهربها من السجن شقيقته حميدة قطب[5].
اعتبر منزل زينب الغزالي بمثابة ملتقى لقادة التنظيمات الجهادية وأمراء الجهاد في مصر على اختلافها.
نساء الشاطر
كانت هناك أسماء تميزت بأدوارها السياسية والانخراط في حالة العنف التي شنها التنظيم بصور مختلفة. فإلى جانب زينب الغزالي وحميدة قطب، برز دور آخر لـ«أم الزهراء الشاطر» (زوجة خيرت الشاطر) تجسد بعلاقاتها بقيادات التنظيم في الخارج، التي -وبحسب معلومات نشرتها صحيفة «الوطن» المصرية- كشفت عن اجتماعات عقدت بين «أم الزهراء» وسيدات فلسطينيات وسوريات في منزلها بمدينة نصر، وآخر في التجمع الخامس، مستغلة عدداً من الأماكن المملوكة لجماعة الإخوان في مواقع متفرقة، لتدريب فتيات الجماعة، وأنها اجتمعت مع كل من نادية العموش، وميرفت عماد، وهما فلسطينيتان، وطالبتهما بتدريب فتيات الإخوان والإفادة من كتائب القسام[6].
وكان طارق محمود (المستشار القانوني للجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر) قد قدم بلاغاً إلى المستشار النائب العام ضد عزة توفيق (زوجة خيرت الشاطر) برقم 2820 لسنة 2014، وذلك على إثر تصريحات لها على مواقع إخبارية، واعترافاتها بالتحريض على العمليات الإرهابية وتمويلها. وكانت قد أمهلت الجيش المصري (20) ساعة لعودة جماعة الإخوان إلى الحكم، وإلاَّ ستتحول مصر إلى بركة من الدماء، إلى جانب اعترافاتها التي استند إليها المستشار في بلاغه بوجود «(20) ألف جهادي على الحدود مستعدين للقيام بعمليات إرهابية ضد الجيش المصري، وأن هؤلاء على استعداد لتنفيذ العمليات فور تلقيهم التعليمات من جماعة الإخوان»[7].
كذلك تمّ تقديم بلاغ بحق ابنة خيرت الشاطر (الزهراء) تتهمها مع زوجها أيمن عبدالغني (الذي تمكن من الهرب إلى تركيا) بتشكيل شعبة لإدارة تنظيم الطلاب في الجامعات، يتمّ من خلالها تحريك المجموعات القتالية والخلايا النائمة من الأساتذة والطلبة وعناصر حماس والسوريين الموجودين بالداخل.
«فرقة الأخوات» سلاح «الإخوان» الأخير
دور عزة توفيق (زوجة خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين) وابنتيها: «فاطمة، والزهراء» عقب الإطاحة بحكم الجماعة بمصر، يسلط الضوء على مرحلة جديدة بدأ تسجيلها لفرقة «الأخوات المسلمات» بمصر، تجاوزت مرحلة الدور الدعوي والاجتماعي إلى حد الدعوة إلى العنف وتبني الخطاب التكفيري والتجنيد بصور أكثر تطرفاً، انعكست حتماً على أقطار عربية وإسلامية أخرى.
تناقض ممارسات تنظيم جماعة الإخوان لمفهوم دور المرأة بدأ مبكراً، فعلى الرغم من أن أدبيات حسن البنَّا بشأن دور المرأة لا يتجاوز اعتبارها زوجة وأماً، فإنه كان أول من خالف هذه القاعدة، بعدما كلف مجموعة من نساء الجماعة للطواف على أبواب مسؤولين عقب صدور قرار بحل الجماعة العام 1948، وفي الوقت نفسه شدد على منع النساء من حق الترشح والانتخاب.
اعتبر الباحث أحمد بان (القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين) في دراسته: «الإخوان في حماية النسوان» أن دور الأخوات في التنظيم قد نشط في العام 2005 بعد ملاحظة الكم البشري من النساء، ممن يغلب عليهن العاطفة والطاعة لأزواجهن، ليتم توظيفهن في معركة التنظيم السياسية، مؤكداً أن تمدد التنظيم النسائي تحول إلى 60% من قوة التنظيم الإخواني عددياً وواقعياً وميدانياً بالشارع.
ويقول بان في دراسته: إن تنظيم الإخوان لجأ إلى تحريك الأخوات في الشارع لتعويض انصراف كثير من الرجال عن التظاهر في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران) وخروجهم من الحكم، فنجح في تعبئة الشعور النسائي من خلال المظلومية المصنوعة التي سعى التنظيم إليها لفتح أجواء الثأر والكربلائية، تؤججها مشاعر نساء يرين الدماء والأشلاء[8].
وبحسب الدعاوى التي رفعت بحق خيرت الشاطر (نائب المرشد العام للإخوان المسلمين) أنه عمل من خلال معتقله على إدارة التنظيم والتحضير للتظاهرات، ووضع خطة لطلاب وطالبات الإخوان لإحداث حالة من البلبلة -وفقاً لصحيفة «الدستور المصرية»- خلال فترة الامتحانات، وتوزيع منشورات داخل جامعة الأزهر، بمساعدة صهره أيمن عبدالغني وابنتيه: فاطمة، والزهراء، وذلك لتصعيد الاحتجاجات من خلال الفعاليات التي تنظمها جماعة الإخوان باستخدام طلاب وطالبات الجامعات في الصفوف الأولى.
وشمل البلاغ المقدم تهماً للزهراء خيرت الشاطر (زوجة أيمن عبدالغني) على سند من تشكيلها مع زوجها شعبة لإدارة تنظيم الطلاب في الجامعات لتحريك المجموعات القتالية والخلايا النائمة من الأساتذة والطلبة وعناصر حماس والسوريين الموجودين بالداخل، وكذلك توليها إدارة تنظيم الأخوات من الطالبات، وتشكيل ائتلاف «طالبات ضد الانقلاب» الذي أصبح على رأس مقدمة كل حركة فوضى وحرق وتخريب تتمّ في الجامعات، وأمدت الطالبات بالأموال المرسلة من التنظيم العالمي والمخصصة لشعبة الطلبة.
