المصدر: مركز المسبار للدراسات والبحوث
تناول الكاتب والباحث العراقي علي الحسيني دراسة “الطرق الصوفية في البصرة (تاريخ وأسماء وشواهد)، ضمن كتاب “الإسلام النائم التصوف في بلاد الشام، العدد 66، يونيو (حزيران) 2012”.
يرى الباحث أن الحديث عن الطرق الصوفية في البصرة يكتسب أهمية خاصة، لأنها رائدة الصياغات الأولى لأشكال التصوف الإسلامي في دلالاته الروحية الشاملة، بالإضافة إلى مساهمتها الضخمة في تأسيس مدارس، تعد اليوم مراجع أصيلة لكل سالكي مسلك الزهد، ليس في العالم الإسلامي حسب وإنما تعدت تأثيراتها إلى خارج حدوده.
ويعتقد أنه حتى لو اتفقنا مع من يقول: إن التصوف هو صناعة هندية أو فارسية أو بوذية، أو إنه متأثر بالرهبانية المسيحية. فهو لا يزيح مكانة البصرة ودورها المتحقق في تأسيس مدارس خاصة بها. وهو ما دفع فيما بعد كافة الطرق الصوفية-على مختلف معتقداتها، ومفاهيمها- إلى ادعاء الانتساب لها والإصرار على أن أدبياتها صيغت وفقا لأقوال وأفعال متصوفة البصرة الأوائل.
الدراسة اعتمدت بدرجة كبيرة في ما يتعلق بتاريخ الطرق الصوفية في البصرة خلال قرن من الزمن تقريبا على روايات ومدونات الأسر الصوفية في المدينة، ولقاءات مباشرة أجراها الباحث مع بعض كبار المتصوفة.