يطرح الباحث الأردني في قضايا الجماعات الإسلامية محمد حسن الشريف في دراسته ” الدعاة الجدد: القواسم والاختلافات” (كتاب: الدعاة الجدد، الكتاب السابع عشر، مايو/ أيار 2008) جملة من الإشكاليات في تحليله لخطاب “الدعاة الجدد”: كيف تفاعل هذا الخطاب مع الإعلام والتعليم؟ وهل يندرج تحت مفهوم تجديد الخطاب الديني، أم يظل خطاباً خاصاً بمنطقه ومفرداته وأدواته، مقصوراً على شرائح بعينها؟ هل كل خطاب الدعاة الجدد يُعد خطاباً متشابهاً ينبع من منطلقات واحدة، أم ثمة اختلافات جوهرية بين تمظهراته المختلفة؟
يعرض الشريف في هذا التسجيل الصوتي لنماذج من هؤلاء الدعاة الجدد وسيرهم الذاتية، مركزاً على مكوِّنات الخطاب الذي يحملونه ويبثونه عبر الوسائل الحديثة المتنوعة. ويرى أن أهمية الحديث عن خطاب الدعاة الجدد، تعود من جهة إلى تفاعله العميق مع الإعلام والتعليم، وهما من أبرز أدوات الخطاب في العصر الحديث، ومن جهة ثانية إلى ما يشكله هذا الخطاب من استجابة – مقصودة أو غير مقصودة – للمطالبات المتواصلة بـ (تجديد الخطاب الديني) ، بعد أن سيطرت على الساحة الفكرية العربية والإسلامية أنواع من الخطاب الحركي، بكل ما نجم عنها من تفاعلات بلغت ذروتها في أشكال العنف الموجه إلى الداخل والخارج، فضلاً عن إخفاق الخطاب الحركي في تقديم طرح مقبول للشارع العربي، بعد تجارب فاشلة في المشاركة السياسية في بعض الدول، أو بسبب حالة النفور من طروحات الفكر السلفي التكفيرية، وتراجع تأثير الخطاب التقليدي، الذي يطرحه الشيوخ وخريجو الجامعات والكليات الدينية. فكان لا بد من خطاب آخر مقبول من الشارع، لا علاقة له بحركات العنف، ولا بالإسلام السياسي، ولا بالفكر التكفيري، ولا بالشيوخ التقليديين.