يضاف لذلك تهم بحق خديجة خيرت الشاطر بمساعدة شقيقتها في «نقل تعليمات التنظيم الدولي للإخوان إلى طلاب الإخوان في الجامعات، وهي التي اتخذت من موقعي التواصل: فيس بوك وتويتر، نافذة لتحريض الطلاب والشباب». وكتبت في إحدى تغريداتها: «هانيتم عيالك يا مصر هنلبسكوا أسود طول العمر، كل بيت يدعم جيش الضلال وشرطته هيكون فيه جنازة، كل شخص صامت وضد نصرة الإسلام ويترك خير الناس وهم الإخوان بالسجون دمه حلال لأنه شيطان صامت».
وشملت كذلك لائحة البلاغ نجلاء محمود (زوجة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي عيسى العياط)، لمشاركتها أسرة خيرت الشاطر في قيادة التنظيمات النسائية، ووضع الخطط لطالبات الإخوان للاستمرار في التظاهرات الطلابية في الجامعات، وتوجيهها رسالة لنساء قيادات الجماعة قائلة: «أقول لهن اصبرن على الحرمان من حقوقكن الشرعية؛ لأن لكنّ عظيم الأجر، ولو استشهد أزواجكن سنزوجكن بمجرد انتهاء فترة العدة وسننفق على أبنائكن». بالإضافة إلى أنها كشفت في حوار مع مجلة أجنبية دورها البارز في قيادات نساء وفتيات الإخوان قائلة: «الجماعة في حالة حرب وجهاد، ولنا الغنائم، ونحن ننفق بسخاء من أجل رفعة راية الإسلام، خصوصاً بمجرد تطبيق الحدود على الكافرين» وأضافت: «لدي إلمام بكل أدوات الحرب، القديم منها والحديث، ولكني سأحتفظ لنفسي بالتفاصيل لأن الحرب خدعة». مستطردة: «لن يهدأ بالي إلا بعد أن يعلق الخونة جميعهم على المشانق»[9].
وكان من بين صور العنف التي انتهجتها الأخوات المسلمات بالأفعال خلال اعتداءات جامعة الأزهر: محاصرة مكاتب عمداء الكليات، وإغلاق بوابات الجامعة الرئيسة بالسلاسل، ومهاجمة رجال الشرطة، واستخدام الطبول لتعطيل الدراسة. وقامت بعضهن بالقفز من فوق أسوار الجامعة وقذف رذاذ الفلفل الحارق على وجه الطالبات، واشتبكت طالبات الإخوان في جامعة الأزهر مع عدد من الأكاديميات والطالبات رفعن خلالها لافتات «وفاة الرجولة داخل التنظيم الذكوري»، وأنهن الـ«قادرات على تحقيق حلم عودة الإخوان للسلطة».
أخوات الخليج.. السعودية أنموذجاً
أسهمت هجرة العقول الإخوانية القادمة مع كوادرها النسائية إلى منطقة الخليج، وخصوصاً السعودية، إبان عهدي الرئيسين: جمال عبدالناصر، وأنور السادات، في تأمين نقطة انطلاق جديدة للجماعات الحركية والمنظرين الأيديولوجيين من خلال النسوة أنفسهن، وللأبعاد الدينية التي تجسدها منطقة الحجاز، كانت هي الأولى على صعيد (التأثر والتأثير)، لتسجل داعيات الحجاز السبق في الحضور الدعوي بالأوساط الدعوية النسائية في السعودية. كانت أشهرن: منى ناصيف، التي باتت توصف اليوم بــ«أم الداعيات السعوديات».
كان على رأس الأسماء القيادية الإخوانية لفرقة الأخوات المسلمات المصريات، ممن قدمن إلى منطقة الحجاز: السيدة: لبيبة أحمد، أول رئيسة لفرقة الأخوات المسلمات، إلى جانب فاطمة عبدالهادي.
من الأخوات للمجاهدات في جدة
وكما تكشّف من خلال المحاكمات الأمنية الأخيرة بحق الموقوفين والموقوفات على ذمة قضايا أمنية، اتضح -بحسب مجموعة من النساء- وجود تجمع نسائي لنساء شاركن برفقة أزواجهن في القتال في قندهار، وانتقلن بعد ذلك إلى مكة المكرمة، وذلك عبر سيدة يمنية (هربت مع زوجها السعودي إلى قندهار) وحضرت دروساً تكفيرية في منزل أسامة بن لادن، وسيدة سعودية تحمل الفكر التكفيري تعمل في إحدى المؤسسات الخيرية بباكستان. التقت المتهمتان ثلاث سيدات سعوديات، من بينهن أروى بغدادي، لعقد اجتماعات نسائية مع أسر الموقوفين أو المقتولين، وجمع الأموال لدعم تنظيم القاعدة في أفغانستان والعراق[10].
مع بداية منتصف الثمانينيات، ظهر كتيب عبدالله فهد النفيسي، المثقف الإسلامي الكويتي، مقيّماً واقع الخطاب الحركي من خلال تياره النسائي بعنوان: «العمل النسائي في الخليج الواقع والمرتجى» (1986). قال فيه: «المطلوب اليوم من المرأة المسلمة أن تبادر بكل جسارة للقيام بمهامها التاريخية من دون خوف من شيء اسمه (التقاليد) فالتقاليد والأعراف شيء، والدين والأحكام الشرعية شيء آخر تماماً»[11]. أكد النفيسي في وثيقته أن: “هناك حاجة ماسة للعمل النسائي الجاد والمنظم، الجاد في منهجه ومساره وحركته”.
