24 – أبوظبي
أصدر مركز المسبار للدراسات والبحوث كتابه 107، الذي يتناول مسألة التعددية الدينية والتنوع في منطقة الخليج العربي، متابعاً الدور المؤسسي والقانوني والحكومي، عبر ملفات وأبحاث تتناول حالات التنوع وصيغ التمييز وأدبيات الحوار، ودور المؤسسات وسبل إدارة التنوّع وطرقها.
وتابع الكتاب التنوع الاجتماعي والسياسي في العراق، وتطرق إلى باب التدخلات الخارجية ودورها في تقليص وتهديد الدور الحكومي لترسيخ قيم التعددية، مع رصد لملف التعددية الدينية في السعودية، وتخصيص أبحاث حول التعددية في اليمن والإمارات العربية المتحدة.
وكانت إدارة التنوع الاجتماعي والسياسي في العراق، موضوع ورقة الباحث عبد الجبار عبد الله، والتي رصد فيها الفترة منذ تولية الملك فيصل الأول عرش العراق، متناولاً ظاهرة عدم التجانس الاجتماعي فيه، قائلاً إن “البلاد العراقية من جملة البلدان التي ينقصها أهم عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية، ذلك هو الوحدة الفكرية والملية والدينية، فهي والحالة هذه مبعثرة القوى، منقسمة على بعضها، يحتاج ساستها أن يكونوا حكماء مدبرين غير مجلوبين لحساسيات أو أغراض شخصية أو طائفية أو متطرفة”.
من جهتها، تناولت الباحثة هدى النعيمي، موضوع “التنوع في مملكة البحرين والتدخلات الإيرانية”، مؤكدة على أن البحرين هي أكثر دول الخليج العربي تأثراً بموجة الانتفاضات العربية التي اندلعت في ديسمبر (كانون الأول) 2010، بالنظر لتاريخ طويل من الشد والجذب بين المعارضة الشيعية والنظام الحاكم، الذي عززته مطالب داخلية وتدخلات خارجية، حيث تقع الجزيرة اليوم على خط الانقسام الطائفي بين السنة والشيعة، في بلد متنوع الأديان والطوائف”.
خطب ارتجالية
ويرى الباحث الإماراتي عمر عبدالرحمن الحمادي، أن تحوّلاً إيجابياً حدث في الإمارات، ففي السابق كان بعض الخطباء يشطحون في خطبهم باتجاه نشر الكراهية وعدم التسامح مع أصحاب المعتقدات الأخرى، وكان المصلون في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة، يسمعون بعض الجمل والأدعية التي تنتقص من بعض الأديان السماوية، من مثل الدعاء على اليهود والنصارى بالموت وتجميد الدماء في عروقهم، ونعتهم بأنهم إخوان القردة والخنازير.. إلخ، لكن في الآونة الأخيرة وضعت هيئة الأوقاف حداً لتلك الخطب الارتجالية العاطفية.
وفي الشأن الإماراتي، بينت رئيس قسم التاريخ في جامعة الإمارات العربية المتحدة فاطمة الصايغ، أنه على الرغم من أن الغالبية الكبرى من سكان الإمارات ينتمون للمذاهب السنية على اختلاف أطيافها، فإنه وُجِدَت أيضاً، ومنذ القرن الثامن عشر، جالية عربية شيعية مارست شعائرها بكل يسر وسهولة.
وأشار الباحث السعودي حسن المصطفى، في ملف الرصد لهذا العدد الذي خصص للتعددية في السعودية، إلى أنه في المملكة، وعلى الرغم من بروز “السلفية” كمذهب يشكل ملامح التدين وحتى السياسة في المملكة، فإن هناك حضوراً للمذاهب السنية بمدارسها الأربع: الحنابلة، الأحناف، المالكية، والشافعية، يضاف إليهم المسلمون الشيعة، بثلاثة مذاهب رئيسة: الاثنا عشرية، الإسماعيلية، والزيدية، أي إن هنالك 7 مذاهب إسلامية يتعبد بها السعوديون، ويتبع سكان المملكة أحكامها الفقهية ورؤيتها العقدية.
وضم الكتاب أيضاً بحثاً يشرح “خارطة الجماعات الدينية والمذاهب في السعودية، وبالتعددية المذهبية الفقهية”، أعده الباحث فهد الشقيران.
وقدم الباحث الفلسطيني محمد أبو الرب، قراءة في كتاب المسبار “التنوع العرقي والمذهبي في الخليج: بين الواقع والتوظيف”، وترافقت القراءة مع تعقيب على الدراسات المدرجة فيه.
ومن الموضوعات التي ركز عليها الباحثون المشاركون، حال “الاستقطاب السياسي والإقليمي والثقافي” في اليمن، للباحث الفرنسي فرانك ميرميه، وبحث آخر بعنوان “سياسة التمييز الإيجابي والكوتا النيابية: إدارة التنوع الثقافي”، أعده الباحث حسام الدين علي مجيد.