تناقش الباحثة المصرية “أمل صقر” – مدير تحرير مجلة “اتجاهات الأحداث” في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبو ظبي- في دراستها “موقف إسلاميي الخليج من مشاركة المرأة في الحياة السياسية” (نساء الخليج واليمن: جدل الحقوق والدين والإسلاموية- الكتاب السابع والتسعون، يناير (كانون الثاني) 2015) موقف التيارات الإسلامية في دول مجلس التعاون من قضايا المشاركة السياسية للمرأة، من خلال استعراض أبرز هذه التيارات، ثم التعرف على مواقفها من المرأة عموماً، ومن مشاركتها السياسية خصوصاً، مع التعرض لأبرز ملامح التطورات التي شهدتها أوضاع المرأة في الحياة السياسية خلال السنوات الأخيرة في دول مجلس التعاون، والجهود المبذولة نحو منحها حقوقها، والنجاحات التي تمكنت من تحقيقها، وكذلك الإخفاقات التي منيت بها.
تبرز الورقة كيفية تعاطي كل من الإخوان والسلفيين مع قضايا المرأة في الخليج، وتذهب صقر للقول: إن قوة التيار السلفي في بعض دول مجلس التعاون، دفعت –وما زالت- الإخوان –على الرغم من موقفهم المنفتح فكرياً- إلى تبني مواقف سياسية متشددة ضد الحقوق السياسية للمرأة. وتستشهد صقر بحالة المرأة الكويتية، فعلى الرغم من حصولها على حقها الكامل في الانتخاب والترشح بناء على قرار الحكومة الكويتية سنة 2005؛ فإن الموقف السلفي في أغلب تياراته لم يتغير، ولم يتفاعل السلفيون مع هذا التطور إلاَّ من زاوية الإفادة منه عبر حشد النساء للتصويت لمرشحيهم باعتباره أمراً واقعاً. وترى أن الثابت في مواقف التيارات الإسلامية في الخليج من مشاركة المرأة السياسية، هو معارضة أغلب هذه التيارات لهذه المشاركة، ولكن بدرجات مختلفة. ويظهر أن دول الخليج قد اعتمدت في دعم مشاركة المرأة على القرارات الحكومية بشكل أساسي. ولكي يتغير موقف الإسلاميين، فلا بد من حدوث اختراق حقيقي في المجتمع، وإلا فسوف يظل الوضع على حاله.