المرأة القاعدية
تذبذب الموقف من جهاد النساء في أدبيات القاعدة والتنظيمات الجهادية منذ أربعينيات القرن الماضي، وظلت قضية مشاركة المرأة في العمليات القتالية محل خلاف لدى التنظيم العالمي الذي جمع في دهاليزه أحزاباً حركية «إخوانية» و«صحوية»، وأخرى سلفية تقليدية.
سبقت النساء في القوقاز ومناطق الصراع في روسيا الأخريات، من حيث المشاركة الميدانية في العمليات القتالية، لظروف يراها مختصون مغايرة عمّا تشهده اليوم ساحات التنظيمات الراديكالية المسلحة، تلتها في ذلك الفتيات الفلسطينيات.
قالت سميرة عواطلة (زوجة عبدالله عزام) أو من لقبت بــ«أم المجاهدات في بيشاور»: «كل من ذهب للجهاد الأفغاني كانت زوجته معه، وكانوا يتركون العوائل في بيشاور، وكنا جميعاً كعائلة واحدة. وكانوا ينظرون لي كأم لهنّ. وكان هناك تنسيق مباشر مع زوجات المجاهدين».
وفي حوار لمن تكنى بــ«أم سلمة» وصفت نفسها بقائدة مجاهدات القاعدة، أكدت فيه دور المرأة في الجهاد الأفغاني، ومقاتلة النساء إلى جانب الرجال قائلة: «نعم هناك مجاهدات على أرض الواقع في أفغانستان يقاتلن القوات الصليبية الكافرة المعتدية، وسطرن الكثير من الملاحم البطولية التي أفتخر بها كمسلمة، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، ما حصل لفتاة أراد خمسة من قوات الصليب أسرها بعد أن وجدوها بمفردها، ففجرت نفسها بهم من خلال الحزام الناسف الذي كانت (تتزنر) به على وسطها. وهناك أيضاً أدوار أخرى تقوم بها النساء في أفغانستان بنقل الرسائل والتحذيرات بين القادة، وتهيئة الأماكن لتخبئة المجاهدين أثناء العمليات»[12].
وبحسب رواية المسؤول العسكري في تنظيم القاعدة سيف العدل المصري، التي نشرت في مجلة «صوت الجهاد»، ثمة إشادة بالدور الذي لعبته نساء المقاتلين لدى عرضه نبأ مقتل مجموعة من النساء خلال إحدى عمليات القصف التي استهدفت المجاهدين.
وكان هناك بعض من مسلحي القاعدة العرب، ممن اصطحبوا زوجاتهم «عندما تواروا عن الأنظار كي لا يشتبه فيهم الجيران ورجال الشرطة» وبعضهن أدينّ أدواراً لوجستية ثانوية ومهمات إعلامية، إذ نشرت مجلة صوت الجهاد مقالات عدة وقعت بأسماء مستعارة، كما قام «المكتب الإعلامي النسائي بجزيرة العرب» بإصدار مجلة «الخنساء»، إلا أن تلك الفترة لم تشهد مشاركة أية امرأة في العمليات[13].
من جهة أخرى، شهدت معسكرات القاعدة في أفغانستان قدوم نساء المقاتلين من حين لآخر، ولفترات وجيزة متقطعة، في مشهد يوصف بــ«السياحة الجهادية». فهي -من باب- توفر للمقاتلين استقراراً نفسياً من خلال الالتقاء بالأمهات والزوجات، ومن جانب آخر، فرصة مهمة لقادة التنظيم بما توفره من حشد التأييد الشعبي بعد عودة النساء إلى المجتمعات الأصلية.
تتقلص القيود الدينية في أدبيات التنظيمات الجهادية والحركية، المفروضة على المرأة وتحركات النساء، في ظاهر خطابات أمراء التنظيمات، حين تدرك القيمة الإستراتيجية للنساء.
منذ تفجير برجي التجارة العالمية في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) العام 2001 وحتى العام 2004، برزت أدوار نساء عناصر التنظيم كمجاهدات إلكترونيات بغرض الحشد والتجنيد، باستغلال القيمة الرمزية لهن كأرامل وزوجات للمعتقلين المجاهدين في سجون الحكومات، حتى بلغت اليوم في صورها القصوى في سلوك «النفير».
تعتبر كيلي أوليفر أن بداية المرحلة في استغلال الأصوليات خطاب مساواة المرأة لرفع قيمة العنف الانتحاري النسائي، لا تعطيها حرية إعادة إيجاد معنى كونها امرأة، وبحسب دعاية الجماعات المتطرفة كالقاعدة وداعش، فحرية النساء في أقصاها هي حريتهن في قتل أنفسهن. تقول أوليفر: «يمكن رؤية الشهيدة من زاوية ما كأحد أعراض القيود الذكورية التي لا تدع مكاناً ذا معنى للنساء اللاتي لا يلتزمن بمثل الأمومة والأنوثة إلاَّ الشهادة»[14].
كشفت المسؤولة عن تدريب المجاهدات التابعات للقاعدة وطالبان، في حوار صحافي[15] العام 2003، عن أن التفكير الجدي لدى تنظيم القاعدة بتجنيد النساء، بدأ بعد نجاح الفتيات الفلسطينيات بفكرة العمليات الاستشهادية[16] «علماً بأن التنظيم كان يفكر من قبل في هذا الأمر، لكن الاهتمام زاد بعد العمليات النسائية الاستشهادية في فلسطين والشيشان»[17].
وحول دورهن العسكري قالت: «في الواقع (فكرة الاستشهاديات) النساء لم تكن مطروحة على الساحة إلى أن حققت الفلسطينيات ذلك، وتبعتهن الشيشانيات، ونحن قادمات قريبا جدا بإذن الله»[18].
وأضافت: «باختصار شديد، مهامنا كمجاهدات، بالإضافة إلى العمل الاستشهادي، هي كما يلي: الدعم الخلفي لخطوط المجاهدين (الدعم اللوجستي) ليتفرغوا هم بإعداد أكبر للمعركة… الإرشاد عن المنافقين والمطلوبين للمجاهدين، هذا غير الأدوار الرئيسة بإعداد الطعام وإيواء الجرحى وغيرها»[19].
