يحتوي هذا التسجيل الصوتي دراسة الباحث والكاتب الإيراني حسين الأهوازي “إيران… التشابك الطائفي والقومي” (الطائفية، الكتاب الرابع، أبريل/ نيسان 2007) والتي تناولت الاستخدام الطائفي للمذهب الإمامي في تاريخ القديم والحديث.
يشير الأهوازي إلى أن التعصب الطائفي الصفوي ضد السنة قابله تعصب عثماني، وصار أتباع مختلف المذاهب الإسلامية يدفعون ثمن الصراعات الطائفية السياسية. واليوم التاريخ يعيد نفسه، فالتعصب الطائفي بين الصفويين والعثمانيين مازال يلعب دوراً مأساوياً في المنطقة، ويعمل على رسم حدود غير مرئية بين أبناء الوطن الواحد، أو المدينة الواحدة، وحتى بين أبناء القبيلة الواحدة، تتبلور في نشر روح الحقد والضغينة.
يتطرق الباحث إلى أوضاع السُنّة في إيران في التاريخ المعاصر. ينتشر السُنّة على امتداد البلاد في حوالي أحد عشر إقليماً، ما بين محافظة ومنطقة ومدينة وضاحية، كما أن بعض المحافظات، كمحافظة كردستان، تكاد تكون مغلقة على أهل السنة من الأكراد، وكذا محافظة سيستان وبلوشيستان التي يشكل الشعب البلوشي أكبر نسبة من سكانها.
عالجت الدراسة التضييق الذي تتعرض له الطائفة السُنية في إيران وعرضت وجهات نظر دينية وحكومية. علماً أن إيران تتكون من أعراق ومذاهب وأديان مختلفة، وهذه التعددية تبرز في المجال الإثني أكثر من غيرها، وتمتزج بعض الأحيان، حسب الظروف التاريخية والسياسية، بالعامل الطائفي.
في الختام يرى الأهوازي أن القضية الطائفية والقومية متشابكة في إيران، فهناك من الإيرانيين مَنْ يخضع لتمييزين الأول بسبب اختلاف القومية والثاني بسبب اختلاف المذهب.