تحظى الحركات الإسلامية في تونس بعدد من الأتباع، ولكنها تتميز بنقطة ضعف وهي كثرة خصومها من داخل المجتمع نفسه لأن مشروع الإسلاميةلا يكتي بالسياسة، لذلك يلاقي معارضة على مستويات أخرى كثيرة ويستنفر ضده الكثير من الفئات التي تقف موضوعياً مع التحرر والتغيير، لكنها تخاف من الإسلامية أكثر من خوفها من السلطة الحاكمة في كثير من الأحيان، ويقول أصحابها إنهم يفضلون استبداد الشرطي الذي يمارس سطوته على الأجساد من استبداد ديني يتحكم بالأجساد والعقول في آن واحد. ويشكل ربيع الحرية التونسية الحالي بعد سقوط نظام بن علي والعفو العام الذي أعلنته الحكومة المؤقتة عن كل المعارضين والمنفيين السياسيين بمن فيهم الإسلاميون، معطى ثقافياً غير مسبوق سيؤثر حتماً في مستقبل تونس ويمكن أن يؤثر في الجوار العربي والإسلامي. ويفرض هذاالوضع تقديم مجموعة من الآراء التي تروي ماضي وحاضر الإسلام السياسي في تونس وتوقعات المختصين لمستقبل هذه الجماعات قبل سقوط نظام بن علي، إضافة إلى قراءة استشرافية بعد ثورة الياسمين وربطها بالتطورات القادمة للأحداث في هذا البلد.
شاهد فهرس الكتاب