العديد من المجاهدات –بحسبها- «يجدن التصويب واستخدام السلاح كالكلاشنيكوف والقنابل اليدوية وبندقية (إم 16) والرماية بالمسدس، والباقيات دورهن آتٍ قريباً إن شاء الله».[20]
من المرأة اللوجستية إلى المقاتلة
ظل الدور النسائي في تنظيم القاعدة –لسنوات- محصوراً في الأدوار المساندة للمقاتلين كجوانب تمويلية، وجمع تبرعات، وإيواء مطلوبين، والجهاد الإلكتروني، وعلاج المرضى والمصابين، وإعداد الطعام، إلى جانب مساعدة الأزواج والأبناء على التخفي.
نماذج نسائية معاصرة استند إليها التنظيم بغرض تنشيط الدور النسائي عبر خلاياه، وممن تردد في إعلامهم: أم عمر المكية، مسنة لعبت دوراً خلال الجهاد الأفغاني بإرسال ابنها للقتال. وكما قال عبدالله سليمان المحمود في «رسالة إلى المرأة المسلمة»: عملت هي في مكة على تحريض النساء على الجهاد ودعمه، حتى إنها كانت ترسل الأطعمة التي تصنعها في بيتها للجبهات في أفغانستان، وذات يوم عزمت على زيارة أفغانستان للقاء نساء المجاهدين ومؤازرتهن، وبعدما حضرت أصرت على الدخول إلى الجبهة، وحاول المجاهدون ثنيها لخطورة الوضع، ولكن من دون جدوى، فقد أقسمت أن ترمي العدو بسلاحها، فاستجاب لها الإخوة، وركبت السيارة مع ابنها ودخلت إلى الجبهة».
أما المقاتل السابق ناصر البحري، فكان من جهزه في بداية انطلاقه للجهاد امرأة تعمل مدرسة، سمعت عن مآسي المسلمين في البوسنة والهرسك، فأرادت الإسهام في الدفاع عنهم متسائلة عن أفضل شيء يمكنها المشاركة به، وكان جوابه: «جهزي مجاهداً، فقالت أتبرع براتب شهر كامل لتجهيز مجاهد، وكان يساوي –تقريباً- ألفي دولار»[21].
كان من بين من قبض عليهن من النساء في غضون تلك الفترة، زوجة صالح العوفي قائد تنظيم القاعدة سابقاً في السعودية، والذي قتل في إحدى المواجهات الأمنية في أبريل (نيسان) العام 2005، وجهت إليها السلطات السعودية تهماً متعددة، من بينها وجودها في موقع لتخزين الأسلحة يحوي مطلوبين أمنياً، إلى جانب تسترها على أعمالهم وموافقتها على بقاء أطفالها الثلاثة في موقع خطر من دون مراعاة حالتهم السيئة، ومعاونة زوجها وتنقلها معه وبقية عناصر التنظيم من منزل لآخر، حتى تمّ القبض عليها العام 2004.
بعد العمليات التي شهدتها السعودية في العام 2003 نضجت فكرة إقحام النساء بالنسبة لتنظيم القاعدة بأطر مختلفة، من خلال الكتابة والحث في مجلات القاعدة، إلاّ أنه بقيت على الرغم من ذلك المنصات الإعلامية الأصلية رافضة لهذا المبدأ حتى لحظة القبض على هيلة القصير، أو من وصفها التنظيم بــ«سيدة القاعدة».
جدل فقهي قاعدي حول النساء
تحدث يوسف العييري، مؤسس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (قتل في اشتباك مع قوات الأمن السعودية 2003) في رسالة له عنوانها: «دور النساء في جهاد الأعداء»[22] عن أهمية دور المرأة في التنظيم، قال فيها: «سبب مخاطبتنا في هذه الورقات المرأة، هو ما رأيناه بأن المرأة إذا اقتنعت بأمر كانت أعظم حافز، وترضى بما أمر الله به الرجال بأدائه، وإذا عارضت أمراً كانت من أعظم الموانع له وأقل ما يطلب منك في حال خروج الرجال إلى الجهاد، أن تسكتي وترضي بما أمر الله به، واعلمي أنك حين تثنين الرجال عن الجهاد، سواء أكانوا أبناءً أو أزواجاً أو إخوة، فإن هذا نوع من الصد عن سبيل الله لا يرضاه أبداً»[23].
كذلك سجلت معارضة أيمن الظواهري وتحفظه على مبدأ مشاركة المرأة في العمل المسلح، وكانت زوجته أميمة، قد وجهت في ديسمبر (كانون الأول) العام 2009 رسالة مفتوحة إلى النساء المسلمات، كان ملخصها: «عدم الالتحاق بالجهاد» وذلك لأن «طريق القتال ليس سهلاً بالنسبة للمرأة، فهو يحتاج إلى محرم، لأن المرأة يجب أن يكون معها محرم في ذهابها وإيابها»، ودعتهن إلى «دعم الجهاد بوسائل أخرى».
ويشير تقرير لحملة السكينة من خلال استعراضها ملف مشاركة النساء في العمليات القتالية ضمن التنظيمات والجماعات السلفية الجهادية، إلى أن بدء مفهوم مشاركة المرأة في العمليات الجهادية، وخصوصاً الانتحارية، كان من القوقاز ومناطق الصراع في روسيا، قبل أن يبدأ انتشاره وتوسعه في العراق.
وأشار التقرير إلى أن أولى الجماعات العربية التي وظفت المرأة في العمليات القتالية كانت «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، لافتاً إلى انتشار مفهوم المشاركة الجسدية للمرأة لدى الجهاديين غير الناطقين باللغة العربية[24].
ومن بين رموز المقاتلات في صفوف تنظيم القاعدة كانتحاريات:ساجدة عتروس الريشاوي، عراقية حاولت تفجير نفسها. رانيا إبراهيم المطلك، انتحارية عراقية لم يتجاوز عمرها الخامسة عشرة.
مليكة العرود، بلجيكية من أصل مغربي، نفذ زوجها العام 2001 تفجيراً في أفغانستان، وقتل أحمد شاه مسعود.
في السعودية خرج اسم «هيلة القصير» بعد أن اعتقلتها قوات الأمن السعودية في مدينة بريدة في مارس (آذار) العام 2010.
كذلك وفاء الشهري أو من تلقب بــ«أم هاجر الأزدي»، أول امرأة تنضم إلى تنظيم القاعدة وتخرج من السعودية برفقة أبنائها الثلاثة.
«بنت نجد»، سعودية الجنسية في العقد الثالث من عمرها، والمسؤولة الإعلامية لتنظيم القاعدة على الإنترنت، سجلت مشاركاتها بأسماء مستعارة، ألقي القبض عليها في نوفمبر (تشرين الثاني) العام 2010.
وفاء اليحيى، في العقد الرابع، أوقفت من قبل الجهات الأمنية مرتين، في أواخر العام 2005.
اقتنعت وفاء بفكرة الالتحاق بالمقاتلين في العراق وخططت لذلك، حتى اختفت في 1 أغسطس (آب) العام 2005 برفقة أبنائها (فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً، وصبي يبلغ 12عاما، وطفلة تبلغ 5 أعوام)، لتصل إلى العراق عبر اليمن ثم سوريا، وتتزوج من زعيم تنظيم القاعدة أبي مصعب الزرقاوي وتنجب منه صبياً، وبعد مقتله، قتلت على أطراف بغداد[25].
الجسد النسائي.. حالة سياسية
قبل أن تتمكن الجماعات الراديكالية من تجنيد النساء عسكرياً، عملت طوال سنوات على تدبير تحويل أجسادهن إلى سلاح سياسي، في خطوة مهمة للانخراط في دائرة العنف.
وعلى الرغم من تباين التأصيلات الشرعية لدى هذه الجماعات، فإن جميعها اتفق على التوظيف النسائي وإعادة رسم خريطة وجودها في ساحات العنف، بحسب متطلبات كل مرحلة.
سواء أكانت حرائر داعش والقاعدة «المهاجرات»، أم حرائر جماعة الإخوان المسلمين «الأنصاريات»، أم كانت «حرائر» الغرب «المتحررات»، تمكنت الجماعات المتطرفة من خلال ذلك كله من إيجاد فلسفتها الجهادية للانتحاريات.
عقب أزمة «الربيع العربي» تزايدت ملامح التوظيف السياسي لجسد المرأة تارة، والتوظيف العسكري تارة أخرى، عبر الحركات الحركية الصحوية والجهادية، كل بحسب حاجته، إلا أن الالتقاء يبقى في تثوير المرأة ورفع راية العنف والتطرف اللغوي من جهة، أو استنفار النساء عسكرياً، من جهة أخرى.
سقوط الإخوان المسلمين في مصر بعد الإطاحة بحكم محمد مرسي، وأحداث اعتصامي «رابعة» والنهضة»، كشف عن حجم نجاح التيارات الحركية بالسعودية في التغلغل في الوسط النسائي الدعوي، وتوجيههن كأدوات في ساحات الصراعات السياسية، التي أظهرت فيها النساء لغة ذات نمط سياسي أصولي لم تكن جديدة على كوادر الجماعة.
ابتسام الجابري، داعية سعودية، توجه تغريدتها إلى أحمد الأسير في لبنان، وتقول فيها: «شيخنا لا تمكنهم منك، ولا تسمح باعتقالك، فهم لن يتوقفوا عن إيذاء أهل السنة ولو ادعوا ذلك، ولو توقفوا اليوم سيعودون غداً، وبقاء مثلك مهم».
وعلقت أفراح الحميضي، وهي مثل رقية وابتسام، على فض اعتصام رابعة بقولها: «اللهم لا تشمت الأعداء بنا ولا تجعلنا فرجة للحاقدين.
مقابل ذلك، بدأ ما يوصف بــ«الجماعات المحتسبة» التي تشكل في بعض نشاطاتها وتحشيداتها نوعاً من السند الشعبي حتى لرموز العمل القاعدي، من خلال التعبئة العامة لمواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع، مع مسجونات وموقوفين على ذمة قضايا «القاعدة» في السعودية، انتهت بنفير عدد منهن إلى مواقع الصراع للقتال بصفوف تنظيم «داعش» والتنظيمات الأخرى المقاتلة، والقبض على عدد آخر منهن ومحاكمتهن.
عبر شعارات من قبيل: «إلاَّ الحرائر»، و«فكوا العاني»، نجحت «داعش» اليوم وبصورة جلية في خطف نساء القاعدة وزوجات المقاتلين القدامى للالتحقاق بصفوفها في ظل شحن اغراءات ودوافع مختلفة، طالما تباينت من امرأة لأخرى أبرزها كان منح فرصة «الفرار من القانون» حيث كانت اغراء لا يقاوم،وسريعاً ما تحولت بنات وزوجات رجال التنظيمات المتطرفة إلى أذرع لوجستية وتمويلية وتحريضية قبل أن تصل إلى مرحلة «التوحش» و«الذئاب المنفردة» لتبدأ مرحلة النفير وإرتداء الأحزمة الناسفة والقتل باستخدام الأسلحة البيضاء.
جيل وريث من فتيات القاعدة
ما زال هناك من أبناء الجيل الثالث لأمراء القاعدة من يحاول الحفاظ على الموروث الشرعي. برز ذلك من خلال الدور الذي تلعبه ابنة يوسف العييري كوريثة شرعية لأدبيات والدها، عبر حساباتها في تويتر بكنية «ربيبة السلاح»، برفضها نفير النساء للانضمام إلى «داعش»، عبر تنشيط هاشتاق «جبهة النصرة»، التابعة لتنظيم القاعدة بعنوان «لا لنفير النساء».
نجوى الصاعدي، توصف بالعالمة الفقيهة، بحسب رؤية التنظيم. أربعة أشقاء لها تمّ القبض عليهم لتورطهم في قضايا أمنية، إلى جانب زوجها. كانت برفقة حنان سمكري، وأروى بغدادي، وهيفاء الأحمدي، خلال توقيفهن لدى السلطات السعودية على خلفية اعتصامات نساء وأطفال الموقوفين في بريدة العام 2012.
أروى البغدادي أم لطفلين، لم تقل كيفية نفيرها وهي على ذمة زوج معتقل، وبحسب تغريداتها بعد خروجها إلى اليمن في أبريل (نيسان) العام 2013، برفقة شقيقها أنس وزوجته وابنة أخيها الذي قتل في إحدى المواجهات، قالت: «اخترت بلد الحرية اليمن»، وتضيف فور وصولها: «تنفست الحرية عندما لامست أرض الحرية والجهاد وكأني ولدت من جديد».
نشطت أروى البغدادي قبل نفيرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتتحدث عن الاعتصام ووقائع الاعتقالات، إلاَّ أنها عقب وصولها إلى اليمن اختفت وتمّ تهميش دورها.
حنان سمكري أرسلت أبناءها: تركي ونواف الجزائري إلى العراق، وتسترت على حقيقة انخراطهما، لينتهي الأمر بمقتل ابنها نواف في أفغانستان، بينما لقي تركي مصرعه في الفلوجة.
ريما الجريش خرجت إلى اليمن وحيدة، بمساعدة عدد من عناصر التنظيمات المقاتلة، بعد أن دفعت بابنها معاذ الهاملي (16 عاماً) للالتحاق بصفوف «داعش» في سوريا.
داعش.. صرعة نسائية عالمية
لم تعد «داعش» اليوم ترتبط بحدود معينة، فقد أصبحت ظاهرة عابرة للقارات، فمئات الفتيات المراهقات والنساء ما بين (14) و(24) عاماً تركن منازلهن في دول غربية مختلفة ليلتحقن بصفوف «داعش».
نساء وفتيات من أسر متعلمة وذات مستوى معيشي جيد من أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا لا تتجاوز أعمارهن (14) عاماً، غادرن إلى العراق وسوريا، للزواج من مقاتلين وإنجاب الأطفال والارتباط بمجتمع المقاتلين، تم اصطيادهن جميعاً عبر موقعي التواصل الاجتماعي: «فيس بوك» و«تويتر».
بحثاً عن لقب «زوجة شهيد»، اختارت الفتيات المرفهات حاملات الشهادات الجامعية ترك أسرهن وأصدقائهن، والإقامة في مدينة «الرقة» السورية التي أعلنها التنظيم مقراً لدولة الخلافة منذ العام 2013.
وبحسب تقرير صدر عن المركز الدولي لدراسات التطرف، التابع للكلية الملكية في لندن، يقدر عدد الذين انضموا للتنظيمات الإرهابية فإن ما يقارب 10% منهم من النساء.
(40) فتاة وسيدة من ألمانيا، و(50) أخرى من بريطانيا، مقابل (14) فتاة من النمسا، وتبقى فرنسا في الصدارة بنسبة 25% من مجمل أعداد الفتيات الأوروبيات. فبحسب مصادر فرنسية، (60) فتاة فرنسية في سوريا ضمن صفوف المجموعات الإرهابية، و(60) فتاة أخرى وضعن تحت المراقبة في فرنسا لوجود معلومات تشير إلى تخطيطهن للسفر إلى سوريا والانضمام إلى صفوف «داعش»[26].
تشير عالِمة الأنثروبولوجيا الفرنسية دنيا بوزار[27] (Dounia Bouzar) في كتابها (Ils cherchent le paradis, ils ont trouvé l’enfer) (بحثن عن الجنة ووجدن الجحيم) إلى أن من بين (400) تقرير سجلته المؤسسة، شكلت نسبة تجنيد الفتيات 43% من أديان مختلفة، مشيرة إلى أنه، وخلال الأعوام الأربعة الماضية، تمكنت الجماعات المتطرفة والإرهابيون من صقل أساليب التلقين إلى درجة أنهم «أصبحوا قادرين على تحويل حياة الشباب الجيد»في المقابل، بلغت نسبة الآراء الإيجابية في بريطانيا 7%، و16% من قبل الفرنسيين، من بينها 27% مواطنون فرنسيون ممن بين (18-24) أجابوا بثناء.[28]
لا يمكن اختزال النتائج المذكورة أعلاه بالموقف الديني. غير أننا نرى أنه من الأهمية بمكان توسيع نطاق بحث الدراسات بعد مشاركة يهوديات ومسيحيات نفرن بعد يوم أو فترة وجيزة عن إعلان إسلامهن، انتظرن ارتداء النقاب والحجاب، حتى وصولهن مدينة «الرقة» السورية، لتمتد الإشكالية إلى حالة دولية لا يمكن اختزالها بالبعد الديني، إلا أن الاستخبارات الأمريكية قللت –حينها- من خطورة الأمر من حيث قدرتهن على شن هجمات إرهابية.
المرأة.. كنز إعلامي إرهابي
وبالعودة إلى مشاهد النساء في تنظيم «داعش»، فإنكيلي أوليفر يعود ذلك إلى رغبة ملحة في توظيف صورة المرأة في «اقتصاد العنف» لما لها من أبعاد إعلامية مهمة، بعدما تحول الجسد الأنثوي نفسه في حضوره وأصل وجوده إلى سلاح، باعتبار العنف النسائي لديه جاذبية أكبر في مخيلة العامة، بما يحويه من عنصر المفاجأة، وسلعة إعلامية رائجة، ورأت أن توظيف مشاهد الانتحاريات يندرج في تحقيق أبعاد بورنوغرافية.
من جهة أخرى ربطت العولمة وما يرافقها من تطور تكنولوجي الإنسان بالفضاء العالمي، حتى بات الفضاء الإلكتروني يشكل اليوم أذواق البشر وقيمهم وعاداتهم، مستفيداً من أكثر النظريات العلمية تطوراً في محاصرة الإدراك والتأثير في اللاوعي الجمعي.
تعتمد معظم النزاعات المسلحة على الدعاية. ومن وسائل الدعاية الشعارات التي تؤثر بشدة في الجماهير التي لا تمتلك – غالباً- المناعة اللازمة.
مراهقات دولة «الخلافة»
ظلت تقارير مراكز الدراسات الإستراتيجية لمكافحة الإرهاب الدولية، حائرة -حتى اليوم- في تحليل أسباب ودوافع انجرار سيدات ومراهقات غربيات من أصول عربية وأخرى مسيحية ويهودية وغير دينية، إلى فكرة «دولة الخلافة»، والارتباط بمقاتلين من تنظيم «داعش»، مقابل التخلي عن حالة الرفاه الاجتماعي ومبادئ حقوق الإنسان، والحريات التي تتمتع بها المرأة في كنف المجتمعات الغربية.
بينما يرى ستيفن إيرلانجر، الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز، أن انضمام الفتيات إلى الجماعات الأصولية والراديكالية إنما تركز من خلال تصوير الحياة في ظل الخليفة البغدادي وكأنها بمثابة جنة الإسلام. وباقتباس الكاتب لتحليل براون، فإن عرض المشاهد هذه، التي تمزج ما بين صور الحياة المدنية الطبيعية للمرأة وبين العنف، إنما هو أمر مهم، وهو تأكيد لربط النساء بالحالة السياسية مقابل تنفيرهن من نمط الحياة الغربية، سواء في جانبها الأخلاقي أو السياسي، فهن يحضرن الدروس الدينية، ويتعلمن استخدام السلاح، ويشاركن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويطبخن للمقاتلين «أبطال الدين»[29].
العنف النسائي لدى الجماعات الأصولية
استغلت الحركات الثورية والمتطرفة منذ القدم المرأة كسلاح هجومي في معاركها، حيث بلغت نسبة مشاركة النساء من بين عناصر التنظيمات المتطرفة في كل من الجيش الإيرلندي ونمور التاميل والمقاتلين الشيشان ما يقدر بـ25%، بالمقابل بلغت نسبة انضمام النساء إلى «جبهة النصرة»، وتنظيم «داعش» 10%[30].
يبدو من خلال ذلك استعداد النساء لتبني الآراء الأصولية المتطرفة، تماماً كالرجال، وقد تكون المرأة أسرع استجابة للمعتقدات الراديكالية لطبيعتها النفسية المتطلعة للمثاليات والأحلام الخيالية، وإن كانت وسط جماعات تتبنى منهج العنف وقطع الرؤوس.
بأسلوب «التلقين والإغواء» -كما قالت دنيا بوزار – استطاعت «داعش» وتنظيم القاعدة تجنيد النساء والفتيات المراهقات، إلاَّ أن اللافت في الأمر السياسة المتنوعة التي انتهجتها هذه التنظيمات خلال عمليات التجنيد عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
إن تجنيد نساء الخليج لم يتجاوز الأبعاد السياسية والبحث عن أوهام «الحرية».
من خلال عالم الفانتازيا المزيف في «النص والصورة»، الذي برعت «داعش» في تصويره على الأرض عبر الملابس وإطلاق اللحى والشعر الفوضوي الطويل لرجال مفتولي العضلات عبر (صور وأفلام لا تقل جودة عن الإخراج الهوليودي)، رُسم للفتيات أنموذج الدولة المثالية، تارة باسم الأمة الإسلامية، وأخرى بذريعة تحقيق الدولة الأخلاقية.
لايعد العنف لدى النساء ظاهرة حديثة، والمفارقة أن المرأة شكلت هاجساً لدى خصومها لشدة عنفها وانتقامها، فكانت أكثر وحشية من الرجل. فهل لدى النساء قوى غامضة؟
اشتهرت بعض النازيات بتعذيب المعتقلين اليهود في معسكرات الاعتقال والاعتداء عليهم. على سبيل المثال: كانت إليسا كوخ تعرف بتجولها في المعسكرات على ظهر حصان، تبحث عن أشكال وشم جذابة على أجساد المعتقلين يمكن أن تحولها إلى ساتر لضوء المصباح مصنوع من جلد بشري. ويروى أن مذكرات الجنود الألمان تشير إلى أنهم كانوا يخشون نساء الروس أكثر من رجالهم، وكانوا يرفضون الاستسلام لهن خوفاً من العواقب[31].
ترى كاثرين براون أن بعض أساليب تنظيمي «داعش» و«النصرة» في التجنيد كانت «باعتماد سياسة طوباوية جديدة في مسألة الجهاد، والمشاركة في خلق الدولة الإسلامية الجديدة»[32]، فشخصية الفتيات والمراهقات الطوباوية باتت تحلم بمجتمع خال من الصراع، والتحليق بعيداً بإنشاء مُثل تسعى إلى تحقيقها على الرغم من بعدها عن الواقع.
استعانت التنظيمات المتطرفة بـ «الفانتازيا» التي تُقدم إلى المراهقات وكأنهن في رحلة جميلة في فضاء الخيال الممزوج بالخرافات، كما قالت إحدى الفتيات الغربيات المجندات: إنها في مدينة أشبه بــ«ديزني لاند»، أو كما قالت الأم الهولندية «مونيك» في لقاء لها عبر التلفزيون الهولندي، والتي تمكنت من إنقاذ ابنتها وإرجاعها مجدداً إلى الأراضي الهولندية في العام 2014 بعد سفر ابنتها إلى مدينة الرقة السورية والانضمام إلى «داعش» لتتزوج من أحد المقاتلين (عمر يلماز) وهو هولندي من أصول تركية، وتقول الأم: إن ابنتها تحولت في فترة قصيرة إلى مسلمة متطرفة بعد أن وقعت في حب المقاتل «يلماز»؛ حيث رأت فيه -كما ذكرت لوالدتها- شخصية «روبين هود».
إن علاقة النساء المسلمات والمسيحيات وغيرها من الديانات بالعنف الديني، تعود إلى النظرة للحياة الأخرى باعتبارها الحياة المرغوبة أكثر والصحيحة حقاً، بعدما تمّ التوظيف الديني من قبل الجماعات المتطرفة صوب الحط من قدر الحياة التي ينهيها الموت، فجعلت منه مجرد تمهيد، فالموت لا يعني هنا نهاية حياة، وإنما بداية طريق «الجنة».
[1] كاتبة في صحيفة الشرق الأوسط.
[2] انظر: كيلي، أوليفر، النساء أسلحة حربية: العراق الجنس والإعلام، ترجمة وتحقيق شكري مجاهد، مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى، 2012.
[3] عمرو، فاروق، بنات المرشد.. القصة الكاملة لتنظيم الأخوات من زينب الغزالي إلى فتيات 7 الصبح، كنوز للنشر والتوزيع، مصر، 2014، ص13.
[4] عمرو فاروق بنات المرشد…، مرجع سابق، ص189.
[5] زينب، الغزالي، أيام من حياتي، دار التوزيع والنشر الإسلامية، طبعة 1999.
[6] انظر: عمرو، فاروق، بنات المرشد، مرجع سابق، ص103. انظر أيضاً: مصادر سيادية: «الإخوان» تستخدم فتيات الجماعة في العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، صحيفة الوطن المصرية، البوابة الإلكترونية، 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2013، على الرابط التالي:
http://www.elwatannews.com/news/details/343306
[7] صحيفة الدستور، الموقع الإلكتروني، الثلاثاء 18 فبراير (شباط) 2014.
[8] موقع الموجز الإلكتروني، عرض دراسة الباحث أحمد بان، العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين، 31 يناير (كانون الثاني) 2014.
[9] الموقع الإلكتروني لصحيفة الدستور المصرية، الاثنين 17 فبراير (شباط) 2014.
[10] «سيدات القاعدة» ينقلن الفكر الإرهابي من قندهار إلى غرب السعودية، صحيفة الشرق الأوسط، الأحد 7 سبتمبر (أيلول) 2014، العدد 13067.
[11] انظر: عبدالله، فهد النفيسي، العمل النسائي في الخليج الواقع والمرتجى، شركة الربيعان للنشر والتوزيع، 1986.
[12] صحيفة الشرق الأوسط، 12 مارس (آذار) 2003، العدد8870.
[13] المرجع السابق، هامش 15، ص281.
[14] كيلي أوليفر، النساء أسلحة حربية، م.س، ص223.
[15] قائدة مجاهدات «القاعدة»: نبني تنظيماً نسائياً سيقوم بعمليات تفجيرية تنسي أميركا اسمها، صحيفة الشرق الأوسط، الأربعاء 12 مارس (آذار) 2003، العدد 8870.
[16] وفاء إدريس (26 عاماً) من (كتائب شهداء الأقصى) كانت أول فتاة فلسطينية شابة تفجر نفسها بحزام ناسف في القدس الغربية العام 2002، تلتها هبة الدراغمة (19 عاماً) من (حركة الجهاد الإسلامي) لتفجر جسدها في مايو (أيار) العام 2003، أعقبتها هبة المدخل (19 عاماً)، وغيرهن مثل: دارين أبو عيشة وعندليب طقاطقة وريم الرياشي.
[17] قائدة مجاهدات «القاعدة»: نبني تنظيماً نسائياً سيقوم بعمليات تفجيرية تنسي أميركا اسمها، م.س.
[18] المرجع نفسه.
[19] المرجع نفسه.
[20] المرجع نفسه.
[21] قائدة مجاهدات «القاعدة»: نبني تنظيماً نسائياً سيقوم بعمليات تفجيرية تنسي أميركا اسمها، م.س.
[22] تستحضر فتوى يوسف العييري نفسها من جديد مع بداية فوضى الربيع العربي، ودعوى النساء للنفير إلى سوريا والعراق.
[23] يوسف، العييري، رسالة دور النساء في جهاد الأعداء، منبر التوحيد والجهاد.
[24] نساء القاعدة وأخواتها، موقع السكينة الإلكتروني، 13 سبتمبر (أيلول) 2011، على الرابط التالي:
http://www.assakina.com/center/parties/9565.html
[25] الذكرى العاشرة لتفجيرات حمراء الرياض: قصة المرأة السعودية التي سافرت بأطفالها للعراق من أجل «الجهاد» وتزوجت الزرقاوي، صحيفة الشرق الأوسط، 11 مايو (أيار) 2013، العدد 12583.
[26] صحيفة الغارديان البريطانية، 29 سبتمبر (أيلول) 2014.
[27] دنيا بوزار صاحبة المؤسسة الفرنسية لمكافحة التجنيد والقتال في سوريا، وهي حملة لمكافحة تجنيد الفتيات الفرنسيات، انطلقت في أبريل (نيسان) العام 2014.
[28] استطلاع: 16% من الفرنسيين يدعمون داعش، موقع التقرير، 28 أغسطس (آب) 2014، على الرابط التالي:
[29] steven, erlangeroct, In West, ISIS Finds Women Eager to Enlist, the new york times, oct. 23, 2014;
[30] Ibid.
[31] كيلي، أوليفر، النساء أسلحة حربية: العراق الجنس والإعلام، مرجع سابق، ص202.
[32] steven, erlangeroct, in west, isis finds women eager to enlist .